هكذا هيمنت الصين على صناعة المعادن النادرة وعززت نفوذها العالمي
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا يتناول سيطرة الحكومة الصينية على معظم إنتاج المعادن النادرة في العالم، مما يمنحها نفوذا اقتصاديا كبيرا.
وأوضحت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، بأن الحكومة الصينية عملت منذ سنوات على محاربة أنشطة استخراج المعادن النادرة خارج سيطرتها، بما يتخللها من تجاوزات تهدد البيئة، واستحوذت بشكل شبه كامل على هذه الصناعة وعلى صادرات البلاد من هذه المعادن.
حماية البيئة والسيطرة على الصناعة
ونقلت الصحيفة عن ديفيد أبراهام، وهو استشاري في صناعة المعادن الأرضية النادرة، قوله: "لقد ولت عقلية الغرب المتوحش، حيث لم تكن البيئة تحظى بالاهتمام الكافي، والآن أصبحت الأمور أكثر تنظيمًا".
في السابق، كانت التكاليف البيئية للتعدين والتكرير غير المنظم باهظة لسنوات عديدة. ففي جنوب الصين، تحولت التلال المغطاة بالغابات وحقول الأرز إلى مساحات شاسعة من الطين السام، حيث استأجرت عصابات الجريمة الصينية عمالاً للتنقيب عن المعادن الخام ومعالجته في حفر حمضية غير مؤمنة.
وفي شمال الصين، بدأت المياه الجوفية الملوثة بالنفايات المشعة بسبب عمليات التنقيب تتسرب نحو النهر الأصفر، وأُغلقت آلاف الأميال المربعة من المراعي بسبب التلوث الناتج عن الغبار المشع من المصافي، ونفقت آلاف رؤوس الماعز.
واكتسبت عصابات المعادن الصينية سمعة عالمية سيئة للغاية، ففي إحدى الليالي سنة 2000، اقتحم عناصر إحدى العصابات مكتب إحدى الشركات المتخصصة في تجارة المعادن النادرة في هونغ كونغ وقتلت المدير العام بقطع رقبته. وتتبعت الشرطة الجناة المشتبه بهم إلى منطقة تعدين المعادن النادرة في مقاطعة غوانغدونغ الصينية المجاورة، قبل أن تفقد أثرهم.
وقالت الصحيفة إن بكين قامت، بدءًا من سنة 2006، بتقليل الكمية المسموح بتصديرها من المعادن النادرة تدريجيًا بشكل قانوني. وقد اتخذت قرارها لأسباب بيئية، حيث حذر الخبراء من آثار التلوث الذي تسببه الصناعة، وكذلك لتأكيد السيطرة على مكون رئيسي في سلاسل إمداد الشركات متعددة الجنسيات.
حملة رئيس الوزراء السابق
وقد أمر وين جياباو، رئيس وزراء الصين السابق، وهو جيولوجي حاصل على درجة الماجستير في المعادن النادرة، في 2011 بشن حملة في أنحاء البلاد لملاحقة عصابات الجريمة في مجال المعادن النادرة. وأدت الحملة إلى مداهمات واعتقالات وملاحقات قضائية؛ وانتزعت الحكومة السيطرة على 11 منطقة تعدين للمعادن النادرة من المسؤولين المحليين الذين حامت حولهم شبهات فساد.
مع ذلك، كان التقدم في السيطرة على هذه الصناعة بطيئًا. وقالت الحكومة الصينية في ورقة نشرتها في حزيران/ يونيو 2012: "لقد أدى التعدين المفرط للمعادن الأرضية النادرة إلى انهيارات أرضية، وانسداد الأنهار، وحالات طوارئ بيئية، وحتى حوادث وكوارث كبيرة، مما ألحق ضررًا كبيرًا بسلامة وصحة الناس والبيئة الإيكولوجية".
وقد أمر جياباو بدمج عشرات الشركات المرخصة في ست شركات تسيطر عليها الحكومة، وغالبًا ما يتم ذلك دون دفع تعويضات تذكر للمالكين.
وقال مايكل سيلفر، الرئيس التنفيذي لشركة "أمريكان إليمنتس"، وهي شركة مقرها لوس أنجلوس تقوم بتصنيع أو توزيع أكثر من 38,000 مادة كيميائية، إن مشروعًا مشتركًا للمعادن النادرة في الصين تمتلك شركته حصة فيه، قد تمت مصادرته دون تعويض في سنة 2012.
وقد أدت عمليات التدقيق الجمركي على صادرات المعادن إلى وقف تهريب المعادن النادرة من الصين في السنوات الأخيرة. وأدت نهاية فقاعة سوق المضاربة إلى انخفاض الأسعار وجعلت المناجم غير القانونية أقل ربحا.
مناجم في ميانمار
ومع ذلك، أفادت التقارير أن الكثير من عمليات التعدين المدمرة للبيئة لأحد العناصر المعدنية النادرة على وجه الخصوص - الديسبروسيوم المستخدم في صناعة رقائق الكمبيوتر المتقدمة والمغناطيس - قد انتقلت على بعد بضعة أميال عبر الحدود الجنوبية للصين إلى مناطق خارجة عن القانون في أقصى شمال ميانمار، ويتم جلب الخام إلى الصين لتكريره.
حاليا، تم تقليص الشركات الست المملوكة للدولة إلى ثلاث. وبفضل الدعم الحكومي المستمر، قامت هذه الشركات بانتظام بزيادة إمدادات المعادن الأرضية النادرة في الأسواق العالمية لخفض الأسعار كلما حاول المنتجون الغربيون زيادة إنتاجهم.
