حضت كامالا هاريس الأمريكيين على كتابة "الفصل التالي" لبلادهم ورفض الفوضى والانقسام الذي أحدثه دونالد ترامب، وذلك في خطاب حماسي أمام البيت الأبيض اختتمت فيه تقديم حججها ورؤيتها للناخبين قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية.

وحذرت نائبة الرئيس الديموقراطي من توق ترامب لـ"السلطة المطلقة" أثناء إلقاء كلمتها في المكان نفسه الذي حشد فيه منافسها الجمهوري ترامب مؤيديه قبل اقتحامهم مقر الكونغرس الأمريكي (الكابيتول) في 6 يناير  (كانون الثاني) 2021.

وقالت هاريس "هذا ليس مرشحاً للرئاسة يفكر كيف سيجعل حياتكم أفضل. هذا شخص غير متزن، مهووس بالانتقام، يستنزفه الاحساس بالظلم ويسعى لسلطة مطلقة".

ولكن هاريس تحولت بعد ذلك إلى رؤية متفائلة لمستقبل أمريكا، مستخدمة البيت الأبيض المضاء خلفها ليلاً كرمز لإظهار استعدادها لتولي الرئاسة.

وأضافت أمام حشد كبير من المؤيدين في واشنطن الذين كانوا يلوحون بالأعلام "أمريكا، أنا هنا الليلة لأقول: هذا ليس ما نحن عليه".

وتابعت "لدى كل واحد منكم القدرة على قلب الصفحة والبدء بكتابة الفصل التالي في القصة الأكثر استثنائية على الإطلاق".

وحذرت هاريس التي كانت تتحدث من خلف شاشات واقية من الرصاص بجوار لافتات زرقاء مرفوعة كتب عليها "حرية"، من أن الانتخابات بمثابة اختيار بين "دولة متجذرة في الحرية لكل أمريكي أو دولة تحكمها الفوضى والانقسام".

وذكّرت هاريس الحشد بأن ترامب وقف في نفس المكان منذ نحو 4 سنوات و"أرسل حشداً مسلحاً" إلى الكابيتول.

Vice President Kamala Harris makes her closing argument to voters in Washington, D.C. https://t.co/QKhPoWkhy7 pic.twitter.com/1XWX0Z1dJ8

— CNBC (@CNBC) October 30, 2024

كما تطرقت هاريس إلى إحدى نقاط ضعفها الرئيسية ورؤية بعض الناخبين لها بأنها استمرار لبايدن، حيث تعهدت قائلة "ستكون رئاستي مختلفة، لأن التحديات التي نواجهها مختلفة".

وزعمت الحملة الانتخابية لهاريس أن 75 ألف شخص شاركوا في التجمع، قبل أسبوع من المواجهة مع المرشح الجمهوري في الانتخابات الأمريكية الأكثر تقارباً في العصر الحديث.

ولم يتسن التحقق من العدد على الفور، لكن الحشد كان كبيراً بشكل غير اعتيادي في انتخابات تشهد حماسة وانقساماً كبيرين.

وجاء اختيار هاريس لإلقاء كلمتها في حديقة "ذي إليبس" التي تربط بين البيت الأبيض وال"ناشونال مول" الضخم، في محاولة مباشرة منها لتذكير الناخبين بالفوضى التي سببها أنصار ترامب حين اقتحموا الكابيتول لقلب خسارته في انتخابات 2020 أمام جو بايدن.

وتظهر الاستطلاعات أن السباق شديد الاحتدام بين هاريس البالغة 60 عاماً وترامب البالغ 78 عاماً قبل أسبوع من موعد الاستحقاق.

"Good evening, America."

Kamala Harris begins her "closing argument" speech at the Ellipse in Washington, D.C.

