عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ليل امس من جولة اوروبية قادته الى كل من فرنسا وبريطانيا وايرلندا في اطار السعي الديبلوماسي لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان وتأمين الدعم له في مواجهة ازمة النازحين الكبيرة بسبب هذا العدوان.
ومن المرتقب ان يزور الرئيس ميقاتي رئيس مجلس النواب نبيه بري للتشاور معه في نتائج الاتصالات الجارية وآفاق المرحلة المقبلة.


كما ستكون للرئيس ميقاتي الليلة اطلالة تلفزيونية عبر "قناة الجديد" يتحدث فيها عن مجمل الملفات الراهنة ونتائج التحرك الذي يقوم به.
اما في ما يتعلق بعقد جلسة لمجلس الوزراء، فتشير اوساط حكومية معنية الى انه كان من المرتقب عقد الجلسة هذا الاسبوع، لكن عدم توافر النصاب القانوني حتى الساعة بسبب غياب عدة وزراء في مهمات خارج البلاد قد يرجئ الجلسة الى الاسبوع المقبل، ويستعاض عنها باجتماعات وزارية، وبشكل خاص للجنة الطوارئ الحكومية، اضافة الى لقاءات ديبلوماسية.
في هذا الوقت جدد رئيسا الحكومة ومجلس النواب تأكيد ثوابت الموقف اللبناني من المبادرات المطروحة. فاكد رئيس مجلس النواب "أن لبنان قال ما عنده وجوابه إيجابي، ويبقى أن على إسرائيل أن تقدّم جواباً إيجابياً. ومن يقتضي أن يقدّم هو إسرائيل وليس لبنان. قلنا إننا مع تطبيق كامل للقرار 1701 ببنوده كلها كما وردت عام 2006 لكن الشرط هو وقف شامل وكامل لوقف النار. من دون وقف النار لا حلّ سياسياً".
أضاف بري "الحل السياسي متاح في أي وقت وفي أي لحظة من الآن حتى الخامس من تشرين الثاني المقبل موعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد. إلا أن اعتقادي أن نتنياهو سيستمر في التصعيد في الجنوب وهو لم يرتو من الدم والقتل والتدمير والتفجير. لكنّ المقاومة موجودة أيضاً وقادرة على منعه من احتلال الجنوب".
اما رئيس الحكومة فابلغ جميع المسؤولين الذين التقاهم في جولته موقف لبنان الثابت والذي يتلخص "بأولوية الوقف الفوري لإطلاق النار والعمل مع الجهات الدولية للتوصل الى حل ديبلوماسي لتطبيق القرار 1701 كاملاً".
وقال: "المطلوب أولا إلتزام حقيقي من إسرائيل بوقف إطلاق النار، لأن التجربة السابقة في ما يتعلق بالنداء الأميركي - الفرنسي المدعوم عربياً ودولياً، لوقف إطلاق النار أثّرت على صدقية الجميع".
وفي سياق متصل، اعتبرت اوساط ديبلوماسية "ان الجواب الإسرائيلي على الطرح اللبناني  الذي حمله الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين لم يسمح بفتح ثغرة في جدار الأزمة، في الأيام القليلة السابقة للانتخابات الرئاسية الاميركية".
واشارت الاوساط الى أنّ مغادرة هوكشتاين من تلّ أبيب مباشرة الى واشنطن، من دون التوقّف في بيروت، يعكس عوامل معقّدة عدّة تتعلّق بالوضع السياسي والأمني في لبنان والمنطقة، ورسالة واضحة للجميع تدلّ على فشل المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار. فنتنياهو لم يُوافق على وقف النار، إنّما يريد التفاوض خلاله، في حين أنّ حزب الله يتحدّث عن أنّ الكلمة الفصل هي للميدان".
وشددت المصادر على "أنّ زيارة هوكشتاين  الى إسرائيل وعدم مجيئه الى لبنان، على ما حصل خلال زيارته ما قبل السابقة، يعني أنّ تنياهو لم يُوافق على المطالب اللبنانية في ما يتعلّق بوقف إطلاق النار، وبالحلّ الديبلوماسي لتطبيق القرار 1701 بعد ذلك".








المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

خروقات لا تنتهي لوقف إطلاق النار.. ماذا تريد إسرائيل؟!

منذ صباح يوم الأربعاء الماضي، تاريخ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل حيّز التنفيذ، لا تتوقف الخروقات الإسرائيلية في العديد من القرى الجنوبية، إذ لا يمرّ يوم من دون تسجيل قصف لمناطق عدّة، وصولاً إلى نسف بعض المنازل والمباني في بلدة الخيام الجنوبية مثلاً، وذلك بموازاة منعها أهالي عشرات القرى اللبنانية الحدودية من العودة إليها، على وقع التحذيرات اليومية التي تواصل نشرها.
 
في المقابل، يُلاحَظ أنّ "حزب الله" يلتزم بسياسة "ضبط النفس" إن صحّ التعبير، إذ لم يقم بأيّ عملية عسكرية منذ لحظة سريان الاتفاق، حتى إنّ أيّ تعليق "رسمي" على الخروقات الإسرائيلية لم يصدر عنه، ولا توعّد بالردّ عليها، بالتوازي مع حرصه على توصيف الاتفاق بأنّه شكّل "انتصارًا" للمقاومة في لبنان، حتى إنّ الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قال إنه "يفوق" ذلك الذي تحقّق في حرب تموز 2006، بدليل الصمود الأسطوري الذي حصل.
 
وبين الخروقات الإسرائيلية المتواصلة وموقف "حزب الله" الذي يبدو كمن ينأى بنفسه عنها، ثمّة من يطرح علامات استفهام عن "مصير" الاتفاق ككلّ، وسط مخاوف متصاعدة من احتمال "انهياره" قبل اكتمال مهلة الستّين يومًا، علمًا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض اعتباره "نهاية للحرب"، ويصنّفه على أنّه "هدنة" قد لا تكون طويلة الأمد، فما الذي تريده إسرائيل عمليًا، ولماذا تصرّ على انتهاك الاتفاق بهذا الشكل؟
 
ما تريده إسرائيل..
 
يضع العارفون الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة لاتفاق وقف إطلاق النار، في خانة "الاستهلاك الداخلي" في مكانٍ ما، لمواجهة الاعتراضات التي اصطدم بها، والتي وصلت لحدّ توصيفه بـ"الاستسلامي والانهزامي"، رغم محاولة نتنياهو قطع الطريق سلفًا على مثل هذه الاعتراضات، بحديثه عن مبدأ "حرية الحركة" غير الوارد أساسًا في الاتفاق، وهو بذلك يسعى إلى الإيحاء بأنّه لا يزال يمتلك "زمام المبادرة"، رغم كلّ شيء.
 
بهذا المعنى، يمكن القول إنّ الجانب الإسرائيلي يريد "استغلال" مهلة الستين يومًا التي نصّ عليها الاتفاق حتى الرمق الأخير، ولو بخطوات "استفزازية" للجانب اللبناني قد تُفهَم في مكان ما على أنّها "استدراج" له للعودة إلى الحرب، علمًا أنّ هناك من يعتبر أنّ مشهد عودة الجنوبيين بمجرد سريان الاتفاق فجر الأربعاء هو الذي "استفزّ" الإسرائيليين، ولا سيما أنه لم يقترن حتى الساعة بتحقيق "هدف" الحرب، أي عودة مستوطني الشمال إلى بيوتهم.
 
استنادًا إلى ما تقدّم، تريد إسرائيل ضرب أكثر من عصفور بحجر انتهاكاتها اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار، لتؤكد أنّها لا تزال المتحكّمة بالأمور، بدليل أنها من تحدّد "توقيت" عودة الجنوبيين إلى قراهم رغم الاتفاق، وهي تحاول بذلك "دحض" خطاب "الانتصار" الذي يروّج له "حزب الله"، وبالتالي إفراغه من مضمونه بصورة أو بأخرى، وذلك في سياق "الحرب النفسية" التي يبدو أنّ فصولها ستستمرّ بين الجانبين حتى بعد وقف النار.
 
