وجهت شبكة "سي.ان.ان" الأميركية اعتذاراً للصحفي الأميركي المسلم، مهدي حسن، و"حظرت"  المحلل السياسي ريان غيردوسكي من الظهور على شاشتها بعد مشادة كلامية حادة خلال بث مباشر.

المذيعة آبي فيليب استضافت نقاشا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقضايا تتعلق بها داخليا وخارجيا.

وخلال النقاش الذي دار مساء الاثنين، وجه غيردوسكي، وهو مؤيد للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، كلامه لحسن وقال له: "حسنا، آمل ألا ينفجر جهاز البيجر الخاص بك".

وفي ما يلي جزء مما دار في المناقشة:

غيردوسكي: لقد تم وصفك بأنك معاد للسامية أكثر من أي شخص آخر على هذه الطاولة.

حسن: منك أنت.

غيردوسكي: لا، أنا؟ لم أصفك قط بأنك معاد للسامية.

حسن: أنا مؤيد للفلسطينيين. أنا معتاد على ذلك.

غيردوسكي: حسنا، أتمنى ألا ينفجر جهاز البيجر الخاص بك.

حسن: هل قلت للتو إنه يجب أن أموت؟

غيردوسكي: لا.

حسن: هل قلت للتو إنه يجب قتلي ببث تلفزيوني مباشر على سي.أن.أن؟

غيردوسكي: لا، لم أقل ذلك.

وحاولت المذيعة فيليب السيطرة على الحوار، وأشارت إلى غيردوسكي بأنه "تخطى الخطوط الحمراء" واعتذرت لحسن، وانتقلت إلى فاصل قصير.

وبعد استئناف البرنامج، أكدت المذيعة الأميركية، أن المنصة لا تدعم العبارات العنصرية، ووجهت اعتذارا لحسن والمشاهدين.

وبعد الفاصل، لم يظهر الضيف الأميركي المسلم مرة أخرى، ما أدى إلى تكهنات بأن القناة طلبت منه ألا يعود.

وفي مقطع فيديو على منصة أكس، قالت فيليب: "لم نطلب من مهدي ألا يعود. في الواقع، أردنا حقاً أن يعود ويكمل البرنامج، لأنه كان لدينا الكثير لنتحدث عنه معه، ونأمل حقا أن ينضم إلينا مرة أخرى قريبا".

لم يعلق حسن بعد على الحادث، لكنه أعاد نشر بيان فيليب على ذات المنصة..

Sharing @CNN’s statement and a quick message from me about what happened on tonight’s show.

I take this very seriously and want to again apologize to @mehdirhasan and I hope he’ll join us another time. pic.twitter.com/O9l0Ftv5NZ

— Abby D. Phillip (@abbydphillip) October 29, 2024

وشاهد عشرات الملايين عبر الإنترنت هذا التعليق، الذي تضمن إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر) التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية.

وأصدرت "سي.ان.ان" بيانا منفصلا قالت فيه "لا مجال للعنصرية أو التعصب في شبكتنا. نهدف إلى تعزيز المحادثات والنقاشات المدروسة، بما في ذلك بين الأشخاص الذين يختلفون مع بعضهم البعض بشدة... لكننا لن نسمح بإهانة الضيوف، أو تجاوز حدود اللباقة. لن نرحب بعودة رايان غيردوسكي إلى شبكتنا".

واعتذر غيردوسكي عن تعليقه على الهواء مباشرة، لكنه دافع عن نفسه أيضا على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلا إنها "كانت مزحة".

وقال: "يمكنك البقاء على سي.ان.ان إذا اتهمت كل جمهوري بغير حق بأنه نازي وكنت تحصل على أموال من وسائل إعلام تمولها قطر. لا يستطيع المرء فيما يبدو الظهور على سي.ان.ان إذا ألقى مزحة".

وكان حسن يقدم "مهدي حسن شو" وهو برنامج ليبرالي شهير لمدة ثلاث سنوات على قناة إم.اس.ان.بي.سي، لكنه ألغي في نوفمبر الماضي، ما أثار ردود فعل غاضبة.

