كتبت" الديار": فنادق الجنوب والبقاع كما باقي المؤسسات السياحية فيهما، مُقفلة إن لم تُسَوَّ أرضاً بفعل الغارات الإسرائيلية العنيفة التي تستبيح ليل اللبنانيين ونهارهم دماراً وقتلاً...وكما في كل "مصيبة عند قومٍ" هناك "فوائدُ عند قومٍ آخرين"... فهل تصحّ هذه المقولة في وضعيّة القطاع الفندقي الراهنة، لجهة استفادة الفنادق الواقعة في المناطق الأكثر أمناً وأماناً، لتعزّز نسبة حجوزاتها وتحرّك بالتالي عجلة إشغالها؟
"كلا.

لم تستفد" يُجيب رئيس اتحاد المؤسسات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، ولكن..."حصل ما يُشبه محطة انتقالية عمد خلالها بعض النازحين من مناطق الاستهداف الإسرائيلي، إلى الإقامة الموقتة في الفنادق دامت حوالى 12 يوماً فقط في انتظار حلول موعد السفر إلى خارج البلاد أو إيجاد شقة للإيجار...".
ثم "سرعان ما عاد الوضع الفندقي إلى ما كان عليه بنسبة إشغال تتراوح ما بين 5% و7%" يُضيف الأشقر عبر "المركزية"، موضحاً أن "الفنادق الواقعة ضمن محافظة الجنوب وفي غالبية القرى البقاعية، وإن نَجَت من الدمار فهي مقفَلة تماماً، باستثناء بعض البلدات كمدينة زحلة على سبيل المثال لا الحصر، حيث الفنادق العاملة فيها لا تجني الأرباح إنما تَجهَد للتخفيف من حجم الخسائر التي تتكبّدها والأعباء الرازحة تحتها فقط لا غير. إذ إن حالها حال كل القطاعات الاقتصادية المُرهَقة من هَول الحرب".
هذا الوضع المأسوي الذي يعاني منه القطاع الفندقي كغيره من القطاعات الاقتصادية، يبدو أنه لم يرقَ إلى مستوى اهتمام الدولة اللبنانية وعنايتها دعماً لاقتصادها الوطني كيلا يُقتَل مرّتين بانهيار نقدي في العام 2019 وانهيار اقتصادي في العام 2024 بفعل حرب لا أحد يعرف متى تنتهي وكيف ووفق أي حسابات...
إذ يكشف الأشقر في السياق، عن اتصال وَرَدَه من أحد أصحاب الفنادق في منطقة الحمرا في بيروت، يُبلغه بقطع التيار عن الفندق بسبب عدم تسديد فاتورة الكهرباء طوال العام. هنا يستغرب الأشقر هذه الحادثة، مطالباً "باعتبار الفنادق إحدى المخيّمات الفلسطينية أو السورية، وضمّها مع الشريحة التي لا تسدّد فواتير الكهرباء المستحقة في ذمّتها".ويذكّر بأنه حمل هذا الملف إلى طاولة اللقاء التشاوري الذي دعا إليه رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير مع الكتل النيابية الأسبوع الفائت في مقرّ غرفة بيروت وجبل لبنان، ويقول إن "كل ما نطالب به هو إرجاء دفع المستحقات المترتبة على القطاع الفندقي ريثما ينجلي المشهد الأمني ويستقرّ الوضع بما يؤدي إلى إرساء بيئة مؤاتية للحركة الاقتصادية!" وإلا... يحذّر الأشقر "سترون موظفي الفنادق مهجَّرين ونازحين جدداً في الطرقات، ويؤكّد معقّباً أن "أحداً لا يتهرّب من تسديد الرسوم والضرائب المستحقة للدولة، فالفنادق لا تسرق الكهرباء ولا تتهرّب من تسديد ما يترتب عليها إنما تتمنى تأجيلها إلى حين انتهاء الحرب وعودة النشاط إلى القطاع وتحصيل الواردات لتتمكّن من دفع الأموال المستحقة".
وعند سؤاله عما إذا كان نقَل هذه الشكوى إلى المسؤولين المعنيين، يُجيب "الجميع فاقد الوعي... كلٌ يبرّر عدم الاستجابة لمطلبنا على طريقته أو ينسى ما سمعه منا عند تخطي عتبة الباب!".
وعما إذا كانت لديهم النيّة باللجوء إلى العصيان المدني وبالتالي عدم تسديد الضرائب والرسوم، يقول: البلاد بأسرها في حالة عصيان مدني! أما نحن كأصحاب فنادق فلا نسعى إلى "السلبية"، فنَفَسُنا ليس كذلك... بل نحن مع الدولة ومع بناء الدولة ودفع الضرائب والرسوم، ولكننا نناشدهم "تمهّلوا قليلاً كي يتوافر لنا المال لنسدّد لكم الرسوم والضرائب"! ويرى في السياق ذاته، أن "التظاهرات والعصيان المدني والإضرابات...إلخ، كلها سيّان! لا تؤدي إلى أي نتيجة إطلاقاً... وهذا ما أثبتته التجارب طوال سنوات خلت"...."هناك انحلال في مفاصل الدولة يعود إلى الانحلال في القرار" يختم الأشقر.    
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

