الجزيرة:
2024-12-22@10:33:26 GMT

هل فقدت إيران نفوذها في العراق؟

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

هل فقدت إيران نفوذها في العراق؟

مع الثورة الإسلامية التي شهدتها إيران عام 1979، بدأت منافسة شديدة بينها وبين العراق، وتحولت العلاقات بين طهران وبغداد إلى عداوة بعد حرب عنيفة استمرت 8 سنوات.

لاحقًا، اكتسبت هذه العلاقات بُعدًا جديدًا عقب احتلال الولايات المتحدة للعراق عام 2003؛ إذ مثل ذلك الاحتلال فرصة لإيران للتواجد في العراق وتعزيز نفوذها هناك.

وأصبح العراق الحلقة الأكثر حيوية وأهمية في الإستراتيجية الإقليمية لإيران التي تمتد من بحر قزوين وصولًا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما أدى احتلال الولايات المتحدة للعراق إلى إزالة أكبر أعداء إيران؛ وهو حزب البعث العربي الاشتراكي. وقد ساعد هذا الوضع الأحزاب والجماعات المقربة من إيران في الحصول على موقع إستراتيجي في المشهد السياسي والأمني بالعراق.

إلى جانب ذلك، فتح احتلال تنظيم الدولة للموصل وأجزاء واسعة من العراق عام 2014 البابَ أمام تدخل إيران عسكريًا من خلال قواتها الوكيلة في العراق. تجدر الإشارة إلى أن الجماعات المسلحة المقربة من إيران لعبت دورًا فعالًا في تأسيس "الحشد الشعبي"، وكان لها دور حاسم فيه، حتى أصبح الحشد الشعبي جزءًا رسميًا من جهاز الأمن الحكومي العراقي، ما زاد من تأثير طهران ونفوذها وضغطها على العراق.

ومع ازدياد تأثير إيران على سياسات العراق الاقتصادية والخارجية والأمنية، تصاعدت الانتقادات الشعبية العراقية ضد إيران، إذ تزايدت مشاعر الاستياء من وجود إيران وتأثيرها على البلاد. ويمكن القول إن أحداث عام 2019، بما في ذلك إحراق مبنى القنصلية الإيرانية في البصرة خلال الاحتجاجات التي استمرت ستة أشهر، أظهرت أن الشعب العراقي يُحمِّل إيران مسؤولية الكثير من المشاكل والصعوبات التي تواجه البلاد.

وفي المرحلة الحالية، تواجه طهران تحديًا كبيرًا في إدارة سياستها تجاه العراق، وذلك في وقت تمر فيه المنطقة وإيران بأحد أصعب المراحل خلال الـ 45 عامًا الماضية. وبينما تدفع التطورات الإقليمية إيران إلى تقليص نفوذها وقوتها الإقليمية، يبدو أن طهران ستواجه صعوبة في الحفاظ على سياستها النشطة تجاه العراق بنفس المستوى.

ترامب والمنافسون الجدد

تُعتبر فترة رئاسة دونالد ترامب نقطة تحول فيما يتعلق باستمرار الدور الفعال لإيران في العراق. فمع انتقال ترامب في عام 2018 إلى سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، واغتياله قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في العراق في يناير/ كانون الثاني 2020، تصاعدت الخلافات والصراعات بالوكالة بين البلدين.

وخلال فترة رئاسة جو بايدن، استمرت الصراعات بين إيران والولايات المتحدة، بينما برزت تركيا ودول الخليج كمنافسين جدد في العراق. وفي هذا السياق، يُذكر أن زيادة دور تركيا والإمارات والسعودية في العراق أدت إلى تقليص الهيمنة الإيرانية. لكن طهران تعاملت مع هذه المرحلة باحترافية من خلال توسيع وتفعيل قوة الوكلاء الموالين لها.

ورغم أن تركيا والسعودية بذلتا جهودًا كبيرة لتنظيم وتعزيز السياسة السنية في العراق، إلا أن إيران استطاعت عبر حلفائها السياسيين في العراق إعاقة تحقيق هذه المساعي لنتائجها المرجوة. إضافة إلى ذلك، في الوقت الذي أقامت فيه تركيا علاقات جيدة مع حكومة إقليم كردستان العراق والحزب الديمقراطي الكردستاني، دعمت إيران بافل طالباني، رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. ونتيجة لذلك، أثمرت العلاقة القوية التي بنتها إيران مع الاتحاد الوطني الكردستاني في الانتخابات الأخيرة لوالي محافظة كركوك وانتخابات رئاسة مجلس محافظة كركوك. لكن بشكل عام، يمكن القول إن "إيران الآن لم تعد تسيطر على العراق كما كانت قبل عام 2018، حيث باتت مجبرة على التنافس مع منافسين جدد على الساحة العراقية".

