أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في حديث مطول أهمية التربية الدينية الصحيحة للأبناء، خاصة فيما يتعلق بغرس محبة الصلاة في قلوبهم منذ الصغر. 

وجاء حديثه هذا عبر فيديو مباشر بثته دار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، حيث قدم الشيخ شلبي مجموعة من النصائح التربوية التي تساعد الأبوين على تشجيع أبنائهم على الصلاة والتمسك بها كجزء أساسي من حياتهم اليومية.

أجاب الشيخ شلبي على استفسار من أحد المتابعين حول كيفية جعل الأبناء يحبون الصلاة، مشيراً إلى أن على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة لأولادهم، وذلك بالحرص على أداء الصلاة في وقتها والمداومة على الذهاب إلى المسجد. 

وأكد أن رؤية الأب والأم وهما يقيمان الصلاة ويلتزمان بها في حياتهم اليومية يترك أثراً كبيراً في نفوس الأطفال، ويجعلهم يميلون إلى الاقتداء بهما، لافتاً إلى أن هذه القدوة العملية هي من أقوى الأساليب التربوية في تعزيز محبة الصلاة لدى الأبناء.

كيفية قضاء صلاة الفجر الفائتة كثيرا وحكم أدائها قبل الشروق.. الإفتاء ترد أفضل وسيلة لقضاء الحاجات.. أمين الفتوى يكشف عنها وينصح بالمواظبة عليها

وتابع شلبي حديثه، مشدداً على ضرورة المتابعة المستمرة من قبل الأبوين لأبنائهم فيما يخص الصلاة، إذ أوصى الوالدين بمراقبة أداء أبنائهم للصلاة، وسؤالهم عنها بشكل دائم، بالإضافة إلى اصطحابهم إلى المسجد بشكل منتظم، والدعاء لهم بصلاح الحال والهداية. 

وأكد الشيخ شلبي أن هذه الأمور تعزز العلاقة الروحية بين الأطفال وبين عبادة الصلاة، وتجعلهم يدركون أهميتها وقيمتها.

ولفت الشيخ شلبي إلى خطورة التهاون في التعامل مع الأذان وأداء الصلاة أمام الأطفال، حيث أشار إلى أن تجاهل الأذان أو الانشغال بمشاهدة التلفاز أو ممارسة نشاطات أخرى في وقت الصلاة قد يترك انطباعاً لدى الأطفال بأن الصلاة أمر ثانوي أو غير ذي أهمية. 

وأضاف أن الأطفال يميلون إلى تقليد والديهم في سلوكهم، لذا فإن الحرص على الالتزام بالصلاة يجعلهم يرونها شيئاً أساسياً في الحياة.

واستشهد "شلبي" ببيت الشعر الشهير لأبي العلاء المعري: "وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه"، ليبرز التأثير القوي الذي يتركه سلوك الوالدين على شخصية الأطفال وأخلاقهم. 

وأكد أن التربية تبدأ من القدوة التي يشاهدها الطفل أمام عينيه، وأن ما يراه من أفعال الأب والأم غالباً ما يترسخ في عقله وقلبه، فيجعله أكثر تمسكاً بالعادات الدينية والأخلاقية التي تربى عليها.

كما أشار شلبي إلى وصية النبي صلى الله عليه وسلم للأبوين بضرورة تعليم أبنائهم الصلاة منذ سن السابعة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر»، موضحاً أن هذا الحديث النبوي يبين أهمية البدء بتعليم الأطفال الصلاة في سن مبكرة، لجعلها جزءاً من حياتهم منذ الطفولة، حتى تكون عادة ثابتة يلتزمون بها عندما يكبرون. 

وأضاف أن تعويد الأطفال على الصلاة قبل بلوغهم يسهم في تأصيل هذه العبادة لديهم، فيصبح من السهل عليهم الالتزام بها طيلة حياتهم.

واستشهد الشيخ شلبي أيضاً بآية من القرآن الكريم لتذكير الوالدين بمسئوليتهم تجاه أبنائهم، قائلاً إن الله تعالى قال في كتابه العزيز: «يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة»، مشيراً إلى أن التربية السليمة هي وسيلة لحماية الأبناء من الانحراف وضمان نشأتهم على القيم الدينية والأخلاقية الصحيحة. وختم حديثه بتأكيد أن الأبناء هم أمانة لدى الوالدين، وأن من واجبهم رعايتهم وتربيتهم بما يحقق الخير والصلاح لهم في الدنيا والآخرة، استجابةً لتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: "خيركم خيركم لأهله"، موضحاً أن أعظم ألوان الخير التي يمكن أن يقدمها الأبوين لأبنائهم هي التربية الصالحة والحرص على تأديبهم وتعليمهم حب الصلاة والتعلق بها.

