الصناعة العسكرية الإسرائيلية تحت نيران حزب الله
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
»إسرائيل « في المرتبة الثامنة عالمياً بتجارة السلاح وتكنولوجيا الحرب تتحدث معلومات في مجزرتي البيجر واللاسلكي أن سلسلة التوريد تنتهي الى الشركات الإسرائيلية
تقرير / إبراهيم الوادعي
على مدى أسبوعين شركات السلاح الإسرائيلية على صدارة الأخبار على وسائل الإعلام، صليات صاروخية ومسيرات تضرب مصانعها ومقراتها ومعاملها على امتداد شمال فلسطين المحتلة ونقاط توجدها وصولا إلى تل أبيب.
لا يكاد يمر يوم دون أن تكون هذه الشركات والمؤسسات الصهيونية وكثير منها لديها حصة دولية على جدول القصف اليومي للمقاومة الإسلامية اللبنانية والذي وصل بعملياته إلى ما يقرب من خمسين عملية أكدت أن تعافي حزب الله بات أمرا واقعا.
يبدوا بأن المقاومة الإسلامية تريد استيفاء الحساب مع هذا القطاع الصهيوني الحيوي على خلفية مجزرتي البيجر واللاسلكي، والتي قتلت وجرحت المئات جلهم عاملون في القطاعات المدنية وليسوا مقاتلين أو ذوي أعمال عسكرية وأمنية، بل كثير ممن أصيبوا يعملون في مؤسسات مدنية ورعائية وصحية تابعة للمقاومة أو ترتبط بالمجتمع الذي تساعده المقاومة كحال مؤسسات القرض الحسن الذي دمر مقارها العدو الإسرائيلي وهو يعلم انه ليس ذي طبيعة عسكرية بقدر ما هو مؤسسة اقتصادية واجتماعية تقدم العون للشرائح الفقيرة، وفي المجمل يبدوا أن مسار استهداف القطاع الصناعي العسكري الصهيوني مسار ثابت وضمن جردة حساب فتحتها المقاومة.
وتؤكد تسريبات فيما يخص التحقيقات بمجزرة البيجر واللاسلكي في سبتمبر 2024م أن سلسلة التوريد في هذا الملف الدامي تنتهي إلى الشركات الإسرائيلية بطريقة أو بأخرى، وأن الشركات الوسيطة لم تكن سوى غطاء للعدو الإسرائيلي لتنفيذ عملياته القذرة والتي وقع في واحدة منها حزب الله، ناهيك عن المجازر في لبنان وغزة حيث تمثل شركات السلاح الصهيونية وتكنولوجيا الحرب عاملا فاعلا في صناعة جرائم الإبادة الجماعية في غزة وهي شريان أساسي للجيش الصهيوني بالسلاح وتكنولوجيا القتل الجماعي الجارية في غزة على مدة 13 شهرا، كذلك تقف هذه الشركات والتكنولوجيا وراء العديد من جرائم القتل والعمليات التي نفذها الكيان في المنطقة العربية انتهت بجرائم اغتيال أو عمليات تخريب، وفي ايران خصوصا ضد العلماء النوويين والمواقع النووية والحيوية الإيرانية، نتذكر هنا اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده، حيث تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» أن اغتيال فخري زاده أواخر العام الماضي قرب طهران، تم باستخدام «روبوت قاتل»، وطبعا أقرت الصحيفة أن العملية جرت بموافقة أمريكية من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وبالتالي، فقصف هذا القطاع هو بالمنظور الأوسع استيفاء إسلامي لقائمة طويلة من الحساب الدامي والمؤلم .
بحسب إعلانات المقاومة الإسلامية، وضعت شركات إسرائيلية تحت دائرة الاستهداف، وكالتالي:
• مجمع الصناعات العسكرية لشركة رفائيل
ورفائيل كانت قسما ضمن وزارة الحرب، وفي عام 2002م، أصبحت «رافائيل» شركة حكومية مستقلة، وهي تهتم بتطوير وإنتاج الأسلحة والتقنيات العسكرية والدفاعية للجيش الإسرائيلي، كما تسعى لتصدير منتجاتها العسكرية للخارج، وتخضع مشاريعها الحالية في تطوير الأسلحة للسرية.
