ترامب يرفض الاعتذار عن تعليقات عنصرية أطلقت في تجمع له
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
اتخذ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نهجًا مُغايرًا، بعد أن حثه بعض الحلفاء على الاعتذار عن تعليقات وصفت بالعنصرية التي أدلى بها المتحدثون في تجمعه في عطلة نهاية الأسبوع.
وقال “ترامب” إنه "شرف لي أن أشارك" في مثل هذا الحدث ووصف المشهد بأنه "مهرجان حب"، وهو نفس المصطلح الذي استخدمه لوصف تمرد 6 يناير في مبنى الكابيتول الأمريكي.
وجمع ترامب مؤيدين وصحفيين إلى منتجع مارالاجو الخاص به بعد يومين من تجمع حاشد في ماديسون سكوير جاردن تميز بعدد من التصريحات القاسية من قبل العديد من المتحدثين، بما في ذلك مجموعة من الممثل الكوميدي توني هينشكليف قال فيها مازحا إن بورتوريكو " جزيرة القمامة العائمة".
وانتقد عدد من كبار حلفاء ترامب الجمهوريين هذه التصريحات، واتخذت حملته خطوة نادرة بالنأي بنفسها علنا عن تلك التصريحات لهينشكليف.
وأثارت تعليقات الممثل الكوميدي خلال تجمع ترامب، قلق الجمهوريين، من خسارة الأصوات اللاتينية قبل أسبوع من الانتخابات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترامب الكابيتول الامريكي عنصرية
إقرأ أيضاً:
ترامب يدمر 100 عام من التفوق الأمريكي في 100 يوم
بينما تغمر إدارة ترامب الساحة بسلسلة من التحولات المتطرفة المتلاحقة، حازت سياسة الرسوم الجمركية على معظم الاهتمام. إلا أن السياسة التي قد تكلف الولايات المتحدة أكثر على المدى الطويل هي الهجوم الذي تشنه الإدارة على الجامعات والبحث العلمي بشكل عام.
لطالما قادت الولايات المتحدة العالم في مجال العلوم إلى درجة أن البعض قد يظن أن هذا التفوق سمة طبيعية دائمة لها. لكن في الواقع، خلال القرنين التاسع عشر وأوائل العشرين، كانت الولايات المتحدة أكثر تبعية من كونها رائدة. كثيرًا ما كان الصناعيون البريطانيون يشكون من أن الشركات الأمريكية تسرق تقنياتهم وتنتهك براءات اختراعاتهم. وخلال العقود الأولى من القرن العشرين، كانت ألمانيا هي الدولة التي حصدت أكبر عدد من جوائز نوبل العلمية، حيث نالت ثلث الجوائز، تلتها بريطانيا بنحو 20%، بينما حصلت الولايات المتحدة على 6% فقط.
3 قوى هائلة غيّرت المشهد العلمي في منتصف القرن العشرين.
الأولى كانت أدولف هتلر، الذي دفع بجيل من أعظم العقول العلمية في أوروبا للفرار إلى أمريكا. ومن بين جوائز نوبل العلمية التي فازت بها ألمانيا حتى عام 1932، ربعها تقريبًا كان من نصيب علماء مهاجرين رغم أن نسبتهم لم تتجاوز 1% من السكان. هؤلاء العلماء أسسوا لاحقًا العمود الفقري للمؤسسة العلمية الأمريكية. وبعد إصلاحات الهجرة عام 1965، استمرت الولايات المتحدة في جذب أفضل العقول من أنحاء العالم، خصوصًا من الصين والهند، الذين قدموا للدراسة وبقوا لتأسيس مختبرات بحثية وشركات تكنولوجية.
القوة الثانية كانت الحربينِ العالميتين. فبحلول عام 1945، كانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مدمرة، فهناك ملايين القتلى، ومدن مهدمة، وحكومات غارقة في الديون. حتى الاتحاد السوفييتي، رغم انتصاره، فقد نحو 24 مليون شخص. في المقابل، خرجت الولايات المتحدة من الحرب مهيمنة اقتصاديًا وتكنولوجيًا وعسكريًا.
أما القوة الثالثة، فكانت القرار الاستثنائي الذي اتخذته الحكومة الأمريكية بتمويل البحث العلمي الأساسي على نطاق واسع. ففي خمسينيات القرن الماضي، بلغ إنفاق البحث والتطوير نحو 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أعلى نسبة حينها. وقد ابتكرت أمريكا نموذجًا فريدًا، ففي حين تتنافس الجامعات العامة والخاصة على التمويل الحكومي، كانت الحكومة تمولها دون أن تدير البرامج مباشرة، ما أوجد بيئة حرة ومبدعة أدت إلى بناء أعظم منظومة علمية في تاريخ البشرية.
اليوم هذه القوى الثلاث جميعها تشهد تراجعًا. فإدارة ترامب في حالة حرب مع الجامعات الرائدة في البلاد، مهددة إياها بالاستحواذ العدائي، وحارمة إياها من مليارات الدولارات من تمويل البحث العلمي. أما الجواهر العلمية الوطنية مثل المعاهد الوطنية للصحة والمؤسسة الوطنية للعلوم، فهي تتعرض للتدمير الممنهج.
الميزة الثانية للولايات المتحدة، وهي تفوقها الساحق على بقية العالم منذ 1945، قد تراجعت بالفعل. وخلال العقد الماضي، أصبحت الصين تتفوق في مؤشرات علمية رئيسية، فهي تنشر الآن عددًا أكبر من الأبحاث العلمية في 82 مجلة رائدة يتابعها مؤشر (ناتشر)، وتتقدم الولايات المتحدة أيضًا في مجالات الهندسة والتكنولوجيا. في مجال براءات الاختراع، تتلقى الصين قرابة نصف طلبات العالم، ولم يعد هناك أي مقارنة مع الولايات المتحدة. أما من حيث الجامعات، فقد ارتفع عدد الجامعات الصينية في قائمة أفضل 500 جامعة من 27 جامعة عام 2010 إلى 76 جامعة عام 2020، بينما انخفض عدد الجامعات الأمريكية من 154 إلى 133.
الميزة الثالثة والأخيرة التي تتمتع بها الولايات المتحدة، والتي عجزت الصين عن مضاهاتها، هي قدرتها على جذب أفضل العقول من جميع أنحاء العالم. ففي الفترة بين 2000 و2014، كان أكثر من ثلث الأمريكيين الذين فازوا بجوائز نوبل في العلوم من المهاجرين. وفي 2019، كان نحو 40% من مطوري البرمجيات مهاجرين. وفي مراكز علاج السرطان الكبرى عام 2015، تراوحت نسبة الباحثين المهاجرين من 30% إلى 62%.
لكن هذا المشهد يتغير بسرعة مخيفة. تُلغى مئات التأشيرات، ويتم ترحيل الطلبة والباحثين، وخاصة من الصين، وسط تهديد دائم بالتحقيقات الفيدرالية. في المقابل، تطرح الصين برامج سخية لاستعادة أفضل عقولها، بينما يختار آخرون التوجه إلى أوروبا وكندا وأستراليا. وفي استطلاع أجرته مجلة (ناتشر) الشهر الماضي، سُئل الباحثون الأمريكيون عما إذا كانوا يفكرون في مغادرة البلاد، وأجاب 75% بالإيجاب.
هذه هي اللبنات الأساسية التي صنعت قوة أمريكا الاستثنائية خلال القرن الماضي، وهي الآن تُفكك في غضون مائة يوم فقط.