الجزيرة:
2025-02-01@04:44:48 GMT

المقاومة بالفكرة.. ابتكارات غزة في زمن الحرب

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

المقاومة بالفكرة.. ابتكارات غزة في زمن الحرب

"ما أقصى مراحل الإحباط التي قد يصل لها الإنسان؟ وإلى أي حد يدفعه الأمر للتفكير بالموت؟" سؤالان يلخصان ما دار في ذهن الشاب الفلسطيني عبد الله قلجة عندما استنفد الأطباء الحلول لعلاج قدمه اليسرى، وقاموا ببترها بسبب إصابة تعرض لها إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزل جيرانه شمالي قطاع غزة.

ففي 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا مجاورا لعائلة قلجة، مما أسفر عن استشهاد والده وشقيقه، وإصابة عبد الله وشقيقه الثاني وعدد آخر من أفراد العائلة.

وأجرى الأطباء 4 عمليات طارئة لعلاج قدم عبد الله، لم تفلح جميعها. وجاءت اللحظة التي "تمنيت فيها الموت قبل أن أخسر قدمي"، هكذا يصف الشاب للجزيرة نت أقصى مرحلة من الإحباط وصل لها وقت إبلاغه بأن العملية الخامسة ستكون بترها.

نزح عبد الله مع أمه ومن تبقى من عائلته، وانتهى بهم المطاف مؤخرا في خيمة بالقرب من شاطئ دير البلح وسط قطاع غزة.

ويضيف عبد الله للجزيرة نت "السعي في طلب الرزق عبادة، لكن الطريق مؤلم وشاق بقدم واحدة، بعد أن منحني أحد الأصدقاء عكازا أتكئ عليه، قبل أن أقرر تحويل العكاز المكسور إلى قدم صناعية".

وتابع "لقد صنعت لنفسي حياة من جديد، صحيح هي فكرة بدائية، لكنها بالنسبة لي مجدية للحد الذي يعينني على مصاعب الحرب وفقر الإمدادات الطبية في حرب لم تبق شيئا على حاله في غزة".

تطوير طريقة لتحلية مياه البحر للتغلّب على ندرة المياه العذبة في قطاع غزة pic.twitter.com/KyYYe9C2UC

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) June 1, 2024

تحلية مياه البحر

أما الفلسطيني أحمد عفانة، فيقول إنه كان يشق طريقا وعرة يوميا باحثا عن أقرب نقطة لتعبئة مياه الشرب، خاصة أنه يسكن خيمة على رمال البحر الممتدة وسط القطاع، مما يجعل المهمة مرهقة.

ويضيف للجزيرة نت أن "تعبئة مياه صالحة للشرب، وأنت تسكن خيمة على شاطئ البحر أبعد ما تكون عن المناطق السكنية، مهمة ليست سهلة، يشارك فيها أطفالي أحيانا بدلا من الجلوس للدراسة والتعليم".

وأردف قائلا "لأن الاحتلال والحرب لا يكسران صمود الفلسطيني، ابتكرت طريقة لتحلية مياه البحر الممتدة أمام مرأى بصره من أجل الحصول على نحو لترين من مياه صالحة للشرب يوميا".

ويُحضر أحمد المياه من البحر، ويضعها في أنبوب مليء بالحجارة، وفي نهايته مصفاة لترسيب الملوحة. ويعترف الشاب النازح من مخيم جباليا بأن هذه الطريقة لا تغني عن الحصول على المياه مما تبقى من محطات تحلية في غزة، لكنها مجدية إلى حد لا يجعله يضطر يوميا لقطع مسافات طويلة وشاقة.

وتعمّد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 استهداف آبار المياه والخزانات ومحطات التحلية المختلفة، حتى بات مشهد طوابير المواطنين للحصول على بضع ليترات منها مألوفا على الشاشات.

#شاهد | قصة ابتكار جهاز تحلية مياه البحر بالطاقة الشمسية في غزة

– المهندسة إيناس الغول تتمكن من إيجاد حلول بديلة لحل مشكلة انقطاع مياه الشرب، وذلك عن طريق صناعة جهاز يعمل على تحلية مياه البحر عن طريق الطاقة الشمسية.

– وقد تم تطبيقه على بعض الأحياء بخانيونس ومنحه للسكان هناك… pic.twitter.com/c8X5ciCKt1

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) August 5, 2024

مقاومة بالفكرة

وكما وضعت الحرب أحوال الفلسطينيين ومصائرهم في المجهول، فقد دفعتهم للمقاومة بالأفكار وتحدي الظروف الصعبة وانعدام الخدمات الأساسية بصور مختلفة.

وفي ظل انعدام الكهرباء وانقطاعها بشكل كامل عن غزة في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ابتكر الخياطون طريقة لتشغيل ماكينة الخياطة الخاصة باستخدام دراجة هوائية، في ظل حاجة الفلسطينيين إلى هذه المهنة لإصلاح ما تبقى معهم من ملابس.

وهي الطريقة نفسها التي استخدمها فلسطينيون آخرون في إعادة تدوير أقمشة البطانيات الحرارية لإنتاج ملابس شتوية.

إبداع أهلنا في غزة العزة ????????????
اعادة التدوير عند اهلنا في غزة #غزة #غزة_العزة pic.twitter.com/nXBxcuDwl9

— اسماء اليماني – Asma Alyamani⁩ (@asmaalyamani00) October 21, 2024

ومع اقتراب فصل الشتاء الأصعب على سكان غزة، يشكو أكثر من مليوني مواطن من ندرة الملابس وتوفرها بأسعار باهظة، مما يجعل فكرة تدوير البطانيات الحرارية مبتكرة للنازحين في القطاع.