ومن أشهر منتجاتها العسكرية «القبة الحديدية» و»قبة الطائرات المسيرة» وصواريخ «سبايدر» و»مقلاع داود».
كما تقوم الشركة بتصميم وتطوير وتصنيع وتوزيع مجموعة واسعة من أنظمة الدفاع العالية التقنية في المجالات الجوية والبرية والبحرية والفضائية.
وتتعاون «رافائيل» أيضا مع العديد من الشركات الأمريكية، مثل: «لوكهيد مارتن» (Lockheed Martin)، و”رايثيون” (Raytheon)، والشركات الأوروبية مثل: “تاليس” (Thales)، و”إيدس” (EADS)، في مجالات متعددة مثل مشاريع الصواريخ والطائرات المسيرة وأنظمة الأسلحة.
• شركة تاعس للصناعات العسكرية
تاعس أو IMI Systems هي من أقدم شركات صناعة الأسلحة في كيان العدو الإسرائيلي حيث تم إنشاؤها في سنة 1939. وتعمل في مجال تطوير وإنتاج الأسلحة والذخيرة والتقنيات والأنظمة للقوات البرية والجوية والبحرية والسيبرانية.
تملكها شركة إلبيت سيستمز، ولديها العديد من المصانع في جميع أنحاء فلسطين المحتلة، ولكل مصنع مجال محدّد من الصناعة العسكرية، أمّا مقرها الرئيسي فهو في منطقة رماته شارون قرب يافا المحتلة (تل أبيب).
من أبرز ما تنتجه هذه الشركة مسدسات ديزرت إيغل، ورشاشات غليل ونقب وعوزي وتافور، صواريخ دليلة ومارس ومار-290 ولار-160، ومدفع الدبابات IMI 120 ملم، ومنظومات الحماية للمدرعات والدبابات، ودروع جرافات D-7 و D-9، وقذائف وصواريخ عنقودية، وقذائف دبابات.
• شركة يوديفات للصناعات العسكرية
وتختص بتصنيع مكونات جوية أمنية، وتقع مقراتها الرئيسية في منطقة بارليف الخاصة بالصناعات العسكرية.
تنتج هذه الشركة مكونات صناعة الطيران في سلاح الجو الإسرائيلي، فهي تقوم بتصنيع قطع غيار للطائرات الحربية الإسرائيلية. وعليه فإنه في ظل ما تشنّه إسرائيل من اعتداءات جوية ضد دول عديدة في المنطقة، واعتمادها بشكل رئيسي على سلاح الجو لتنفيذ ذلك، فإنها بحاجة لتأمين قطع غيار لطائراتها بشكل كبير ومستمر.
• شركة أتا
تعتبر إحدى الشركات الرائدة في مجال الأنظمة الإلكترونية العسكرية والرادارات.
وشركة أتا تتبع للصناعات الجوية والفضائية الإسرائيلية،
وتقوم بتطوير وتصنيع وإنتاج في عدة مجالات: الطيران والبر والبحر، وأنظمة الفضاء والأنظمة الدفاعية والعسكرية والمنتجات السيبرانية والإلكترونية.
• شركة البيت معراخوت للصناعات العسكرية
وهى المنتج الوحيد للمدافع في إسرائيل، وإحدى الشركات القليلة في العالم التي تطور وتنتج مدافع متقدمة منذ عشرات السنين.
في 2017م حصلت شركة البيت معراخوت على عقد لتطوير ما يعرف بالمدفع المستقبلي .
وأشارت المصادر إلى أن المدفع المقترح على الجيش سيشمل مركبات ومنظومات جاهزة ومثبتة في التجربة، ويتم تزويدها بشكل دائم من قبل الشركة لزبائنها الكثير في العالم، وستضاف إلى ذلك قدرات تكنولوجية متقدمة ستجعل المدفع بين المدافع الأكثر تقدما في العالم.
