الكتاب المسموع.. منافس أم مكمِّل؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
رغم انتشار الكتاب المسموع عالميًّا، وبأساليب وطرق متنوعة، فإنه لا يزال يعدّ مكملًا للكتاب الورقي، لا منافسًا.
وحسب موقع https://www.statista.com، فإن حجم السوق العالمية للكتاب المسموع، يقترب من ثمانية مليارات دولار بنهاية عام 2024م، مع توقع وصوله إلى 13 مليار دولار في عام 2029م، وعدد مستخدمين يبلغ 1.
وتتعدّد أسباب اللجوء إلى الكتاب المسموع، ومنها أنه قد يكون الملجأ الأخير، أو المناسب، للمشغولين وقتًا، أو يدين، أو للمصابين بحالة ملل من القراءة، مؤقتةٍ، أو دائمة. كما يُعدّ في الغالب أقل سعرًا من المطبوع، أو حتى مجانيًّا، مع تعدُّد منافذ الاستفادة منه، إما من المواقع بشكل مباشر، أو عبر تطبيقات مخصصة لذلك.
ورغم أن هذه الكتب تبدو غير مكلفة في الظاهر، إذ ليست سوى شخص يقرأ من كتاب أمام لاقطة لا أكثر، فإن الأمرأعقد من ذلك بكثير، ويمر بمراحل عديدة ليس أقلها اختيار المحتوى المناسب، ثم البحث عن متحدث بصوت جميل وملائم، ثم التدريب على القراءة، فالتدقيق اللغوي، مرورًا بالاستفادة من الأجهزة المناسبة للتسجيل، حتى تخرج لنا الكتب بالوضوح والنقاء المطلوبَين. يضاف إلى كل هذا، المؤثراتُ الصوتية (موسيقى أو غيرها)، التي قد تصاحب تسجيل الكتاب المسموع.
ويظهر الفارق بين الكتاب المقروء والمسموع، في أن الأول يعتمد على العين مع العقل، في حين يعتمد الثاني على الأذن مع العقل. كما أن مدة الاستماع للنصّ أكثر من المدة اللازمة لقراءة نفس النص بأقل بقليل من الضعف.
ورغم تنامي الإقبال على الكتاب المسموع، فإنه لا يتوقع أن يشكل تهديدًا، أو أن يعدّ منافسًا للكتاب الورقي (في المدى المنظور على الأقل)، بخلاف الكتاب الرقمي، الذي يزاحم الورقي، ويحاول توسيع مساحة التأثير التي يغطيها، دون أن يبعده عن العرش. ويعود السبب في سيادة الورقي على غيره، هو كونه المصدر الرئيس للكتب حين كتابتها، ومنه ينشأ، ويتفرع، الرقمي والمسموع.
yousefalhasan@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد معرض الكتاب؟!
سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
تحدث ضجة في جانب ما في قلب العاصمة مسقط؛ حيث يجتمع الكتاب والأدباء من مختلف أنحاء الوطن العربي في معرض مسقط الدولي للكتاب كل عام، ويحرص على زيارته أغلب المثقفين والمطلعين والمهتمين بهذا الجانب من الثقافة العربية والإسلامية وفنون الأدب بمختلف أنواعه، ويشكل هذا التجمع حراكاً عاماً لدى المثقفين والعامة أيضاً من طلاب وأولياء أمور وكل من يُحب القراءة والاطلاع فهناك العديد والعديد من الكتب الجديدة والقديمة التي بإمكان القراء الاستفادة منها بشكل كبير جدا.
المعرض هذا العام أتى حافلا بمشاركات كبيرة من قبل المبادرات الثقافية والتنافس الجميل الذي تقدمه الصالونات الأدبية من حيث تقديم الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية المختلفة والتنوع الهائل في الطرح الأدبي والثقافي والفكري فكل منها يقول أنا الأفضل ولا نزكي مبادرة على أخرى؛ فهناك اشتغال واضح للعيان في حين غابت عن الصورة والمشهد بعض المجالس التي كان ينشد منها التطور إلا أنها كانت قد بدأت منذ سنوات عديدة ولكن للأسف لم يكن هناك اهتمام كبير ففقدت شغفها في المتابعة والاستمرار.
وفي دورة 2025، دُشنت العديد من الكتب الجديدة وبرز لنا العديد من الكتاب الجدد الذين نأمل أن يكونوا قد حققوا نجاحات كبيرة خلال مشاركتهم الفعالة في المعرض وأن لا تكون هي المشاركة الأولى والأخيرة لأنه وفي الأغلب لا نرى أن هناك مشاركات تستمر لسنوات طويلة ولا نرى المزيد منها ونتساءل هل هناك أسباب أخرى أو أن الكاتب يفقد الشغف في الكتابة أو أنه لا يجد الاهتمام الذي يحتاجه أو ربما كان سقف توقعاته عاليًا.
ما يحدث بعد معرض الكتاب من تراجع لدى الكاتب نفسه بحيث إنه لا يُروِّج لكتابه ولا يكون حاضراً في أغلب المعارض الدولية ولا يهتم بانتشار كتابه، ومن يقرأ كتابه، فهذا أمر يجب الوقوف عليه وإعادة النظر فيه كما لو أن هناك عائقا كبيرا يمنعه من مواصلة العمل على إيصال ذلك الكتاب لأكبر قدر ممكن والتعريف بنفسه بين الكتاب والناس في زمن أصبح الاهتمام بالكتاب قليلاً.
أحيانًا كثيرة أتساءل لماذا وأنا شاعرة وكاتبة لم أطبع ديواني إلى الآن؟ هل هناك مانع أو أنني انتظر الفرصة الملائمة والوقت المناسب؟ وهذا الأمر ينطبق على أغلب الكتاب والشعراء، فنحن نرى شعراء كثر دون توثيق ديوانهم الشعري الذي يحوي الكثير من كتاباتهم الشعرية التي يجب أن يطلع عليها القراء والشعراء وعامة الناس، فهل هناك تقصير من الجهات الرسمية في التواصل مع الكتاب والشعراء ودعم الكتاب والشعراء وتذليل الصعاب لهم لطبع دواوينهم الشعرية والأدبية؟ أم أننا ننتظر الشاعر بنفسه يجتهد في هذا الجانب؟ ألا توجد جهة مختصة لمتابعة أغلب الكتاب في السلطنة وتقديم الدعم المادي والمعنوي لطبع كتبهم وتشجيعهم على المواصلة والاستمرار وعدم التوقف عن الكتابة؟
الحقيقة.. نعم هناك قصور واضح وعدم متابعة وعدم اهتمام بالأسماء الشعرية والأدبية البارزة في السلطنة وهنا اتحدث عن الأسماء البارزة التي اشتغلت كثيرا على تكوين اسم في الخليج العربي.
سينتهي معرض الكتاب وستُملأ الأرفف الكتب وستعود الإصدارات العُمانية حبيسة الأدراج لأنه لا يوجد تسويق، وسيشعر الكاتب بخيبة امل لأنه بالأساس لم يفكر مليًا بالأمر؛ حيث إنَّ همَّه كان إصدار ديوان أو كتاب ما، ولذا نتساءل جميعًا: ماذا بعد معرض الكتاب؟!
رابط مختصر