«لن أنسى أبدًا أني كنتُ عبدك ليلة»
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
«لن أنسى أبدًا أني كنتُ عبدك ليلة»
كتب.. #المهندس_مدحت _الخطيب
قبل ستين عامًا ونيفًا، وفي مرحلة المد الوطني والقومي العربي، صدرت مسرحية توفيق الحكيم المشهورة باسم «السلطان الحائر». ولعلها من أهم أعمال «الحكيم» والتي لا تزال محتفظة بسخونتها إلى يومنا هذا، حيث كتبها منتصرًا للديمقراطية والقانون، في وقت كانت فيه حركة التحرر العربي على أعتاب مفترق خطير
تدور أحداث المسرحية باختصار حول سلطان من سلاطين المماليك، ملأ الأرض عدلًا ورفاهية وازدهارًا حتى أصبح زعيمًا حقيقيًا يتغنى الشعب باسمه ويفدونه بأرواحهم، وقد بنى السلطان مجده هذا عبر سنوات طويلة من العمل والكفاح، والاتصال المستمر مع شعبه بكل تواضع وحب ومسؤولية.
وعندها وصل الخبر إلى السلطان، وعلم أن الناس في مدينته يتهامسون أنه لم يزل عبدًا، وأن سيده السابق لم يعتقه، ولهذا لا يحق له أن يحكم ويكون سلطانًا على الناس قبل أن يُعتق ويصير حرًا، ويتحيّر السلطان بين استعمال القوة لإسكات الناس (وهذا رأي الوزير الاول )، والاحتكام إلى القانون (وهذا رأي القاضي). ولكن الاحتكام إلى القانون يعني أن يُعرض السلطان في مزاد عام أمام الناس ليشتريه من يشتريه فيعتقه. وقد تردّد السلطان بين الرأيين، ولكنه قرر في النهاية أن يكون القانون هو الحكم وسيد الموقف فلا حكم دائم الا بالعدل والقانون .
وتم المزاد، وكان السلطان من نصيب ((غانية)) سيئة السمعة بالمدينة، ورفضت تلك الغانية التوقيع على وثيقة العتق. وبعد أخذ ورد وافقت الغانية على شراء السلطان والتوقيع على صك عتقه إذا أذّن المؤذن لصلاة الفجر!
ولأجل ذلك قامت الغانية باستضافة السلطان في بيتها، ودار بينهما حوار يكشف شخصيتيهما، فقد اكتشف السلطان أن الغانية بريئة من تهمة العهر، وما هي إلا امرأة تُحب الأدب والفن، كما اكتشفت الغانية طيبة السلطان ودماثة خلقه.
وأثناء الحوار بين الغانية والسلطان يُؤذن المؤذن لصلاة الفجر قبل حلول الوقت، ويُفاجأ السلطان والغانية بالأذان، ثم يعلمان أن تلك الخطة من تدبير القاضي، الذي تحايل على القانون، وزعم أن العتق يتم إذا أذّن المؤذن لصلاة الفجر سواء أكان الأذان في موعده، أم في غير موعده، ويرفض السلطان ذلك، ويفضّل أن يبقى عند الغانية حتى الموعد الحقيقي لأذان الفجر، ولكن الغانية لما رأت أن تلك حيلة خطط لها القاضي مبعثها حب القاضي للسلطان، قررت أن تُعيد هي الأخرى للسلطان حريته تعبيرًا عن حبها، حتى ولو كان ذلك قبل الموعد المتفق عليه سلفًا، وعندها أهداها السلطان الياقوتة الكبرى التي تزين عمامته، قائلًا: «لن أنسى أبدًا أني كنتُ عبدك ليلة».
في الختام أقول، ولعل اللبيب بالإشارة يفهم: لقد كشفت لنا #حرب_غزة وحشية هذا العالم الماكر المنافق الذي خدعنا بشعارات كتبت في بيوت الظلام والغانيات الحقيقيات، للاسف كشفت لنا غزة حقيقة الكثير من قادة العالم وصناع القرار فيه على حقيقتهم التي هم عليها ، والله استشعر وأنا أكتب مقالي هذا روح توفيق الحكيم بيننا اليوم ليقول لهم: أنتم عبيد لا أحرار ولا سلاطين، عبيد لهذه الغانية ولهذه الكيان العاهر الماجن المتوحش.
