موقع 24:
2024-12-21@19:02:08 GMT

ما هي مخاطر "فاشية" ترامب؟

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

ما هي مخاطر 'فاشية' ترامب؟

أكد جون كيلي، رئيس فريق موظفي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن المرشح الجمهوري للرئاسة "فاشي".

لم يثبت ترامب بالضبط أنه داعية للحرب

 كما أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية السابق الجنرال مارك ميلي قال علناً إن ترامب فاشي. ويقول مؤرخون رفيعو المستوى إنه فاشي ــ ألا ينبغي أن يكون كل هذا كافياً لتسوية في ما يتعلق بما بات يعرف في الولايات المتحدة بـ"الجدل حول الفاشية" ــ وهي المناقشة التي كانت لفترة طويلة حادة وشخصية إلى حد مفاجئ؟
وكتب أستاذ السياسات في جامعة برنستون والمعلق في صحيفة "غارديان" البريطانية جان-فيرنر مولر، أنه لا خلاف في أوساط المشاركين في هذا الجدل، بأنه لا بد من إيقاف ترامب.

إن أي خلافات حتى الآن حول هذه الكلمة، جعلت اليساريين والليبراليين يتجمعون في فرقة إعدام دائرية. وقد وجد أولئك الذين يستخدمون تشبيه الفاشية أنفسهم يتعرضون للهجوم، لتجاهلهم أن كل شيء لم يكن على ما يرام في السياسة الأمريكية قبل عام 2016، أولئك الذين يرفضون المقارنات التاريخية يُلامون على الرضا عن النفس. ومع ذلك، فمن الممكن تماماً أن نجد أن تسمية الفاشية غير مناسبة (وربما تؤدي إلى نتائج عكسية)، من دون التقليل بأي حال من الأحوال من المخاطر التي يشكلها ترامب، أو غض الطرف عن التيارات الفاشية في تاريخ الولايات المتحدة، مثل منظمة كو كلوكس كلان.

 

No, Trump is not a fascist. But that doesn’t make him any less dangerous | Jan-Werner Mueller

Errr .....you couldn't be more wrong.
https://t.co/cJcAPbxNZY

— Bob Cywinski (@BobCywinski) October 29, 2024 مشروع سياسي تحولي


الفاشية هي شكل من أشكال الاستبداد، ولكن ليس كل المستبدين فاشيين. لدى الفاشيين مشروع سياسي تحولي: إنشاء شعب متجانس مكرس لزعيم وتعبئة المجتمع من أجل الصراع العنصري العنيف. وبخلاف ذلك، فإن الملوك أو المستبدين التكنوقراط ــ مثل الديكتاتوريات العسكرية في أمريكا اللاتينية ــ من الممكن أن يكونوا منعزلين تماماً عن أنفسهم: فقد ترأس أطول ديكتاتورية في أوروبا خلال القرن العشرين رجل الاقتصاد البرتغالي الذي لا يتمتع بالكاريزما، وهو أنطونيو سالازار. ومن ناحية أخرى، يبني الفاشيون شرعيتهم على التزكية الشعبية: فهم يحتفلون بالمسيرات الحاشدة ويجعلون السلطة مشهداً.

 

Finally some conceptual clarity

No, Trump is not a fascist. But that doesn’t make him any less dangerous | Jan-Werner Mueller https://t.co/jfWTNhQxY0

— Tom Chodor (@TomChodor) October 30, 2024


حتى الآن، قد يبدو الأمر ترامبياً إلى حد ما، ولكن هل هناك مشروع جماعي يركز على العنف؟ ليس تماماً. من المؤكد أن ترامب لا يمكن أن يكون أكثر فخراً بمنظمة براود بويز، أضف إلى ذلك عسكرة الحياة المدنية، التي تحركها محكمة عليا مبدعة إلى ما لا نهاية في اختراع تقاليد القرن الثامن عشر لتبرير انتشار الأسلحة. علاوة على ذلك، وعد كيفن روبرتس، رئيس هيريتج فاونديشن، وهي مؤسسة فكرية رائدة في عهد ترامب، بـ "ثورة أمريكية ثانية" والتي أوضح روبرتس أنها "ستظل غير دموية إذا سمح اليسار بذلك" - وهو تهديد واضح بالعنف. ومع ذلك، فإن كل هذا لا يزال يختلف عن تمجيد القادة الفاشيين القتال حتى الموت، باعتباره المعنى النهائي للحياة.

