كيف تربّي ابنك على حب الصلاة والمُواظبة عليها .. نصائح من ذهب
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في حديث مطول أهمية التربية الدينية الصحيحة للأبناء، خاصة فيما يتعلق بغرس محبة الصلاة في قلوبهم منذ الصغر.
وجاء حديثه هذا عبر فيديو مباشر بثته دار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، حيث قدم الشيخ شلبي مجموعة من النصائح التربوية التي تساعد الأبوين على تشجيع أبنائهم على الصلاة والتمسك بها كجزء أساسي من حياتهم اليومية.
أجاب الشيخ شلبي على استفسار من أحد المتابعين حول كيفية جعل الأبناء يحبون الصلاة، مشيراً إلى أن على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة لأولادهم، وذلك بالحرص على أداء الصلاة في وقتها والمداومة على الذهاب إلى المسجد.
وأكد أن رؤية الأب والأم وهما يقيمان الصلاة ويلتزمان بها في حياتهم اليومية يترك أثراً كبيراً في نفوس الأطفال، ويجعلهم يميلون إلى الاقتداء بهما، لافتاً إلى أن هذه القدوة العملية هي من أقوى الأساليب التربوية في تعزيز محبة الصلاة لدى الأبناء.
كيفية قضاء صلاة الفجر الفائتة كثيرا وحكم أدائها قبل الشروق.. الإفتاء ترد أفضل وسيلة لقضاء الحاجات.. أمين الفتوى يكشف عنها وينصح بالمواظبة عليهاوتابع شلبي حديثه، مشدداً على ضرورة المتابعة المستمرة من قبل الأبوين لأبنائهم فيما يخص الصلاة، إذ أوصى الوالدين بمراقبة أداء أبنائهم للصلاة، وسؤالهم عنها بشكل دائم، بالإضافة إلى اصطحابهم إلى المسجد بشكل منتظم، والدعاء لهم بصلاح الحال والهداية.
وأكد الشيخ شلبي أن هذه الأمور تعزز العلاقة الروحية بين الأطفال وبين عبادة الصلاة، وتجعلهم يدركون أهميتها وقيمتها.
ولفت الشيخ شلبي إلى خطورة التهاون في التعامل مع الأذان وأداء الصلاة أمام الأطفال، حيث أشار إلى أن تجاهل الأذان أو الانشغال بمشاهدة التلفاز أو ممارسة نشاطات أخرى في وقت الصلاة قد يترك انطباعاً لدى الأطفال بأن الصلاة أمر ثانوي أو غير ذي أهمية.
وأضاف أن الأطفال يميلون إلى تقليد والديهم في سلوكهم، لذا فإن الحرص على الالتزام بالصلاة يجعلهم يرونها شيئاً أساسياً في الحياة.
واستشهد "شلبي" ببيت الشعر الشهير لأبي العلاء المعري: "وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه"، ليبرز التأثير القوي الذي يتركه سلوك الوالدين على شخصية الأطفال وأخلاقهم.
وأكد أن التربية تبدأ من القدوة التي يشاهدها الطفل أمام عينيه، وأن ما يراه من أفعال الأب والأم غالباً ما يترسخ في عقله وقلبه، فيجعله أكثر تمسكاً بالعادات الدينية والأخلاقية التي تربى عليها.
كما أشار شلبي إلى وصية النبي صلى الله عليه وسلم للأبوين بضرورة تعليم أبنائهم الصلاة منذ سن السابعة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر»، موضحاً أن هذا الحديث النبوي يبين أهمية البدء بتعليم الأطفال الصلاة في سن مبكرة، لجعلها جزءاً من حياتهم منذ الطفولة، حتى تكون عادة ثابتة يلتزمون بها عندما يكبرون.
وأضاف أن تعويد الأطفال على الصلاة قبل بلوغهم يسهم في تأصيل هذه العبادة لديهم، فيصبح من السهل عليهم الالتزام بها طيلة حياتهم.
