كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": سمع أكثر من زائر أوروبي وأميركي من جهات
رسمية تعهّدات واضحة بتطبيق القرار 1701 نصّاً وآلية تنفيذية وتعهدات بضمان العمل بموجباته حرفياً. وسمعوا كلاماً فنّد فيه مسؤولان رسميان بنود تنفيذ الاتفاق وكيفية العمل على ترجمته عملانياً، وإعادة استتباب الوضع جنوباً بمعيّة الجيش والقوات الدولية، مقروناً بتطمينات بالالتزام التام به.


ما لم تسمعه الجهات الرسمية هو ما يقوله هؤلاء الزوار لدى مغادرتهم لبنان حول عبثية الكلام اللبناني الرسمي حيال تنفيذ القرار 1701، مشيرين إلى أنهم سبق أن سمعوا هذا الكلام خلال سنة من حرب الإسناد من دون ترجمته.
فمنذ صدوره، لم ينفّذ القرار 1701 على مدى 18 عاماً. لا بل إن لبنان، طوال هذه السنوات، غضّ النظر عن مجريات تنفيذه، وخرقه لبنان وإسرائيل والقوات الدولية الـ»يونيفل». وعلى مدى 18 عاماً، لم يبحث أيّ طرف احتمال الانتقال من «وقف الأعمال العدائية» الى وقف للنار، واستمر الـ 1701 كعنوان لخطب سياسية وتكراراً للازمة تمسّك لبنان بالقرارات الدولية.
وهذا يؤدي الى سؤال محوري: كيف يمكن للبنان اليوم، في حالته الراهنة، أن يضمن حسن تنفيذ القرار الدولي، ومن هي الجهة المخوّلة التعهّد بضمان تنفيذه فيما لم يتمكن من تنفيذه حين كان يعيش نوعاً من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، ووفق رعاية عربية سمحت بإعادة إعماره بعد حرب تموز وتشكيل مظلة أوروبية - أميركية لانطلاق عمل القوات الدولية، وتعزيز قدرات الجيش. فيما يعيش اليوم انهياراً كاملاً على كل مستوياته ولا توجد فعلاً تغطية سياسية رئاسية وحكومية فاعلة لضمان حسن تطبيقه؟
منذ عام 2006، تعزّز، أولاً، دور إيران في لبنان، وما كان يشكل دوراً خلفياً في مرحلة حرب 2006، تفاعل الى حد كبير في السنوات الأخيرة، مع دخول الحزب الى سوريا، وتضاعف حكماً في حرب الإسناد، ولا سيما بعد اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله. هذا يعني أن آليات تنفيذ القرار 1701 لم تعد حكراً على تعهّد لبناني رسمي يتعلق بدور الجيش وطريقة انتشاره وآليات التنفيذ، بل صار له حكماً جانب أساسي يتعلق بإيران.
ثانياً، إن الضربات التي تعرّض لها حزب الله على المستوى القيادي والعسكري تشكّل كذلك عاملاً مساعداً في طريقة مقاربة ما بعد حرب أيلول وما تلاها، في كيفية مواجهة تنفيذ القرار الدولي عملانياً، لأن إسرائيل في هذا الشق، تعتبر بحسب ما تضغط على واشنطن من أنها صارت أقرب الى تنفيذ متطلبات إخلاء المنطقة من السلاح، بفعل قوة النار. وهذا الأمر يشكل بالنسبة إليها بنية أساسية في تنفيذ القرار الدولي آنيّاً بكل مندرجاته، وليس مجرّداً من كل ما يحيط به ويعتبر في صلبه كذلك، قبل الانتقال الى مرحلة متقدمة من كل ما هو مطروح من قرارات للتنفيذ خلال التفاوض.
ثالثاً، غياب التوافق الخارجي على مصير القرار الدولي، بين أكثر من رؤية أوروبية متناقضة حيال مستقبل القرار ومصير اليونيفل وإمكان إحداث تحوّل في مهماتها، ونظرة أميركية مشكّكة فيه، قبل انجلاء صورة المعركة التي يظهرها الجانب الإسرائيلي أنها ضمانة أكيدة لمتغيّرات على الأرض تسمح للمفاوض الأميركي والإسرائيلي بأن يضعا شروطاً على لبنان بحيث يضمنان مستقبلاً تنفيذاً يختلف عن مراحل السنوات الماضية. هذا كله إذا بقي التفاوض ولو شكلياً على القرار المذكور ولم ينتقل فعلياً الى مرحلة يطالب فيها الأميركيون والإسرائيليون بضرورة الانتقال الى البحث في صيغة مختلفة للحل.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القرار الدولی تنفیذ القرار القرار 1701

