جدل في تونس حول تحرك رسمي بشأن المحتوى الرقمي ومخاوف من تقييد الحريات
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
أعلنت وزارة العدل التونسية اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لـ"مواجهة الممارسات المخالفة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تزايد شكاوى المواطنين من انتشار محتويات مسيئة وغير أخلاقية تؤثر على المجتمع وسلوكيات الشباب".
وجاء القرار في بيان رسمي أصدرته النيابة العامة، موضحة أن وزيرة العدل ليلى جفّال طالبت بفتح تحقيقات جزائية بحق "كل من يقوم بإنتاج أو نشر محتويات إلكترونية تمس بالقيم الأخلاقية".
وقد أثار قرار وزارة العدل ردود فعل متباينة بالشارع التونسي، حيث أيد البعض القرار، معتبرين أنه "خطوة ضرورية" لمحاربة المحتوى التافه والمسيء المنتشر على وسائل التواصل. ودعا مؤيدو القرار إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحد من هذه الظواهر التي تؤثر على سلوك الشباب وتسيء للقيم المجتمعية.
وفي المقابل، عبّر آخرون عن مخاوفهم من أن تكون هذه الإجراءات مدخلًا لتقييد حرية التعبير وفرض الرقابة على المحتوى الإلكتروني. وأشاروا إلى أن "السجون" قد لا تكون الحل الأمثل لمعالجة هذه المشكلة، مشددين على أهمية البحث عن حلول تربوية توعوية بديلة.
وقد نشر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي استطلاعات للرأي حول احتمالية إغلاق منصة "تيك توك" في تونس.
وشهدت هذه الاستطلاعات تباينًا بين المؤيدين والمعارضين، إذ اعتبر البعض أن إغلاق بعض المنصات التي تروج للمحتوى غير المفيد قد يعزز بيئة إلكترونية آمنة، بينما رأى آخرون أن الحل يكمن في تنظيم المحتوى لا في حجب المنصات.
وفي تصريح عبر إذاعة "موزاييك" المحلية، أكد القاضي فريد بن جحا (الناطق الرسمي باسم محاكم ولايتي المنستير والمهدية) أن الجريمة الإلكترونية "لا تقتصر على موقع جغرافي، حيث يمكن للنيابة العمومية متابعة الجرائم الإلكترونية التي يرتكبها التونسيون داخل البلاد، من خلال شرطة الإنترنت". وأشار إلى أن النيابة تستدعي المتهمين للتحقيق وتوجه لهم التهم وفقًا للقانون.
وفي هذا الإطار، أفادت "موزاييك" أن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية أوقفت -الاثنين الماضي- 5 من صناع المحتوى على منصتي "تيك توك" و"إنستغرام" بتهم تتعلق بـ"مضايقة الغير عبر شبكات التواصل" إلى جانب اتهامات أخرى تتعلق بمحتويات غير أخلاقية.
وأثارت حادثة نشر طبيبة لفيديو مباشر من داخل غرفة العمليات موجة استياء واسع في البلاد، بعدما قامت ببث لقطات أثناء إجراء عملية تجميلية لإحدى السيدات.
وانتقد نشطاء هذه الحادثة بشدة، معتبرين أنها تعكس "هوسًا مفرطًا" بمشاركة تفاصيل الحياة اليومية على وسائل التواصل، وهو ما يتطلب تدخلًا حاسمًا لوقف هذه "السلوكيات غير المهنية".
وكانت دراسة حديثة أعدتها مؤسسة "ميديا نت" أظهرت أن تونس تحتل المرتبة الرابعة بين الدول الأفريقية الأكثر استخدامًا لوسائل التواصل، حيث يستخدم نحو 68% من السكان هذه المنصات.
وأشارت الدراسة، التي نُشرت في فبراير/شباط 2023، إلى أن عدد مستخدمي "فيسبوك" في تونس زاد بنسبة 14% خلال عام واحد، ليصل إلى 7.7 ملايين مستخدم.