والله سيلعنكم التاريخ كما لعن فرعون وهامان وشارون بصمتكم عما تشاهدون من قتل لآلاف الأطفال والنساء والشيوخ وهدم لكل مكونات الحياة هناك دون ان تحركوا ساكنا دفاعا عن شعب ذنبهم الاكبر انهم قالوا كفى للحصار والتجويع والاحتلال : نريد أن نعيش بسلام وأمن ووطن لنا وبزوغ فجر جديد لا لبس فيه ولا خذلان ولا احتلال…
Medhat_505@yahoo.com
الدستور
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: المهندس مدحت حرب غزة
إقرأ أيضاً:
ياباني يقضي 500 ليلة في منازل الغرباء بلا مقابل
ابتكر شاب ياباني يُدعى شوراف إيشيدا (33 عامًا)، طريقة مبتكرة لتوفير مكان للمبيت كل لليلة، وذلك برفع لافتة مكتوب عليها "اسمحوا لي بالنوم ليلة واحدة"، ونجح في تحقيق هذا الطلب حوالي 500 مرة خلال السنوات الخمس الماضية.
ووفقًا لوسائل إعلام محلية في اليابان، يقف إيشيدا كل ليلة أمام محطة مزدحمة أو شارع مكتظ، حاملًا لافتته دون محاولة التحدث مباشرة مع المارة، لكنه ينتظر أن يتقدم أحد بعرض استضافته.
المفاجئة كانت أن هناك الكثير ممن يُلبّي طلبه، حيث استضافه أكثر من 500 شخص في منازله لليلة واحدة فقط خلال السنوات الخمس الماضية، جُلّهم رجالًا يعيشون بمفردهم، وأحيانًا نساء يدعونه أيضًا إلى منازلهم.
ويقضي إيشيدا وقته مع المضيف بتناول العشاء أو لعب الألعاب، ويستمع لقصص حياتهم المختلفة، مشبهًا التجربة بـ"قراءة رواية جديدة كل ليلة".
بدأت فكرة أسلوب حياته هذا بعد تغييرات جذرية مر بها خلال رحلة إلى تايوان، حيث كان أكثر انعزالًا. بعد أن عمل في شركة كبيرة وادخر خمسة ملايين ين على مدار خمس سنوات، ترك وظيفته وقرر التحضير لرحلة حول العالم. بدأ تجربة "النوم ليلة واحدة" في كوريا كتمهيد لرحلاته العالمية، لكنها أصبحت الآن محور حياته.
ولفت أسلوب حياة إيشيدا أنظار وسائل الإعلام المحلية في اليابان، والتي بدورها سارعت لتصويره واستضافته في برامج تلفزيونية، حتى وصل الأمر إلى تلقيه عروضًا من مشاهير ليبيت في منزلهم لليلة واحدة.
في المقابل، أثار أسلوب حياة إيشيدا الفريد جدلًا واسعًا؛ فالبعض انتقده قائلين: "لا ينبغي الاعتماد على لطف الآخرين"، بينما أشاد الكثير من المضيفين بتعامله العفوي وأسلوبه غير المثقل بالأعباء. وأوضح أحدهم: "على العكس، وجوده كان منعشًا في ظل الوحدة الطويلة التي أعيشها".
أشارت قناة فوجي تي في إلى أن قصة شراف تسلط الضوء على تزايد عدد الأسر الفردية والوحدة في اليابان، مقترحة علاقات إنسانية جديدة في المجتمع الحديث. ورغم الانتقادات من منظور تقليدي، فإنها تُعد مثالًا مثيرًا للاهتمام عن أسلوب جديد للتواصل مع الآخرين.
وقال شوراف: "أنا سعيد وهم يستمتعون أيضًا بوجودي"، معربًا عن نيته مواصلة أسلوب حياته هذا.
تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
هبة الزغيلات مترجمة ومحررةعضو في فريق محرري موقع البوابة الإخباري النسخة العربية، تعمل على إثراء قسم "اختيار المحرر" عن طريق رصد ومتابعة الأحداث المنوّعة والغريبة على مدار الساعة من المصادر العامة المتعددة كوكالات الأنباء العربية والعالمية، حيث تقوم هبة، الحاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية، بترجمة الخبر الأجنبي إلى اللغة العربية حتى يتسنى للقارئ العربي الحصول على المعلومة كاملة.
الأحدثترند ياباني يقضي 500 ليلة في منازل الغرباء بلا مقابل 6 أنواع من العلاقات الشخصية التي تؤثر علينا أجمل وأفضل أسواق الكريسماس في دبي بطاطا مخبوزة محشوة بشرائح اللحم دعاء صباح اليوم Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter