مقالات  : براق المنبهي تُعيد صنعاء كتابة التاريخ العسكري، وتُثبت للعالم قدرتها على دحر كلّ من تسول له نفسه المساس بكرامة شعبها، وذلك من خلال سلسلة من الانتصارات العظيمة على جبهات الحق، وآخرها المناورات العسكرية الضخمة “ليَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” التي أظهرت قدرات عسكرية متطورة ورسائل تحذيرية قوية للعدو الصهيوني وحلفائه.

لم تعد أمريكا وإسرائيل وحلف الناتو مجرد أسماء تُذكر في الأخبار، بل أصبحت أهدافًا حقيقية لقواتنا المسلحة، التي تُجهز لهم مفاجآت مدوية.  فقد أصبحت “القارعة” – الغواصة المسيرة رمزًا للانتصار، وتُمثل قفزة نوعية في قدراتنا العسكرية البحرية، وصولًا إلى سلسلة من الأسلحة المتطورة التي كشفت عنها مناورات “ليَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ”. فهي دليل على أنّنا نُطور قدراتنا العسكرية باستمرار، ونُجهز أنفسنا لمواجهة أي عدوان. شهدت هذه المناورات محاكاة عمليات قتالية متنوعة في بيئات وتضاريس مختلفة، شملت القصف المدمر على مواقع افتراضية للعدو، واستخدام الطيران المسير، والدبابات، والآليات العسكرية المتطورة.  ولم تقتصر المناورات على البر فقط، بل امتدت لتشمل ساحل اليمن الغربي، حيث نفذت قواتنا البحرية والبرية سلسلة مناورات تكتيكية، محاكية تصديها لعمليات هجومية معادية واسعة، مع التركيز على الدفاع عن سواحل اليمن ومدنه وجباله. تُمثل مناورات “ليَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” صفعة مدوية للعدو الصهيوني، الذي يواصل عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني، وعملائه الذين باعوا أنفسهم مقابل حفنة من الدولارات.  وتؤكد هذه المناورات أن اليمن لن يقف مكتوف الأيدي أمام جرائمهم، وأن أي عدوان على اليمن سيُقابل برد فعل قوي وحاسم. تُعدّ هذه المناورات جزءًا من معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي تخوضها قواتنا المسلحة إسنادًا لشعبنا الفلسطيني وشعبنا اللبناني، وبمناسبة مرور عام على عملية “طوفان الأقصى” البطولية.  وتُطمئن حركات المقاومة والجهاد في غزة ولبنان بأنهم ليسوا وحدهم، فاليمن لن يتوقف مطلقاً عن مساندتهم. كشفت قواتنا المسلحة خلال المناورات عن سلاح بحري جديد، وهو طوربيد يحمل اسم “القارعة”، يُظهر قدرة تدميرية هائلة، ويُعدّ إضافة نوعية لأسلحة قواتنا المسلحة، خاصة البحرية.  ويرى مراقبون ومحللون عسكريون أن “ليَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” تُمثل قفزة نوعية في قدرات قواتنا المسلحة، وأنها تُرسل رسالة قوية للعدو الصهيوني وحلفائه بأن اليمن لن يتردد في الدفاع عن نفسه، وعن القضية الفلسطينية، وعن حلفائه في محور المقاومة. تأتي هذه الانجازات المتتالية بفضل الله الذي ينزل بركته على شعبنا اليمني العظيم، ومحور المقاومة الذين يجاهدون في سبيل الله ويدافعون عن كرامة المظلومين في فلسطين.  فقد أصبح القرآن الكريم سلاحًا فعالًا في ساحات القتال، يُلهم جنودنا ويُعطيهم القوة والثبات.  إنّها معجزة إلهية تُثبت أنّ الله مع الحقّ، وأنّ الظلم لابدّ أن يُهزم. إنّ هذه الانتصارات ليست سوى بداية، فلدينا المزيد من المفاجآت التي ستُذهل العدو.  فقد حان الوقت لأن يُعيد الكيان الصهيوني حساباته، وأن يُدرك أنّ عهد الظلم والعدوان قد انتهى.  ندعو كلّ أحرار الأمة للتضامن مع غزة ولبنان، ودعم المقاومة حتى تحرير كلّ شبر من أرضنا.  فإنّ النصر قادم لا محالة، وسنُحرر فلسطين من دنس المحتلين، وسنُعيد الحقّ لأهله. ختامًا، تُرسل صنعاء من خلال “القارعة” و”ليَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” رسائل قوة وتحدٍّ للعالم أجمع، مُؤكدةً على جاهزيتها لمواجهة أي عدوان، ودفاعها عن القضية الفلسطينية، ودعمها لحلفائها في محور المقاومة.  إنّها معركة الحقّ والباطل، ونحن على ثقة تامة بالنصر.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: قواتنا المسلحة

إقرأ أيضاً:

اليمن مع غزة.. الـمَثَلُ الأعلى

د. شعفل علي عمير

يُعَدّ النضال؛ مِن أجلِ التحرّر والسيادة من القضايا الجوهرية التي تُحدّد هُويّة المجتمعات التي تعاني من الاحتلال أَو الظلم. وفي السياق العربي، يظهر قطاعُ غزة في فلسطين واليمن كنموذجَينِ بارزَينِ يُعَبّران عن الصمود والمقاومة ضد قوى أكبر وأكثر تسليحًا.

