لبنان ٢٤:
2025-04-07@02:41:45 GMT

اللبنانيون لن يلدغوا من الجحر الإسرائيلي مرتين

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

ليست دعابة إن قلنا إن اللبنانيين يريدون فعلًا أن يصدّقوا أن الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين سيحمل إليهم من إسرائيل، أو من أي مكان آخر، آلية مرنة لتطبيق القرار ١٧٠١. ويريدون أن يصدقوا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تل أبيب ستقبل بوقف غير مشروط لاطلاق النار يريده أكثر من أي شيء آخر جميع اللبنانيين من دون استثناء، وليس فقط المعرّضة حياتهم للخطر مع كل صاروخ يغدر بهم حيث هم في قراهم.


التجارب السابقة مع اسرائيل لا تدعو إلى الكثير من التفاؤل بإمكانية الوصول إلى صيغة مقبولة لبنانيًا لما يقترحه الأميركيون من تصور أولي لآلية الحل. وما يدعو اللبنانيين إلى عدم الاطمئنان لما يمكن أن يحمله معه الموفد الأميركي من أفكار قابلة للنقاش والأخذ والعطاء في ضوء المستجدات الميدانية الآخذة في التصعيد المتدرج من كلا الطرفين. فـ "حزب الله"، وعلى عكس ما يروج له العدو، مستمر في قصف التجمعات العسكرية في الشمال الاسرائيلي وبعض المواقع الاستراتيجية القريبة من حيفا وتل أبيب، بعدما استعاد الإمساك بزمام الأمور، وبالأخص بعدما تم تعيين الشيخ نعيم قاسم الأمانة العامة خلفًا للسيد حسن نصرالله. أما الجيش الاسرائيلي فماضٍ في قصف القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية بكل وحشية ومن دون توقف.
فإذا كانت الكلمة الأخيرة هي للأيام والليالي والميدان فإن المؤشرات لا توحي بأن لدى المتقاصفين نية في وقف العمليات العسكرية، خصوصًا أن طرفي الصراع يعتقدان، كل من منظاره الخاص، أن دفة توازن الغلبة تميل لمصلحته. في حين أن المنطق البديهي يقول بأن لا رابح في هذه الحرب، التي لا يعرف أحد كيف ومتى ستنتهي وما هي كلفتها على لبنان أولًا، الذي بالكاد يستطيع أن يقف على رجليه في ما خصّ أموره الحياتية، التي تفاقمت وتعاظمت نتائجها في ظل هذه الحرب التدميرية والتهجيرية.
ولو أتت مساعدات مؤتمر باريس في الحالات العادية، أي أن تلك الـ 800 مليون دولار، التي خُصّصت لمساعدة اللبنانيين النازحين، قد أتته في الأيام العادية لأمكن لبنان أن يتنفس الصعداء بالنسبة إلى أزماته الاقتصادية، والمالية، والمعيشية، والاجتماعية. أمّا أن تأتي هذه المساعدات لمعالجة آنية لوضع غير طبيعي وفي ظرف غير طبيعي أيضًا فإن ما يمكن أن يضاف على هذه المساعدات من إعادة اعمار ما هدّمته الحرب لن يفي بالحاجة المطلوبة، وهي كبيرة، وفق التقديرات الأولية حتى الآن، والتي تصل أحجام ما قد يحتاجه لبنان للعودة أقّله إلى ما كان عليه قبل 8 تشرين الأول من العام 2023 إلى حدود الـ 28 مليار دولار كحدّ أدنى.
فالذين يصدّقون أن المؤمن قد يُلدغ من الجحر مرتين هم على الأرجح لم يتعرضّوا لما تعرّض له ذاك المؤمن الذي لدغته تلك الأفعى الرابضة تحت القش، ولم يختبروا مدى الألم الذي عانوه على مدى سنوات نتيجة هذا السمّ الذي تغلغل في عروق أجسامهم. فإسرائيل لا يؤمن شرها، خصوصًا أنها مصرّة على أن يكون مصير لبنان كمصير غزة. فمن يراقب حركة القصف اليومي الذي تتعرّض له القرى الجنوبية والبقاعية والأحياء السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت يدرك مدى خطورة الأهداف الإسرائيلية، التي يعتقد كثير من المحللين أنها لن تقف عند حدود معينة في تماديها بتحدّي الإرادة الدولية.
فمن خلال هذه الاعتداءات المتواصلة، والتي يسقط فيها المزيد من الشهداء، وتدّمر المنازل فوق رؤوس أصحابها، يتبيّن للقاصي والداني أن رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو يصرّ على رفع سقف التصعيد إلى الحدّ الأقصى، ميدانياً وسياسياً، وعلى رفض التسويات والاستعداد لحروب طويلة جداً في غزة ولبنان، والتحضير لتوجيه ضربات إلى إيران ونظامها، تعطّل قدراته النووية والتوسعية على رغم أن الهجوم الأخير كان شبيها بالردّ الإيراني على إسرائيل، وهما يوصفان بانهما "هجومان كاريكاتوريان" بامتياز.
ولكن ثمة من يسأل، ونحن منهم، ما هي خلفيات الليونة المفاجئة التي تبديها إسرائيل منذ أيام، في غزة ولبنان، وما هو دافعها إلى تنفيذ "هجوم كاريكاتوري" ضدّ إيران، بعدما توعدت بتوجيه ضربات غير مسبوقة؟
ما تقوم به إسرائيل ليس سوى محاولة لكسب الوقت قبل الانتخابات الأميركية بعد أسبوع من الآن، ولكن هذا لا يعني أنها ستطفئ محركات آلة الموت، لا في لبنان ولا في غزة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن

مقاتلات إسرائيلية (سي إن إن)

في تطور جديد يثير العديد من التساؤلات، كشف مسؤول أمريكي نهاية الأسبوع الماضي عن دعم لوجستي واستشاري قدمته الإمارات العربية المتحدة للجيش الأمريكي في حملة القصف التي شنتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ضد اليمن في منتصف شهر مارس 2025.

التقرير، الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الخميس، أوضح أن الإمارات كانت تقدم دعماً حيوياً عبر الاستشارات العسكرية والمساعدات اللوجستية ضمن العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.

اقرأ أيضاً ترامب يعترف بفشل عسكري مدوٍ في اليمن.. والشامي يكشف تفاصيل الفضيحة 5 أبريل، 2025 صنعاء ترفض عرضا سعوديا جديدا بوساطة إيرانية.. تفاصيل العرض 5 أبريل، 2025

وأضاف التقرير أن البنتاغون قد قام بنقل منظومتي الدفاع الجوي "باتريوت" و"ثاد" إلى بعض الدول العربية التي تشعر بالقلق إزاء التصعيد العسكري للحوثيين في المنطقة.

وبحسب المسؤول الأمريكي، هذا التعاون الإماراتي مع الولايات المتحدة يأتي في سياق تعزيز القدرات الدفاعية للدول العربية ضد التهديدات الإيرانية، وفي إطار الاستجابة للمخاوف الإقليمية من الحوثيين المدعومين من إيران.

من جهته، وجه قائد حركة "أنصار الله"، عبد الملك الحوثي، تحذيرات قوية للدول العربية والدول المجاورة في إفريقيا من التورط في دعم العمليات الأمريكية في اليمن، مؤكداً أن الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في هذه الحملة قد يؤدي إلى دعم إسرائيل.

وقال الحوثي في تصريحات له، إن أي دعم لوجستي أو مالي يُقدّم للجيش الأمريكي أو السماح له باستخدام القواعد العسكرية في تلك الدول سيُعتبر تورطًا غير مبرر في الحرب ضد اليمن، ويهدد الأمن القومي لهذه الدول.

وأوضح الحوثي أن التورط مع أمريكا في هذا السياق قد يؤدي إلى فتح جبهة جديدة في الصراع، ويزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية، داعياً الدول العربية إلى اتخاذ موقف موحد يعزز من استقرار المنطقة ويمنع تدخلات القوى الأجنبية التي لا تصب في صالح الشعوب العربية.

 

هل يتسارع التورط العربي في حرب اليمن؟:

في ظل هذا السياق، يُثير التعاون الإماراتي مع الولايات المتحدة في الحرب ضد اليمن مخاوف كبيرة من تصعيدات إقليمية ودولية. فالتعاون العسكري اللوجستي مع أمريكا في هذه الحرب قد يُعتبر خطوة نحو تورط أعمق في صراعات منطقة الشرق الأوسط، ويُخشى أن يفتح الباب أمام تداعيات سلبية على العلاقات العربية وعلى الاستقرار الأمني في المنطقة.

تستمر التطورات في اليمن في إثارة الجدل بين القوى الإقليمية والدولية، ويبدو أن الحملة العسكرية الأمريكية المدعومة من بعض الدول العربية قد لا تكون بدايةً النهاية لهذه الحرب، بل قد تكون نقطة انطلاق لتحديات جديدة قد تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي بشكل أكبر.

مقالات مشابهة

  • برو: ندعو كل اللبنانيين الى أن نكون يدا واحدة ونبتعد عن الاتهامات
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • الذهب والفضة ينخفضان مع تصاعد الحرب التجارية التي أعلنها ترامب
  • السفير غملوش: مواقف بعض الوزراء اللبنانيين تتعارض مع سياسة الحكومة حول اعتداءات اسرائيل
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • اجتماعات "إيجابية" بين كبار المسؤولين اللبنانيين والموفدة الأميركية بحثت الوضع في الجنوب  
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • دوري نجوم العراق.. نفط ميسان يقطع أسلاك الكهرباء مرتين
  • عاجل | السيد القائد: العدو الإسرائيلي استأنف الإجرام منذ أكثر من نصف شهر بذات الوحشية والعدوانية التي كان عليها لمدة 15 شهرا
  • رواتب متآكلة وفرص شبه معدومة.. الصحافيون اللبنانيون تحت ضغط الأزمة الاقتصادية