"One week from today, you will have the chance to make a decision that directly impacts your life, the life of your family and the future of this country we love." pic.twitter.com/DKHDtlI8P7

— ABC News (@ABC) October 29, 2024  "حرية" 

وحضر بعض من أنصار هاريس قبل 7 ساعات من موعد الخطاب الذي ستلقيه من على منصة محاطة بلافتات زرقاء ضخمة كتب عليها "حرية".

وقال الطالب إيثان غلوكروفت (21 عاماً) إن اختيار المكان كان "بالتأكيد على خلفية تمرّد السادس من يناير (كانون الثاني)".

وأشار في تصريح لفرانس برس إلى أن عنوان التجمّع هذه الليلة هو "الآمال والحرية".

With a gleaming White House as her backdrop, Vice President Kamala Harris delivered her closing argument in Washington on Tuesday for an election just one week away.

Read more: https://t.co/CmGZXVGiQ7 pic.twitter.com/yxWqzuRzDH

— The New York Times (@nytimes) October 30, 2024

ومن جانبه، سعى ترامب وهو أكبر مرشح رئاسي يخوض الاستحقاق حتى النهاية في تاريخ الولايات المتحدة، للتقليل من أهمية تجمع هاريس عبر تنظيم تجمّع انتخابي من جانبه أمام مجموعة من أنصاره في منتجع مارالاغو في فلوريدا.

وجاءت تصريحاته بينما يحاول التخفيف من حدة جدل أثاره تجمعه الانتخابي الذي أقيم في قاعة "ماديسون سكوير غاردن" في نيويورك حيث وصف فكاهي مؤيد له بورتوريكو بأنها "جزيرة عائمة من القمامة".

وحاولت حملته النأي بنفسها عن التصريحات في وقت يدافع ترامب عن نفسه على خلفية اتهامات صادرة عن كبير موظفي البيت الأبيض في عهده جون كيلي الذي قال إنه سيحكم البلاد كدكتاتور "فاشي".

وأشار ترامب إلى أن التجمّع كان "مهرجانا للحب"، وهي العبارة ذاتها التي استخدمها في وصف أعمال الشغب ضد الكابيتول، فيما اعتبر أن الرسالة التي تحملها هاريس "هي رسالة كراهية وانقسام".


ولاحقاً شارك ترامب في تجمع في مدينة ألينتاون الصناعية في بنسلفانيا التي يرجّح بأن تكون الأكثر أهمية من بين الولايات السبع الحاسمة التي يتوقع أن تحدد نتيجة الانتخابات، علما بأن المدينة تضم جالية كبيرة لأشخاص يتحدرون من بورتوريكو.

????LIVE: TRUMP HOLDS CAMPAIGN RALLY IN ALLENTOWN, PENNSYLVANIA https://t.co/GGmthsMTTo

— Mario Nawfal (@MarioNawfal) October 30, 2024

وتخيم مخاوف من تكرار الفوضى التي شهدتها البلاد قبل 4 سنوات على انتخابات هذا العام، مع إشارة ترامب إلى أنه قد يرفض مرة أخرى قبول النتيجة إذا هُزم.

والثلاثاء، تطرّق ترامب إلى ورود تقارير عن قيام سلطات بنسلفانيا بتجميد مئات استمارات تسجيل الناخبين للاشتباه بأنها مزوّرة. وجاء في منشور له على منصة إكس "أشياء سيئة حقاً. ما الذي يجري في ولاية بنسلفانيا؟؟؟".

ويشار إلى أن برنامج كل من المرشحين سيكون حافلًا في الأيام الأخيرة من الحملة وصولًا إلى الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، وهما سيزوران خلاله أحياناً 3 ولايات أو أكثر في يوم واحد.

