الفنادق ترزح تحت عبء الرسوم والخسائر بسبب الحرب..فهل تصمد؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
كتبت" الديار": فنادق الجنوب والبقاع كما باقي المؤسسات السياحية فيهما، مُقفلة إن لم تُسَوَّ أرضاً بفعل الغارات الإسرائيلية العنيفة التي تستبيح ليل اللبنانيين ونهارهم دماراً وقتلاً...وكما في كل "مصيبة عند قومٍ" هناك "فوائدُ عند قومٍ آخرين"... فهل تصحّ هذه المقولة في وضعيّة القطاع الفندقي الراهنة، لجهة استفادة الفنادق الواقعة في المناطق الأكثر أمناً وأماناً، لتعزّز نسبة حجوزاتها وتحرّك بالتالي عجلة إشغالها؟
"كلا.
ثم "سرعان ما عاد الوضع الفندقي إلى ما كان عليه بنسبة إشغال تتراوح ما بين 5% و7%" يُضيف الأشقر عبر "المركزية"، موضحاً أن "الفنادق الواقعة ضمن محافظة الجنوب وفي غالبية القرى البقاعية، وإن نَجَت من الدمار فهي مقفَلة تماماً، باستثناء بعض البلدات كمدينة زحلة على سبيل المثال لا الحصر، حيث الفنادق العاملة فيها لا تجني الأرباح إنما تَجهَد للتخفيف من حجم الخسائر التي تتكبّدها والأعباء الرازحة تحتها فقط لا غير. إذ إن حالها حال كل القطاعات الاقتصادية المُرهَقة من هَول الحرب".
هذا الوضع المأسوي الذي يعاني منه القطاع الفندقي كغيره من القطاعات الاقتصادية، يبدو أنه لم يرقَ إلى مستوى اهتمام الدولة اللبنانية وعنايتها دعماً لاقتصادها الوطني كيلا يُقتَل مرّتين بانهيار نقدي في العام 2019 وانهيار اقتصادي في العام 2024 بفعل حرب لا أحد يعرف متى تنتهي وكيف ووفق أي حسابات...
إذ يكشف الأشقر في السياق، عن اتصال وَرَدَه من أحد أصحاب الفنادق في منطقة الحمرا في بيروت، يُبلغه بقطع التيار عن الفندق بسبب عدم تسديد فاتورة الكهرباء طوال العام. هنا يستغرب الأشقر هذه الحادثة، مطالباً "باعتبار الفنادق إحدى المخيّمات الفلسطينية أو السورية، وضمّها مع الشريحة التي لا تسدّد فواتير الكهرباء المستحقة في ذمّتها".ويذكّر بأنه حمل هذا الملف إلى طاولة اللقاء التشاوري الذي دعا إليه رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير مع الكتل النيابية الأسبوع الفائت في مقرّ غرفة بيروت وجبل لبنان، ويقول إن "كل ما نطالب به هو إرجاء دفع المستحقات المترتبة على القطاع الفندقي ريثما ينجلي المشهد الأمني ويستقرّ الوضع بما يؤدي إلى إرساء بيئة مؤاتية للحركة الاقتصادية!" وإلا... يحذّر الأشقر "سترون موظفي الفنادق مهجَّرين ونازحين جدداً في الطرقات، ويؤكّد معقّباً أن "أحداً لا يتهرّب من تسديد الرسوم والضرائب المستحقة للدولة، فالفنادق لا تسرق الكهرباء ولا تتهرّب من تسديد ما يترتب عليها إنما تتمنى تأجيلها إلى حين انتهاء الحرب وعودة النشاط إلى القطاع وتحصيل الواردات لتتمكّن من دفع الأموال المستحقة".
وعند سؤاله عما إذا كان نقَل هذه الشكوى إلى المسؤولين المعنيين، يُجيب "الجميع فاقد الوعي... كلٌ يبرّر عدم الاستجابة لمطلبنا على طريقته أو ينسى ما سمعه منا عند تخطي عتبة الباب!".