وفي فبراير الماضي، أطلق حسن شركته الإعلامية الرقمية الخاصة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: سی ان ان

إقرأ أيضاً:

هدنة على المحك.. هل يدفع ترامب نحو حل الدولتين إذا فشل مخطط التهجير؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في وقت تتأرجح فيه هدنة غزة بين الأمل والتحديات، يثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العديد من التساؤلات حول دور إدارته في تحقيق الاستقرار في المنطقة، فمن خلال مواقف وأفكار تتناقض مع تطلعات الفلسطينيين، يعزز ترامب سياسة لا تظهر أي نية حقيقية للتوصل إلى حل عادل للصراع، فما هي تداعيات هذا الموقف على مستقبل التهدئة؟ وهل ستظل آمال الفلسطينيين في تحقيق تسوية عادلة قائمة، أم أن الضغوط الأمريكية والإسرائيلية ستعرقل أي محاولة للسلام؟

وفي سياق الإجابة على هذه التسالات، يرى الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن تعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع القضية الفلسطينية خلال فترته الرئاسية الأولى بين عامي 2016 و2020 لم يكن يهدف إلى تقديم حلول، بل أدى إلى تعقيد الأوضاع بشكل أكبر، فقد أقدم على خطوات غير مسبوقة، مثل اتخاذ قرار بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، في خطوة اعتُبرت اعترافًا رسميًا بالمدينة عاصمة لإسرائيل، كما اتخذ قرارات أثرت بشكل مباشر على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، من خلال تقليص الدعم المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ما زاد من معاناة الفئات الأكثر تأثرًا بالصراع.

رؤية غير واضحة للقضية

وقال الرقب في حديث خاص خاصة لـ “البوابة نيوز” إن ترامب لم يطرح رؤية واضحة لحل القضية الفلسطينية، بل اكتفى بطرح أفكار مثل تقسيم الضفة الغربية إلى تجمعات سكانية منفصلة يتم ربطها ببنية تحتية محدودة، تاركًا للفلسطينيين حرية إطلاق ما يشاؤون من تسميات على هذا الوضع، في إشارة إلى عدم الاعتراف بحقهم في دولة ذات سيادة، وهو ما جعل الكثيرين يشككون في إمكانية أن يحمل معه خلال فترة رئاسية ثانية أي مبادرات حقيقية لإنهاء الصراع.

ويضيف الرقب أن ترامب، خلال فترة حكمه المقبلة، لن يقدم أي حلول جذرية للقضية الفلسطينية، بل من المرجح أن تمر السنوات الأربع القادمة دون أي تطورات استثنائية في هذا الملف، خاصة أنه لم يظهر خلال ولايته السابقة أي نوايا للتقدم باتجاه حل الدولتين، كما أن المشهد السياسي في إسرائيل يسيطر عليه تيار يميني متشدد يرفض بشكل مطلق جميع الطروحات السياسية، سواء تلك التي تتعلق بإقامة دولتين أو حتى فكرة دولة واحدة مشتركة.

أيديولوجية صهيونية.. وموقف عربي رافض

وبحسب الرقب، فإن ترامب، رغم عدم تعرضه لأي ضغوط انتخابية مستقبلية، لا يزال أسيرًا لنظرته الأيديولوجية الداعمة لإسرائيل، فمواقفه وتصريحاته تعكس إيمانه الراسخ بضرورة وجود كيان صهيوني قوي، وهو ما يجعله غير مستعد لتقديم أي تنازلات لصالح الفلسطينيين، فتارة يلمّح إلى إمكانية نقلهم إلى مناطق بعيدة مثل إندونيسيا، وتارة أخرى يتحدث عن إخراج سكان غزة إلى دول مجاورة مثل مصر أو الأردن، إلا أن مثل هذه الطروحات تبدو أقرب إلى محاولات لإثارة الجدل الإعلامي أكثر من كونها خططًا قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.

ويؤكد الدكتور أيمن الرقب أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرك تمامًا أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن أرضهم، كما أن الدول العربية ترفض بشكل قاطع أي محاولات لفرض حلول تقوم على تهجيرهم، فهناك موقف عربي واضح، تقوده كل من مصر والمملكة العربية السعودية، يتمثل في التشديد على ضرورة إيجاد تسوية عادلة تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتمتع بالاستقرار ضمن المنطقة، وأي محاولات لتجاوز هذا الطرح لن يكون لها أي تأثير حقيقي على أرض الواقع.

حل الدولتين في عهد ترامب

في هذا السياق، يشير الرقب خلال ححديثه لـ البوابة نيوز"، إلى تصريحات مايك هاكابي، السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل، الذي عبّر في مقابلاته مع وسائل الإعلام العبرية عن موقف واضح مفاده أن ترامب لا يدعم حل الدولتين، حيث يرى أنه قد يؤدي إلى تصاعد عمليات المقاومة ضد إسرائيل، كما أن خيار الدولة الواحدة، من وجهة نظرهم، يشكل تهديدًا وجوديًا على الكيان المحتل. ولذلك، فإن الإدارة الأمريكية الحالية، وكذلك الحكومة الإسرائيلية، لا تملك أي رؤية فعلية لحل النزاع الفلسطيني، ما يجعل أي تقدم في هذا الملف أمرًا مستبعدًا في المستقبل القريب.

