دلالات انتخاب قاسم أميناً عاماً
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
كتب عماد مرمل في" الجمهورية": بينما كان البعض في الداخل والخارج يستعد لمرحلة ما بعد«حزب الله » ويرتّب أموره على هذا الأساس، فاجأ الحزب كثيرين بالإعلان في عزّ الحرب الإسرائيلية عليه عن توافق «الشورى » على انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً خلفاً للسيد حسن نصرالله. وبالتالي لم يكن أمراً بسيطاً ولا عادياً أن يتمّ اختيار قاسم لتولّي المسؤولية في هذه البيئة من التهديدات والمخاطر،وعلى إيقاع دوي الغارات والقصف.
ولعلّ المفاجأة تكمن في توقيت الانتخاب اكثر منها في هويةالشخصية المنتقاة، ذلك أنّ كل المؤشرات كانت توحي بأنّ الشيخ قاسم هو الأقرب لملء الشغور في موقع الأمين العام، خصوصاً بعد استشهاد رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين الذيكان المرشح التلقائي لخلافة السيد نصرالله. كذلك فإنّ الإطلالات الأخيرة والمتلاحقة للشيخ قاسم، بعد الضربات والاغتيالات التي تعرّض لها الحزب، عكست الدور الطليعي الذي يؤديه في هذه المرحلة وعززت الانطباع بأنّه هو الذي سيستكمل المسيرة.
اما على مستوى دلالات انتخاب قاسم أميناً عاماً في اللحظة الحالية، فإنّ أهمها يكمن في توجيه رسالة تحدّ إلى الكيانالإسرائيلي وحلفائه مفادها «انّ الحزب باقٍ ومستمرٍ وهو خرج من الصدمة واستعاد عافيته.. .
لقد كان في إمكان «حزب الله » ان يواصل إدارة الحرب تحت إشراف نائب أمينه العام، على أن ينتخب بعد انتهائها الأمين العام الجديد، اّ لّا انّه اختار ان ينجز هذه المهمّة خلال المعركة ليكون انتخاب قاسم في حدّ ذاته جزءاً من أسلحة المواجهة، ومن سياقات الردّ على العدوان الاسرائيلي الذي سعى إلى اجتثاث الحزب. ومن الدلالات أيضاً، انّ نظام القيادة والسيطرة في الحزب استعاد فعاليته وترابطه إلى درجة كببرة، خصوصاً انّ آلية اختيار أمين عام جديد تتطلّب مقداراً من التواصل والتشاور بين اعضاء مجلس الشورى لاتخاذ القرار المناسب.
والأكيد، انّ سدّ الفراغ في رأس الهرم القيادي سيساهم بدوره في إقفال اي ثغرة لا تزال تعتري منظومة التحكّم والسيطرة.
ومن المرجح انّ الأمين العام المنتخب، واستناداً إلى مسؤولياته وصلاحياته، سيكون على جدول أعماله ملء الفراغات المستجدة في بعض المراكز الحيوية على صعيد الهيكل التنظيمي، ومن بينها مركزا نائب الأمين العام ورئاسة المجلس التنفيذي.
كذلك، فإنّ من شأن انتخاب قاسم أميناً عاماً أن يترك انعكاسات إيجابية، من الناحيتين المعنوية والإجرائية، على مسرح القتال في مواجهة العدو الإسرائيلي، وإن يكن الميدان قد صنع ديناميته الخاصة، من دون تجاهل انّ التطور او التدرّج في بعض أنماط المواجهة يحتاج إلى قرار سياسي بات الآن مكتمل الأركان.
واستلام قاسم مقاليد القيادة ينطوي أيضاً، وفق العارفين، على رسالة تثبيت للتوازنات والحضور، موجّهة إلى بعض الداخل اللبناني ممن استعجل الاستثمار في مفاعيل الحرب الإسرائيلية، وبدأ مبكراً في إجراء نوع من «حصر إرث » سياسي للحزب على قاعدة استنتاج متسرّعة بأنّه هُزم.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الأمین العام انتخاب قاسم قاسم أمینا
إقرأ أيضاً:
الأمين العام للأمم المتحدة يشدد على أهمية حل الدولتين ورفض التطهير العرقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن جوهر ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف؛ يكمن في حقهم في أن يعيشوا على أرضهم، محذرا من أن تحقيق تلك الحقوق ينزلق باستمرار؛ بعيدا عن المنال، مشددا في الوقت ذاته أهمية حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) وتجنب أي أشكال التطهير العرقي.
كما أكد جوتيريش - في كلمة لدى افتتاح الاجتماع السنوي للجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف الذي عقد اليوم /الأربعاء/، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك - ضرورة الامتثال للقانون الدولي وتجنب أي أشكال للتطهير العرقي، محذرا مما وصفه "بالتجريد المخيف والممنهج من الإنسانية وشيطنة شعب بأكمله".
ورحب باتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، معربا عن شكره للوسطاء - مصر وقطر والولايات المتحدة - على الجهود المتواصلة لضمان تنفيذ الاتفاق، مشددا على ضرورة مواصلة الضغط من أجل وقف إطلاق نار دائم والإفراج عن جميع الرهائن دون تأخير، مؤكدا أنه "لا يمكننا العودة إلى مزيد من الموت والدمار".
وقال إن الأمم المتحدة تعمل - على مدار الساعة - للوصول إلى الفلسطينيين المحتاجين وزيادة الدعم، داعيا الدول الأعضاء والجهات المانحة والمجتمع الدولي إلى التمويل الكامل للعمليات الإنسانية وتلبية الاحتياجات العاجلة، كما حث الدول الأعضاء على دعم العمل الأساسي الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا).
وفي معرض البحث عن حلول، دعا جوتيريش إلى تجنب أي خطوات من شأنها أن تفاقم الوضع، مؤكدا - في السياق - ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي الأساسية وضرورة تجنب أي شكل من أشكال التطهير العرقي.
كما جدد الأمين العام التأكيد على مبدأ حل الدولتين.. وقال: إن أي سلام دائم سيتطلب تقدما ملموسا دائما لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، تكون غزة جزءا لا يتجزأ منها.
وأوضح أن الحل المستدام الوحيد لاستقرار الشرق الأوسط هو قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل.
من ناحية أخرى، أشار الأمين العام إلى تدهور الوضع في الضفة الغربية المحتلة، معربا عن قلقه البالغ إزاء تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين والانتهاكات الأخرى.. وشدد على ضرورة أن تتوقف تلك الانتهاكات.
وأضاف: "كما أكدت محكمة العدل الدولية، يجب أن ينتهي احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية، ويجب احترام القانون الدولي وضمان المساءلة، ويجب أن نعمل من أجل الحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية المحتلة واستمراريتها وسلامتها، وتعافي غزة وإعادة إعمارها".