قبل أيام قليلة من انطلاق الانتخابات الأمريكية، تتزايد المخاوف من تدخلات الدول الكبرى في الانتخابات، حيث باتت روسيا والصين وإيران تستخدم أساليب غير تقليدية للتأثير على الرأي العام وزعزعة الاستقرار الداخلي، إذ تعتمد على نشر المعلومات المضللة واستغلال الأحداث الطبيعية كالأعاصير لإثارة الفوضى.

اتهامات للصين وروسيا

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن قراصنة تابعين للحكومة الصينية اعترضوا تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية لشخصيات سياسية أمريكية، منها مكالمات مستشار في حملة دونالد ترامب، ويعتقد أن هؤلاء القراصنة ينتمون إلى مجموعة تعرف بـ«Salt Typhoon»، وبالعربية «إعصار الملح»، ضمن عملية تجسس واسعة بدأت منذ أشهر، ولا تزال الحكومة الأمريكية تعمل على تقدير كمية التسجيلات التي جمعها القراصنة.

وتمكن القراصنة من جمع العديد من المكالمات كجزء من عملية تجسس واسعة النطاق، كما أكدت أن حملة ترامب الانتخابية علمت بأن هواتف المرشح الرئاسي ونائبه، جي دي فانس، كانت من بين المستهدفين.

كما ذكرت «رويترز» أن الصينيين استهدفوا أيضًا هواتف يستخدمها أشخاص من حملة كامالا هاريس.

وتتزايد الأنشطة السيبرانية والعمليات الإعلامية من قبل روسيا والصين، وتشير معلومات استخباراتية إلى أن هذه الدول تنشر معلومات مضللة حول جهود الحكومة الأمريكية في مواجهة إعصاري هيلين وميلتون.

وتم رصد حسابات مرتبطة بالصين وروسيا تستخدم صورًا ومقاطع فيديو مزيفة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تتهم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بأن «كل أموال الولايات المتحدة ذهبت إلى أوكرانيا وإسرائيل وتايوان» بدلًا من السيطرة على الأعاصير وإغاثة المتضررين، ما شكَّل مصدر قلق كبير للمسؤولين الأمريكيين، الذين يخشون من تأثيرها السلبي على الأمن الوطني وزيادة احتمالات العنف، وفقًا لشبكة «CNN» الأمريكية.

التأثير على الانتخابات

وأظهر تقرير لمايكروسوفت أن مجموعة من مقاطع الفيديو المزيفة التي تم إنتاجها بواسطة قراصنة روس أثرت على الحملات الانتخابية، حيث حقق أحد هذه الفيديوهات أكثر من 5 ملايين مشاهدة في أقل من 24 ساعة قبل حذفه، وإن هذه الأنشطة ليست فقط تهديدًا للديمقراطية الأمريكية، بل تمثل أيضًا تحديًا للأمن السيبراني، ويجري حاليًا تحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن السيبراني في هذه الاختراقات، وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية.

التدخل الإيراني

كما أكدت الاستخبارات الأمريكية أن إيران كانت وراء الاختراق الأخير لحملة ترامب الرئاسية، وذلك عن طريق إرسال رسالة بريد إلكتروني تبدو جديرة بالثقة للتصيد الاحتيالي، وقالت حملة هاريس إنها كانت أيضا هدفا لهجوم ولكنه لم ينجح.

كما أعلنت صحف «نيويورك تايمز» و«بوليتيكو» و«واشنطن بوست»، عن تلقيها وثائق سرية مرتبطة بحملة ترامب عبر رسائل إلكترونية من حساب مجهول، تضمَّن وثائق حساسة عن نائب ترامب جيه دي فانس، وقالت الحملة: إنه «تم الحصول على هذه الوثائق بشكل غير قانوني من مصادر أجنبية معادية للولايات المتحدة، بهدف التدخل في انتخابات 2024 وإثارة الفوضى في جميع أنحاء عمليتنا الديمقراطية»، وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي: «انتحل هؤلاء المتسللون شخصية مسؤولي الحكومة الأمريكية، واستخدموا الشخصيات المزيفة التي أنشأوها للانخراط، ثم استغلوا وصولهم غير المصرح به لخداع المسؤولين وسرقة معلومات أكثر سرية».