• مؤشرات اقتصادية
حل الكيان الإسرائيلي الثامن دوليا في تجارة السلاح إذ باع أسلحة للعالم بنهاية العام 2022م بنحو 12.5 مليار دولار، ومع أن الكساد الاقتصادي حل بشركات ومفاصل الاقتصاد الصهيوني، إلا انه ونتيجة للحرب العدوانية على غزة ولبنان، حقّقت شركات السلاح الإسرائيلية والأميركية أرباحا طائلة من وراء حرب غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023م، حتى باتت الأراضي الفلسطينية حقل تجارب لأحدث المنتجات العسكرية لكلا البلدين، خلال عملية “طوفان الأقصى”.
ووسط المآسي الإنسانية والدمار الذي يلفّ القطاع الفلسطيني بفعل تلك الأسلحة، تراقب شركات الدفاع فعالية منتجاتها الجديدة على الأرض، لتقديم أدلة لمندوبي الدول وعملائها من المشترين، بدلا من تجريب السلاح بميادين المناورات التقليدية، وفق تقارير عسكرية.
وبحسب بيانات تقرير الصادرات الدفاعية لعام 2023م، صدر عن الكيان الاسرائيلي في يونيو 2024م، أشار إلى أن الصناعة العسكرية الصهيونية حققت قفزة في حجم مبيعات أنظمة الدفاع الجوي، حيث بلغت 36% من حجم الصفقات، مقابل 19% في عام 2022م.
وشملت 11% من الصادرات الدفاعية أنظمة الرادار والحرب الإلكترونية، 11% الأسلحة النارية ووسائل الإطلاق، 9% الطائرات المأهولة وإلكترونيات الطيران، 8% الذخيرة والأسلحة، 5% المراقبة والإلكترونيات، 5% المركبات والرادار، 4% المعلومات والاستخبارات السيبرانية، 4% الطائرات بدون طيار (مقابل 25% عام 2022م)، و4% تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأنظمة الاتصالات، و2% الأقمار الصناعية والفضائية، و1% المنصات والأنظمة البحرية.
وتم توقيع معظم الصفقات مع دول آسيا والمحيط الهادئ 48%، والدول الأوروبية 35%. وتم توقيع 9% من الصفقات مع دول أمريكا الشمالية، و4% مع دول أمريكا اللاتينية، و1% مع دول إفريقية.
• ومن الصعب أن تجد معلومات حتى شحيحة عن قطاع الصناعة العسكرية الصهيونية على مواقع الإنترنت، وفي هذا الصدد إشارة إلى أن حزب الله عمل على إنشاء قاعدة بيانات دقيقة تحدد مواقع ومقرات ومصانع ومعامل القطاع الصناعي العسكري للكيان الإسرائيلي، يتحدث مراقبون أن من يصل إلى مقرات شركة بوديفات المختصة بتصنيع مكونات جوية أمنية، فهو حتما قادر على الوصول إلى كامل مقدرات الكيان نظرا لما تتمتع به وتحاط به هذه الشركة من كتمان وسرية.
• مشاركة يمنية
في 29 أكتوبر أعلن المتحدث باسم لقوات المسلحة اليمنية أن مسيَّرات يمنية ضربت المنطقة الصناعية للكيان الإسرائيلي في عسقلان جنوب فلسطين المحتلة، وفي ذلك عدة دلالات:
• أن حزب الله في استهدافه مقدرات الصناعة العسكرية الصهيونية لا يعمل وحيدا أو بشكل منفرد، بل هو تشارك المعلومات مع محور المقاومة.
• استهداف القطاع العسكري للكيان الصهيوني بات هدفا يعمل المحور على تحقيقه، تحدثنا آنفا أن الكيان احتل المرتبة الثامنة عالميا في تجارة الأسلحة المتطورة ولديه شركات رائدة عالميا، وبالتالي يجري تحطيمه أيضا في هذا المجال.
