خسائر جيش العدو تتزايد.. قراءة عسكرية للميدان
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
بقلم/ شارل أبي نادر
مع أن العدو “الإسرائيلي” معروف باتباع سياسة التعتيم على خسائره البشرية في المواجهات كلها، الأمر الذي أُثبِتَ بشكل أكيد في حربه على غزة، وأيضًا الأمر نفسه يمارسه في حربه على لبنان حاليًا.
لكن أن يعترف بسقوط أكثر من مئة إصابة بين صفوف عناصره، في اليومين الأخيرين من المواجهة مع حزب الله في جانبيها، البري على الحدود مع لبنان، أو الجانب المتعلق بالاستهدافات الصاروخية والمسيرة لمواقعه العسكرية داخل فلسطين المحتلة، فهو أمر يدعو للإضاءة عليه من عدة نواحي؛ لناحية أسباب اتّباعه سياسة التعتيم على خسائره البشرية، ولناحية سقوط هذه الأعداد المرتفعة من الإصابات لعناصره، وقد يكون الأهم لناحية تأثيرات هذه الإصابات على قراره متابعة العدوان، وخاصة في الجانب البري منه.
أولًا- لناحية التعتيم على خسائره البشرية، فهناك عدة أسباب:
1. قدرة مجتمعه على تقبل الخسائر البشرية بين جنوده ضعيفة، وذلك على خلفيات تاريخية وعقدية، أو على خلفيات الانقسامات السياسية وانخفاض الثقة بقرارات حكومة العدو بشكل عام.
2. التأثيرات السلبية على قدرة جنوده القتالية مع الإعلان عن الخسائر الحقيقية، خاصة في ظل النزف الكبير الذي يعانيه جيشه في المدة الأخيرة، وتحديدًا مع بدء معركة “طوفان الأقصى” في غزة أو على جبهات الإسناد لاحقًا، وصولًا إلى الحرب المفتوحة مع لبنان حاليًا.
ثانيًا- لناحية أسباب سقوط هذا العدد الكبير بين عناصر العدو
تتوزع هذه الأسباب بين صعوبة المواجهات البرية التي يخوضها جيش العدو وبين الاستهدافات الصاروخية والمسيّرة الفعالة داخل الكيان.
عمليًا، هناك عدد كبير من إصابات جنود العدو تسقط في المواجهات البرية المباشرة على الحدود، حيث تجد وحداته صعوبة كبيرة في تحقيق اختراقات ذات معنى ميداني يمكن أن يخدم عملية توغل واسعة. وأسباب ذلك تعود إلى اصطدام العدو ببنية دفاعية متماسكة وقوية للمقاومة، حضّرتها بمستوى متقدم جدًا منذ مدة طويلة. والسبب الآخر يعود لصلابة مقاتلي المقاومة وثباتهم بالرغم من حمم النار الضخمة التي يصبّها العدو على خطوط المواجهة، ولالتزامهم المقدس بقتال العدو بشراسة حتى النهاية.
من جهة أخرى، تتصاعد بشكل لافت مؤخرًا، فعالية وتأثيرات مناورة حزب الله الصاروخية والمسيّرة داخل الكيان، والتي تقوم على استهداف أغلب مواقع العدو العسكرية داخل فلسطين المحتلة بطريقة ممنهجة ومدروسة، وتحديدًا في المنطقة الشمالية. ونتائج هذه المناورة تكون صادمة للعدو، حيث تتكامل عناصر نجاح هذه الاستهدافات، من الاستعلام الدقيق وتحديد الأهداف العسكرية حتى السرية منها، إلى الدقة اللافتة في تحقيق الإصابات لهذه المواقع العسكرية، حيث يعمد حزب الله تباعًا، وبطريقة تصاعدية، إلى إطلاق صواريخ ومسيّرات نوعية وجديدة تفاجئ قدرات العدو الدفاعية، والتي هي أساسًا غير قادرة على منع كل هذه المقذوفات الجوية أو ضبطها، والتي تتمتع بإمكانات متقدمة في تجاوز أحدث منظومات الدفاع الجوي العدوة.
أما لناحية تأثيرات هذه الإصابات المرتفعة بين جنوده على قراره بمتابعة العدوان على لبنان، فالكثير من المعطيات تؤشر إلى بدء العدو بالبحث عن مخارج أخرى غير العملية العسكرية البرية، والتي في متابعتها وبهذه الطريقة، مع وجود احتمالات كبيرة لتزايد أعداد الإصابات بين جنوده في حال نجح في التوغل في العمق أكثر، إذا ما قُدِّر له النجاح، مع صعوبة ذلك.