يقول سيلفر في هذا السياق: "سيفعلون كل ما يلزم، من خفض أسعار الفائدة، إلى التوظيف، إلى الأراضي. سيسيطرون دائمًا على إمدادات المعادن الأرضية النادرة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصينية المعادن النادرة البيئة الصين بيئة معادن نادرة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المعادن النادرة الأرضیة النادرة النادرة فی
إقرأ أيضاً:
سفير الصين بالقاهرة: العلاقات مع مصر ضخت الطاقة الإيجابية في تنمية الجنوب العالمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد سفير الصين بالقاهرة لياو ليتشيانج، أن العلاقات المصرية- الصينية تجاوزت البعد الثنائي وضخت الطاقة الإيجابية في تنمية الجنوب العالمي، مشيرا إلى أن مصر والصين تتعاونان سويا من أجل تعزيز السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط، وتبذلان جهود الوساطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتدفعان نحو المصالحة الوطنية الفلسطينية، فضلا عن تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين في غزة.
وأعرب سفير الصين بالقاهرة في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، عن تطلعه إلى انتهاز فرصة قمة بريكس التي عقدت في قازان مؤخرا لمواصلة تعزيز التواصل والتعاون الاستراتيجي مع مصر، والقيام بدور رائد ودائم في القضية العظيمة المتمثلة في حشد قوة الجنوب العالمي وخلق مستقبل أفضل للبشرية.
وأوضح أن الرئيس شي جين بينج أكد - خلال لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي علي هامش قمة بريكس في ثاني لقاء لهما هذا العام بعد زيارة الرئيس السيسي للصين في مايو الماضي - أن بكين تدعم بثبات جهود مصر في صون السيادة الوطنية والأمن والمصالح التنموية، وأنها مستعدة لتكون صديقا مخلصا وشريكا عزيزا لمصر.
وشدد علي ضرورة مواصلة الدعم الثابت المتبادل بين مصر والصين وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتعميق التعاون العملي، وبناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، وتكثيف التواصل الشعبي، بما يدفع العلاقات الثنائية نحو هدف بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد.. مشيرا إلي أن هذا العام يصادف "عام الشراكة المصرية – الصينية " والذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وقال السفير الصيني إنه من المقرر عقد العديد من الفعاليات المهمة في هذا العام، الأمر الذي سيدفع "عام الشراكة المصرية – الصينية " إلى ذروة جديدة.. مؤكدا حرص الصين على بذل جهود كبيرة ومشتركة مع مصر لتنفيذ التوافقات الجديدة بين الرئيسين ودفع التنمية عالية الجودة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى الأمام. مؤكدا أن العلاقات المصرية – الصينية تمر بأفضل مراحلها في التاريخ بفضل القيادة المشتركة للرئيس السيسي والرئيس شي جين بينج.
وعن قمة قازان، أكد ليتشيانج أن الصعود الجماعي للجنوب العالمي يمثل علامة بارزة للتغيرات الكبيرة في العالم حيث يشكل الجنوب العالمي، باعتباره تجمعا لدول الأسواق الناشئة والدول النامية، أكثر من 40% من اقتصاديات العالم، وهو بصدد تغيير الخارطة الاقتصادية العالمية بشكل عميق. مشيرا إلي أن الجنوب العالمي أصبح قوة مستقرة ومتقدمة لإصلاح النظام العالمي.
وشدد علي ضرورة أن يلتزم الجنوب العالمي بالاستقلال والتضامن والتعاون، والسير نحو بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في ظل تسارع التغيرات غير المسبوقة، خاصة مع زيادة الأوضاع الدولية تعقيدا.. مضيفا أن الرئيس الصيني وقادة بريكس نجحوا في قمة جوهانسبرج العام الماضي في تحقيق التوسع التاريخي لمجموعة بريكس.
وأضح أن انضمام مصر إلى المجموعة بشكل رسمي، فتح صفحة "تعاون بريكس الموسع" وأصبح التجمع بعد التوسع ما يقرب من نصف سكان العالم، ويمثل أكثر من 30% من الاقتصاد العالمي، وأكثر من 50% من النمو الاقتصادي العالمي، ولهذا زادت قوة المجموعة وتأثيرها وإمكانياتها الكامنة بشكل كبير.. معربا عن تطلعه لدور أكبر لتجمع البريكس في صون السلام العالمي ودفع التنمية المشتركة وتحسين الحوكمة العالمية.
وقال ليتشيانج إن قمة قازان توصلت إلي توافق حول دعوة دفعة جديدة من الدول لتصبح شركاء "بريكس" مما يعد تقدما مهما آخر في مسيرة المجموعة بعد توسعها في العام الماضي مشيرا إلي أن أكثر من 30 دولة أبدت رغبتها الشديدة للانضمام إلي مجموعة بريكس.
وأشار إلي أن كلمة الرئيس الصيني خلال جلسة حوار "بريكس بلس " الذي أكد ضرورة أن تظهر دول البريكس باعتبارها رائدة في الجنوب العالمي الإرادة الجماعية والالتزام بالسلام، لتكون قوة مستقرة للحفاظ على السلام وكذلك العمل علي دفع التنمية، لتكون القوة الأساسية للتنمية المشتركة والسعي نحو نهضة الحضارات، لتكون القوة الدافعة للتواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات.
وأضاف أن هذه النقاط الثلاث تتطابق مع ما طرحته الصين من مبادرة الأمن العالمي ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الحضارة العالمية، وتتجاوب مع الحاجات الملحة للجنوب العالمي للسلام والتنمية والتعاون، وتعكس الجهود المشتركة للدول لتكريس لتحقيق التعددية والتعايش السلمي والدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين.