نقطة التحول: صمود غزة وإطلاق شرارة التحرير وبداية انهيار “إسرائيل”
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
نقطة التحول: #صمود #غزة وإطلاق شرارة #التحرير وبداية #انهيار ” #إسرائيل “
#احمد_ايهاب_سلامة
لقد فقدنا، قبل أيام، رمزاً من رموز النضال، رمزاً لقائد فذ مغوار..خسرنا رجلاً قضى 62 عاماً من حياته، عاش منها فعلياً 32 عاماً، بما في ذلك 12 سنوات قضاها طفلاً لا يدرك شيئاً عن الحياة، لذا، في هذه المعادلة، لم يعش إلا 20 سنة من 62 عاماً.
عاش 22 عاماً في السجن، قبل أن يحكم عليه بستة أشهر دون محاكمة، وقبلها سنتين من الملاحقة، حيث تم سجنه عدة مرات لشهر وشهرين. في المجمل، قضى في السجون الإسرائيلية تقريباً 30 عاماً، منها 22 عاماً متواصلة و8 أعوام متفرقة..إنه لم يكن مجرد مناضل، بل كان أسطورة تجسد في 42 عاماً من الكفاح.
مقالات ذات صلة «لن أنسى أبدًا أني كنتُ عبدك ليلة» 2024/10/30أما الآن، فمن يعتقد أن “إسرائيل” بعد استشهاد السنوار، ستتمكن من القضاء على حماس فهو ساذج، صحيح أن القادة لهم تأثير كبير في العمليات العسكرية والاستراتيجية، لكن دعونا نتذكر أنه قبل السنوار، ارتقى 122 شهيداً، كان آخرهم الشهيد إسماعيل هنية، ليلتحق السنوار ليصبح رقم 123.. ورغم فقدان القادة، تواصل المقاومة نضالها دفاعاً عن أرضها، وكلما رحل قائد، أتى من هو أشد حنكة وذكاء، التاريخ يشهد على ذاك تطور قدرات حماس عبر السنوات.
لا أقول إن الأمر سهل، فدمعة طفل غزاوي كفيلة أن تحرق القلب، ويكفي أن نتذكر 45 ألف شهيد حتى اليوم.. لكن للصمود عنوان، والتاريخ أكبر برهان.. فقد احتلت فرنسا الجزائر وقدمت تضحيات جسام بمليون و400 ألف شهيد لنيل حريتها، وفي العراق أُبيد مليون عراقي على يد الأمريكان في عام واحد، وفيتنام شهدت مقتل 3 ملايين و800 ألف، بينما في حرب البوسنة والهرسك قُتل أكثر من 39 ألف مسلم من المدنيين.
وعن الحروب العالمية، تجاوز عدد الضحايا 200 مليون إنسان.. ما اريد الوصول اليه ان الخسائر البشرية كانت دوماً جزءاً من الحروب، فما بالك بمن يضحون لأجل وطنهم لأجل أولى القبلتين وثالت الحرمين.. فحتمًا النصر قادم، وكلما اشتد الظلم، اقترب النصر أكثر.
أما عن قدرة إسرائيل على مواجهة الوضع، فهي تتآكل.. لو حاربت إسرائيل بغرض السيطرة على غزة لأسابيع وفشلت، لكان ذلك خيراً لها من القتال لمدة عام كامل دون جدوى. بل لو واجهت غزة بفرقة واحدة وفشلت، لكان ذلك أهون من مواجهة غزة بستة فرق ثم الفشل.
منذ بداية الألفية، يتصاعد عنف إسرائيل، لكنه يضعف تأثيرها.. فهي تتعرض لانتكاسات مع كل زيادة في عنفها، كما هو حال الحياة، كل زيادة فيها تقابلها نقصان.
لقد قتلت إسرائيل 45 ألف فلسطيني، وجرحت أكثر من 80 ألفاً، ويتّمت نحو 20 ألف طفل، مما يجعل مجموع الضحايا من شهيد وجريح ما يقارب 9% من سكان غزة..ومع بقاء قرابة المليون في شمالها، بعد أن زعمت السيطرة عليه، تتكبد خسائر كبيرة دون أن تحرر أسرى أو تقضي على قدرات خصومها، سواء في البر أو الجو.
