لجريدة عمان:
2024-11-01@03:33:00 GMT

افتتاحية: قوة أدب المقاومة

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

افتتاحية: قوة أدب المقاومة

رافق «أدب المقاومة» نضال الشعوب ضد الاستعمار والقمع والعنصرية، وكان سلاحًا قويًا في أيدي الشعوب المضطهدة والمهمشة والمقهورة تجاوز على الدوام حدود الزمان والمكان. ولم يكن أدب المقاومة في يوم من الأيام أقل من المقاومة بالسيوف والدبابات والحجارة، بل كان في الكثير من الأحيان أكثر حدة ومضاء من الصواريخ نفسها من حيث إنه كان يوقد الأمل ويلهم الأجيال للنضال من أجل الحرية والعدالة.

استطاع أدب المقاومة عبر تاريخ الشعوب أن يضيء أظلم زوايا الوجود البشري وأصعب اللحظات حينما يصل المقاوم إلى ما يمكن أن يكون لحظة اليأس القاتلة فتأتي الأعمال الأدبية مؤكدة حتمية النصر. نستطيع أن نتذكر كيف كانت القصائد تلهم الشعوب وتستثيرها وتستنهضها إلى حد أن بعض القصائد اعتبرت هي أداة النصر الأولى كما كان في قصيدة الشاعر الجزائري مفدي زكريا «من أجل القمر»، و«قسما» التي صارت لاحقا النشيد الوطني للجزائر، وقصيدة «إرادة الحياة» لأبي القاسم الشابي، وقصيدة «النونية» لأبي مسلم البهلاني، و«لا تصالح» لأمل دنقل.. وأدب محمود درويش وغسان كنفاني الذي استطاع أن يجسد المقاومة وأحوال اللاجئين بشكل استثنائي.. إلخ.

ونستذكر أيضا أعمالًا روائية خالدة مثل رواية «الأم» لمكسيم غوركي التي صورت بشكل مروع الصراع الطبقي، ورواية «كوخ العم توم» لهارييت بيتشر ستو التي أدانت العبودية، ورواية «موسم الهجرة إلى الشمال» للكاتب السوداني الطيب صالح التي رسمت بشكل بديع التعقيدات النفسية والثقافية للقوة الاستعمارية، وكشفت الرواية عن جراح الهيمنة الإمبريالية التي تمتد إلى ما هو أبعد من الحدود. وصورت رواية «الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوي تحدي الفلاح المصري لطغيان ملاك الأراضي الاستعماريين، مجسدة بذلك روح المقاومة التي لا تقهر.

لقد لعب أدب المقاومة دورًا بارزًا، أيضًا، في تشكيل الوعي، الوعي بالقضايا التي يناضل من أجلها وإخراجها من سرديات المحتل والمضطهِد «بكسر الهاء» إلى سرديات ترسم الصورة الحقيقية. وتحول أدب المقاومة إلى مستودع للذاكرة الجماعية وحافظ على قصص أولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل كرامة شعوبهم وتحرير أوطانهم. وبهذا المعنى فإن أدب المقاومة لم يعكس آلام المجتمع فقط ويوثق نضالهم بل قام بدور تشكيل المجتمع ليكون مجتمعًا مناضلًا ومستعدًا للتضحية وتحمل الخسائر البشرية من أجل حقيقة الوطن وجوهره.. وكان يقول لنا على الدوام أن الكلمات عندما تستخدم بشجاعة وإقناع فإنها تصبح سيوفًا قادرة على صناعة النصر وإلهام الثورات وإيقاد شعلة المقاومة التي تحترق في قلب كل شعب مضطهد وباحث عن حريته وعن وطنه طاهرًا من رجس أي محتل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أدب المقاومة من أجل

إقرأ أيضاً:

نعيم قاسم: مستعدون لحرب طويلة و"النصر الأكيد" هدفنا

أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، اليوم ، أن الحزب مستعد لمواصلة القتال في حرب طويلة الأمد، موضحًا أن مقاتلي الحزب يتسمون بالشجاعة والثبات، وأنهم ينطلقون إلى الجبهة بروح استشهادية ، جاءت تصريحاته وسط تصاعد التوتر مع الاحتلال، في ظل ما وصفه بـ"معركة ذوي البأس"، مشيرًا إلى أن بيئة المقاومة والمجتمع اللبناني متماسكان خلف حزب الله، ومؤكدًا أن المعركة ستنتهي بـ"النصر الأكيد".

 

أعلنت غرفة عمليات المقاومة، التابعة لحزب الله، عن مقتل 90 عسكريًا إسرائيليًا وإصابة 750 آخرين خلال الأيام الأخيرة من المواجهات، مشيرة إلى أن قوات المقاومة دمرت دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية، وأسقطت طائرات مسيّرة ، وأكد قاسم أن عمليات المقاومة تتم بتخطيط مستمر ومحدد، بحيث تتواصل الهجمات الصاروخية وضربات الطائرات المسيّرة على أهداف عسكرية إسرائيلية بشكل يومي.

