جوجل توسع نطاق البحث بالذكاء الاصطناعي في أكثر من 100 دولة
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
أعلنت جوجل عن توسع كبير في خدمة ملخصات الذكاء الاصطناعي ضمن محرك البحث الخاص بها، والتي ستصل إلى أكثر من مليار مستخدم شهرياً حول العالم.
تهدف هذه الميزة إلى تسهيل الوصول إلى المعلومات المطلوبة وتعزيز اكتشاف المواقع المفيدة عبر الإنترنت، مما يفتح المجال أمام الناشرين والشركات والمبدعين للتواصل مع جمهور أوسع.
أقرأ أيضاً.. جوجل تطلق ميزة جديدة للعثور على أرخص تذاكر الطيران
بدأت جوجل بإطلاق هذه الخدمة لأول مرة في مايو 2024 داخل الولايات المتحدة، ووسّعت نطاقها في أغسطس ليشمل دولاً أخرى. وقد لاقت الخدمة ردود فعل إيجابية من المستخدمين الذين وجدوا أن نتائج البحث أصبحت أكثر فائدة. ومع التوسع الأخير، ستصل ملخصات الذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 100 دولة وإقليم، وستتوفر بلغات إضافية تشمل الإنجليزية، الهندية، الإندونيسية، اليابانية، البرتغالية، والإسبانية. على سبيل المثال، يمكن الآن لمتحدثي الإسبانية في الولايات المتحدة استخدام هذه الميزة بلغتهم المفضلة، ما يجعل الخدمة أكثر مرونة وسهولة.
تركز جوجل على تعزيز ظهور الروابط المهمة ضمن الملخصات، حيث تظهر الروابط على أجهزة الكمبيوتر في الجهة اليمنى من الشاشة، بينما يمكن الوصول إليها على الهواتف المحمولة عبر النقر على أيقونات المواقع في أعلى الشاشة. كما أضافت الشركة روابط مضمنة داخل النصوص ضمن الملخصات، مما ساهم في زيادة حركة المرور على المواقع المرتبطة بهذه الروابط.
أقرأ أيضاً.. جوجل تكسر الحواجز بـ"سيكامور": أسرع من الحواسيب التقليدية بـ 10 تريليونات سنة!
أخبار ذات صلة
وفي سياق متصل، ستستمر الإعلانات في الظهور بوضوح ضمن محرك البحث، مع وضع علامات مميزة لتمييز الإعلانات المدفوعة عن المحتوى العضوي. وقد طرحت جوجل مؤخراً خيار عرض الإعلانات ضمن الملخصات على الهواتف المحمولة لبعض الاستفسارات في الولايات المتحدة، ما يعزز من وصول المستخدمين إلى المنتجات والعلامات التجارية ذات الصلة.
يأتي هذا التوسع ضمن جهود جوجل المستمرة لتحسين تجربة البحث عبر الإنترنت، حيث تتيح ملخصات الذكاء الاصطناعي للمستخدمين استكشاف المحتوى بسهولة، وتوسّع نطاق الأسئلة التي يمكن طرحها في محرك البحث.
المصدر: وكالاتالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الإنترنت جوجل الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
بعد أن جرى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي فـي مسلسلات رمضان الماضي كمشاهد الحرب والديكورات الفخمة والمؤثرات السمعية والبصرية، هل سيتغلغل الذكاء الاصطناعي أكثر، ويوسّع دائرته، ليصبح عنصرا أكثر فاعلية فـي الدراما؟
الإجابة واضحة، ومتوقّعة، فاستعانة مخرج مسلسل (الحشّاشين) بيتر ميمي، بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة الإنتاجية، لقيت قبولا من الجمهور، فالتطورات سريعة، والطوفان الذي انطلق قبل سنوات لا يمكن إيقافه، فضلا عن أنّ مواكبة التطوّرات مطلوبة، كما أنّ توظيف التكنولوجيا الحديثة فـي الدراما صارت واقعا.
المشكلة أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يكتب، ويخرج ويمثّل ويصمم ويلحن ويغني «ويفعل ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسير، هو لا يؤمن إلّا بقدرته وأقداره» كما يقول الباحث السوداني يوسف عايدابي.
