هل تتدخل روسيا والصين وإيران في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
قبل أيام قليلة من انطلاق الانتخابات الأمريكية، تتزايد المخاوف من تدخلات الدول الكبرى في الانتخابات، حيث باتت روسيا والصين وإيران تستخدم أساليب غير تقليدية للتأثير على الرأي العام وزعزعة الاستقرار الداخلي، إذ تعتمد على نشر المعلومات المضللة واستغلال الأحداث الطبيعية كالأعاصير لإثارة الفوضى.
اتهامات للصين وروسياقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن قراصنة تابعين للحكومة الصينية اعترضوا تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية لشخصيات سياسية أمريكية، منها مكالمات مستشار في حملة دونالد ترامب، ويعتقد أن هؤلاء القراصنة ينتمون إلى مجموعة تعرف بـ«Salt Typhoon»، وبالعربية «إعصار الملح»، ضمن عملية تجسس واسعة بدأت منذ أشهر، ولا تزال الحكومة الأمريكية تعمل على تقدير كمية التسجيلات التي جمعها القراصنة.
وتمكن القراصنة من جمع العديد من المكالمات كجزء من عملية تجسس واسعة النطاق، كما أكدت أن حملة ترامب الانتخابية علمت بأن هواتف المرشح الرئاسي ونائبه، جي دي فانس، كانت من بين المستهدفين.
كما ذكرت «رويترز» أن الصينيين استهدفوا أيضًا هواتف يستخدمها أشخاص من حملة كامالا هاريس.
وتتزايد الأنشطة السيبرانية والعمليات الإعلامية من قبل روسيا والصين، وتشير معلومات استخباراتية إلى أن هذه الدول تنشر معلومات مضللة حول جهود الحكومة الأمريكية في مواجهة إعصاري هيلين وميلتون.
وتم رصد حسابات مرتبطة بالصين وروسيا تستخدم صورًا ومقاطع فيديو مزيفة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تتهم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بأن «كل أموال الولايات المتحدة ذهبت إلى أوكرانيا وإسرائيل وتايوان» بدلًا من السيطرة على الأعاصير وإغاثة المتضررين، ما شكَّل مصدر قلق كبير للمسؤولين الأمريكيين، الذين يخشون من تأثيرها السلبي على الأمن الوطني وزيادة احتمالات العنف، وفقًا لشبكة «CNN» الأمريكية.
التأثير على الانتخاباتوأظهر تقرير لمايكروسوفت أن مجموعة من مقاطع الفيديو المزيفة التي تم إنتاجها بواسطة قراصنة روس أثرت على الحملات الانتخابية، حيث حقق أحد هذه الفيديوهات أكثر من 5 ملايين مشاهدة في أقل من 24 ساعة قبل حذفه، وإن هذه الأنشطة ليست فقط تهديدًا للديمقراطية الأمريكية، بل تمثل أيضًا تحديًا للأمن السيبراني، ويجري حاليًا تحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن السيبراني في هذه الاختراقات، وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية.
التدخل الإيرانيكما أكدت الاستخبارات الأمريكية أن إيران كانت وراء الاختراق الأخير لحملة ترامب الرئاسية، وذلك عن طريق إرسال رسالة بريد إلكتروني تبدو جديرة بالثقة للتصيد الاحتيالي، وقالت حملة هاريس إنها كانت أيضا هدفا لهجوم ولكنه لم ينجح.
كما أعلنت صحف «نيويورك تايمز» و«بوليتيكو» و«واشنطن بوست»، عن تلقيها وثائق سرية مرتبطة بحملة ترامب عبر رسائل إلكترونية من حساب مجهول، تضمَّن وثائق حساسة عن نائب ترامب جيه دي فانس، وقالت الحملة: إنه «تم الحصول على هذه الوثائق بشكل غير قانوني من مصادر أجنبية معادية للولايات المتحدة، بهدف التدخل في انتخابات 2024 وإثارة الفوضى في جميع أنحاء عمليتنا الديمقراطية»، وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي: «انتحل هؤلاء المتسللون شخصية مسؤولي الحكومة الأمريكية، واستخدموا الشخصيات المزيفة التي أنشأوها للانخراط، ثم استغلوا وصولهم غير المصرح به لخداع المسؤولين وسرقة معلومات أكثر سرية».
