الفاتيكان أيضاً وأيضاً: إقتراحات لتثبيت مسيحيي المناطق الحدودية...على النار !
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
كتب جوزيف قصيفي في"الجمهورية": يشغل لبنان حيزاً كبيراً من اهتمامات الكرسي الرسولي الذي يحرص على النموذج الذي يمثله في العيش الواحد بين طوائفه، لأنّه يعطي الدليل الساطع على إمكان تلاقي الأديان وتفاعلها. ولا ينسى دور الكرسي الرسولي عندما دعمت الكنيسة المارونية وبطريركها الكاردينال مار انطونيوس بطرس خريش في مواجهة غلاة المتطرفين لدى الموارنة وسائر الطوائف المسيحية الذين طالبوا بإعادة النظر في حدود لبنان او على الأقل في شكل نظامه المركزي، وقد عانى خريش ومن بَعده البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عندما كانت تلتئم الحشود في باحة بكركي منادية: «صيحي يا بكركي صيحي، بدنا وطن مسيحي ».
وينقل زائرو الكرسي الرسولي عن مسؤوليه الكبار، أنّ الدمار الممنهج الذي يشهده لبنان حالياً، يهدّد ديمومة لبنان بلداً تعددياً يحتوي على غنى الإنسانية النوعي، وأنّ وحدة أبنائه مهدّدة بالسقوط قبل وحدة جغرافيته، وأنّ من واجبه، كما من واجب المجتمع الدولي العمل على إنقاذه. وعُلم أنّ أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير الخارجية المطران بول غالاغر، قد أجريا اتصالات مكثفة مع وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن، ونقلا إليه قلق البابا فرنسيس من الحرب المدمّرة على لبنان واستمرار دوامة العنف فيه. كذلك، فإنّ التواصل دائم وبصورة متواصلة مع الإيليزيه لتنسيق الخطوات على هذا الصعيد. لكن الهمّ الذي يقضّ مضجع الفاتيكان، هو وضع المسيحيين في هذه الحرب وما بعدها، خصوصاً انّ هناك عدداً كبيراً من البلدات والقرى الواقعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مطوقة بالنار، وكذلك في البقاع الشمالي، الأمر الذي يهدّد بإفراغها من أهلها كلياً، وتهديد الانتشارية التي طبعت الوجود المسيحي في لبنان، ولا سيما منه الماروني. وإلى هذا الهمّ يُضافهمّ التشرذم السياسي الذي يحكم علاقات القوى المارونية بعضها ببعض، ويعرّض تماسك المسيحيين - كون الموارنة هم الطائفة الأكثر عدداً والأكبر نفوذاً- إلى خطر محقق ينعكس سلباً على مستقبل حضورهم وفاعليته، إذا لم يجر تدارك الأمر.
ويشعر الكرسي الرسولي بأنّ نداءاته ومساعيه لا تلقى آذاناً صاغية لدى هذه القوى التي تنصرف إلى أجنداتها الخاصة. وهكذا كان شأن بكركي من قبل، عندما طرح البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي أكثر من مبادرة على القيادات المسيحية وذهبت مع الريح.
ويقول مصدر قريب من الفاتيكان، إنّ الحاضرة قرّرت التحرك بسرعة لدرء أي خطر جاد يتهدّد المسيحيين في وجودهم، خصوصاً في المناطق الحدودية الجنوبية والشرقية، من دون أن يتخلّى عن سعيه الحثيث لإنقاذ لبنان من مأساته بما له من نفوذ وقدرة على الضغط. ويضيف بأنّ أمام البابا فرنسيس مقترحات عدة في هذا الصدد، يعكف على درسها مع خلية أزمة شكّلت من أجل لبنان،ليختار الأنسب والأكثر فاعلية من بينها، وهدفها تثبيت المسيحيين في البلدات المعرّضة للخطر، إضافة إلى حضّهم على نسج أفضل العلاقة مع جوارهم إلى أي طائفة انتمى، والتفاعل بإيجابية وحب وانفتاح على النازحين من أبناء الطائفة الشيعية شركاؤهم في المواطنة وأخوتهم في الإنسانية.
ويتكتم هذا المصدر عن كشف طبيعة المقترحات، واكتفى بالقول إنّ جميعها بنّاءة وعملية،وستكون لها مفاعيل إيجابية على الارض. فالفاتيكان لن يقف مكتوفاً حيال الفاجعة التي أصابت لبنان وتصيبه، بل سيتصدّى لها متحمّلاً مسؤوليته التاريخية. وهي ايام لن تطول حتى تنكشف طبيعة الإجراءات التي سيتخذها دفاعاً عن العيش المشترك وضماناً للوجود المسيحي الذي هو ضمان لوحدة لبنان التي يتمسك بها الكرسي الرسولي، ولا يرضى أن تكون موضوع مساومة أنى تكن العروض والإغراءات.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الکرسی الرسولی المسیحیین فی
إقرأ أيضاً:
لماذا لا يردّ حزب الله على الخروقات الإسرائيليّة؟
خلافاً لما قام به "حزب الله" في 2 كانون الأوّل، بعدما استهدف موقع رويسات العلم التابع للجيش الإسرائيلي في تلال كفرشوبا المحتلة، ردّاً على استمرار العدوّ بخرق إتّفاق وقف إطلاق النار، لم يعدّ "الحزب" يردّ على إنتهاكات إسرائيل المتزايدة.
وتعليقاً على هذا الأمر، يُشير مرجع عسكريّ مُطّلع على مُفاوضات وقف إطلاق النار إلى أنّ "حزب الله" يترقّب ما ستقوم به اللجنة المُكلفة مُراقبة الإتّفاق، وهو لن يُعطي ذريعة للعدوّ لاستئناف حربه على لبنان.
ويعتبر المرجع عينه أنّ "الحزب" يُريد أنّ تمرّ مهلة الـ60 يوماً بسلام، وأنّ تنسحب إسرائيل من البلدات الجنوبيّة التي تتوغل فيها. المصدر: خاص "لبنان 24"