سياسة إيران في العراق خلال "طوفان الأقصى"

ومع بداية "طوفان الأقصى"، شهدنا هجمات عسكرية من قبل حزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن، والجماعات المسلحة المرتبطة بالحشد الشعبي في العراق، ضد إسرائيل. ومقارنة بالأداء العسكري لأنصار الله في استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر، وتصعيد حزب الله التدريجي للهجمات على الحدود اللبنانية، كان الأداء العسكري للجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق أقل وضوحًا، وهو ما لا يمكن تفسيرُه بمجرد الموقع الجغرافي للعراق.

وبالنظر إلى الأشهر الأولى من "طوفان الأقصى"، نفذت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق هجمات بالطائرات المسيرة ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا، وكذلك ضد المقرات العسكرية الإسرائيلية في الجولان.

وبعد هجوم لواء حزب الله العراقي، التابع للحشد الشعبي، على "برج 22" الذي أنشأه الجيش الأميركي في الأردن على بعد 22 كيلومترًا من قاعدة التنف في سوريا في يناير/ كانون الثاني 2024، وما أعقبه من ردة فعل أميركية قوية، أعلنت كتائب حزب الله العراقي "تعليق جميع عملياتها ضد الولايات المتحدة".

وفي هذا الصدد، يمكن القول إن "استهداف الجماعات المنضوية تحت الحشد الشعبي للقواعد الأميركية في العراق وسوريا وضع الحكومة العراقية في موقف صعب، وأثر سلبًا على العلاقات الإيرانية – العراقية، كما أنه زاد من تعميق الانقسامات بين الجماعات داخل الحشد الشعبي".

وفي إطار سعي إيران للحفاظ على قوة الحشد الشعبي، الذي يُعتبر العنصر الرئيسي لنفوذها في العراق، عملت على إنهاء الهجمات على القواعد الأميركية، لكنها لم تتمكن من تأمين موقع أقوى لها في معركة "طوفان الأقصى".

القوة المتضائلة للحشد الشعبي

بعد اجتماعها مع ممثل آية الله السيستاني، عبد المهدي الكربلائي، أعلنت فصائل "لواء أنصار المرجعية" و"فرقة العباس القتالية" و"فرقة الإمام علي القتالية" و"لواء علي الأكبر" انفصالها عن "الحشد الشعبي".

وعلى الرغم من محاولات العديد من المسؤولين البارزين في "الحشد الشعبي"، وعلى رأسهم هادي العامري، لإعادة هذه الفصائل إلى الحشد، فإن هذه الجهود باءت بالفشل. وفضلًا عن ذلك، لم تكتفِ هذه التشكيلات المسلحة التابعة للسيستاني بالانفصال عن "الحشد الشعبي"، بل أعلنت بعد وقت قصير تأسيس هيكلية جديدة تحت اسم "حشد العتبات"، مما يُعد دليلًا واضحًا على تعمق الخلاف بين "النجف" و"الحشد الشعبي".

وفي اليوم التالي لإعلان تأسيس "حشد العتبات"، صرح زعيم "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، أن "حشد العتبات" أُسس من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما أثار ردود فعل كبيرة. وخلال فترة رئاسة مصطفى الكاظمي للحكومة العراقية، طلب من "الحشد الشعبي" تسليم أسلحته إلى الجيش العراقي. وفي المقابل، رد "الحشد الشعبي" بأنه لن يسلم أسلحته إلا بعد انسحاب القوات الأميركية الكامل من العراق. ويُتوقع أن يكون تسليم أسلحة "الحشد الشعبي" أحد المواضيع الساخنة في الفترة المقبلة.

وبالنظر إلى احتمال ظهور ضرورة لتسليم الأسلحة في المستقبل، يقوم "الحشد الشعبي"، بناء على طلب إيراني، بإنشاء تشكيلات جديدة خارج الهيكل الرسمي، مثل "أصحاب الكهف". وبناء على ما سبق ذكره، في المرحلة الحالية، تتسبب الصراعات التي يواجهها "الحشد الشعبي" مع كل من الحكومة ومحافظة النجف في طرح تساؤلات جدية حول مستقبله. وهنا، يمكن القول إن "عدم اليقين الذي يحيط بمستقبل "الحشد الشعبي" وضعف قوته يُعتبران تطورات مهمة تضعف تأثير إيران في العراق".