وأعلنت حملة هاريس مشاركة المغنية والممثلة جينيفر لوبيز في التجمع الانتخابي للمرشحة الديموقراطية في مدينة لاس فيغاس في ولاية نيفادا الخميس، في محاولة للتقرّب من الناخبين المتحدرين من أصول لاتينية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب هاريس الانتخابات الانتخابات الأمريكية هاريس ترامب البیت الأبیض إلى أن

إقرأ أيضاً:

“اشترِ الآن”.. تغريدة ترامب التي هزّت وول ستريت

#سواليف

في #تغريدة مقتضبة نشرها على منصته “تروث سوشيال”، كتب الرئيس الأميركي دونالد #ترامب “هذا هو الوقت المناسب للشراء!!!

كانت الجملة قصيرة، لكنها كفيلة بإثارة #زلزال في #الأسواق_المالية، خصوصا أنها سبقت بساعات إعلانًا مفاجئًا عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية الجديدة لمدة 90 يوما.


فهل كانت مجرد صدفة؟ أم أن الأمر يتجاوز ذلك نحو شبهات تلاعب متعمّد؟
توقيت مريب ومكاسب ضخمة

مقالات ذات صلة ضبط 3 أشخاص حاولوا التسلل من سوريا إلى الأردن 2025/04/11

ونُشرت التغريدة صباح الأربعاء، ومع حلول المساء، أعلن ترامب تعليق الرسوم على معظم الدول (باستثناء الصين).
لكن الأسواق لم تنتظر طويلًا، فقد:

قفز #مؤشر_ستاندارد آند بورز 500 بنسبة 9%
بينما صعد مؤشر #ناسداك التقني بنسبة 12%، وتبعتهما الأسواق العالمية:
نيكاي 225 الياباني ارتفع بنسبة 9%
فوتسي 100 البريطاني بنسبة 4% في تعاملات الخميس المبكرة

واللافت أن ترامب وقّع التغريدة بالأحرف الأولى لاسمه DJT، وهو أمر غير معتاد في منشوراته، لكن هذه الأحرف تحديدًا هي رمز سهم “شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا” المالكة لمنصة “تروث سوشيال”.
فهل كان في الأمر رسالة خفية؟

تقرير غارديان أشار إلى أن سهم الشركة قفز بنسبة 22% في ذات اليوم، ما دفع كثيرين لطرح تساؤل مشروع: هل استُخدمت التغريدة للتأثير على السوق بشكل مدروس؟

انتقادات سياسية ودعوات للتحقيق

ما لبثت الشكوك أن تحوّلت إلى تحرّك سياسي، فقد طالب مشرعون ديمقراطيون وخبراء أخلاقيات بإجراء تحقيق رسمي.
ووصلت رسالة مشتركة من السيناتورين آدم شيف وروبن جاليجو إلى البيت الأبيض تطالب بـ”تحقيق عاجل حول احتمال استخدام معلومات داخلية”، في خطوة وصفها البعض بأنها محاولة لفتح ملف فساد محتمل في أعلى سلطة تنفيذية.

السيناتور كريس مورفي كتب عبر منصة “إكس”: “فضيحة تداول داخلي تلوح في الأفق… تغريدة ترامب في الساعة 9:30 صباحا تشير إلى نيته منح أتباعه أفضلية مالية عبر معلومات خاصة”.

أما إليزابيث وارن، فوصفت ما حدث بأنه “فساد واضح”، في حين طالبت ألكسندريا أوكاسيو كورتيز بالكشف عن جميع الأسهم التي اشتراها أعضاء الكونغرس في الـ24 ساعة الأخيرة، وعلّقت بقولها: “سمعت أحاديث مثيرة في الكونغرس. سنكتشف بعض الأمور قريبا. حان الوقت لحظر التداول الداخلي”.
قانونيون يحذّرون.. سلوك غير أخلاقي

المثير أن الانتقادات لم تقتصر على خصوم ترامب السياسيين، فقد صرّح ريتشارد بينتر، المستشار الأخلاقي السابق في إدارة جورج بوش الابن، لـ”إن بي آر”: “لا يمكن السماح للرؤساء أو كبار المسؤولين بالتعليق على السوق والتأثير عليها أثناء اتخاذهم قرارات سياسية حاسمة”.

