تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء، الموافق العشرون من شهر بابه القبطي، بذكرى نياحة القديس العظيم الأنبا يحنس القصير.

الأنبا يحنس القصير الأنبا يحنس القصير

وقال كتاب السنكسار الذي يدون سير الآباء القديسين والشهداء، إن في مثل هذا من سنة 125 للشهداء ( 409م ) تنيَّح القديس العظيم أنبا يحنس القصير، وُلِدَ سنة 339 بمدينة طيبة ( طيبة هي مدينة الأقصر حالياً)، من أبوين تقيين يخافان الله، ولم يكونا غنيين بأموال هذا العالم، فلما بلغ الثامنة عشرة، حركته نعمة الله أن يمضى إلى برية شيهيت مشتاقاً إلى حياة الرهبانية.

وأضاف السنكسار، فتقابل مع راهب شيخ قديس هو الأنبا بموا، فسجد له وسأله أن يسمح بإقامته عنده. فأراد الشيخ أن يجربه، فأخذ يعدد له متاعب الرهبنة، فكان يزداد تمسكاً ويقول " لا تردني يا أبى من أجل الله، لأني أتيت لأكون تحت طاعتك، وإذا قبلتني فإن الله سيساعدني بصلواتك ".
سأل الأنبا بموا السيد المسيح أن يكشف له أمر القديس يوحنا. فظهر له ملاك الرب قائلاً: " اقبل هذا الأخ لأنه سيكون إناءً مختاراً. فقبله الأنبا بموا، وقَصَّ شعر رأسه وألبسه ثياب الرهبنة. فابتدأ بنسك عظيم وأعمال فاضلة.

أهمية السلام .. قداسة البابا يستقبل سفيرة الإمارات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة البابا ديسقورس البطريرك الـ31 .. غدا

وأراد مرة الأنبا بموا أن يجرب تلميذه يوحنا، فطرده من عنده، فأقام سبعة أيام خارج الباب وفي كل يوم كان الأنبا بموا يخرج ويضربه، أما هو فكان يعمل له ميطانية ويقول " أخطأت يا أبى " وفي اليوم السابع خرج الشيخ قاصداً الكنيسة فرأى ملاكاً يضع إكليلاً على رأس الأنبا يحنس، فأحبه وقَبِل سُكناه معه.

القديس يحنس القصير اختبار الطاعة 

وأوضح السنكسار، أنه أراد في مرة أخرى أن يختبر طاعته، فأعطاه عوداً يابساً وأمره أن يغرسه ويسقيه فأطاعه القديس وصار يسقى العود في كل يوم، وكان الماء بعيداً جداً. وبعد ثلاث سنوات نما العود وصار شجرة مثمرة، فأخذ الأنبا بموا من ثمرها وأعطى للشيوخ قائلاً: خذوا كلوا من ثمرة الطاعة.
ولما مرض الأنبا بموا، كان هذا القديس يخدمه مدة اثنتي عشرة سنة، وعند نياحته أمسك بيده وسلَّمه للشيوخ قائلاً: " احتفظوا بهذا فإنه ملاك وليس إنساناً "، وأوصاه أن يسكن في المكان الذي غرس فيه شجرة الطاعة، ثم تنيَّح الأنبا بموا بسلام. أما الأنبا يحنس فسكن بجوار الشجرة وبنى ديراً عظيماً.

وإذ أراد البابا ثاؤفيلس أن يرسمه قمصاً، سمع صوتاً من السماء يقول: " مستحق، مستحق، مستحق " وكان هذا الأب عندما يقدِّس الأسرار يعرف من يستحق التناول ومن لا يستحق، وكان في غاية الاتضاع. ولما هجم البربر على البرية سنة 407م، ترك الأنبا يحنس القصير البرية. وانطلق إلى القلزم ( القلزم: جبل في البرية الشرقية قرب السويس) وسكن في مغارة هناك، ورتَّب الله رجلاً مؤمناً ليخدمه، فكان يأتي بحاجاته مرة كل أسبوع ولما أكمل سعيه الحسن تنيَّح بسلام في مغارته بجبل القلزم، وبعد ذلك حمله أولاده إلى برية شيهيت ( يوجد جسده الآن في أنبوبة خاصة داخل مقصورة الثلاث مقارات بدير الأنبا مكاريوس الكبير ببرية شيهيت). وقد أجرى الله من جسده المقدس معجزات كثيرة.