مستقبل دور إيران في العراق

إن مستقبل العلاقات الإيرانية – العراقية معقد ومليء بالتحديات، إذ لا تؤثر التطورات الداخلية في كلا البلدين على هذه العلاقات فحسب، بل تؤثر عليها أيضًا التطورات الإقليمية والديناميكيات المحيطة. ورغم أن العراق يستفيد من علاقته مع إيران من الناحية الاقتصادية والأمنية، فإنه يعاني بشكل خاص في قضايا السيادة الوطنية والاستقلال السياسي. ومن ناحية أخرى، من المهم الإشارة إلى البيئة السياسية الداخلية المعقدة في العراق، حيث تتأثر العديد من المجموعات بالقوى الخارجية، بما في ذلك إيران.

وتبقى مهمة موازنة هذه التأثيرات مع تعزيز هوية وطنية متماسكة، ومعالجة مشكلات داخلية، مثل الطائفية والفساد، مهمة صعبة أمام القيادة العراقية. ومع تطور علاقات العراق مع كل من تركيا والسعودية والإمارات، بجانب زيادة تفاعل العراق مع القوى العالمية والدول الإقليمية، يتجه العراق إلى تحقيق توازن في علاقاته مع إيران.

وفي ظل أحداث "طوفان الأقصى" والحرب التي تلته، يمكن القول إن "الحقيقة الإقليمية الجديدة التي بدأت مع الحرب قد تضعف التأثير الإيراني المتناقص في العراق منذ عام 2018". وفي الوقت الحالي، تبني إيران علاقاتها مع العراق على أساس ديناميكيتين رئيسيتين؛ الجيوسياسية والدينية. وفيما يتعلق بالإستراتيجية الدينية، تدير إيران نفوذها من خلال النجف وكربلاء، لكن الخلافات بين إيران والمرجعية في النجف تزداد حدة مقارنة بالسنوات السابقة.

وفي النهاية، قد يؤدي تباين نهج النجف في التعامل مع القضايا العراقية والإقليمية عن إيران إلى تصاعد المنافسة التاريخية بين محافظة النجف العراقية ومدينة قم الإيرانية، وهو ما قد يؤثر سلبًا على دور إيران في العراق مستقبلًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة إیران فی العراق طوفان الأقصى الحشد الشعبی حزب الله من إیران

إقرأ أيضاً:

تهديد أمريكي.. هل تتمكن حكومة العراق من حلّ الفصائل المسلحة؟

فجّرت تصريحات أدلى بها مقربون من رئيس الحكومة العراقية، جدلا واسعا في الأوساط السياسية، كونها تحدثت عن ضغوطات خارجية يتعرض لها العراق، من أجل حلّ الجماعات المسلحة، والتي تأتي في سياق أحداث المنطقة، وخصوصا إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا.

وتنقسم الجماعات المسلحة في العراق إلى قسمين، الأولى تنضوي تحت هيئة الحشد الشعبي المرتبطة برئيس الوزراء، وأخرى تطلق على نفسها "فصائل مقاومة"، تشن بين الحين والآخر هجمات سواء على الوجود الأمريكي في العراق، أو ضد أهداف إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تهديد أمريكي
في تصريحات مثيرة، قال إبراهيم الصميدعي، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إن الولايات المتحدة الأمريكية اشترطت على الحكومة العراقية، أنها إذا لم تفكك الفصائل المسلحة، فإن هذا الأمر سيتم بالقوة.

وأضاف الصميدعي خلال مقابلة تلفزيونية، الاثنين، أن "التفاهم السياسي مع الفصائل في مراحل متقدمة، وهناك نوع من الاستجابة. ما نحتاج إليه اليوم هو تفكيك الفصائل، فالمجتمع الدولي لن يقبل بعد الآن وجود ثنائية الدولة واللادولة في العراق".

وأكد أن مسألة حلّ الفصائل "ليست جديدة، بل هي اشتراط قديم فرضته الولايات المتحدة والدول الغربية على جميع الحكومات العراقية السابقة"، مؤكدا أن حلها "سيُفرض هذه المرة بشكل مختلف، إن لم نُستجب له طواعية وبإرادتنا، وقد يُفرض علينا من الخارج وبالقوة".

