ماذا يحدث للدوامة القطبية ؟ تقلبات جوية في طريقها الى المنطقة
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
#سواليف
مع بداية #فصل_الخريف فلكيًا، وبتعمقنا في أجوائه، بدأت مظاهر الخريف تتضح بشكل جلي في المنطقة العربية، خاصة في شمال #الشرق_الأوسط وشمال أفريقيا، حيث سادت #تقلبات_جوية واسعة وسريعة. تميزت هذه التقلبات بانخفاضات حرارية كبيرة وفروقات واضحة بين درجات الحرارة الليلية والنهارية. وقد شهدت المنطقة ظواهر نادرة الحدوث في هذا الوقت من العام، مثل #موجة_البرد المبكرة التي أثرت الأسبوع الماضي على بلاد الشام، العراق، وشمال السعودية، وأدت إلى هبوط ملحوظ في درجات #الحرارة، خاصة في ما يُعرف بدرجة الحرارة المحسوسة.
حالة عدم استقرار جوي واسعة الانتشار وطويلة التأثير :
إضافة إلى ذلك، تشهد أجزاء من شبه الجزيرة العربية منذ نحو أسبوع حالة من عدم الاستقرار الجوي واسعة النطاق، تمتد من اليمن إلى غرب ووسط السعودية، وصولاً إلى الكويت وجنوب العراق. وقد نتج عن هذه الحالة هطول #أمطار_رعدية غزيرة مصحوبة بعواصف بردية، ما أدى إلى تشكّل #السيول والفيضانات في العديد من المناطق. ومن المتوقع أن تمتد هذه الحالة من عدم الاستقرار الجوي لتشمل #بلاد_الشام، العراق، وشمال مصر بدءاً من وقت كتابة هذا التقرير ولغاية الاسبوع الاول من شهر تشرين ثاني نوفمبر على اقل تقدير ، مع استمرار تأثيرها على شبه الجزيرة العربية، مما يجعلها حالة استثنائية وغير معتادة في هذا الوقت من العام نظراً لانتشارها الواسع. وكما أشرنا في تقرير سابق، فإن تدفق التيار المداري الأفريقي باتجاه المنطقة يُعد أحد أهم العوامل المسببة لهذه الحالة، حيث يتزامن مع تدفق الرياح الباردة نسبياً من شرق المتوسط نحو المنطقة، مما ساهم في تفاقم هذه الظاهرة الجوية.
مقالات ذات صلة الحرس الثوري الإيراني: ستواجه إسرائيل مفاجأة جديدة في الأيام القادمة 2024/10/30تواصل هطولات مطرية كثيفة في دول المغرب العربي :
في سياق متصل، تتعرض دول المغرب العربي أيضاً منذ قرابة الشهر لأمطار غزيرة متواصلة وكتل هوائية باردة متلاحقة، مما أسفر عن هطول كميات كبيرة من الأمطار الرعدية الغزيرة في العديد من المناطق. وتعود كثافة هذه الهطولات إلى طبيعة الكتل الهوائية الباردة التي أثرت على دول المغرب العربي، حيث كانت هذه الكتل ذات مصدر أطلسي مشبع بالرطوبة، وتزامنت مع رياح مدارية رطبة قادمة من أفريقيا، مما عزز قوة الاضطرابات الجوية هناك. وقد أدى هذا التفاعل إلى غزارة الأمطار التي ملأت بعض السدود بشكل مبكر، كما حدث في الجزائر على سبيل المثال.
#الدوامة_القطبية وتأثيرها غير المعتاد في هذا الموسم :
أشرنا في تقرير سابق إلى أن الدوامة القطبية الشمالية تشهد نشاطاً “نادر الحدوث” في مثل هذا الوقت من العام، حيث بلغ مؤشر تذبذب القطب الشمالي إيجابية متطرفة، مقترباً من الدرجة الخامسة على المقياس. هذه القيم تعادل ما يُرصد عادةً في عمق فصل الشتاء، عندما تكون الدوامة القطبية في أقصى قوتها. وقد ساعدت هذه الوضعية في تشكل مرتفعات جوية “ضخمة” تغطي مناطق هامة، منها القارة الأوروبية، مما أدى إلى تشكل نظام الأوميغا الذي يسهم في توجيه الكتل الهوائية الباردة نحو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معززاً بذلك الظروف الجوية الباردة وغير المعتادة في تلك المناطق.
توقعات سلوك الدوامة القطبية لشهر نوفمبر وتأثيره على المنطقة :
في الآونة الأخيرة، بدأت تتضح بشكل أكبر سلوكيات الدوامة القطبية “الغريبة” وتوزيعات الضغوط الجوية “الأكثر غرابة”، خاصة مع اقتراب شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الذي يبدأ بعد أيام قليلة. وتظهر أحدث البيانات أن المرتفعات الجوية القوية ستسيطر على القارة الأوروبية لفترة طويلة نسبياً، ربما حتى نهاية الثلث الأول من الشهر المقبل. هذا النمط غير المعتاد، والذي يُشاهد عادةً في قلب فصل الشتاء، قد يؤدي إلى نشاط بارد متتالي باتجاه شرق وغرب البحر الأبيض المتوسط، مما يزيد من احتمالات الأحوال الجوية الباردة في المنطقة والتي قد تؤدي الى تشكل منخفضات جوية او حالات عدم استقرار جوي ماطرة بغزارة بصورة اعلى من المعتاد تشمل بلاد الشام والعراق والسعودية ومصر وصولاً الى بلاد المغرب العربي.