• مشاركة اليمن في ضرب القطاع العسكري الصناعي يأتي بعد أن نجح الحصار اليمني في ضرب مفاصل عدة في الاقتصاد الصهيوني بشكل عام.
• من شأن ضرب القدرات التصنيعية للكيان أو التأثير على إنتاجيتها للجيش الصهيوني، زيادة الكلف على الغرب وأمريكا ومزيد من الضغط باتجاه رعاة الحرب على غزة الأساسيين باعتبار إسرائيل أداة للمشروع الانجلو ساكسوني .
هذا العصب الحيوي الذي بقي يعمل في جسد الاقتصاد والحرب الصهيونية إلى جانب الإمدادات الأمريكية والغربية بالسلاح والمعدات، هو يتعرض اليوم للضرب والقطع على يد حزب الله، وبدأت صنعاء في الإسهام بجهد هنا قد يتمظهر خلال الفترة المقبلة، وربما هناك مشاركة عراقية إذا ما كشف لاحقا عن مسميات الأهداف الحيوية التي تواصل ضربها بالتنسيق مع غرفة عمليات محور المقاومة .
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الصناعة العسکریة حزب الله مع دول
إقرأ أيضاً:
الصناعة العُمانية في مهب تحديات المنافسة ونقص المواد الخام
◄ صناعيون لـ"الرؤية": نواجه تحديات كثيرة.. وتكامل الحكومة والقطاع الخاص ينهض بالصناعة
◄ الهنائي: منافسة المُنتجات المستوردة من أكبر التحديات
◄ البرواني: العديد من الصناعات تعاني من نقص المواد الخام
◄ المطالبة بتطوير برامج التدريب التقني والمهني لتتناسب مع احتياجات سوق العمل
◄ الأوضاع الإقليمية والعالمية تؤثر بشكل مباشر على عمليات التصنيع
الرؤية- فيصل السعدي
يُؤكد عدد من الصناعيين أن قطاع الصناعة المحلية في عُمان يُواجه الكثير من التحديات التي تتطلب تعاوناً من قبل القطاع الحكومي والخاص للنهوض به، حتى يكون قادرا على منافسة المنتجات المستوردة التي غالبا ما تكون ضعيفة الجودة ورخيصة الثمن، لافتين إلى ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية لتطوير الصناعة المحلية.
ويقول الشيخ الدكتورهلال بن عبدالله الهنائي رئيس مجلس إدارة جمعية الصناعيين العمانية، إن الصناعة المحلية في سلطنة تُواجه العديد من التحديات مثل المنافسة الخارجية ونقص العمالة الماهرة وضعف البنية الأساسية وصعوبة الوصول إلى التمويل والتغيرات البيئية، مضيفاً أنَّ المنافسة الخارجية تمثل أحد أكبر تحديات الصناعة المحلية، حيث تتعرض المنتجات المحلية لمنافسة قوية من السلع المستوردة، مما يُؤثر على قدرتها على المنافسة من حيث الأسعار والجودة، مشددا على ضرورة تعزيز التعاون بين القاع العام والخاص لتحسين جودة المنتجات المحلية وتقديم حوافز للمستهلكين لشراء المنتجات العُمانية.
ويُوضح الهنائي أنَّ نقص العمالة الماهرة يُعد تحديًا آخر، باعتبار أنَّ الصناعات في حاجة إلى عمالة مدربة ومؤهلة؛ لافتاً إلى أنَّه يمكن التغلب على هذا التحدي من خلال تعزيز برامج التدريب والتأهيل المهني بالتعاون مع المؤسسات التعليمية، وذلك بالتزامن مع الاستثمار في تحسين الطرق والمواصلات والمرافق اللازمة لدعم الأنشطة الصناعية، وتوفير الحوافز والتمويلات للشركات الصغيرة والمتوسطة لتشجيعهم.
ويؤكد رئيس مجلس إدارة جمعية الصناعيين العمانية أن الصناعات المحلية في سلطنة عمان تتأثر بشكل كبير بالتغيرات الاقتصادية العالمية، حيث تعتمد السلطنة بشكل كبير على عائدات النفط، ولذلك فإنَّ أي تقلبات في أسعار النفط تؤثر على الاقتصاد بشكل عام، مما ينعكس على الاستثمارات في القطاع الصناعي، وذلك إلى جانب التغيرات في السياسات التجارية العالمية، مثل الحواجز الجمركية أو الاتفاقيات التجارية، فإنها يمكن أن تؤثر على قدرة المنتجات العمانية على الوصول إلى الأسواق العالمية، بالإضافة إلى التغيرات التكنولوجية العالمية التي تفرض على الصناعات المحلية التكيف مع الابتكارات الجديدة لتحسين الكفاءة والجودة.
ويبين الهنائي أن التكنولوجيا الحديثة أداة قوية لتحسين أداء القطاع الصناعي في سلطنة عمان، إذ إنه من خلال الأتمتة يمكن تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف مما يجعل الصناعات المحلية أكثر تنافسية، كما أنه من تحليل البيانات يمكن أن يساعد الشركات في فهم أدائها وتحسين العمليات الإنتاجية، إلى جانب أن التكنولوجيا النظيفة تعزز الاستدامة من خلال تقليل الأثر البيئي للصناعات، والتجارة الإلكترونية تفتح أسواقًا جديدة وتزيد من الوصول إلى العملاء، مما يعزز من قدرة الشركات المحلية على المنافسة.
ويلفت إلى أن القوانين والتشريعات الحكومية تلعب دورًا حيويًا في نمو القطاع الصناعي، لأن القوانين تسهل إجراءات التسجيل والترخيص وتشجع على إنشاء المزيد من الشركات، كما أن التشريعات التي تحمي المستهلكين تعزز الثقة في المنتجات المحلية، وتعتبر السياسات الضريبية والحوافز المالية عوامل مهمة في جذب الاستثمارات، مطالبًا بأن تكون القوانين مرنة وقابلة للتكيف مع التغيرات في السوق واحتياجات القطاع الصناعي لضمان نمو مستدام داخل القطاعي الصناعي العُماني.
ويتابع قائلاً: "القطاع الصناعي في سلطنة عمان في حاجة إلى جهود مشتركة من الحكومة والقطاع الخاص، لمعالجة التحديات الحالية والاستفادة من الفرص المتاحة، بما في ذلك التكنولوجيا الحديثة والتشريعات المناسبة".
من جانبه، يرى أحمد بن خالد البرواني الرئيس التنفيذي لشركة منى نور للصناعة والتجارة وعضو مجلس إدارة جمعية الصناعيين العمانية، أن العديد من الصناعات والقطاعات التحويلية تعاني من نقص المواد الخام، مما يحد من قدرتها على الإنتاج والتوسع، كما أن المنتجات المستوردة ذات الجودة المتدنية والأسعار المنخفضة تمثل تحديًا كبيرًا، خاصةً مع وجود تشريعات ومواصفات فنية قائمة لكنها غير مفعّلة بشكل كافٍ لضمان الجودة وحماية السوق.
ويضيف: "نحن في حاجة ملحة لتطوير برامج التدريب التقني والمهني لتأهيل الكوادر الوطنية بما يتناسب مع احتياجات القطاع الصناعي، كما أن الأوضاع الجيوسياسية العالمية تؤثر بشكل مباشر على استقرار تكاليف الشحن، مما يزيد من الضغوط على الصناعات المحلية، بالإضافة إلى أن تكاليف الكهرباء تشكل عبئًا كبيرًا على الصناعات التحويلية مما يُقلل من تنافسيتها".
ويشير البرواني إلى القصور في فهم مصطلح القيمة المضافة الحقيقية للمنتج الوطني، بالإضافة إلى عدم استغلال الفرص المتاحة للتعاقد المباشر مع المصانع المحلية، حيث يتم الاعتماد بشكل أكبر على الموردين المحليين أو العالميين في العديد من المشاريع، مبيناً أنَّ الصناعات التحويلية التي تعتمد بشكل كبير على الغاز تواجه تحديًا كبيرًا في تأمين الإمدادات الكافية، حيث يُؤثر ذلك على تكاليف الإنتاج والقدرة على التوسع في المشاريع كثيفة رأس المال، وعلى الرغم من التحسن الملحوظ في خدمات الموانئ العمانية، إلا أن هناك حاجة لتسريع وتيرة تطوير خطوط التصدير لتقليل الوقت والتكلفة مقارنة بموانئ دول الجوار؛ باعتبارها الخطوة مهمة ستساعد على تعزيز القدرة التنافسية وزيادة حجم التصدير إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.
ويؤكد البرواني أن سلطنة عُمان تعمل على مُعالجة تحديات القطاع الصناعي من خلال تعزيز التعاون بين الجهات المعنية، وتسريع وتيرة التطوير في الخدمات اللوجستية، وتشجيع الاستثمار في البنية التحتية الصناعية واللوجستية لتحقيق تطور مستدام وزيادة الصادرات، مبينا: "التغيرات الاقتصادية العالمية تؤثر على القطاع الصناعي في السلطنة بشكل مباشر وغير مباشر، نظراً للارتباط الوثيق بين الاقتصاديات العالمية، حيث أثرت جائحة كوفيد-19 بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي، مما تسببت في اضطرابات كبيرة في سلاسل الإمداد، وارتفاع تكاليف الشحن، مما زاد من التحديات اللوجستية، كما أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت على أسعار النفط والمواد الغذائية مثل الحبوب، وكذلك على قطاع التكنولوجيا مما انعكس على تكاليف الإنتاج والتصدير".
ويذكر الرئيس التنفيذي لشركة منى نور للصناعة والتجارة أن: "تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أثرت بشكل كبير على خطوط الشحن مما أدى إلى ارتفاع تكاليف التأمين على النقل البحري وزيادة تكاليف الشحن بشكل عام، بالإضافة إلى السياسات النقدية العالمية ورفع أسعار الفائدة في الأسواق الأمريكية والأوروبية للسيطرة على التضخم، الأمر الذي انعكس سلبا على ارتفاع تكلفة التمويل للمشاريع الصناعية القائمة والجديدة".
ومن وجهة نظر البرواني، فإنَّ التحديات دائماً ما تحمل في طياتها فرصاً جديدة، حيث أصبح من الضروري تعزيز الاعتماد على التقنيات الحديثة في عمليات الإنتاج، مع التركيز على تقليل تكاليف التشغيل وزيادة الكفاءة التشغيلية، موضحا: "شهدنا تطورا واضحا في الجهود الحكومية لإصدار قرارات وتشريعات تهدف إلى تحقيق التوازن في السوق، وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي، كما أن قانون العمل والتعليم المهني لعب دورا مهما في دعم القطاع الصناعي، إلى جانب تشجيع استخدام المنتج الوطني بما يتماشى مع التزامات السلطنة الدولية والمصلحة العامة، أضف إلى ذلك أن الاتفاقيات الدولية تفتح آفاقاً جديدة للصناعات العمانية، مثلما رأينا في الزيارة السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى تركيا وبلجيكا، والتي ركزت على تعزيز التعاون الاقتصادي وفتح أسواق جديدة للصادرات العمانية".
ويؤكد: "هناك فرص كبيرة لتحسين القطاع ورفع مستوى الصادرات إلى العالمية، ومن وجهة نظري فالسلطنة تسير في الاتجاه الصحيح، ولكننا بحاجة إلى تسريع هذا الحراك، وأدعو جميع المصانع إلى استغلال الفرص المتاحة من البرامج الحكومية الحالية، خاصة تلك التي تهدف إلى رفع مستوى التكنولوجيا والأتمتة، والاستفادة من الزخم المتزايد في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية والابتكار".