بماذا قايضت إيران تخفيف الضربة الإسرائيلية ؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
كتبت روزانا بو منصف في" النهار":أكثر من شهر مر على اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله فيما عيّن الحزب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً جديداً له. خلال هذا الشهر بات الجنوب والبقاع يتعرضان للتدمير ولا صوت "شيعياً" خصوصاً أو لبنانياً رسمياً يطالب بتوقف الحرب بقوة وجدية على نحو صادق وكافٍ وصريح، في انتظار "غودو" الأميركي آموس هوكشتاين.
حتى المبادرة في توجيه رسالة حول النازحين لم تحصل منه على نحو مباشر في وقت انتظرها كثر من أجل استيعاب غضب النازحين بل تولتها مبادرة للحزب التقدمي الاشتراكي في جمع ممثلي الكتل النيابية من أجل توجيه رسالة بهذا المعنى.تستشعر أطراف لبنانية قلقاً أكبر في ظل هذه المعطيات وقد انتقلت قيادة القرار الشيعي إلى إيران كلياً، انطلاقاً من أن بري ومعه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لم يوظفا بقوة موقف القوى اللبنانية الرافضة للوصاية الإيرانية باعتبار أنه لا يجدي الاكتفاء بموقف أو تصريح يتيم اعتراضاً، فيما يثق كثر بأن بري يراقب بحزن كبير هدم صور وقرى الجنوب التي حرص على تنميتها وتطويرها خلال ما يزيد على عقود عدة.
وكان فاضحاً لمراقبين كثر ذلك التانغو المتناغم بين إسرائيل وإيران بضربات مدروسة تحترم ضوابط حرب لا تؤدي إلى ضرب النظام الإيراني أو منشآته النفطية أو قدراته النووية فيما يُهدم لبنان فوق رؤوس أبنائه، وأثار ذلك سخرية وغضباً معاً، إذ إن السؤال بقي متصلاً بماذا قايضت إيران تخفيف الضربة الإسرائيلية ضدها رداً على الهجوم الذي شنّته على إسرائيل في الأول من تشرين الأول، إذ في المدة الفاصلة بين هجوم إيران والرد الإسرائيلي، جرى الحديث عن أن قائد القيادة الأميركية الوسطى خلال زيارته إسرائيل اطلع على استعدادات الجيش الإسرائيلي للرد على إيران، وأن الإدارة الأميركية عرضت على إسرائيل حزمة تعويضات ودعماً دبلوماسياً ومساعدات عسكرية إضافية إذا امتنعت عن مهاجمة أهداف إيرانية معينة.
فنجاح الولايات المتحدة على نحو مهم جداً في إقناع إسرائيل بعدم شن هجوم كبير على غير كل المحاولات الأميركية الأخرى في إقناعها بضبط هجماتها في غزة مثلاً، وانطلاق المفاوضات مجدداً في الدوحة حول هدنة في غزة تزامناً مع انطلاق مهمة هوكشتاين تشي بأن الإدارة الأميركية استفادت من مخاوف إيران من ضربة إسرائيلية تقوّض قدراتها وربما نظامها من أجل ليّ ذراعها على مستويات أخرى. وينتظر كثر إن كان ذلك يشمل لبنان علماً بأن إسرائيل تفرض بالنار منطقة عازلة في الجنوب لوجود الحزب وحتى وجود اللبنانيين المدنيين.
هناك استنفاد لاحتمال حصول حرب إقليمية بين إيران وإسرائيل وفق ما أظهرت "المسرحية" الأخيرة، فيما عدم التقاط الفرصة المتاحة راهناً قد تشكل مخاطرة كبيرة قد تدفع في اتجاه الاضطرار إلى انتظار الإدارة الاميركية الجديدة وبدء فاعليتها فيما لبنان إلى مزيد من الانهيار والتفكك ولا مسؤولين على مستوى الأزمة أو معالجتها، وهو الأمر الذي لا يقل إحباطاً عن الحرب نفسها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأميركية: ندعم حق إسرائيل في ضرب أهداف لحزب الله بلبنان
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الأربعاء، أن واشنطن تدعم "حق إسرائيل في ضرب أهداف مشروعة لحزب الله في لبنان".
وأضافت الخارجية أن الجيش الإسرائيلي "حقق تقدما كبيرا في ضرب مواقع حزب الله على الحدود والقضاء على بنيته التحتية".
وجاء تصريح الوزارة ردعا على سؤال عن قصف إسرائيل لمدينة بعلبك شرقي لبنان.
لكن المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر قال للصحفيين في إفادة، إن "إسرائيل يتعين عليها فعل ذلك بطريقة لا تهدد حياة المدنيين"، وإنه "من الضروري حماية البنية التحتية المدنية ومواقع التراث الثقافي المهمة".
وتقول الخارجية الأميركية إن واشنطن تريد حل الصراع في لبنان عبر الوسائل الدبلوماسية، وألا يشهد البلد حملة مطولة مثل غزة.
وأكدت أن مسؤولين أميركيين كبيرين في طريقهما إلى إسرائيل، الأربعاء، للدفع قدما بمقترحات لإنهاء الحرب في قطاع غزة ولبنان.
حلا دبلوماسيا في لبنان
وقال ميلر إن "المسؤولين في البيت الأبيض آموس هوكستين وبريت ماكغورك في طريقهما إلى إسرائيل، للبحث في قضايا تشمل حلا دبلوماسيا في لبنان، فضلا عن التوصل لإنهاء النزاع في غزة".
وعلى الجبهة الجنوبية، ترى الخارجية الأميركية أن إسرائيل "لا تقوم بما يكفي" للرد على مخاوفها بشأن الضربات في غزة.