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية: الوضع الحالي في لبنان يتسم بالتفاؤل الحذر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان "جينين هينيس-بلاسخارت" أن الوضع الحالي في لبنان يتسم بالتفاؤل الحذر.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أشارت "بلاسخارت" خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي حول تنفيذ قرار المجلس رقم 1701، الى أنه على الرغم من أن وقف الأعمال العدائية لا يزال صامدا، لكن ذلك لا يعني توقفا كاملا لجميع الأنشطة العسكرية على الأراضي اللبنانية.
وأوضحت أن استمرار وجود الجيش الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، جنبا إلى جنب مع مواصلته لعمليات القصف قد يؤدي بسهولة إلى "انعكاسات خطيرة" على الجانب اللبناني من الخط الأزرق.
وأضافت قائلة: "نحن بحاجة ماسة إلى نقاشات دبلوماسية وسياسية تمهد الطريق نحو التنفيذ الكامل للقرار 1701". وحذرت من أن الوضع الراهن، الذي تغذيه جزئيا التفسيرات المتضاربة بشأن تفاهم نوفمبر والقرار 1701 أو "الانتقائية" في تطبيق أحكامهما، لن يؤدي سوى إلى تصعيد جديد. مشيرة إلى أن الزخم الراهن بشأن هذه النقاشات يوفر "بارقة أمل".
ورحبت المسؤولة الأممية بالبرنامج الوزاري الواعد الذي أقرته الحكومة الجديدة في لبنان. مشيرة إلى أن الفراغ الحكومي المطول لم يترك أمام الإدارة الجديدة إلا فترة تتجاوز العام الواحد بقليل لمواجهة سلسلة من التحديات الشاقة.
وبينما سلطت الضوء على التطورات الإيجابية في جنوب لبنان، بما في ذلك "العمل الجدير بالإعجاب" الذي تقوم به القوات المسلحة اللبنانية في الانتشار بجميع البلدات والقرى الجنوبية، بالإضافة إلى قرار قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي في فبراير برفع القيود المتبقية على الحدود الشمالية لإسرائيل، نوهت الى أن أجواء الخوف ما زالت ماثلة على جانبي الخط الأزرق.
في هذا السياق، أشارت "هينيس-بلاسخارت" إلى أن الحكومة اللبنانية تسير على "خيط رفيع" في إدارة مرحلة ما بعد النزاع، مؤكدة أنها تستحق "الصبر والوقت".
وفي إشارة إلى الفجوات الواسعة في التمويل الدولي للبنان، قالت المنسقة الخاصة: "إن الفشل في إطلاق عملية التعافي وإعادة الإعمار ستكون تكلفته باهظة، فالناس يجب أن تشعر بثمار الاستقرار وأن يلمسوها بأنفسهم قبل أن يتمكنوا من الإيمان به حقا".
 

مقالات مشابهة

  • مسؤولة أممية: الوضع الحالي في لبنان يتسم بالتفاؤل الحذر
  • السيسي يشيد بدور الشعب المصري وتماسكه وقوة مؤسسات الدولة خاصة الجيش والشرطة
  • عن مدى تنفيذ القرار 1701.. تقرير لغوتيريش يتجدث
  • رئيس الوزراء يتابع آليات تنفيذ توصيات اللجنة الاستشارية للتنمية السياحية
  • رئيس الوزراء يتابع آليات تنفيذ توصيات اللجنة الاستشارية للتنمية السياحية.. تفاصيل
  • قائد الجيش اللبنانى: مسئوليتنا شديدة الأهمية لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع "يونيفيل"
  • قائد الجيش اللبناني: مسؤوليتنا شديدة الأهمية لتطبيق القرار 1701
  • تصعيدٌ مُقلق والقرار 1701 في مجلس الأمن اليوم
  • محافظ قنا يبحث آليات تنفيذ معايير السلامة والصحة المهنية بالقطاعات الحكومية
  • خلال اجتماع موسع.. محافظ قنا يبحث آليات تنفيذ معايير السلامة والصحة المهنية بالقطاعات الحكومية