واستشهد الشيخ شلبي أيضاً بآية من القرآن الكريم لتذكير الوالدين بمسئوليتهم تجاه أبنائهم، قائلاً إن الله تعالى قال في كتابه العزيز: «يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة»، مشيراً إلى أن التربية السليمة هي وسيلة لحماية الأبناء من الانحراف وضمان نشأتهم على القيم الدينية والأخلاقية الصحيحة. وختم حديثه بتأكيد أن الأبناء هم أمانة لدى الوالدين، وأن من واجبهم رعايتهم وتربيتهم بما يحقق الخير والصلاح لهم في الدنيا والآخرة، استجابةً لتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: "خيركم خيركم لأهله"، موضحاً أن أعظم ألوان الخير التي يمكن أن يقدمها الأبوين لأبنائهم هي التربية الصالحة والحرص على تأديبهم وتعليمهم حب الصلاة والتعلق بها.
في الختام، شدد الشيخ شلبي على ضرورة أن يدرك الوالدان أن التربية الدينية تبدأ منذ الصغر، وأن غرس حب الصلاة في قلوب الأبناء هو أساس لصلاحهم واستقامتهم في المستقبل، داعياً الله أن يوفق جميع الآباء والأمهات في تربية أبنائهم على الدين والأخلاق القويمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشیخ شلبی الصلاة فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء: بر الوالدين لا ينتهي بعد الوفاة وهذه طرق تحقيقه
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن بر الوالدين لا يقتصر على حياتهما فقط، بل يمتد إلى ما بعد وفاتهما.
جاء ذلك ردًا على سؤال ورده من أحد المتابعين، والذي استفسر فيه: "كيف أبرُّ والديَّ بعد وفاتهما؟".
في إجابتها، أشارت دار الإفتاء إلى أن السنَّة النبوية الشريفة أكدت على استمرارية البر والإحسان للوالدين بعد وفاتهما، مستشهدة بحديث للنبي ﷺ الذي يوضح ذلك، فقد روى الصحابي مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قائلاً: "بينما نحن عند النبي ﷺ، إذ جاءه رجل من بني سلمة وقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبويَّ شيء أبرُّهما به بعد موتهما؟"، فأجابه النبي ﷺ قائلاً: "نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإيفاء بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما".
وأكدت الدار أن هذا الحديث النبوي يبين بوضوح أن البر لا ينتهي بوفاة الوالدين، بل يستمر من خلال مجموعة من الأعمال التي يمكن أن يقدمها الأبناء.
هل يوجد عدد معين للصلاة على النبي حتى يستجاب دعائي؟.. الإفتاء ترد هل النوم عذر لترك صلاة الفجر وأدائها في الصباح.. أمين الفتوى يجيبوشملت هذه الأعمال الدعاء للوالدين بالرحمة والمغفرة، والحرص على تقديم الصدقات عنهما، وهبة ثواب الأعمال الصالحة إليهما، مثل قراءة القرآن أو أداء الحج أو العمرة، وزيارة قبرهما والدعاء عنده.
كما شددت دار الإفتاء على أهمية صلة الرحم المرتبطة بالوالدين بعد وفاتهما، مثل التواصل مع الأقارب من جهة الأب والأم، وإكرام أصدقائهما، وإنجاز الوصايا التي تركاها، والوفاء بالعهود التي أبرماها خلال حياتهما.
وأوضحت أن هذه الأعمال تعد صورة من صور الوفاء للوالدين، وتعكس استمرار البر بهما حتى بعد رحيلهما.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بتذكير المسلمين بأن البر بالوالدين هو من أعظم القربات إلى الله، وأن استمراريته بعد الوفاة يعكس صدق الحب والوفاء لهما.
وأشارت إلى أن الإحسان للوالدين، سواء في حياتهما أو بعد مماتهما، يُعدّ طريقًا لنيل رضا الله عز وجل وتحقيق البركة في الدنيا والآخرة.