وبسبب ندرة الغاز وصعوبة توفيره في ظل إغلاق معابر غزة، عمل فلسطينيون على ابتكار حلول بديلة، عبر إشعال النيران بواسطة زيت القلي وبعض البلاستيك، مستعينين بمجفف الشعر لجعل النار أكثر اشتعالا وانتظاما.

ودمرت إسرائيل خلال الحرب على غزة القطاع الاقتصادي بما فيه المنشآت والمصانع والمزارع وأسواق الأسماك، الأمر الذي أحدث خسائر مالية واقتصادية كبيرة جدا.

وتوقفت 82% من الشركات في غزة، التي تشكل محركا رئيسيا للاقتصاد، وتسببت الحرب الإسرائيلية في وضع اقتصاد القطاع في حالة خراب، وفق تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد).

ووصل معدل البطالة في قطاع غزة إلى 80% منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق تقرير نشرته منظمة العمل الدولية في يونيو/حزيران الماضي.

وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على غزة خلفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وللعام الثاني على التوالي، يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة الجماعية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مستهدفا البشر والحجر، مما تتسبب في خسائر مالية ضخمة، قدرها المكتب الإعلامي الحكومي بنحو 33 مليار دولار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات أکتوبر تشرین الأول 2023 تحلیة میاه البحر عبد الله قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

معهد أمريكي: تهديدات صنعاء على “إسرائيل” وأمريكا لن تنتهي بتوقف الحرب في غزة

الجديد برس|

قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن التهديد الذي تشكله قوات صنعاء على “إسرائيل” والولايات المتحدة لن ينتهي بتوقف الحرب في غزة، وتوقع أن يقوم “الحوثيون” بتطوير وتوسيع صناعاتهم العسكرية، مقترحاً أن تقوم واشنطن بتشكيل تحالف يتضمن دولا إقليمية كالسعودية ومصر من أجل ردعهم.

ونشر المعهد مساء أمس الثلاثاء تقريراً، جاء فيه أنه “حتى لو أدى وقف إطلاق النار في غزة إلى انخفاض ملحوظ في الهجمات في البحر الأحمر، فلن يغير ذلك من الطبيعة الانتهازية للحوثيين أو عدائهم تجاه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل”، حسب تعبير التقرير.

وأضاف: “على الرغم من الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية العديدة ضد المواقع العسكرية للجماعة في اليمن، فإن الحوثيين لا يزالون يمتلكون ترسانة متطورة تشمل الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وطائرات بدون طيار هجومية بعيدة المدى”.

واعتبر التقرير أنه “نظراً لتاريخ الحوثيين في استخدام وقف إطلاق النار لإعادة التجمع وإعادة التسلح، فقد يعتزمون استغلال التوقف الحالي في الأعمال العدائية للتحضير لهجمات مستقبلية”.

وقال إنه من المتوقع أن تعمل قوات صنعاء على “توسيع صناعاتها العسكرية بشكل أكبر وإنتاج تصاميم أسلحة متقدمة بكميات كبيرة وبكفاءة واستقلالية”.

وقال إنه: “حتى الأسلحة الحالية التي تمتلكها الجماعة تشكل خطراً شديداً على السفن التجارية والعسكرية على مسافات كبيرة، حتى وسط البحر الأحمر وغرب بحر العرب، وقد كانت قواربها غير المأهولة المحملة بالمتفجرات- والتي غالباً ما يتم توجيهها بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي أو التحكم فيها عن بعد- صعبة بشكل خاص للكشف عنها واعتراضها، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى عمليات الأمن البحري في المنطقة”.

واعتبر أن “مثل هذه الأسلحة تشكل أيضاً مخاطر على البنية التحتية الحيوية في الدول الشريكة للولايات المتحدة في المنطقة”.

وخلص المعهد إلى إنه “يتعين على الولايات المتحدة وشركائها اتخاذ خطوات حازمة منها: الحفاظ على وجود بحري منسق ومستمر يهدف إلى الحفاظ على حرية الملاحة في المنطقة، والاستثمار في التقنيات المتقدمة للكشف وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتدابير المضادة”.

وتضمنت اقتراحات المعهد أيضاً: “إنشاء تحالفات جديدة تضم دول البحر الأحمر مثل مصر وإريتريا والمملكة العربية السعودية والسودان لتنسيق التدابير الدفاعية والحفاظ على الممر الآمن” حسب تعبيره.

مقالات مشابهة

  • انتخابات تشرين 2025.. مجهول يطارد سانت ليغو ومقعد لكل 100 ألف عراقي
  • عاجل | مصادر للجزيرة: شمالي قطاع غزة يعاني من أزمة مياه خانقة بسبب تضرر أكثر من 75% من الآبار
  • الانتصار في تحرير الرهائن مقابل أسرى الحرب
  • البحرية الأمريكية: مررنا باختبار حقيقي في البحر الأحمر
  • أبو سلمية: سنعيد بناء مجمّع الشفاء أفضل مما كان
  • نصر عبده: ما عشناه في غزة يتكرر في جنين
  • عسكريون أمريكيون: الحوثيون أول من أطلق صاروخًا باليستيًا مضادًا للسفن
  • صحة غزة: 47 ألفا و417 شهيدا حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023
  • معهد أمريكي: تهديدات صنعاء على “إسرائيل” وأمريكا لن تنتهي بتوقف الحرب في غزة
  • مياه البحر الأحمر تشارك في مشروع الغردقة الخضراء