وأضاف “لو قام أي شخص من إدارة بوش بنشر منشور مماثل، لتم فصله في اليوم ذاته”.

وقال بينتر “هذا السيناريو قد يعرض الرئيس لاتهامات بالتورط في التلاعب بالسوق”.

وأوضح بينتر أن الحادث قد يؤدي إلى إجراء تحقيقات “حول من كان يعرف ماذا ومتى قبل أن يعلن (ترامب) أنه سيؤجل الرسوم الجمركية على جميع الدول باستثناء الصين”.

ورفض متحدث باسم وزارة العدل التعليق، ولم تستجب هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية فورًا لطلب التعليق وفقا لشبكة “إن بي سي نيوز”.

هذا التصريح يفتح الباب مجددًا أمام نقاش طويل حول حدود المسؤولية الأخلاقية للمسؤولين التنفيذيين، وما إذا كانت القوانين الحالية كافية لمنع استغلال النفوذ الاقتصادي.


ترامب يبرر والبيت الأبيض يحاول احتواء الأزمة

حين سُئل مساء الأربعاء عن توقيت التغريدة، قال ترامب ببساطة، “كنت أفكر في الأمر خلال الأيام القليلة الماضية”.

لكن مصادر من داخل البيت الأبيض وصفت القرار بأنه جزء من إستراتيجية مدروسة مسبقًا، وأكدت المتحدثة كارولين ليفيت أن ما جرى يدخل في إطار “فن الصفقة”.


نشاط مشبوه آخر في الكونغرس

ووسط الجدل، كشفت النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين عن قيامها بشراء أسهم في “آبل” و”أمازون” يومي الثالث والرابع من أبريل/نيسان الحالي، أي بعد إعلان ترامب تعريفاته الجمركية.

وبحسب غارديان، فقد ارتفعت أسهم “أمازون” بنسبة 12% و”آبل” بنسبة 15% بعد تعليق الرسوم.

فهل تزامنت عمليات الشراء تلك مع معلومات مسبقة؟ سؤال لا يقل أهمية.

وبينما يترقّب الرأي العام ما قد تكشفه التحقيقات، تبقى تغريدة ترامب “اشترِ الآن” رمزًا لأزمة أكبر تتعلق بتداخل المال والسياسة والمصالح الشخصية.

وقد أثارت التغريدة تساؤلات لا تتعلق فقط بالتلاعب بالسوق، بل بما إذا كانت الأسواق الأميركية تُدار الآن بإشارات فردية من الرئيس نفسه.
وإذا ثبت وجود تداول داخلي، فإن القضية قد تتحوّل من “جدل سياسي” إلى أزمة نزاهة تهز أركان الدولة الأميركية.

مقالات مشابهة

  • عوائد السندات.. القلق الاقتصادي الذي أربك حسابات ترامب
  • “مدري”.. الكلمة التي أربكت مواقع التواصل وتحولت إلى ترند.. ما قصتها!
  • ما هو (MoCA) الذي تفوق فيه ترامب ...كل ما تود معرفته
  • “اشترِ الآن”.. تغريدة ترامب التي هزّت وول ستريت
  • اشترِ الآن.. تغريدة ترامب التي هزّت وول ستريت
  • يعني إيه عنقودي؟.. عمرو سعد يكشف عن معنى الكلمة لأول مرة
  • استطلاع: تراجع دعم الأمريكيين لإسرائيل ونتنياهو
  • استطلاع: 62% من الأمريكيين يرفضون السيطرة الأمريكية على غزة
  • بالذكاء الاصطناعي.. سخرية صينية من الأمريكيين بسبب رسوم ترامب الجمركية (شاهد)
  • سخرية صينية بالذكاء الاصطناعي من الأمريكيين بسبب رسوم ترامب الجمركية (شاهد)