الأسبوع:
2025-03-15@13:03:51 GMT

الحفاظ على الوطن مسؤولية من؟

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

الحفاظ على الوطن مسؤولية من؟

قيمة الوطن للفرد والجماعة قيمة عظيمة، حيث يمثل الوطن الأساس الذي ينبني عليه الوجود الفردي والاجتماعي، فهو مصدر الهوية والانتماء والأمان. فالوطن يمنح الفرد إحساسا بالهوية والانتماء، وشعور الفرد بالانتماء لوطن عزيز قوي يرفع من كرامته وفخره، ويحفزه للعمل من أجل رفعة هذا الوطن وتطوره، فهو المكان الذي ينشأ فيه الإنسان ويتعلم لغته، وثقافته، وعاداته.

ومسؤولية الحفاظ على الوطن لا تقتصر على جهة بعينها، بل تتكامل فيها جهود الأفراد، والمجتمع، والمؤسسات لتحقيق الأمن والاستقرار ونمو الوطن. فكل فرد من أفراد المجتمع له دور في حماية الوطن وتعزيز استقراره وتقدمه. فالحفاظ على الوطن مسؤولية مشتركة بين جميع المواطنين دون استثناء. وعلى كل فرد احترام قوانين الدولة والمساهمة بجدية في تطوير المجتمع، والحفاظ على الممتلكات العامة، والإبلاغ عن أي تهديدات قد تضر بالأمن.

وتشمل هذه المسؤولية عدة جوانب من أهمها المسؤولية الجماعية: وهى تقتضي من الجميع التعاون والتكاتف من أجل دعم بعضهم البعض والعمل معا على حل التحديات التي تواجه المجتمع. والجانب الثانى المسؤولية الأمنية: وتقع على عاتق الجهات الأمنية ومؤسسات الدولة للحفاظ على الأمن الداخلي والخارجي، لكن دور المواطن أساسي أيضا فى هذا الجانب عبر احترام القوانين، ودعم أجهزة الأمن، وتقديم المعلومات اللازمة عند الحاجة. والجانب الثالث المسؤولية الاجتماعية: وتشتمل على تعزيز الروح الوطنية وغرس القيم الأخلاقية والإنسانية في الأجيال الجديدة، كي يكونوا مسؤولين تجاه وطنهم.

وينبغى أن يكون تقديم مصلحة الوطن على مصلحة الفرد أمرا جوهريا، لأن الوطن هو الحاضن لجميع الأفراد، وازدهاره يعود بالنفع على الجميع. وتقديم مصلحة الوطن يعني الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، بحيث نترك لهم وطنا مستقرا ومتطورا ينعمون فيه بالأمان والاستقرار. والأجيال الحالية تتحمل مسؤولية بناء مستقبل مشرق للوطن.

ومن أهم الأسباب التي تجعل مصلحة الوطن تتقدم على مصلحة الفرد: الأمان والاستقرار، فمصلحة الوطن تضمن الاستقرار والأمن للجميع. وعندما تكون الدولة قوية ومستقرة، يمكن للفرد أن يعيش بأمان ويمارس حقوقه بحرية، مما يوفر له بيئة داعمة لتحقيق طموحاته الشخصية. وتقديم مصلحة الوطن يعزز روح التضامن والوحدة بين أفراد المجتمع، مما يساعد على بناء مجتمع متماسك وقوي قادر على مواجهة التحديات والأزمات. والوحدة بين الأفراد تقود إلى مجتمع مترابط يسوده التعاون والسلام. وتحقيق التنمية والازدهار للوطن يحتاج إلى تضحيات جماعية. فعندما يضع الأفراد مصلحة الوطن أولا، تصبح موارد الدولة موجهة نحو المشروعات الوطنية التي ترفع من مستوى المعيشة وتحسن من الظروف العامة، مع الوضع فى الاعتبار حماية حقوق الأجيال القادمة.

وقرارات الأفراد التي تضع مصلحة الوطن أولا تؤدي إلى تأثير شامل يعم جميع أفراد المجتمع، وليس فقط على المستوى الشخصي. وهذا يجعل الوطن في موقف قوي، قادر على تحقيق مصالح جميع أبنائه.

باختصار، مصلحة الفرد ترتبط ارتباطا وثيقا بمصلحة الوطن، وبالتالي فإن تقديم مصلحة الوطن يضمن بيئة أفضل لكل فرد، ويحقق التوازن بين تطلعات الأفراد واحتياجات المجتمع ككل. وقيمة الوطن بالنسبة للفرد أنه الملاذ الآمن الذي يجد فيه الإنسان الحماية والدعم، ويسعى لبناء مستقبله فيه بأمان واستقرار.

وقيمة الوطن بالنسبة للجماعة أن فيه الوحدة والتماسك، فالوطن يجمع أبناءه تحت مظلة واحدة، وذلك يعزز التماسك الاجتماعي ويقوي الروابط بين الأفراد، ويمثل أيضا التطور والنمو، لأنه يوفر بيئة ملائمة لتطور المجتمع وتقدمه، من خلال المؤسسات، والقوانين، والموارد التي تتيح للجميع فرص النمو.

وعندما يدرك أفراد المجتمع قيمة الوطن، يتوحدون في مواجهة التحديات ويكونون على استعداد للتضحية والعمل من أجل خير الجميع.

اللهم احفظ مصر وأهلها، ووفق ولاة أمورها لما فيه خير البلاد والعباد.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أفراد المجتمع مصلحة الوطن

إقرأ أيضاً:

ملتقى رمضاني: عام المجتمع تجسيد للتكاتف بين القيادة والشعب

إبراهيم سليم (أبوظبي)

أخبار ذات صلة شخصيات إسلامية.. أبو بكر الصديق مجالس «الداخلية» الرمضانية تناقش «ميزان الهوية الإماراتية»

ثمن المشاركون في لقاء رمضاني بمجلس ناصر القحطاني في منطقة ربدان في أبوظبي، إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2025 عام المجتمع، الذي يجسد مدى التلاحم المجتمعي، ويزيده قوة على قوته. وفي البداية، أكد ناصر فلاح القحطاني، أن مجتمع الإمارات مجتمع متماسك متجانس، حيث نتشارك جميعاً في خدمة الوطن، وهناك مساهمات من رجال أعمال وغيرها، والقيادة الرشيدة، أكدت دورهم وإسهاماتهم. وقد لاحظنا أن جميع المقيمين لديهم الولاء وأبناء بررة يتنافسون في خدمة الوطن، مستدلاً على ذلك بما كان في جائحة «كورونا»، والتكاتف بين القيادة والشعب.
  وقال: «لا شك في أن الهاتف الذكي وفر على أفراد المجتمع الكثير، فبلمسة زر تستطيع أن تنهي كثيراً من احتياجاتك ومعاملاتك مع الجهات المختلفة، ولكن إذا لم نحسن استخدامه فإن له جوانب سلبية. وقد بيّنت بعض الدراسات أنه كان له دور في إضعاف التواصل والترابط الاجتماعي، وأن بعض الناس قد يصبح منعزلاً، فيستغني عن التواصل مع المجتمع بما يجده في هذا الهاتف الذكي الذي يطلق عليه البعض (آفة العصر) لأثره السلبي على التواصل مع المجتمع». 
 من جانبه، قال فالح حنظل إن عام المجتمع يأتي بعد أن وصلت الإمارات إلى أعلى درجات الرقي في المؤشرات التنموية، ورافقه تلاحم مجتمعي، وعلى المجتمع أن يتكاتف دوماً ليكون قدوة لكل الأوطان والأمم، وعلى الأجيال أن تعي تماماً أهمية الحفاظ على هذا الإرث وهذا الرقي والتقدم، وأن يدركوا مدى الأمن والأمان الذي تعيشه الدولة، وعليهم واجب الحفاظ على هذا الإرث الذي تتميز به دولة الإمارات. 
ومن جانبه، قال صديق الخاجة إن هناك دوراً مهماً على الأسرة في حماية الموروث المجتمعي والتقاليد، خاصة الأم، وإن على الشباب أن يتناصحوا ويتكاتفوا في حماية مجتمعهم، وزيادة اللحمة بين أفراده والحفاظ على الموروث الثقافي والاجتماعي للدولة، وأن يدركوا أن عام المجتمع شامل كامل، خاصة أن الشباب مستهدف ويواجهون تحديات متنوعة والالتزام ضروري، مشيراً إلى أن المجالس الرمضانية مدارس اجتماعية تجمع مختلف فئات المجتمع، وتعزز العلاقات بينهم، فهي تسهم في تعزيز قيم التآخي والتعاون.
وبدوره، أشاد سعيد القحطاني بالمبادرات الاجتماعية في الدولة، مشيراً إلى أن رجال الأعمال كان لهم دور كبير في دعم المجتمع من خلال المشاريع الخيرية، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك، وذكر أن روح العطاء والتكاتف في الإمارات أصبحت نموذجاً يُحتذى به عالمياً، حيث تسهم هذه المبادرات في ترسيخ قيم الخير والتسامح. وتكمن أهمية هذه المبادرات في أنها تسهم في تعزيز الروابط بين أفراد المجتمع، وترسيخ مبادئ المحبة والتعاون. وأشار إلى أن دعم رجال الأعمال للمشاريع الخيرية يعكس وعيهم بأهمية المسؤولية الاجتماعية، وهو ما يعزز وحدة وتماسك المجتمع.
وأكد سعيد القحطاني أن ظاهرة التكاتف والمبادرات المجتمعية معروفة وظاهرة تتميز بها دولة الإمارات، وقد رأيناها مؤخراً في مبادرة وقف الأب، وقد أتاحت الدولة الفرصة لرجال الأعمال؛ لأن يسهموا في نهضة المجتمع، وزيادة التراحم والتسامح والتلاحم بين أفراد المجتمع.

مقالات مشابهة

  • الإصلاح المر .. عراق ما قبل وبعد ..!
  • وزيرة «الشؤون»: المرأة الكويتية حققت نقلة نوعية بمختلف المجالات وساهمت في ازدهار الوطن
  • ثلاثية بناء الدولة: التعليم، العمل، والثقافة
  • ولي عهد رأس الخيمة يوجِّه بتنظيم 9 أعراس جماعية
  • جامعة الفيوم تنظم ندوة "الشباب والقضايا الوطنية" بكلية السياحة والفنادق
  • الجيل: الرئيس السيسي أكد أن مصر لا تنسى تضحيات أبطالها
  • إلى قادة الدولة: أحذروا من مزالق اختراق جبهة الإعلام
  • ملتقى رمضاني: عام المجتمع تجسيد للتكاتف بين القيادة والشعب
  • المصريين: الرئيس السيسي يدرك دور القوات المسلحة في الحفاظ على تراب الوطن
  • رسائل السيسي للطلبة المستجدين بالأكاديمية العسكرية المصرية