هذه المخارج التي يسعى لها، بدأت تتمظهر في الجانب الديبلوماسي من خلال زيارة المبعوث الأميركي، والتي ما كانت لتحصل الآن لو رأى العدو إمكان للنجاح في عمليته البرية، حيث كان حينها الأفضل التريث بها لاستثمار النجاح الميداني، الأأمر الذي لم يحصل. وذهابه إلى مخرج آخر، ظهر أيضًا في اعتماده رفع مستوى الضغط المؤذي، عبر إعادة توسيع الاستهدافات المدمرة للضاحية الجنوبية ومناطق البقاع، ولجوئه إلى فتح مناورة التهديد باستهداف المستشفيات والمراكز الصحية .
أخيرًا، ممّا لا شك فيه أن للميدان الكلمة الفصل في هذه الحرب، الأمر الذي يسير لمصلحة المقاومة، والتي برهنت أنها بالرغم من الضغوط والخسائر والآلام، صمدت وثبتت واستعادت المبادرة نحو الانتصار بإذن الله.
خبير عسكري ومحلل استراتيجي لبناني
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مئات الإصابات بالكوليرا في النيل الأبيض وسط السودان
أصيب مئات المواطنين في النيل الأبيض بالكوليرا وسط تحذيرات من تدهور خطير وسريع للأوضاع الصحية.
كوستي: التغيير
كشفت مصادر طبية بولاية النيل الأبيض- وسط السودان، أن مستشفي كوستي استقبل مئات الحالات من مرضى الكوليرا (500 حالة خلال الـ 72 ساعة الماضية)، فيما تحدثت مصادر أخرى عن رصد 600 حالة.
وقدرت مصادر عدد الضحايا بـ50 حالة وفاة نتيجة الاسهال المائي.
وبحسب مصادر طبية تحدثت لـ(التغيير) فإن انتشار المرض جاء نتيجة لشرب ماء ملوث عقب توقف محطات المياه بمدينتي كوستي وربك.
وشهد العام 2024 انتشار وباء الكوليرا في (4) ولايات سودانية وحصد المئات من الأرواح في ظل استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتدهور الأوضاع الصحية.
وتوقفت قبل أيام محطات المياه بعد انقطاع التيار الكهربائي حيث تعاني البلاد من إشكاليات في التيار عقب استهداف محطات الكهرباء في مروي وأم دباكر من قبل قوات الدعم السريع مما اضطر هيئة المياه للجوء إلى الجازولين الذي نفد من المحطات فتوقفت.
وفي السياق، أقر مركز عمليات الطوارئ بوزارة الصحة الاتحادية في اجتماعه نهاية الاسبوع بانتشار حالات الكوليرا وحمى الضنك بالبلاد.
وكشف التقرير عن تسجيل (8) إصابات جديدة للكوليرا ودون وقوع حالات وفاة، ليرتفع تراكمي الإصابات في (84) محلية من (12) ولاية إلى (53.735) إصابة، ومنها (1430) وفاة.
ولفت إلى ان ولايات النيل الأبيض، النيل الأزرق والقضارف لازالت تسجل إصابات جديدة.
ونوه تقرير تدخلات وباء الكوليرا، إلى انحسار في معدل الكوليرا بعدد من الولايات وعدم تسجيل إصابات جديدة في نهر النيل، كسلا، البحر الأحمر والشمالية، مع استمرار التدخلات على المستوى الاتحادي، مشيرا إلى عدد من التحديات.
من جهته، أكد معمل الصحة العامة في تقريره، إرسال (20) عينة اشتباه كوليرا للفحص من كل من كسلا محولة من القضارف، والنيل الأزرق، حيث أثبت الفحص المعملي أن (9) عينات من المحولة من القضارف كوليرا، و(3) من عينات النيل الأزرق.
ونوه إلى وجود معمل جوال بالنيل الأزرق يقدم الفحص السريع للكوليرا، وأيضا لحمى الضنك والملاريا والكشف عن تلوث المياه.
ووجه الاجتماع، بمزيد من المتابعة للأوضاع بالنيل الأبيض، والنيل الأزرق، لجهة استمرار تسجيل إصابات بالكوليرا.
الوسومالسودان الكوليرا النيل الأبيض حمى الضنك كوستي وزارة الصحة