وشدد على ضرورة الذهاب إلى "المراجعة؛ فلا يمكن للعراق أن يبقى نصلاً لمحور المقاومة بعد سقوط نظام الأسد وتراجع (حزب الله) في لبنان. علينا اليوم، ومن منطلق مسؤوليتنا الذاتية، مع الأخوة في الفصائل، أن نعيد التفكير في مسألة المبادرة إلى حلّ الفصائل ودمجها في الوضع السياسي".

وفي اليوم التالي، دعا المستشار الفني لرئيس الوزراء العراقي، محمد صاحب الدراجي، إلى ضرورة تغيير طريقة الحكم في النظام السياسي الحالي في العراق، وإذا لم تستجب القوى السياسيَّة لهذه المتغيرات فقد تحصل تغيرات لا تتفق مع رؤية الطبقة السياسية الحالية.


وطالب الدراجي في مقال له نشرته صحيفة "الصباح" الرسمية، بوجوب التفكير جديا بتغيير أسلوب الحكم وطريقة إدارة الدولة والتحول إلى المؤسساتيَّة فورا وقطع الطريق على أي مخططاتٍ شريرة تجاه شعبنا وبلدنا والتعامل مع المتغيرات ببراغماتيَّة حقيقيَّة.

وحذر من "متغيرات مفاجئة لا يمكن التكهن بشكلها سواء تكون اقتصادية أو أمنية أو سياسية خارجية، قد تأخذ شكل عاصفة دولارية أو إعصار إرهابي أو منخفض اقتصادي له تبعات جماهيرية داخلية، ستعيد رسم المشهد باستخدام ممثلين ومخرجين جددٍ قد لا يكون للاعبين الأساسيين الآن".

بعد التصريحات اللافتة لمستشاريه، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مقابلة مع قناة العراقية، الخميس، إنه "لا يوجد أي شروط لحل الحشد الشعبي. وغير مسموح لأحد أن يطلب ذلك".

وبشأن الفصائل المسلحة، بين السوداني: "كان مقررا أن يعلن عن جدول زمني لحصر السلاح وإنهاء أي وجود لأي مجاميع أو فصائل خارج نطاق المؤسسات الأمنية بالتزامن مع الإعلان عن جدول انتهاء مهام قوات التحالف الدولي بالعراق".

"معركة مؤجلة"
وبشأن مدى استجابة الفصائل ونزع سلاحها، قال الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، مهند الجنابي، لـ"عربي21" إن "هذه فرصة للحكومة الحالية كي تُجنب العراق أي ضربة محتملة على البلد، وكذلك فرض سيادة الدولة على كل الأطراف وحصر السلاح بيد ها".

ورأى الجنابي أن "الاستجابة من عدمه هي مسألة ليست متروكة للفصائل، وإنما أمر سيادي يتعلق بالأمن الوطني العراقي، وأن المعركة هذه مع الجماعات المسلحة مؤجلة من سنوات، وتحديدا بعد عام 2020 وحادثة مطار بغداد".

وفي مطلع كانون الثاني/ يناير 2020، اغتالت الولايات المتحدة الأميركية، قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بغارة جوية قرب مطار بغداد الدولي.

وبحسب الجنابي، فإنه "منذ هذه الحادثة، بدأت الفصائل تتصرف خارج نطاق الدولة، وتتجاوز على السلطات الحصرية والاتحادية في البلد، وشاهدنا استهدفتهم مصالح وطنية في إقليم كردستان، والمعسكرات المرتبطة بالقوات المسلحة العراقية التي تستضيف قوات التحالف".

وتابع: "عملت هذه الفصائل على إجبار الحكومة- عن طريق الضغط- على فك العلاقة العسكرية بين بغداد وواشنطن. لذلك هي معركة مؤجلة، وكان يفترض أن تخوضها الحكومة السابقة برئاسة، مصطفى الكاظمي، لكن ربما نتيجة تقديرات خاصة بها لم تقم بالمعركة".



وأعرب الجنابي عن اعتقاده بأن "الدور حاليا يقع على عاتق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لأن يقوم بواجباته الدستورية، بالحفاظ على الأمن الوطني العراقي، وعدم تهديد السيادة الوطنية، لذلك على الحكومة لجم هذه المليشيات وإسكات سلاحها وحصره بيد الدولة".