ترامب في كواليس الهدنة

يرى الدكتور أيمن الرقب أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سبق وهدد بأن الأوضاع في المنطقة قد تشهد تصعيدًا خطيرًا ما لم يتم التوصل إلى اتفاق، كان يسعى إلى ترسيخ صورة مفادها أنه نجح في فرض تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2735، الذي أتاح الوصول إلى حالة التهدئة الحالية، وضمن هذا السياق، أرسل مبعوثه الخاص إلى المنطقة، ستيف ويتكوف، لممارسة ضغوط مكثفة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك لضمان توقيعه على الاتفاق، خاصة بعدما تبين أن حركة حماس أبدت استعدادها للموافقة عليه. وبحسب الرقب، فإن قبول نتنياهو بهذا الاتفاق جاء على مضض، نتيجة للضغوط القوية التي تعرض لها من الإدارة الأمريكية.

دعم إسرائيل رغم التهدئة

وفي الوقت ذاته، يعمل ترامب على طمأنة حكومة الاحتلال الإسرائيلي والتيار اليميني الداعم لها، عبر إطلاق تصريحات تؤكد التزامه المستمر بدعم إسرائيل في أي مواجهة مستقبلية، سواء كان ذلك ضد حزب الله، أو حركة حماس، أو أي طرف آخر قد يشكل تهديدًا لمصالحها، غير أن الرقب يشير إلى أن مجمل المواقف الأمريكية لا تعكس وجود رؤية جديدة أو حلول فعلية يمكن أن تسهم في إحراز تقدم في مسار القضية الفلسطينية، وهو ما يعزز القناعة بأن الإدارة الأمريكية الحالية لا تحمل في جعبتها أي مبادرات جادة لدفع عملية السلام نحو الأمام.

ترامب يبدأ ولايته بحملة عدائية ضد الفلسطينيين

ووفقًا للرقب استهل الرئيس الأمريكي ولايته الجديدة بمواقف تعكس عداءً واضحًا للفلسطينيين وشعوب المنطقة، وذلك من خلال تشكيل فريق حكومي يضم عددًا كبيرًا من الشخصيات ذات التوجهات الصهيونية، كما ألغى القرار الذي أصدرته إدارة جو بايدن، والذي كان يمنع المستوطنين المتورطين في اعتداءات على الفلسطينيين من دخول الأراضي الأمريكية، وهو ما اعتُبر بمنزلة توفير غطاء وحماية للمستوطنين وللانتهاكات التي يرتكبونها بحق الفلسطينيين.

إضافة إلى ذلك، أعاد ترامب العمل بقراراته السابقة التي اتخذها خلال فترته الرئاسية الأولى، حيث قرر وقف جميع المساعدات التي كانت تقدمها الولايات المتحدة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مستأنفًا بذلك قراره الصادر عام 2018. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أوقف كذلك كافة المساعدات الخارجية التي كانت تقدمها الولايات المتحدة، ما أدى إلى قطع التمويل الذي كانت تتلقاه السلطة الفلسطينية بشكل كامل، الأمر الذي يزيد من الضغوط الاقتصادية التي تواجهها.

مقالات مشابهة

  • صلاح الدين.. اشتباه يدفع قوة أمنية لاعتقال شاب والمحافظ يتدخل
  • سنغافورة تقول إن الشركات الأميركية يجب أن تمتثل لضوابط التصدير
  • طفل يدفع آخر تحت عجلات ترام ويقتله
  • ألمانيا.. طفل يدفع صديقه تحت عجلات الترام ويرديه قتيلا
  • صاروخ اعتراضي ينفجر قرب لبنان.. هذا ما حصل!
  • هدنة على المحك.. هل يدفع ترامب نحو حل الدولتين إذا فشل مخطط التهجير؟
  • وصفه بـ «مسار الخضوع».. بن غفير ينفجر غضبًا من احتشاد الفلسطينيين خلال تسليم الأسرى
  • منخفض جوي يدفع السلطات الفرنسية إلى رفع تحذير أحمر من الفيضانات
  • برشلونة يدفع أتالانتا إلى «تاسع الأبطال»!
  • أفغانستان.. تعليق المساعدات الأميركية أغلق 50 منظمة إنسانية في 28 إقليماً