لبنان "ملتزم"
 
في مقابل الاندفاعة الإسرائيلية نحو خرق اتفاق وقف إطلاق النار، يُلاحَظ أنّ الجانب اللبناني "يلتزم" بالاتفاق بالكامل، حتى إنّ "حزب الله" ينأى بنفسه عنها بالمطلق، بل إنّ بين المحسوبين عليه من يقلّل من شأنها، باعتبار أنّ الاتفاق يتحدّث أصلاً عن انسحاب تدريجي من القرى الجنوبية يكتمل بعد 60 يومًا من توقيعه، أي أنه ليس تلقائيًا، وبالتالي فمن الطبيعي أن تحاول إسرائيل "توظيف" الأمر حتى اللحظة الأخيرة، وفق ما دأبت عليه.
 
يستبعد العارفون أن يُستدرَج الحزب إلى أيّ رد على الانتهاكات الإسرائيلية، فالحزب واضح في موقفه، وقد كرّره أمينه العام في خطابه الأخير، وثمّة من يقارن الأمر بما حصل قبل الحرب، حين حاول الإسرائيليون استدراج الحزب إليها، عبر الاغتيالات للعديد من قادته العسكريين الكبار، لكنّ الحزب كان يضبط دائمًا ردوده على مستوى عدم الانزلاق إلى الحرب، وبقي ملتزمًا بقواعد اشتباك حدّدها لنفسه، حتى بعد تجاوز إسرائيل للخطوط الحمراء.
 
وفي سياق متصل، يشير العارفون إلى أنّ لبنان الرسمي ينتظر أن تبدأ لجنة المراقبة التي نصّ عليها اتفاق وقف إطلاق النار عملها في غضون الأيام القليلة المقبلة، علمًا أنّ رئيسها الجنرال الأميركي جاسبير جيفيرز وصل إلى بيروت، والتقى بقائد الجيش العماد جوزيف عون، حيث يفترض أن تتحمّل هذه اللجنة مسؤولية مراقبة الخروقات التي تحصل للاتفاق، وبالتالي الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقفها، منعًا لانهيار الاتفاق.
 
صحيح أنّ هناك من يعتقد أنّ إسرائيل تسعى لـ"تطيير" الاتفاق، وثمّة من يرى أنّ الموافقة عليه قد تكون بمثابة فرصة لالتقاط الأنفاس، بانتظار جولة ثانية قد تصبح حتميّة، لكن هناك في المقابل من يعتقد أنّ إسرائيل لم تكن لتوافق على الاتفاق لو لم تكن تريد فعلاً إنهاء الحرب، خصوصًا بعد تعذّر تحقيق الأهداف بالضربات العسكرية، وبالتالي فإنّ الانطباع لا يزال راسخًا بأنّ التهدئة الحالية، رغم الخروقات، تهيئ الأرضية لوقف الحرب بالكامل.. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • ميقاتي: اتصالات مكثفة للجم خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار في لبنان
  • لبنان: اتصالات مكثفة للجم خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار
  • لبنان يطلب من واشنطن وباريس الضغط على إسرائيل لوقف انتهاك الهدنة
  • لبنان يطالب أمريكا وفرنسا بالضغط على إسرائيل لوقف خروقات التهدئة
  • خبير عسكري: رد حزب الله على إسرائيل لا يعد اختراقا لوقف إطلاق النار
  • رداً على حزب الله..إسرائيل تضرب جنوب لبنان
  • بعد ضربة الصواريخ.. إسرائيل تتوعد حزب الله برد قاس
  • أمريكا: “جهودنا” بوقف إطلاق النار في غزة من قبل إسرائيل “لم تنجح”
  • خروقات لا تنتهي لوقف إطلاق النار.. ماذا تريد إسرائيل؟!
  • فرنسا تسجل 52 انتهاكاً إسرائيلياً لوقف إطلاق النار مع لبنان