القديس يحنس القصير كتاب السنكسار 

جدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.

ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.

الرهبنة الكرملية بمصر تحتفل بعيد القديسة تريزا الطفل يسوع والوجه الأقدس|صور الرهبنة نهج واحد.. سفير الاتحاد الأوروبي يزور دير "الأنبا بيشوي" بوادي النطرون

والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.

السنكسار 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الكنيسة السنكسار الکنیسة القبطیة الأرثوذکسیة الأنبا بموا

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس عن أزمة أسقف المقطم: الكنيسة بخير والخدمة مستمرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

علق البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على أزمة الأنبا أبانوب أسقف عام المقطم، وأكد على أن الكنيسة بخير مؤكداً على أن الخدمة مستمرة والخدام الأمناء كثر، وجاء ذلك خلال عظته الأسبوعية اليوم بالمعادي.

وقال البابا تواضروس الثاني: بالنسبة للمقطم فهناك الأنبا أبانوب يخدم هناك منذ 10 سنوات، وخلال تلك السنوات ظهر بينه وبين بعض الآباء الكهنة خلافات، ومن جانبي جلست معه كثيراً وقدمت النصائح له، وقمت بعمل لجان للمساعدة في العمل هناك، ولكن في الحقيقية لم يكن هناك استجابة مئة في المئة.

وأكمل قداسته، ومؤخراً ظهرت بعض التجاوزات وليس من اللائق أن أذكرها، وتبعاً لذلك حصل تحقيق معه وبناءً عليه قدم استقالته، وذلك بدون اجبار او ضغط او أي شيء، وقال الأنبا أبانوب أفضل أن أعيش في المغارة وعيشة الرهبنة بالدير، وقدم استقالة مكتوبة بخط يده ذاكراً فيها أن ذلك لظروفه الصحية.

وأضاف، هذه الاستقالة مازالت تحت الدراسة ولابد أن أقابل الآباء الكهنة بالمقطم وأرى جوانب الموضوع، وبكل يقين نحن نعمل من أجل صالح الشعب ومن أجل الخدمة، وأعمالنا هي أمام الله وضميرنا.

وأوضح البابا أنه عندما تم رسامة الأنبا أبانوب فلم يكن هناك أي تزكيات من الشعب فقد تم اختياره ليقوم بدوره وحصل بعض الضعفات وهذه كل الحكاية.

وتابع، انتشر على مواقع السوشيال الميديا أكاذيب لا تنتهي حول ذلك الأمر، فقال مثلاً أنه قد تم إجباره على الاستقالة، أكذوبة أخرى تقول أصل هناك خمسة كهنة سيتم رسامتهم وميولهم غير أرثوذكسية، وأكذوبة أخرى أنه سيكون هناك يوم صلاة عالمي سيتم اطلاقة من المقطم، ولا يوجد أي أساس لذلك.

وشدد قداسته قائلاً: انتبهوا للصفحات السوداوية فهدفهم أن تقسم الكنيسة، "خود بالك وأوعى تنقل اشاعتهم والفكر الفاسد الي بيتقال"، الكنيسة صاحبها المسيح وما يحكمنا هو أمانة العمل، الكنيسة بخير والخدمة مستمرة والخدماء الأمناء كثر.

 

مقالات مشابهة

  • الكنيسة الارثوذكسية تحتفل بالتذكارالشهري للسيدة العذراء
  • ساهرا في الصلاة والنوح .. الكنيسة تحتفل بذكرى نياحة القديس الأنبا رويس
  • عشية عيد "يحنس القصير" بوادي النطرون
  • سكرتير المجمع المقدس: أدعو كل من له رأي في الكنيسة أن يقدمه بروح المحبة
  • بحضور الأنبا ديسقورس.. عشية عيد "يحنس القصير" بوادي النطرون.. صور
  • البابا تواضروس عن أزمة أسقف المقطم: الكنيسة بخير والخدمة مستمرة
  • سكرتير المجمع المقدس: البابا صمام الأمان في الكنيسة على مر العصور
  • البابا تواضوس يقدم العزاء لإيبارشية حلوان والمعصرة في نياحة القمص مرقس ذكرى
  • الأنبا ديفيد يستضيف المؤتمر الدائم للكنائس الأرثوذكسية الشرقية