وفي ظل هذه المتغيرات، يتطلب الوضع المتابعة الحثيثة واتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع السيول المحتملة، خاصة في المناطق التي تعرضت لكميات كبيرة من الأمطار مسبقاً، حيث يبدو أن طبيعة هذا الموسم قد تشهد استمراراً للأحداث المناخية الغير معتادة خلال فصل الخريف وحتى #الشتاء.
والله اعلى واعلم
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف فصل الخريف الشرق الأوسط تقلبات جوية موجة البرد الحرارة أمطار رعدية السيول بلاد الشام الشتاء الدوامة القطبیة المغرب العربی
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث في الساحل الإفريقي؟
في ظل تصاعد التهديدات الأمنية في منطقة الساحل الإفريقي، أعلنت مالي والنيجر وبوركينا فاسو انسحابها رسميًا من "إيكواس" وتأسيس تحالف الساحل الإفريقي (AES)، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي.
وشمل ذلك تشكيل قوة عسكرية مشتركة قوامها 5000 جندي، وإطلاق جواز سفر موحد لتعزيز حرية التنقل.
في المقابل، أكدت "إيكواس" استمرار الحوار مع الدول المنسحبة لضمان حقوق المواطنين والتنسيق المشترك لتفادي تداعيات الانفصال.
تشكيل قوة عسكرية موحدةتضم القوة الجديدة 5000 جندي مدعومين بقدرات عسكرية متكاملة تشمل الطيران والمعدات الاستخباراتية. ووفقًا للجنرال مودي، ستبدأ هذه القوة عملياتها خلال الأسابيع المقبلة، مع التركيز على المناطق الحدودية التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش. وأكد أن القوات ستعمل ضمن نظام مشترك يضمن فاعلية التدخلات الأمنية.
انسحاب من "إيكواس" وشراكات جديدةتأتي هذه التطورات بعد إعلان الدول الثلاث انسحابها رسميًا من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، متهمةً المنظمة بالفشل في التعامل مع التحديات الأمنية والانحياز لصالح فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة. وسيدخل قرار الانسحاب حيز التنفيذ اعتبارًا من 29 يناير الجاري.
بدلًا من الاعتماد على "إيكواس"، تتجه الدول الثلاث لتعزيز شراكاتها مع روسيا، مشددة على أهمية تطوير حلول إقليمية لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المشتركة.
إطلاق جواز سفر موحدكجزء من جهود تعزيز التعاون، أعلن التحالف عن بدء العمل بجواز سفر موحد للدول الثلاث اعتبارًا من 29 يناير. وأوضح بيان رسمي أن جوازات السفر الحالية ستظل سارية حتى انتهاء صلاحيتها، في خطوة وصفها المراقبون بأنها "استراتيجية"، تعكس رغبة الدول في تعزيز تحالفها بعد الانفصال عن "إيكواس".
تعزيز الأمن والاستقرار
أكد مودي أن التحالف لا يركز فقط على الجوانب العسكرية، بل يسعى أيضًا لتحقيق تكامل اقتصادي وأمني، مشيرًا إلى أن العمليات المشتركة المنتظمة ستسهم في تأمين المناطق الأكثر عرضة للهجمات الإرهابية.
يمثل هذا التحرك تطورًا جديدًا في منطقة الساحل الإفريقي، حيث تسعى دول التحالف إلى بناء كيان إقليمي أكثر استقرارًا وأمانًا بعيدًا عن النفوذ التقليدي للمنظمات الإقليمية السابقة.
الحوار مستمر مع دول الساحل رغم الانسحاب
أكد رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، الدكتور عمر عليو توري، أن المنظمة لا تزال منفتحة على الحوار مع مالي والنيجر وبوركينا فاسو، رغم إعلانها الانسحاب. وشدد على ضرورة التنسيق المشترك لضمان مصالح جميع الأطراف.
آليات الانفصال وضمان الحقوقوأوضح توري، خلال مؤتمر صحفي، أن "إيكواس" أرسلت خطابات رسمية لحكومات الدول الثلاث لتسجيل قرار الانسحاب، مع اقتراح عقد اجتماع فني لتحديد آليات تنفيذه. كما أكد أن المنظمة اتخذت إجراءات لضمان حقوق المواطنين في الدول المنسحبة، بما يشمل استمرار الاعتراف بجوازات السفر وبطاقات الهوية الصادرة عنها، وحماية الامتيازات التجارية، إضافة إلى دعم حرية التنقل والإقامة لمواطنيها، مع استمرار تقديم الدعم لموظفي المنظمة من هذه الدول.
التجارة والأمن الإقليمي تحت المجهرخلال المؤتمر، طرح الصحفيون تساؤلات حول مستقبل التعاون بين "إيكواس" والدول المنسحبة، وتأثير الانفصال على التنقل والتجارة والاستقرار الإقليمي. وردًا على ذلك، أكد توري أن المجموعة ستظل كيانًا موحدًا، معربًا عن أمله في استمرار التنسيق لتفادي أي تداعيات سلبية.
دعوة لوسائل الإعلاماختتم توري حديثه بدعوة وسائل الإعلام إلى نقل المعلومات بدقة وموضوعية، مؤكدًا أهمية تجنب التضليل في هذه المرحلة الحساسة.