كيف يؤثر مفهوم “الذكورة” على صحة الرجال؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
الولايات المتحدة – أظهرت دراسة حديثة، أجرتها جامعة شيكاغو، أن مفهوم “الذكورة” قد يؤثر سلبا على صحة الرجال، حيث يرتبط بشعورهم بالقوة الذي يمنعهم من زيارة الأطباء لعلاج مشاكلهم الصحية.
وفي الدراسة، تابع الباحثون 4000 رجل تتراوح أعمارهم بين 12 و42 عاما، يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وهو حالة تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والخرف.
واستخدم الفريق بيانات من الدراسة الطولية الوطنية لصحة المراهقين إلى البالغين (Add Health)، التي جمعت معلومات صحية من أكثر من 12 ألف شخص بين عامي 1994 و2018.
وركز الباحثون على السلوكيات والتفضيلات التي يبلّغ عنها المشاركون، ومدى تطابقها مع أقرانهم من الجنس نفسه.
وتبيّن أن الرجال الذين يمتلكون سمات ذكورية أعلى “كانوا أقل احتمالا بنسبة 11% لتناول الأدوية الموصوفة لهم لعلاج ضغط الدم”.
كما كان الرجل الذي أبدى علامات الذكورة منذ البلوغ، أقل احتمالا بنسبة 7% لتناول أدوية ضغط الدم الموصوفة في الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات من العمر، وأقل احتمالا بنسبة 10% لتناول أدوية السكري.
ووجدت الدراسة أن رغبتهم في الظهور بمظهر قوي ومستقل “تمنعهم من طلب المساعدة الطبية، حتى بعد تشخيصهم بحالات صحية”، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل أمراض القلب، التي كان بالإمكان تفاديها لو أخذوا صحتهم على محمل الجد.
وفي الوقت نفسه، أظهرت دراسة استقصائية في عيادة كليفلاند أن 65% من الرجال يتجنبون طلب المساعدة الطبية لأطول فترة ممكنة، مشيرين إلى انشغالهم أو اعتقادهم أن المشكلة ستزول من تلقاء نفسها.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
مفهوم (حل الدولتين) فوق الطاولة وتحتها
مفهوم ( #حل_الدولتين ) فوق الطاولة وتحتها
أ.د رشيد عبّاس
يبدو أن مفهوم حل الدولتين مفهوم غير واضح وغير متفق عليه حتى اللحظة, وطالما انه مفهوم غير واضح وغير متفق عليه, نرى أنه يتقدم خطوة للأمام ويعود للخلف خطوتين, ولكي يتقدم للأمام لابد لهذا المفهوم أن يأخذ نفس الأبعاد السياسية عند جميع الأطراف المعنية, وخلاف ذلك سنبقى نراوح في نفس الدائرة دون تقدم.
اعتقد أن مفهوم حل الدولتين في الجانب العربي له وجهان, وجه فوق الطاولة وآخر تحتها, وبغض النظر عن تصنيف الدول العربية في هذا الاتجاه, إلا أن بعض الدول العربية ترى ضرورة وقف فكرة المقاومة من اجل بحث حل الدولتين, في حين أن الدول العربية الأخرى ترى أن استمرار المقاومة هي الطريق الوحيد لحل الدولتين, وهناك إشارة أن السلطة الفلسطينية في هذه الحالة تتبنى فكرة الدول العربية التي ترمي إلى وقف المقاومة من اجل بحث حل الدولتين.
مقالات ذات صلة ترامب أسوأ كوابيس الأردن 2024/11/19في المقابل نجد أن مشكلة إسرائيل في مفهوم حل الدولتين تقع في تفريغ الجغرافيا من أهلها الشرعيين, ومن اجل ذلك حشدت إسرائيل منذُ زمن بعيد لهذا المفهوم حيثيات كثيرة جداً عند كل من الأمريكان والغرب حق الوجود في فلسطين, والذي يؤكد ذلك ما صرح به دونالد ترامب مؤخراً أثناء دعايته الانتخابية وقبل الانتخابات الأميركة بفترة وجيزة من الزمن والذي جاء فيه: “أن إسرائيل دول صغيرة المساحة” وقد كشف بذلك الوجه الحقيقي لمفهوم حل الدولتين عند الساسة الأمريكان.
وتجدر الإشارة هنا أن مفهوم حل الدولتين عند الفلسطيني الذي يعيش في مخيم لاجئين في غرفة متواضعة تحت ظروف معيشية قاسية وصعبة للغاية, يختلف تماماً عن مفهوم أولئك الذين يتنعموا بقصور وغرف مكيّفة ومزوّدة بكل مزايا الرفاهية, وأن مفهوم المقاومة عند الباعة الفلسطينيين المتجولين على بعض الطرقات تحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً وتحت الأمطار الشديدة شتاءً من اجل لقمة العيش, يختلف تماماً عن مفهوم المقاومة عند أولئك الذين يتمتعوا برغد الحياة.
من الصعوبة بمكان حل الدولتين والحال هكذا من التباينات, وأن أساس هذه التباينات يقع في محورين, المحور الأول يتمثل في التباينات حول مشروعية المقاومة, والمحور الثاني يتمثل في التباينات حول جغرافيا فلسطين المحتلة, وبكل صراحة فإننا نجد أن هذه التباينات اخذت تتسع نتيجة للتدخلات الخارجية, ولحصر هذه التباينات لا بد من جلوس كل من الإسرائيليين والفلسطينيين معاً برعاية أردنية فقط على طاولة واحدة مستديرة وإجراء حوارات ومناقشات جادة حول (المقاومة) و(الجغرافيا) تفضي إلى توافقات وحلول عادلة يقبل بها جميع الأطراف, ومن ثم تأخذ صفتها الدولية.
لماذا الأردن؟
الأردن يمارس مسؤوليته تجاه المقدسات في القدس انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها, فقد ارتبط الهاشميون جيلاً بعد جيل بعقد شرعيّ مع تلك المقدسات, فحفظوا لها مكانتها, وقاموا على رعايتها, مستندين إلى إرثٍ ديني وتاريخي, وارتباطٍ بالنبي العربي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم أن الأردن الأقرب لفلسطين وشعبها في نضاله من اجل الحرية والاستقلال, وهوه الداعم والمساند الأول للحقوق الشرعية والتاريخية والقانونية للفلسطينيين في جميع الأوقات والظروف الصعبة, وأن القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن في سلم الأولويات, ويسعى الأردن دوماً في جميع المحافل إلى حل الدولتين لحيصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
الأردن في جميع تحركاته ومساعيه السياسية تجاه (حل الدولتين) كان وما زال يضع جميع أوراقه فوق الطاولة, وليس ادل على ذلك من طريقة تعامله الواضحة والصريحة مع كثير من التحركات السياسية غير العادلة في المنطقة.