إن إسرائيل، التي أُنشئت لتكون ملاذاً امنا لسكانها، صارت أخطر مكان عليهم، وهي التي بُنيت لتكون عاصمة لمصالح الدول الاستعمارية الكبرى في بلادنا، مثل النفط وقناة السويس، فالان أصبحت تستغيث بالدول الكبرى طلباً للحماية، فانتقلت من كونها أداة استراتيجية إلى عبء استراتيجي على حلفائها.
اليوم، تُظهر إسرائيل، التي تسيطر على وسائل الإعلام وتتحكم سياسياً واقتصادياً في المنطقة، ضعفاً غير مسبوق.. فكل جندي تفقده، وكل بناية في تُقصف من قبل أطراف المقاومة، وكل عملية بطولية تُنفذ في المدن المحتلة، تساهم في تعزيز قوة المقاومة وصمود أهل غزة، الذين يرفضون الاستسلام.. هذه الهزائم التي يتلقاها المحتل يضعفه يوماً بعد يوم.
من كان يصدق أن “إسرائيل”، التي تمتلك أكبر ترسانة دفاع جوي، أصبحت هدفاً سهلاً لأي شخص يستطيع أن يحمل صاروخاً ويقصف فيه المدن المحتلة، والقبة الحديدية عاجزة تماماً، فقد هاجر أكثر من نصف مليون مستوطن عبر مطار بن غوريون إلى الدول الغربية، وخسرت إسرائيل حتى الآن ما يقارب 280 مليار دولار، بالإضافة إلى فقدانها يومياً دبابات وطائرات وجنود وخسائر مادية وبشرية، وهو ما لم يحدث منذ بداية النكبة عام 1948 وما لم يحدث منذ احتلال فلسطين.
لأول مرة، تُظهر الأرض تراجع قدرات إسرائيل، والدليل حيث يعبر الجنود عن غضبهم وانتقامهم على الأبرياء والمدنيين العزل وعن المبان والمنازل، فاعلم انهم فقدوا قوة الردع واصبحوا فريسة سهلة لخصومهم ولو دافعت مع المقاومة قوى اخرى بجيش منظم اقصد “دولة”.. لهُزمت اسرائيل في غضون ايام .
الصبر مفتاح الفرج والنصر قريب وقد اطلقت غزة شرارة بداية الحرب العالمية الثالثة بل اطلقت شرارة بداية تحرير فلسطين، من اين سيبدأ الخراب كيف ومتى.. للحكاية بقية ..
لكن غزة اشعلت شرارة التحرير والعودة لانتصار الاسلام من بوابة القطاع.
الألم والفراق والدمار كبير جداً، لكن بعد أكثر من عام على بداية القتال، لا تزال غزة تقاوم.. لا تزال المقاومة تنكل بالاحتلال، تدمر دباباته الهشة، وتقنص جنوده كما تُصاد الكلاب الضالة.. ولا زالت الأمهات ينجبن مقاومين، والشيوخ يدعون الله ويتضرعون اليه.. وما زال الأمل يسير نحو النصر والتحرير.
ما زال اهلها مرابطون وصامدون وثابتون
ولنتذكر أن النصر ات لا محال وهذا وعد الله، والله لا يخلف وعده.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: صمود غزة التحرير انهيار إسرائيل أکثر من
إقرأ أيضاً:
مراقبون: عملية “تياسير” اختبار لفشل عملية “السور الحديدي”
#سواليف
أكد كتّاب و #محللون #سياسيون #فلسطينيون أن #عملية ” #تياسير “، التي استهدفت حاجزًا عسكريًا إسرائيليًا وأسفرت عن مقتل جنديين على يد أحد المقاومين، تمثل اختبارًا أوليًا لفشل عملية ” #السور_الحديدي ” التي نفذها #جيش_الاحتلال في #شمال_الضفة_الغربية.
اختراق القبضة الأمنية
في هذا السياق، أشار الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، ياسر مناع، إلى أن العملية “كشفت محدودية الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، رغم استخدام القوة المفرطة في القتل والتدمير والاعتقالات المستمرة”. وأضاف أن “نجاح المنفذ في تجاوز الإجراءات الأمنية الصارمة والوصول إلى نقطة الاشتباك القريبة يعكس #فشل #المنظومة_الأمنية_الإسرائيلية في تحقيق أهدافها”.
ورأى مناع أن “العملية تمت وفق تخطيط دقيق، حيث تمكن المنفذ من تضليل الأجهزة الأمنية للاحتلال، والتسلل إلى الموقع المستهدف، ثم الاشتباك من مسافة صفر وقتل الجنود، رغم أن حاجز تياسير يُعرف بتشديده الأمني واستنفاره المستمر”.