وعما إذا كانت لديهم النيّة باللجوء إلى العصيان المدني وبالتالي عدم تسديد الضرائب والرسوم، يقول: البلاد بأسرها في حالة عصيان مدني! أما نحن كأصحاب فنادق فلا نسعى إلى "السلبية"، فنَفَسُنا ليس كذلك... بل نحن مع الدولة ومع بناء الدولة ودفع الضرائب والرسوم، ولكننا نناشدهم "تمهّلوا قليلاً كي يتوافر لنا المال لنسدّد لكم الرسوم والضرائب"! ويرى في السياق ذاته، أن "التظاهرات والعصيان المدني والإضرابات...إلخ، كلها سيّان! لا تؤدي إلى أي نتيجة إطلاقاً... وهذا ما أثبتته التجارب طوال سنوات خلت"...."هناك انحلال في مفاصل الدولة يعود إلى الانحلال في القرار" يختم الأشقر.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
آخر تطورات صفقة الأسرى ووقف الحرب في غزة.. عاجل
عواصم - رويترز
أشار مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون اليوم الاثنين إلى تقلص بعض الفجوات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بشأن إمكانية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن دون التوصل إلى حل لنقاط خلاف حاسمة.
واكتسبت محاولة جديدة للوساطة من جانب مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب زخما هذا الشهر، ومع ذلك لم يتم الإعلان عن أي تقدم حتى الآن.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات إنه في حين تم حل بعض النقاط العالقة، لم يتم الاتفاق بعد على هوية بعض المعتقلين الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل إطلاق سراح رهائن محتجزين لدى حماس، وكذلك لم يتم الاتفاق بشأن تفاصيل النشر الدقيق لقوات إسرائيلية في غزة.
وجاء ما قاله المسؤول الفلسطيني متوافقا مع تصريحات وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي الذي قال إن القضيتين لا تزالان قيد التفاوض. ومع ذلك قال شيكلي إن الجانبين أقرب إلى التوصل إلى اتفاق مما كانا عليه قبل أشهر.
وقال شيكلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) "يمكن أن يستمر وقف إطلاق النار هذه المرة ستة أشهر أو يمكن أن يستمر عشر سنوات، وهذا يعتمد على التحركات التي ستتم على الأرض". وأضاف أن الكثير يتوقف على السلطات التي ستدير غزة وتعيد تأهيل القطاع بمجرد توقف القتال.
وشكلت مدة وقف إطلاق النار نقطة خلاف أساسية خلال عدة جولات من المفاوضات غير المثمرة. وتريد حماس إنهاء الحرب، في حين تريد إسرائيل إنهاء إدارة حماس لقطاع غزة أولا.
وقال المسؤول الفلسطيني إن "مسألة إنهاء الحرب تماما لم يتم حلها بعد".
وقال زئيف إلكين، عضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإذاعة الجيش إن الهدف هو إيجاد إطار متفق عليه من شأنه حل نقاط الخلاف خلال مرحلة ثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار الوزير شيكلي إلى أن المرحلة الأولى ستكون مرحلة إنسانية تستمر 42 يوما وتتضمن إطلاق سراح رهائن.
* مستشفى
أطلقت إسرائيل حملة عسكرية على غزة ردا على هجوم شنته حماس عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 وأسفر وفقا لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
وتقول وزارة الصحة في القطاع إن أكثر من 45300 فلسطيني قتلوا في الحملة الإسرائيلية منذ ذلك الحين. كما نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتحول جزء كبير من القطاع إلى أنقاض.
وقال مسعفون إن 11 فلسطينيا على الأقل قتلوا في غارات إسرائيلية اليوم الاثنين.
ويسعى أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئيا في شمال القطاع، وهي منطقة تتعرض لضغوط عسكرية إسرائيلية مكثفة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، إلى الحصول على مساعدة عاجلة بعدما أصابته النيران الإسرائيلية.
وقال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان "نواجه تهديدا مستمرا يوميا... القصف مستمر من جميع الاتجاهات، مما يؤثر على المبنى والأقسام والموظفين". وجدد أبو صفية مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية والمساعدة الإنسانية.
ولم يدل الجيش الإسرائيلي بتعليق بعد. وقال أمس الأحد إنه يزود المستشفى بالوقود والغذاء ويساعد في إجلاء بعض المرضى والموظفين إلى مناطق أكثر أمانا.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالسعي إلى إخلاء شمال غزة من السكان بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وتقول إسرائيل إن عملياتها عند المناطق السكنية الثلاث في الطرف الشمالي لغزة، وهي بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، لاستهداف مسلحي حماس.
وقال توم فليتشر منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة اليوم الاثنين إن القوات الإسرائيلية تعيق جهود توصيل المساعدات الضرورية إلى شمال غزة.
وأضاف "شمال غزة يخضع لحصار شبه كامل منذ أكثر من شهرين، مما يثير شبح المجاعة... وجنوب غزة مكتظ جدا بالسكان مما يجعل الظروف المعيشية مروعة والاحتياجات الإنسانية أكبر مع حلول فصل الشتاء".