"فك الارتباطات"
وعن التداخل الحاصل بين الحشد الشعبي والفصائل المسلحة، قال الجنابي إن "رئيس هيئة الحشد، فالح الفياض، نفى في تصريحات سابقة وجود أي ارتباط للجماعات المسلحة بهم، وأكد أنها لا تنتمي إلى المؤسسة التي يرأسها، وأن ما تقوم به من أعمال يعبر عن نفسها".

وأردف الجنابي، قائلا: "لكن مسألة أن هذه الفصائل المسلحة لديها ألوية داخل الحشد الشعبي- وهي معروفة للجميع- وفي جانب آخر تمارس دور المقاومة، لا يمكن أن تستمر في ظل الضغوطات الحالية".

ودعا الخبير العراقي إلى "الذهاب باتجاه استقلالية الحشد الشعبي بشكل كامل عن أي ارتباطات، أو استلام أوامر من قيادات ثانوية، والتزام القيادات بأوامر وتعليمات الهيئة الرسمية"، إلى جانب ضرورة انضباط قيادات الحشد في تصريحاتهم وولاءاتهم.

وتابع قائلا: "فمنهم من قال إنه يأتمر بأمر المرشد الإيراني علي خامنئي، وهذا تهديد كبير لهيئة الحشد نفسها، قبل تهديده للدولة العراقية، وبالتالي الهيئة ملزمة باحترام قانونيتها، كونها جزء من المؤسسات الرسمية العراقية، وأن تفصل أي ارتباط بينها وبين ما يسمى بـ"فصائل المقاومة".



وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي العراقي، وائل الركابي، إن "ما صدر عن مستشاري السوداني يمثل رأيهم الشخصي، وأنه لا توجد نوايا حقيقية لحل الحشد الشعبي، كونها هيئة عسكرية تنضوي تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة، شأنها شأن بقية التشكيلات العسكرية الأخرى".

وأضاف الركابي لـ"عربي21" أن "موضوع الضغط الأميركي، ليس بالشيء الجديد عليهم، فإنهم منذ تأسيس الحشد الشعبي عام 2014، كان مطلبهم حل هذا التشكيل، وبقية الفصائل المسلحة".

ورأى المحلل السياسي أن "وجود الفصائل المسلحة ينتفي في حال انتهى الوجود الأمريكي في العراق، والآن الحكومة تتفاوض معهم لإخراجهم ضمن سقوف زمنية، لكن أحداث المنطقة أخرت بعض المفاوضات، وبدأت جولات أخرى من التفاهمات".

وبيّن الركابي، قائلا: "إذا قررت القوات الأمريكية الخروج من العراق في عام 2025، حسب الجداول الزمنية، فإنه ستنتفي الحاجة إلى وجود فصائل مسلحة، وأن الأخيرة ستنضوي شيئا فشيئا في العملية السياسية أو ضمن بقية التشكيلات العسكرية الرسمية".

وأكد المحلل السياسي العراقي، أن "هذا الأمر شبه متفق عليه داخل الأوساط السياسية العراقية أو بين الحكومة والفصائل المسلحة، لأنه بخروج القوات الأمريكية من البلد لن يعود إي حاجة إلى وجود هذه التشكيلات".

مقالات مشابهة

  • باحث إيراني:كل ذيل هو خائن..الحشد الشعبي عبارة عن (ذيل) لتحقيق مصالح إيران في العراق والمنطقة
  • صحيفة: السيستاني يتعرض لضغوط للإفتاء بحلّ الحشد الشعبي العراقي
  • تحالف الفتح:خامئني يرفض حل الحشد الشعبي
  • الفتح يقدم ملامح تأييد المرجعية لـ الحشد الشعبي: لن يُحل صمام امان العراق
  • إيران تعلن الإطاحة بشبكة تكفيرية متطرفة على الحدود العراقية
  • الفتح يقدم ملامح تأييد المرجعية لـ الحشد الشعبي: لن يُحل صمام امان العراق - عاجل
  • الفصائل تحتمي بمظلة الحشد الشعبي وتهدد مصيره.. شفق نيوز تتقصى السيناريوهات المحتملة
  • تهديد أمريكي.. هل تتمكن حكومة العراق من حلّ الفصائل المسلحة؟
  • العراق.. حقيقة الطلب الدولي بحل الحشد الشعبي
  • تفكيك الفصائل وحل الحشد.. الأعرجي: القرار تتخذه الدولة العراقية حصراً