النفط يهبط مع تقييم المستثمرين لمخاطر الحرب التجارية

العُمانية و"وكالات": بلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر مايو القادم 74 دولارًا أمريكيًّا و66 سنتًا، وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا بلغ 15 سنتًا مقارنة بسعر يوم الأربعاء البالغ 74 دولارًا أمريكيًّا و51 سنتًا، تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر مارس الجاري بلغ 80 دولارًا أمريكيًّا و26 سنتًا للبرميل، مرتفعًا 7 دولارات و10 سنتات مقارنة بسعر تسليم شهر فبراير الماضي.

وعلى الصعيد العالمي، تراجعت أسعار النفط اليوم وسط تقييم الأسواق لرسوم جمركية جديدة أعلنتها الولايات المتحدة في حين أبقت المخاوف بشأن الإمدادات العالمية الأسعار قرب أعلى مستوى لها في الشهر، وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 23 سنتًا بما يعادل 0.3 بالمائة إلى 73.56 دولار للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 21 سنتًا أو 0.3 بالمائة إلى 69.44 دولار للبرميل، وكانت الأسعار ارتفعت الأربعاء بنحو واحد بالمائة إلى أعلى مستوى لها منذ فبراير.

وقال تاماس فارجا المحلل في شركة بي.في.إم للوساطة في النفط: إن الخام تجاهل انخفاض أسواق الأسهم الأربعاء وارتفع بفعل الرسوم الجمركية الأمريكية المتعلقة بفنزويلا وانخفاض مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة، وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء رسومًا جمركية جديدة بنسبة 25 بالمائة على المشترين المحتملين للنفط الخام الفنزويلي.

وأفادت مصادر أمس أن شركة ريلاينس إندستريز الهندية، المشغلة لأكبر مجمع تكرير في العالم، ستوقف واردات النفط الفنزويلي عقب إعلان الرسوم الجمركية.

وقال سوفرو ساركار رئيس الفريق المعني بقطاع الطاقة لدى دي.بي.إس بنك: إن المقرض يستبعد عودة الأسعار إلى المستويات المرتفعة التي سجلتها في أوائل 2025، إذ ستعود المخاوف حيال الطلب الناجمة عن ضبابية السياسة الأمريكية وحروب الرسوم الجمركية، كما بادر المتعاملون والمستثمرون على تقييم مدى تأثر الطلب على النفط بإعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية 25 بالمائة على السيارات والشاحنات الخفيفة المستوردة التي تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل.

وقال توني سيكامور محلل السوق في آي.جي: "رسوم ترامب الجمركية على السيارات قد تكون إيجابية للنفط، لأن ارتفاع أسعار السيارات الجديدة بسبب الرسوم الجمركية قد يبطئ التحول إلى طرازات أحدث وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود".

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. هكذا يستقبلون العيد في غزة
  • هل تؤسس ثورة غزة ضد حماس للسلام؟
  • “السياحة”: ضبط الفنادق والشقق المخدومة المخالفة وتطبيق عقوبات تصل الى مليون ريال
  • القطاع الصحي في غزة يواجه كارثة بسبب نقص الأدوية وإغلاق المعابر
  • مَن سيحكم قطاع غزة بعد الحرب ؟
  • تراجع أرباح القطاع الصناعي في الصين وسط مخاوف الرسوم الجمركية
  • النفط يهبط مع تقييم المستثمرين لمخاطر الحرب التجارية
  • بنك إسرائيل المركزي: نفقات حرب غزة زادت الدين العام الإسرائيلي وأضرت بالاقتصاد
  • الهجوم والتجاهل.. هل تصمد استراتيجية ترامب أمام أزمة الأمن القومي؟
  • الاحتلال دمر منازل مخيم جنين بالكامل.. والخسائر تجاوزت 310 ملايين دولار