مقالات ذات صلة الأردن يسير 14 طائرة مساعدات جديدة ضمن الجسر الجوي الإنساني إلى غزة / صور 2025/02/04وحول حجم الخسائر، أكد مناع أن “تمكن منفذ العملية من قتل جنديين وإصابة آخرين يبرز الأثر الكبير لهذه العملية على الاحتلال، الذي يدّعي قدرته على القضاء على المقاومة. وأضاف أن عجز إسرائيل عن منع هذه العملية قد يدفعها إلى تصعيد عدوانها، ومحاولة تطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة المقاومة المسلحة”.
من جهته، وصف الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني خالد معالي العملية بأنها “ضربة قاسية للمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، خاصة أنها جاءت بالتزامن مع تنفيذ عملية السور الحديدي”.
وأشار إلى أن نجاح المقاوم في الوصول إلى الحاجز العسكري، رغم التشديدات الأمنية، سيعزز معنويات المقاومين وأبناء الضفة الغربية، ولا سيما سكان المناطق المستهدفة بالعدوان الإسرائيلي”.
وأعرب معالي عن اعتقاده أن سبب فشل الاحتلال في منع هذه العمليات هو “استخدام إسرائيل للقوة المفرطة في تدمير المخيمات والقرى لم ينجح في منع العمليات الفردية”. وأضاف: “التجربة تؤكد أن واقع الضفة لن يتغير، وأن المقاومة مستمرة، خصوصًا مع وجود مجموعات مسلحة أو أفراد يعملون بسرية تامة، ما يعرقل مخططات الاحتلال للقضاء على المقاومة”.
العملية في سياقها السياسي والعسكري
بدورها، رأت المراقبة والكاتبة الفلسطينية انتصار العواودة أن “عملية تياسير تأتي في سياق المقاومة الطبيعية، كرد فعل على جرائم الاحتلال، بما في ذلك تدمير الأحياء السكنية، وتهجير الفلسطينيين من المخيمات، ومحاولات ضم الضفة الغربية”.
وأضافت أن “هذه العمليات تمثل ردًا مباشرًا على الحواجز العسكرية التي حوّلت حياة الفلسطينيين إلى جحيم، حيث باتت مواقع الاحتلال العسكرية مصيدة لجنوده”.
وأكدت العواودة أن “تصعيد الاحتلال لجرائمه يولّد أفكارًا إبداعية لدى الشباب الفلسطيني، ما يدفعهم إلى ابتكار أساليب مقاومة تربك جيش الاحتلال وتصدمه. وأشارت إلى أن “عملية تياسير” تميزت بجرأتها وتخطيطها الدقيق، ما يجعلها نموذجًا يُحتذى به من قبل مقاتلين آخرين”.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، بمقتل رقيب أول احتياط وجندي، وإصابة ثمانية آخرين، بينهم اثنان في حالة خطرة، في عملية نفذها مقاوم فلسطيني داخل معسكر “تياسير” شرق جنين.
ووفقًا لصحيفة /تايمز أوف إسرائيل/، فإن الجيش أعلن مقتل اثنين من جنود الاحتياط وإصابة ثمانية آخرين، مشيرًا إلى أن أحد القتلى هو قائد فرقة في كتيبة الاحتياط (8211) التابعة للواء “إفرايم” الإقليمي.
كما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل جديدة عن العملية، حيث ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن منفذ الهجوم تمكن من التسلل إلى داخل المجمع العسكري الذي يضم برج مراقبة محصنًا وعدة مبانٍ يتواجد فيها الجنود. وأوضحت أن المقاوم الفلسطيني سيطر على البرج، وبدأ بإطلاق النار داخل المجمع، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات استمرت لدقائق، قبل أن يستشهد برصاص الاحتلال.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية “السور الحديدي” في 21 كانون ثاني/يناير 2025، مستهدفًا مدينة جنين ومخيمها في شمال الضفة الغربية. وتُعد هذه العملية الأكبر منذ عام 2002، وتهدف إلى ملاحقة نشطاء المقاومة.
ونسفت قوات الاحتلال ضمن عملية “السور الحديدي” حتى ساعة إعداد هذا التقرير، أربعة أحياء سكنية في جنين، واستهدفت مباني في مناطق حارة الدمج والحواشين وشارع مهيوب ومحيط مسجد الأسير، في إطار حملتها المستمرة ضد المقاومة الفلسطينية.