ورغم الفروقات الجغرافية والسياسية، فَــإنَّ أوجه التشابه بين الانتصارات التي تحقّقت في غزة واليمن تعكسُ بشكل واضح إرادَةَ المقاومة ورغبة الشعوب في استعادة كرامتها، في ظل ظروف صعبة وتحديات جسيمة.

وتكمن نقطة الالتقاء بين غزة واليمن في شكل المقاومة، حَيثُ اعتمدت غزة على التحام شعبي قوي مع الفصائل المسلحة؛ مما أَدَّى إلى خلق وَحدة وطنية وتماسك اجتماعي، وفي اليمن، نجد أن المقاومة ضد التحالف الدولي بقيادة السعوديّة استمدت قوتَها من تضافر الجهود الشعبيّة مع القوى المحلية، للدفاع عن السيادة الوطنية ضد العدوان الخارجي.

استراتيجيات شعبيّة أكّـدت أن الوحدةَ الوطنية والالتفاف الشعبي قادران على تحقيق الانتصار حتى في أحلك الظروف وعلى الرغم من طول فترة الصراع والمعاناة، أظهر سكانُ غزة واليمن مستوى استثنائيًّا من القدرة على التكيُّف والتحمل. فحصار غزة وحرمانُها من الموارد لم يضعف عزيمة أهلها، وبالمثل، حرمانُ اليمن من موارده والحصار والضربات الجوية على اليمن لم تثنِ الشعبَ اليمني عن مواصلة نضاله اليومي. ويظهر هذا التشابه في صمود مجاهدي غزة والشعب اليمني من خلال قوتهم المستمدة من ثقتهم وإيمَـانهم بحتمية نصر الله سبحانَه وتعالى للمظلومين.

وفي كلتا الجبهتين، نجد استخدامَ تكتيكات الحرب اللامتماثلة التي تمكّنت من تحقيقِ انتصارات كبيرة ضد قوى الاستعمار وقوى العَمالة ممن يسمون عربًا ومسلمين؛ فاستخدمت المقاومة الفلسطينية في غزة استراتيجياتٍ تضمَّنت الأنفاق والصواريخَ المصنّعة محليًّا، بينما لجأت القواتُ المسلحة اليمنية إلى تطوير وتصنيع قدراتها الصاروخية والطيران المسيَّر في الدفاع ومن ثَم في الهجمات العسكرية ضد المعتدين على اليمن ودعم المجاهدين في غزة.

تكتيكاتٌ أثبتت أن الإبداع والقدرة على التكيف يمكن أن يتغلبا على التكنولوجيا العسكرية لدول الاستكبار العالمي، كما تدركُ حركات المقاومة أهميّةَ البُعد الإعلامي والدعم السياسي الدولي في تعزيز مقاوماتها. حاول كلا الطرفين كسبَ تأييد عالمي عن طريق تسليط الضوء على معاناتهم وحقهم في تقرير المصير. وقد نجحوا في كثير من الأحيان في حشد الدعم الجماهيري والتضامن الدولي مع قضاياهم؛ مما أعطى نضالاتهم زخمًا إضافيًّا على الساحة العالمية، وبالرغم من أوجه التشابه هذه، يجب الإشارة إلى أن كلا الشعبين يواجهان تحدياتٍ مُستمرّة، مثل إعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي وتأمين احتياجاتهم الضرورية.

يتجاوز الانتصار في غزة واليمن حدودَ الإنجازات العسكرية ليصبحَ رمزًا لإرادَة الصمود والمقاومة في وجه الأطماع الاستعمارية لطواغيت العصر.

انتصارٌ تحمِلُ معهُ رسالةَ أمل وعزيمة لكل الشعوب التي تكافح؛ مِن أجلِ الحق والعدالة، ويؤكّـد أن الحرية والكرامة هما حقان لا يمكن التفريط فيهما، مهما كانت التضحيات، وتبرز تجارب غزة واليمن كنماذج حيّة للصمود أمام الظلم، ومن المؤكّـد أن قصص مقاومتهما ستظل تُلهِمُ الحركات التحرّرية في جميع أنحاء العالم.

مقالات مشابهة

  • إطلاق طاقم السفينة “جلاكسي ليدر”.. قراءة في أبعاد الخطوة اليمنية وتداعياتها الإقليمية 
  • أساطير خالدة لأبطال الشرطة.. فيلم تسجيلي يروي حكايات معركة الإسماعلية التاريخية
  • لويد ليست: عودة الشحن عبر باب المندب مرهون بقرار القوات المسلحة اليمنية
  • انتصار المقاومة الفلسطينية يوثق الخطاب الانهزامي للعدو الصهيوني
  • حاملة الطائرات “ترومان” تبتعد عن السواحل اليمنية خوفًا من الاستهداف
  • اليمن مع غزة.. الـمَثَلُ الأعلى
  • الحكومة اليمنية تؤكد التزامها بالمسار الأممي لحل الأزمة وغوتيرش يقول أن ملف اليمن أولوية
  • البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يشارك في الاجتماع الوزاري الدولي لدعم الحكومة اليمنية بنيويورك
  • خطاب التنصيب.. ترامب: قواتنا المسلحة مهمتها الوحيدة إلحاق الهزيمة بأعداء أمريكا
  • برقية عاجلة من المقاومة الفلسطينية الى اليمن