داعية حرب


ولم يثبت ترامب بالضبط أنه داعية للحرب. صحيح أنه يحرض على العنف داخل البلاد، وتذكرنا خطط استخدام الجيش في عمليات الترحيل الجماعي بتجارب التطهير العرقي المروعة في القرن العشرين، في حين أن استخدام الجيش ضد الأعداء المحليين يذكرنا بممارسات جنرالات أمريكا اللاتينية. وعلاوة على ذلك، فإن الوعد بجعل الأمريكيين عظماء مرة أخرى، يتوافق إلى حد كبير مع إضفاء المثالية على الرجولية، التي كان من الممكن أن يتعرف عليها الفاشيون في القرن العشرين فوراً.
يشبه ترامب الشعبويين اليمينيين المتطرفين، مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي يدعي بأنه يمثل الشعب بشكل فريد، وينزع الشرعية عن خصومه السياسيين باعتبارهم خونة. ولهذه الاستراتيجية عواقب استبدادية، وهذا بدوره يعمل على تمكين رأسمالية المحسوبية، أو حكم اللصوص الصريح، الذي كان حاسماً في توطيد أنظمة، مثل نظام أوربان.
وعلى النقيض من الميل الليبرالي إلى إلقاء اللوم في العلل السياسية على الأشخاص الذين يفترض أنهم غير عقلانيين، فإن النخب هي التي تقرر التخلص من الديمقراطية. عادة ما يتم استخدام هذا التشابه مع جمهورية فايمار للإشارة إلى أن الغالبية تنتخب الفاشيين. ولكن تم تسليم السلطة لهتلر من قبل النخب البروسية والصناعية القديمة التي ربما لم يكن المستشار المثالي بالنسبة لها، ولكنه كان جيداً بما يكفي في مواجهة الشيوعية. كما زحف الفاشيون إلى روما عام 1922، لكن موسوليني وصل بشكل مريح بسيارة من ميلانو، حيث دعته النخب الإيطالية التقليدية للحكم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية

إقرأ أيضاً:

التخاذل الأمريكي لحظة مفتاحية في القرن 21

من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يوم 28 سبتمبر 2015: أرى أن بعض الأطراف (قاصدا بوتين) تبذل كل مساعيها الدبلوماسية لإدخال بشار الأسد طرفا في مسار التفاوض السياسي حول مستقبل سوريا. إلا أنه لا يمكن أن يكون ثمة تعامل وتعاون بين الضحايا والجلاد. الأسد هو أصل المشكلة، ولا يمكنه أن يكون طرفا في الحل. ثم قال في مؤتمر صحافي في اليوم ذاته: لا بد أن يرحل الأسد حتى تتمكن المعارضة وأجهزة النظام من التوصل للتوافق اللازم، ولا بد أن تتوقف فورا أعمال القصف التي يمارسها نظام بشار الأسد اليوم في ظروف بالغة الفظاعة.

صحيح أن العرب درجوا على الاستخفاف بمثل هذه المواقف الغربية وحسبانها مجرد كلام. ولكن الحقيقة أن أولاند كان جادا في إرادة إسقاط النظام الأسدي في أعقاب استخدامه للأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري. والدليل أن أولاند اتفق مع أوباما يوم الجمعة 23 أغسطس 2013 على شن غارات جوية على المواقع الاستراتيجية للنظام بهدف إسقاطه. وكان القرار أن تبدأ العملية في الواحدة من فجر الأحد. وفعلا أصدر أولاند الأمر لسلاح الجو الفرنسي بالاستعداد لشن الغارات في الموعد المحدد. إلا أنه فوجئ بأوباما يهاتفه يوم السبت قائلا: لقد فكرت في الأمر مليا وارتأيت آخر الأمر أن من الأفضل أن أطلب موافقة الكونغرس. عندها أجاب أولاند: هذا قرارك السيادي، ولكنك إذا عرضت الأمر على الكونغرس فهذا يعني أن العملية لن تقع!

ولهذا قالت الصحافة الفرنسية آنذاك إن أوباما خذل أولاند. إلا أن الأمر أخطر من مجرد خذلان رجل لرجل. إنه خيانة للعهد الذي قطعه على نفسه رئيس القوة العسكرية العظمى. فقد التزم أوباما بقَسَم سياسي لما توعّد سفاح دمشق بأن استخدام السلاح الكيميائي خط أحمر وبأن تجاوزه سوف يعرضه للعقاب العسكري. ولكن الرئيس الأمريكي نكص على عقبيه ونكث بقسمه السياسي. والغريب أن أوباما ظل في الأعوام التالية يعلن بملء فيه أنه «لا يجوز دعم طغاة من أمثال الأسد بذريعة أن البديل سيكون أسوأ»! أما الأغرب فهو أن أوباما قرر، مختارا، الحد من سلطاته وتعطيل قدرته على الفعل بينما يجمع المراقبون على أن كل الرؤساء الأمريكيين بلا استثناء قد عملوا، على مدى العقود الستة الماضية، على توسيع سلطاتهم على حساب الكونغرس.

وفي التعليق على ما حدث عام 2013، قال أولاند قبل أيام إن عدول أوباما عن شن العمليات العسكرية في سوريا لم يتح إطالة عمر نظام بشار فحسب، بل إنه مهد الطريق أيضا لتدخل روسيا وتمكنها في سوريا. ثم أصدر أولاند هذا الحكم: إن قرار أوباما عدم التدخل العسكري في سوريا إنما يمثل «لحظة مفتاحية في تاريخ القرن الحادي والعشرين، ذلك أن ثمة أحداثا لا نستطيع قياس أثرها عند حدوثها». فقد كان لهذا القرار، أو بالأحرى اللاّ-قرار، نتائج مشهودة في المنطقة مثلما نرى اليوم، ولكن كان له نتيجة أخرى هي أنه كشف لبوتين أن أمريكا، والدول الغربية عموما، لا عزم لها على التدخل في الخارج. ولهذا أقدم بعد شهور من ذلك على مهاجمة أوكرانيا والاستحواذ على جزيرة القرم والسيطرة غير المباشرة على منطقة دونباس.

ويقتضي الإنصاف القول إن أولاند كان أكثر من ساركوزي وماكرون ثباتا على المبدأ بشأن وجوب الحزم في التعامل مع كل من بشار وبوتين. صحيح أن الأحداث بدت كما لو أنها تفند موقفه، حيث بقي بشار في الحكم زمنا إضافيا بسبب القرار الروسي بتعويمه فوق بحر الدماء السورية التي أراقها وهو يقهقه بكل سماجة، ولكن سقوط النظام أثبت أن أولاند كان على صواب، وأن موقفه كان سائرا في الاتجاه الصحيح للتاريخ، بينما كان موقف أوباما المتخاذل منافيا للمبدأ الأخلاقي والمنطق التاريخي.

هذا، ورغم أن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان وزعيم اليسار الراديكالي جان-لوك ميلنشون على طرفي نقيض، فإنهما كانا متحديْن في تأييد الطاغية وفي انتقاد موقف أولاند المناهض له. لوبان كانت تعدّه حصنا ضد «الجهاديين» وميلنشون كان معجبا بـ«علمانيته» ومناديا بضرورة التفاوض معه. ولكن الحقيقة هي أن لوبان ثابتة منذ القديم على تأييد الطغاة في كل مكان. أما ميلنشون، الألمعي التقدمي، فإن كراهيته المرَضية لكل ما هو أمريكي هي التي أعمته عن رؤية الآيات البيّنات.

(القدس العربي)

مقالات مشابهة

  • (عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
  • قبل شهر من نهاية ولايته..رئيس كوبا يتقدم مظاهرة ضد تشديد بايدن الحظر الأمريكي
  • التخاذل الأمريكي لحظة مفتاحية في القرن 21
  • أول ضحيّة لترامب.. رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يمر بمأزق
  • "بوليتيكو": رئيس الكونجرس يواجه خطر العزل بعد فض مشروع ترامب
  • رئيس الوزراء المجري: اتخاذ قرار بشأن العقوبات ضد روسيا بعد تنصيب ترامب
  • ما القضايا التي ستلاحق ترامب في المحاكم رغم عودته إلى البيت الأبيض؟
  • رئيس وزراء باكستان: الدول التي التزمت الصمت أمام الانتهاكات الإسرائيلية تجاه غزة مشاركة في العدوان
  • مخاطر الاستحمام بالماء الساخن في الشتاء
  • رئيس الوزراء البريطاني يدعو ترامب للعمل معا لضمان السلام والأمن بالشرق الأوسط