الزمن فيه يسير إلى الوراء.. علماء يفترضون وجود “كون مرآة”
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
الولايات المتحدة – طرح الباحثان الأمريكيان لاثام بويل ونيل توروك فرضية مثيرة للجدل تفيد بوجود “كون مرآة” يسير فيه الزمن إلى الوراء، نتج عن الانفجار الكبير.
نشر نيل توروك النتائج التي توصل إليها في صحيفة Phys.org، حيث قال إن النهج النظري السائد اليوم يجمع بين نظرية الأوتار، بصفتها إطارا رياضيا قويا بدون أي تنبؤات فيزيائية ناجحة حتى الآن، وما يسمى “التوسع الكوني” الذي يشير إلى أنه في مرحلة مبكرة للغاية توسع الكون في الحجم “إلى حد بعيد”.
قال العالم: “بدأنا أنا وبويل بمعالجة إحدى المفارقات العظيمة في علم الكونيات. وإذا تابعنا الكون المتوسع عبر الزمن باستخدام نظرية أينشتاين في الجاذبية وقوانين الفيزياء المعروفة، فإن الفضاء سوف ينكمش إلى نقطة واحدة”.
وفي محاولة لفهم هذا المصدر الحار الكثيف إلى ما لا نهاية، أشار المنظرون، بما في ذلك روجر بنروز الحائز على جائزة نوبل، إلى التناظرات العميقة في القوانين الأساسية التي تحكم الضوء والجسيمات عديمة الكتلة. وهذا التناظر الذي يسمى التناظر “المطابق”، يعني أنه لا الضوء ولا الجسيمات عديمة الكتلة لا تتعرض في الواقع لضغط الفضاء في حال الانفجار الكبير.
وباستخدام التناظر تتبع توروك وبويل حركة الجسيمات حتى البداية واكتشفا فجأة أن التفرد الأولي يمكن وصفه بأنه “مرآة” ، وهو نوع من الحدود العاكسة في الوقت المناسب، أي خط تقليدي، يسير على جانب واحد منه الوقت للأمام، وعلى جانب آخر – للخلف .
يقول نيل توروك: “هناك تفسير آخر، وهو أن الكون بسيط للغاية ويمكن التنبؤ به على المقياسين الأكبر والأصغر”.
وقال الباحث:” إن تصوير الانفجار الكبير على أنه مرآة تشرح بدقة العديد من سمات الكون التي قد تبدو متناقضة مع أبسط قوانين الفيزياء. وعلى سبيل المثال، فإن كل عملية فيزيائية تسمح نظرية الكم بـ” عملية مرآة” يعكس فيها المكان والزمان ويتم استبدال كل جسيم بجسيم مضاد له. ووفقا لهذه النظرية، يجب أن تجري عملية “المرآة” بسرعة معادلة للسرعة الأصلية. وأحد أهم الألغاز الأساسية للكون المعروف لنا هو أنه يبدو وكأنه يكسر هذا التناظر لأن الزمن يسير دائما للأمام، ويزيد دائما عدد الجسيمات عن عدد الجسيمات المضادة”.
أوضح نيل توروك: “إن فرضيتنا الخاصة بالمرآة تستعيد تماثل الكون. وعندما تنظر في المرآة، ترى انعكاسك، وإن صورتك وانعكاسك في المرآة أكثر تناسقا مما لو كنت بمفردك، وعندما قمت أنا وبويل باستقراء كوننا من خلال الانفجار الكبير، وجدنا صورته في المرآة ، أي الكون قبل الانفجار، حيث يمر الزمن بالنسبة لنا إلى الوراء، ويكون عدد الجسيمات المضادة أكبر من عدد الجسيمات.”
المصدر: روسيسكايا غازيتا
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الانفجار الکبیر
إقرأ أيضاً:
كريم خالد عبد العزيز يكتب: مصر.. رحلة حضارة تتحدى الزمن وتبهر العالم
مصر أثرت في العالم بعراقة حضارتها وقوة تأثيرها في التاريخ الإنساني، حيث تمتد لآلاف السنين .... ودائمًا ما تجذب أنظار العالم إليها حيث أبهرت العالم في السنوات الأخيرة بفعاليات وأحداث ثقافية بارزة مثل موكب نقل اثنتين وعشرين مومياء ملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط. وفي نفس العام 2021، افتتحت مصر طريق الكباش بالأقصر الذي يربط بين معبدي الكرنك والأقصر.
بفن وإبداع وإبهار وبمشاهد اسطورية وبتنظيم مصري بالكامل، أكدت مصر مكانتها الحضارية والسياحية وأبرزت هويتها الفرعونية للعالم، سواء في طبيعة الحدث أو الملابس أو الأغاني والموسيقى .... مصر جعلت العالم ينظر إلينا بفخر واندهاش، سواء في موكب نقل المومياوات الملكية أو في افتتاح طريق الكباش .... من بين أكثر المشاريع انتظارًا هو افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة. يقع بالقرب من أهرامات الجيزة، وسيضم مجموعة ضخمة من القطع الأثرية، من بينها كنوز توت عنخ آمون .... الافتتاح المرتقب من المفترض أن يكون في هذا العام 2025، وهو يعكس رؤية مصر الطموحة في تقديم تاريخها بطرق حديثة ومبتكرة.
من الرائع أن نعتز ونفتخر بهويتنا الأصلية وحضارتنا التي تعتبر من أقدم الحضارات بعد السومرية والبابلية، إلا أن الحضارة المصرية القديمة تتميز بالاستمرارية والابتكارات الفريدة التي أثرت على العالم حتى اليوم في جميع المجالات الحياتية، من طب وهندسة وفلك، ورياضيات، وزراعة، وفن وعمارة، وقانون، وغيرهم الكثير والكثير .... نحن الأحفاد لم نبتكر شيئًا جديدًا، إلا أننا طورنا وحدثنا نفس العلوم المكتشفة من الأجداد الأوائل، وهذا الشيء يدعو للفخر والاعتزاز.
اهتمام الدولة المصرية بإبراز الهوية الفرعونية في المباني الحديثة والقصور والمشاريع القومية يعكس فخرًا بالتراث العظيم، ويُظهر حرص مصر على ربط الماضي بالحاضر في مشهد يجمع بين الأصالة والحداثة .... استطاعت مصر، بفضل قوة جيشها وتماسك شعبها، الحفاظ على تراثها وآثارها العريقة عبر آلاف السنين، وهو أمر يُعد إنجازًا استثنائيًا في ظل التحديات المحيطة بالمنطقة .... حيث تعرضت العديد من الدول العربية لأزمات وحروب أدت إلى تدمير آثارها ومحو تراثها الثقافي، وبقيت مصر رمزًا للصمود والحفاظ على الهوية الوطنية.
تحيا مصر شعبًا عظيمًا وجيشًا قويًا وقيادة رشيدة .... سنظل نفتخر بهويتنا الفرعونية وبتراثنا العريق وحضارتنا العظيمة التي كُتبت في التاريخ الإنساني بحروف من نور، وأسهمت في بناء الإنسان .... مصر التي كان لها مكانة عظيمة وبارزة في الماضي، تتحدى الزمن وتتطور في الحاضر لتصبح واحدة من أعظم الدول الحديثة بمسيرة بناء وتنمية وتجديد غير مسبوقة .... تحيا مصر.