وخلال حضوري المؤتمر الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان المسرح العربي، شاهدت تجربة مسرحية سورية، عُرضت بواسطة الفـيديو، ونفّذت بطريقة الذكاء الاصطناعي حملت عنوان (كونتراست) للمخرج أدهم سفر وقد بلغت مدة عرضها (17) دقيقة كانت مزيجا من الرقص التعبيري والباليه، وقد حضر الإبهار لكن غاب الإحساس، والمسرح الذي ألفناه، وتربينا عليه، وعلى عناصره التي يمكن إجمالها، بالحوار والسرد والبناء الدرامي، والرسالة، فقد حضرت التكنولوجيا بقوّة، لتزيح بعضا من تلك العناصر، عبر التركيز على الأداء الجماعي، والمشاهد البصرية، والأمر نفسه بالنسبة للدراما التلفزيونية، خصوصا أنّ المخرج محمد عبدالعزيز خاض قبل عامين تجربة من هذا النوع فـي مسلسله (البوابات السبع) فقدّم صناعة درامية كاملة لأعمال من الذكاء الاصطناعي، وبكلّ ثقة قال: «فـي المستقبل القريب لن نكون بشرا لوحدنا، بل سنندمج مع الذكاء الاصطناعي ونصبح طرفا واحدا، نحن هنا على مشارف نهاية هذا الإنسان والبدء برحلة جديدة للإنسان المندمج مع التطبيقات الذكية».
وإذا كان الممثل الأمريكي توم هانكس يتوقّع أنّه سيستمر بالتمثيل حتى بعد رحيله عن هذا العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر حصل بالفعل مع الممثل المصري طارق عبدالعزيز الذي وافته المنية قبل استكمال تصوير مشاهده فـي مسلسل (بقينا اثنين)، فلجأ المخرج إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ليستكمل تصوير مشاهده المتبقية، وبذلك قلّلت، هذه التقنية، من مخاوف المخرجين من رحيل أحد الممثلين قبل استكمال تصوير مشاهده، كما حصل مع الفنان رشدي أباظة عندما توفّي عام 1982 أثناء تصوير فـيلمه الأخير (الأقوياء)، فجاء المخرج أشرف فهمي ببديل هو صلاح نظمي، وكانت معظم المشاهد التي صوّرها للممثل البديل جانبية لإيهام الجمهور أنّ الذي يقف أمام عدسة الكاميرا هو رشدي أباظة، وهذه (الخدعة) لم تنطلِ على الجمهور، وغاب الفعل الدرامي، فكان نقطة ضعف فـي الفـيلم.
ومع هذه المحاسن، سيواجه هذا النوع من الدراما معارضة فـي بادئ الأمر، من قبل المشتغلين بصناعة الدراما والسينما، لأن الذكاء الاصطناعي سيجعل المنتجين يستغنون عن خدمات الكثير من العاملين فـي هذا القطاع، وهو ما جعل العاملين فـي استوديوهات هوليوود يضربون عن العمل مطالبين نقابة الممثلين بتوفـير حماية لهم من هذا الخطر الذي هدّدهم برزقهم! أما بالنسبة للجمهور فسيتقبلها تدريجيا، ويعتاد عليها مثلما تقبل مشاهدة اللقطات التي جرى تصويرها رقميا فـي أعماق البحر بفـيلم (تيتانك)، للمخرج جيمس كاميرون (إنتاج 1997)، وأظهر السفـينة بحجمها الكامل فـي تجربة رائدة فـي التصوير الرقمي، سينمائيا، وزاد ذلك فـي رفع وتيرة المؤثرات، والإبهار وأضاف، رقميا، الكثير من الماء والدخان، فنجح الفـيلم نجاحا كبيرا، وكان الإبهار الذي صنعه التصوير الرقمي من عوامل النجاح، تبعا لهذا، يمكننا تقبّل دخول الذكاء الاصطناعي فـي حقل الدراما إذا لعب الذكاء الاصطناعي دورا تكميليّا، كما قال د. خليفة الهاجري خلال حديثه عن التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، فهو «ليس بديلًا للمصمّم البشري، بل أداة تكميليّة يمكن أن تعزّز الإبداع، والابتكار فقط» وعلينا أن نضع فـي الاعتبار احتمالية الاستغناء عن الكومبارس والإبقاء على الممثلين الرئيسيين لأسباب تسويقية، والمخيف حتّى هؤلاء سيطالهم الاستغناء، وينسحبون تدريجيا ليصيروا ضيوف شرف على مائدة دراميّة تعدّ بالكامل فـي مطبخ الذكاء الاصطناعي !!