في الختام، شدد الشيخ شلبي على ضرورة أن يدرك الوالدان أن التربية الدينية تبدأ منذ الصغر، وأن غرس حب الصلاة في قلوب الأبناء هو أساس لصلاحهم واستقامتهم في المستقبل، داعياً الله أن يوفق جميع الآباء والأمهات في تربية أبنائهم على الدين والأخلاق القويمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشیخ شلبی الصلاة فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

سنن الأذان الخمسة والدعاء المستجاب قبل الإقامة.. تعرف عليه

كشفت دار الإفتاء المصرية، عن مستحبات عند الأذان وسنن الأذان الخمسة التي يستحب فعلها عند رفع الأذان للصلوات.

كيفية الأذان والإقامة في أذن المولود .. سنن نبوية لا تتركهاحكم جعل القرآن الكريم أو الأذان نغمات للهاتف المحمول.. الإفتاء توضحسنن الأذان الخمسة

وأوضحت دار الإفتاء ، أن سنن الأذان الخمسة، تتضمن ما يلي: أن يقول المصلي مثل ما يقول المؤذن، وأن يدعو لنفسه ولغيره عند رفع الأذان، وأن يقول "لا حول ولا قوة إلا بالله" عند الحيعلتين، وأن يصلي على سيدنا محمد.

وأضافت دار الإفتاء، أن من سنن الأذان الخمسة، أن يقول المصلي "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت سيدنا محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته" بعد نهاية الأذان.

سنن الأذان

وقالت دار الإفتاء المصرية، عن سنن الأذان إن الإنصات إلى الأذان والانشغال بترديده وترك الكلام وعدم الانشغال بغيره من أفضل الأعمال؛ لأنَّ الأذان يفوت وغيره من الأعمال باقية يمكن تداركها، إلَّا أن تكون هناك حاجة للكلام فإنَّه يجوز حينئذٍ من غير كراهة.

وأضافت الإفتاء، عبر موقعها، أن الأذان شُرِع للإعلام بدخول وقت الصلاة؛ فقد روى الشيخان في "صحيحيهما" عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ».

وأوضحت الدار، أنه ورد في السنة المطهرة ما يدل على استحباب متابعة المؤذِّن وإجابته بترديد الأذان خلفه لكلِّ من سمعه؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ» متفقٌ عليه.

وتابعت: "يُسَنّ لمَن يسمع الأذان أن يقول مثل ما يقول المؤذِّن إلَّا في الحيعلتين، وهي قول المؤذِّن: "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، فيقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وعند قول المؤذِّن في صلاة الفجر: "الصلاة خير من النوم"، يقول السامع: "صدقت وبررت"، وعند قول المؤذِّن في الإقامة: "قد قامت الصلاة"، يقول السامع: "أقامها الله وأدامها.

دعاء وقت الأذان مستجاب

ويعد دعاء بين الأذان والإقامة من الأدعية المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،، وهو: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَالْبَصِيرَةَ فِي دِينِي، وَالْيَقِينَ فِي قَلْبِي ، وَالْإِخْلَاصَ فِي عَمَلِي ، وَالسَّلَامَةَ فِي نَفْسِي، وَالسَّعَةَ فِي رِزْقِي، وَالشُّكْرَ لَكَ أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي».

وكذلك سيِّدُ الاستغفارِ: « اللَّهمَّ أنتَ ربِّي، لا إلَهَ إلَّا أنتَ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استَطعتُ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ، وأبوءُ لَكَ بذَنبي فاغفِر لي، فإنَّهُ لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ، إذا قالَ حينَ يُمسي فماتَ دخلَ الجنَّةَ - أو: كانَ من أَهْلِ الجنَّةِ - وإذا قالَ حينَ يصبحُ فماتَ من يومِهِ مثلَهُ».

مقالات مشابهة

  • حكم من سها في الصلاة ونسي سجود السهو .. علي جمعة يوضح
  • مسؤولو مراكز صيفية بأمانة العاصمة يتحدثون لـ«الثورة »: الدورات الصيفية فرصة الآباء الذهبية للحفاظ على أبنائهم وبنائهم البناء الصحيح
  • هل الأفضل أداء النافلة أم ترديد الأذكار بعد الصلاة المفروضة؟.. الإفتاء تكشف
  • بِرُّ الوالدين أمْرٌ إلهي
  • سنن الأذان الخمسة والدعاء المستجاب قبل الإقامة.. تعرف عليه
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • دعاء لحفظ الأبناء وتحصين المنزل من كل شر.. ردده كل يوم
  • نصائح قبل كتابة وصل أمانة على نفسك.. احرص عليها
  • مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة.. «مؤسس ائتلاف أولياء الأمور» تقدم نصائح للطلاب
  • 3 نصائح هامة لتهيئة الأطفال للمدارس بعد إجازة العيد