 

أوضح قاسم أن المقاومة أظهرت قدرة استثنائية على نصب منصات إطلاق الصواريخ رغم القصف الجوي المتواصل من قبل إسرائيل، مؤكدًا أن الهجمات تركز على استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية، في حين يتعمد الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين والمنازل لإيقاع أكبر قدر من الأذى بالمدنيين.

 

أضاف قاسم في تصريح لافت أن المقاومة استطاعت إرسال طائرة مسيّرة وصلت إلى "غرفة نوم" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن الوضع في إسرائيل يشهد اضطرابات كبيرة، وأن نتنياهو يواجه ضغوطًا كبيرة، مضيفًا: "قد يأتي سقوطه على يد شخص إسرائيلي."

 

أفاد قاسم أن المقاومة ضربت قاعدة عسكرية في منطقة بنيامينا، مما أدى إلى سقوط أكثر من 80 بين قتيل وجريح، مؤكدًا أن العمليات المستمرة تواصل إلحاق الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية.

 

نقل قاسم تصريحات عن وزارة الصحة الإسرائيلية أشارت إلى أن أكثر من 300 ألف شخص في إسرائيل يحتاجون إلى علاج نفسي بسبب تداعيات الحرب ، وتحدث قاسم عن "تماسك الشعب اللبناني حول المقاومة"، موضحًا أن هذه الحرب، التي أطلقوا عليها "معركة أولي البأس"، هي محاولة للدفاع عن الأرض والوجود، ومؤكدًا أن المقاومة ستواصل نضالها حتى رحيل القوات الإسرائيلية.

 

صاروخ من لبنان يصيب مبنى في منطقة دلتون قرب صفد

 

أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، أن صاروخًا أُطلق من الأراضي اللبنانية سقط على مبنى في منطقة دلتون، قرب مدينة صفد شمال إسرائيل. وقد أحدث هذا الهجوم حالة من القلق والتوتر في المنطقة، وسط تصاعد التوترات بين لبنان وإسرائيل على الحدود.

 

ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن الصاروخ تسبب في أضرار مادية بالمبنى المستهدف في دلتون، ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات. وعقب الحادث، أعلنت السلطات الإسرائيلية حالة التأهب القصوى في شمال البلاد، ورفعت من وتيرة الإجراءات الأمنية في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية.

 

في ضوء هذه التطورات، توقع مراقبون تصعيدًا إضافيًا في العمليات العسكرية من الجانب الإسرائيلي، حيث غالبًا ما يرد الجيش الإسرائيلي على أي هجوم صاروخي من لبنان بضرب أهداف داخل الأراضي اللبنانية. وأفادت مصادر محلية في إسرائيل بأن السلطات تُجري حاليًا تقييمًا أمنيًا لتحديد طبيعة الرد العسكري المحتمل.

 

تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية حالة من التوتر المتصاعد خلال الفترة الأخيرة، مع تبادل عمليات إطلاق الصواريخ والقصف بين الطرفين. وتأتي هذه التطورات وسط استمرار الصراع بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، الذي يعتبره الإسرائيليون التهديد الرئيسي من الجانب اللبناني.

 

على إثر الهجوم، نصحت السلطات الإسرائيلية السكان في شمال البلاد بتجنب المناطق المفتوحة والبقاء في أماكن آمنة تحسبًا لأي تصعيد إضافي. وتم نشر قوات إضافية على الحدود لتعزيز الأمن، مع مراقبة دقيقة لأي تحركات أو تهديدات محتملة.

 

في ظل تصاعد التوترات، دعت الأمم المتحدة والجهات الدولية الأخرى إلى التهدئة وتجنب التصعيد. ودعا المنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس واتباع السبل الدبلوماسية لتجنب تصعيد جديد في المنطقة التي تعاني بالفعل من توترات شديدة.

مقالات مشابهة

  • تنديد واسع بجرائم العدو الصهيوني خلال وقفات تضامنية في تعز
  • فضل الله: تهديدات وزير حرب الكيان لن تثنينا عن المقاومة حتى النصر
  • الخارجية الأمريكية: "خطة النصر" التي طرحها زيلينسكي أثارت قلق حلفاء واشنطن
  • النائب فضل الله: تهديدات غالانت لن تثنينا عن المقاومة حتى النصر
  • الشيخ قاسم: مساندة غزة واجبة ومستمرون في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها السيد نصرالله
  • نعيم قاسم: سأسير على نهج حسن نصر الله وسأنفذ خطة الحرب التي وضعها
  • نعيم قاسم: مستعدون لحرب طويلة و"النصر الأكيد" هدفنا
  • مسؤول بحزب الله: تهديدات غالانت لن تثنينا عن المقاومة حتى النصر
  • الشعوب تكسر الطوق والنظم تُحكِم المحاصرة والتطويق.. قاموس المقاومة (50)