وأظهرت أيضًا أن نحو 10 ملايين شخص في تونس يستخدمون الإنترنت، مما يعادل 79% من السكان، وهو ما يضع تونس في المرتبة الثالثة أفريقيًا والعاشرة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال القارة من حيث نسبة انتشار الإنترنت.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
5 ملايين دولار للبطاقة الذهبية.. جدل على المنصات بشأن مقترح ترامب للهجرة
وبحسب تقارير، فإن ترامب هو الرئيس الأميركي الوحيد الذي سلط الضوء بشكل لافت على حجم الدين العام لبلاده الذي بلغ 35 تريليون دولار.
وكان ترامب قد وعد بتصفية هذه الديون وتغذية الميزانية الأميركية، وليس بإرهاق المواطنين بالضرائب، بل بسدادها من جيوب غير الأميركيين، وخرج بفكرة ثورية قد تجلب أموالاً بشكل مباشر للخزينة الأميركية.
ويقدر مراقبون أن ترامب سيوفر من هذا المشروع مبالغ كفيلة بردم العجز في الميزانية أو تصفير ديون أميركا ويتخم الخزينة بالدولارات.
وأبرزت حلقة (2025/2/26) من برنامج "شبكات" اتفاق معظم المغردين على عدم واقعية المقترح من الناحية العملية، مشككين في القدرة على جذب أعداد كبيرة من المستثمرين بهذا المبلغ الضخم، كما أجمعوا على أن السياسة الأميركية المتقلبة تشكل عائقا أمام جذب المستثمرين، مع ميل واضح لتفضيل استثمار الأموال في البلدان الأصلية للمستثمرين.
وبحسب رأي الناشط حمودة، فهناك شكوك حول جدوى المقترح للأثرياء، وأبدى استغرابه من المبلغ المرتفع للبطاقة الذهبية قائلاً "5 ملايين دولار منشان (من أجل) الجنسية الأميركية؟ أي أنا بمليون دولار بنسى شكل أميركا عالخريطة يا رجل".
سياسة غير مستقرة
وأيدت المغردة نايلة بن ثابت رأي حمودة، وأوضحت "ليست فكرة، من يملك هذا المبلغ يبحث عن بلاد أخرى للاستثمار، سياسة أميركا غير مستقرة ولا ثقة بها، كل ما يمسك رئيس يلغي قرارات الرئيس اللي قبلو بالشماتة، صار كيد ضراير ما عادش دولة".
إعلانومن ناحيته، اقترح المغرد عبد الرحمن دهنيني بديلاً منطقيا للمستثمرين قائلا "من لديه هذا المبلغ يستثمر في بلده ويخدم أبناء بلده وينقذهم من البطالة ويساهم في تطوير بلده".
وعبّر الناشط حي بن يقظان عن شكوكه حول دوافع المقترح الاقتصادية، وتساءل "هل هناك أزمة تلوح في الاقتصاد الأميركي؟؟ عادة لا تلجأ الدول لتسول الاستثمار إلا إذا كان هناك خطر يهدد اقتصادها أو لديها أزمة سيولة".
في حين أعربت الناشطة لمى عبد الرحمن عن قلقها بشأن تأثير المقترح على سياسات الهجرة، وغردت "كأنو الهجرة صارت بس للأغنياء؟؟ إذا الواحد غني ليش ليهاجر؟؟ وما فهمنا شو قصدو؟؟ لغى الغرين كارد؟؟ كثير ناس رح تتأثر".
وكان برنامج الهجرة العشوائية إلى الولايات المتحدة المعروف باسم "قرعة التنوع" أو "اللوتري الأميركي" قد بدأ في أوائل التسعينيات من القرن الماضي بوصفه وسيلة لتعزيز التنوع في الهجرة إلى الولايات المتحدة.
ويهدف البرنامج إلى منح تأشيرات الهجرة لمواطني البلدان التي تمتلك معدلات منخفضة للهجرة إلى أميركا، ويتم اختيار المقبولين عشوائيا من خلال نظام إلكتروني، ويتم منح نحو 50 ألف تأشيرة كل عام للأفراد من دول مختلفة حول العالم ممن يلبون المتطلبات المؤهلة.
26/2/2025