كما أصدرت شركة مايكروسوفت عن تقرير يحذر من استعداد قراصنة إيرانيين لتنفيذ عمليات تأثير كبرى مع اقتراب موعد الانتخابات، وأن إيران تركز بشكل خاص على نشر معلومات مضللة بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي في الولايات المتحدة وتعميق الانقسامات وإشعال الخلاف بين الأمريكيين.

الرد الصيني والإيراني

وردًا على الاتهامات الأمريكية، أكدت السفارة الصينية في واشنطن أنها لا تعلم شيئا عن تلك المزاعم، لكنها تعارض جميع أشكال الهجمات الإلكترونية والسرقات.

فيما نفى مسؤولون إيرانيون أي صلة لدولتهم بمزاعم حملة ترامب، وتم سؤال البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة عن تلك المزاعم، وقد نفت تورطها أيضا، وقالت البعثة لوكالة أسوشيتد برس: «نحن لا نصدق مثل هذه الأقاويل، لا تمتلك الحكومة الإيرانية ولا تخفي أي نية أو دافع للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية الصين روسيا إيران اختراق حملة ترامب

إقرأ أيضاً:

السنوسي: الانتخابات البلدية بمثابة الإحماء للانتخابات الرئاسية والتشريعية

أشاد المحلل السياسي السنوسي إسماعيل، بالنجاح الكبير الذي حققته الانتخابات البلدية التي أُنجزت خلال اليومين الماضيين.

وقال السنوسي، في تصريحات صحفية لـ«شبكة الرائد» أن الحل السياسي الشامل ممكن جداً في ليبيا من خلال معالجات تقوم بها المؤسسات السيادية المختصة والمفوضية العليا للانتخابات، بالإضافة إلى الجهات التشريعية التي يتعين عليها توحيد الدولة وإنشاء حكومة موحدة.
وطالب بعثة الأمم المتحدة بالقيام بواجبها بدعم الليبيين وتقديم صورة واضحة أمام مجلس الأمن، بأن الحل السياسي في ليبيا ممكن عبر توحيد مؤسسات الدولة، والذهاب إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية لتحقيق حل سياسي شامل.
واعتبر السنوسي، أن الانتخابات البلدية، بمثابة الإحماء للانتخابات الرئاسية والتشريعية، وهذا لا ينفي أهمية انتخابات البلدية؛ لتوفير الخدمات وتقريبها للمواطنين في كافة مناطق ليبيا.
وتابع:” قد يكون تبني نظام حكم محلي لا مركزي وسيلة فعالة لتخفيف التوتر السياسي، ومعالجة الفساد والاستجابة للشكاوى، وتحقيق عدالة في توزيع الخدمات والمشاريع”.

الوسومالإحماء للانتخابات الرئاسية والتشريعية الانتخابات البلدية السنوسي

مقالات مشابهة

  • الرومانيون في الخارج يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية
  • أوكرانيا تكشف معلومات جديدة حول صاروخ روسيا "النووي"
  • بلومبيرغ: تحالف ماسك وترامب يعزز فرص صناديق الثروة الخليجية في الصفقات الأمريكية
  • في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنود كينيا وغيرها إلى قوة أممية لحفظ السلام
  • قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين من نتيجة الانتخابات الأمريكية
  • خبير: ترامب سيحاول التشويش على العلاقات بين روسيا والصين
  • البنتاغون: على الولايات المتحدة الدخول في حوار مع روسيا والصين لمنع التهديد النووي
  • البنتاجون: على الولايات المتحدة الدخول في حوار مع روسيا والصين لمنع التهديد النووي
  • نعيم قاسم: حزب الله سيساهم بشكل فعال في الانتخابات الرئاسية بعد وقف إطلاق النار
  • السنوسي: الانتخابات البلدية بمثابة الإحماء للانتخابات الرئاسية والتشريعية