كما أصدرت شركة مايكروسوفت عن تقرير يحذر من استعداد قراصنة إيرانيين لتنفيذ عمليات تأثير كبرى مع اقتراب موعد الانتخابات، وأن إيران تركز بشكل خاص على نشر معلومات مضللة بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي في الولايات المتحدة وتعميق الانقسامات وإشعال الخلاف بين الأمريكيين.
الرد الصيني والإيرانيوردًا على الاتهامات الأمريكية، أكدت السفارة الصينية في واشنطن أنها لا تعلم شيئا عن تلك المزاعم، لكنها تعارض جميع أشكال الهجمات الإلكترونية والسرقات.
فيما نفى مسؤولون إيرانيون أي صلة لدولتهم بمزاعم حملة ترامب، وتم سؤال البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة عن تلك المزاعم، وقد نفت تورطها أيضا، وقالت البعثة لوكالة أسوشيتد برس: «نحن لا نصدق مثل هذه الأقاويل، لا تمتلك الحكومة الإيرانية ولا تخفي أي نية أو دافع للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية الصين روسيا إيران اختراق حملة ترامب
إقرأ أيضاً:
الدوما يصادق على معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران
أفادت وسائل إعلام روسية بأن مجلس الدوما الروسي صادق على معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ومن جانبها عقلت الخارجية الروسية علبةالمعاهدة بالقول : في حال تعرض إيران لهجوم أمريكي لن تكون روسيا ملزمة بتقديم المساعدة العسكرية لها لكنها ستتخذ كل الإجراءات لتسوية الوضع.
وكانت بريطانيا والولايات المتحدة اثارت مخاوف من احتمال وجود اتفاق نووي سري بين روسيا وإيران في مقابل قيام طهران بتزويد موسكو بصواريخ باليستية لقصف أوكرانيا.
جاء ذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية، الذي أشار إلى قلق رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأمريكي جو بايدن من هذا الاتفاق، إذ أكدا الزعيمان أن البلدين يعززان التعاون العسكري في وقت تقوم فيه إيران بتخصيب ما يكفي من اليورانيوم لاستكمال هدفها الذي طالما تمسكت به لبناء قنبلة نووية.
وأشارت مصادر بريطانية إلى أن المخاوف كانت تثار بشأن تجارة إيران في التكنولوجيا النووية، كجزء من تحالف متعمق بين طهران وموسكو.
ووفقًا للتقرير، تتلقى إيران بموجب هذا الاتفاق تقنيات نووية متقدمة مقابل تقديمها صواريخ باليستية لروسيا، والتي يُعتقد أنها تستخدم في حرب أوكرانيا، رغم نفي كل من موسكو وطهران لهذه المزاعم.
وتتزايد المخاوف الغربية من أن روسيا قد تشارك إيران أسرارًا نووية مقابل تلك الصواريخ، وهو ما يزيد من التوتر، خاصة وأن إيران تعمل على تعزيز قدرتها لتخصيب اليورانيوم بما يمكنها من الاقتراب أكثر من صنع قنبلة نووية.
وتعود جذور هذه المخاوف إلى اتفاق إيران النووي في عام 2015، الذي حدّ من قدرتها على تطوير الأسلحة النووية مقابل تخفيف العقوبات. لكن بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق في 2018، بدأت إيران في تجاوز الحدود المتفق عليها لتخصيب اليورانيوم.
ورغم أن روسيا وإيران لم تكونا حليفتين تقليديتين، إلا أن علاقاتهما تزداد تقاربًا في مواجهة الغرب، ليشكلا معًا جزءًا من “محور الاضطرابات” الذي يضم بدرجات متفاوتة الصين وكوريا الشمالية، ما يعيد إلى الأذهان أجواء المنافسة بين القوى الكبرى التي ميزت حقبة الحرب الباردة.
وفي الأسبوع الماضي في لندن، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن المخابرات الأمريكية خلصت إلى أن الدفعة الأولى من صواريخ فتح-360 الباليستية الإيرانية عالية السرعة، والتي يصل مداها إلى 75 ميلا (120 كيلومترا)، قد تم تسليمها إلى روسيا.
ودفعت الصواريخ القادرة على ضرب المدن الأوكرانية التي تعرضت بالفعل للقصف، إلى إعادة تقييم دراماتيكية في التفكير الغربي بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة.