واشنطن بوست في قلب العاصفة.. لماذا ألغى بيزوس دعم الصحيفة لمرشح رئاسي؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
ألقت الانتخابات الأمريكية بظلالها على واحدة من أقدم وأهم الصحف في الولايات المتحدة، واشنطن بوست، التي وجدت نفسها في مواجهة أزمة غير مسبوقة.
وتعود جذور هذه الأزمة إلى قرار مالك الصحيفة، جيف بيزوس، بالتخلي عن تقليد قديم يقضي بتأييد أحد المرشحين الرئاسيين، مما أثار جدلًا واسعًا بين أعضاء مجلس تحرير الصحيفة وقرائها.
ففي ظل ترشيح كامالا هاريس من الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، كان من المعتاد أن تحدد الصحيفة موقفها بالاصطفاف خلف أحدهما، غير أن بيزوس، مؤسس أمازون ومالك واشنطن بوست، قرر كسر هذا التقليد، مثيرًا بذلك تساؤلات حول تأثير مصالحه التجارية على هذا القرار.
فوفقًا لموقع أكسيوس الأمريكي، رفض الصحفي البريطاني روبرت وينيت تولي منصب رئيس التحرير الجديد للصحيفة بسبب مخاوف تتعلق بالممارسات غير الأخلاقية داخل المؤسسة، ما زاد من حالة الاضطراب بين الموظفين.
وأعلنت الصحيفة الأسبوع الماضي أنها لن تؤيد أي مرشح في الانتخابات، مما أثار ردود فعل غاضبة بين القراء، إذ تلقى قسم الاشتراكات طوفانًا من الرسائل التي هددت بإلغاء الاشتراكات، وتفيد تقارير بأن نحو 200 ألف مشترك ألغوا بالفعل اشتراكاتهم بسبب هذا القرار.
وعلى خلفية ذلك، استقال ثلاثة من أعضاء مجلس تحرير الصحيفة، بمن فيهم ديفيد هوفمان، بعد أكثر من 40 عامًا من العمل، معربين عن استيائهم من قرار بيزوس ورفضه لدعم هاريس في الانتخابات، الذي وصفوه بـ "الخطأ الفادح".
ويؤكدون في بيانهم المشترك أن الحياد في هذا الوقت الحرج يمثل خطرًا على ديمقراطية البلاد.
هذا الانقسام الداخلي، الذي أبرزته وسائل الإعلام الأمريكية مثل سي إن إن ونيويورك تايمز، يعكس مدى تعقيد العلاقة بين الإعلام ورأس المال، خاصةً في ظل احتدام المنافسة الانتخابية والتوترات السياسية المتزايدة بين بيزوس وترامب، حيث يعد قرار واشنطن بوست نقطة تحول في تاريخها الطويل.
يبدو أن بيزوس، الذي يملك أيضًا شركة "بلو أوريجين" للفضاء وعقودًا ضخمة مع الحكومة الأمريكية، لم يسلم من تهديدات ترامب المستمرة، مما جعل البعض يرون في موقفه الأخير محاولة لتجنب عواقب محتملة.
وتواصل الصحيفة، رغم الأزمة، سعيها للحفاظ على استقلاليتها الصحفية، حتى ولو كان الثمن هو خسارة جزء من قاعدة قرائها.
بهذا القرار، تظل واشنطن بوست في مواجهة تحديات مالية وضغوط سياسية قد تحدد مستقبلها وتؤثر على مصداقيتها ومكانتها ضمن أكبر الصحف الأمريكية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أزمة غير مسبوقة أكسيوس الأمريكي الاشتراكات الانتخابات الأمريكية الانقسام الداخلي الحزب الجمهوري الحزب الديمقراطي المرشحين الرئاسيين الولايات المتحدة انتخابات الأمريكية دونالد ترامب دعم هاريس ديمقراطية ردود فعل غير مسبوقة قرار واشنطن كامالا هاريس مرشح رئاسي موقع أكسيوس الأمريكي واشنطن بوست
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: ماسك يناشد ترمب إلغاء الرسوم الجمركية الشاملة
في 5 أبريل 2025، خلال ظهور افتراضي في تجمع سياسي بإيطاليا، أعرب إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن دعمه لفكرة إنشاء منطقة تجارة حرة بين الولايات المتحدة وأوروبا، مؤكدًا رغبته في الوصول إلى "وضع بدون تعريفات جمركية" بين المنطقتين.
تأتي تصريحات ماسك في وقت فرضت فيه إدارة ترامب تعريفات جمركية شاملة بنسبة 10% على معظم الواردات، مع فرض تعريفات أعلى على بعض الدول، مما أدى إلى اضطرابات في الأسواق المالية العالمية. في 7 أبريل 2025، دافع مسؤولو الإدارة عن هذه السياسات، مؤكدين أن العديد من الدول تسعى للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن هذه التعريفات، وفقا لصحيفة واشنطن بوست
ترامب يكشف عن محادثات مباشرة مع إيران في هذا التوقيت
المحكمة العليا تسمح لإدارة ترامب باستخدام قانون قديم لترحيل المشتبه بهم
ترامب يُعيد طرح "ريفييرا غزة".. مخطط تهجير جديد يُشعل الغضب العربي
فخ موت مرعب.. ترامب: قطاع غزة من أخطر بقاع العالم
بالإضافة إلى ذلك، انتقد ماسك بيتر نافارو، المستشار التجاري للرئيس ترامب، بسبب دعمه لهذه التعريفات، مما يشير إلى تباين في الآراء داخل الدائرة المقربة من الرئيس.
تسببت هذه التعريفات في تراجع حاد في أسواق الأسهم العالمية، حيث انخفض مؤشر FTSE 100 بأكثر من 4%، وتراجع مؤشرا DAX الألماني وCAC الفرنسي بأكثر من 4%، وهبط مؤشر نيكاي الياباني بنحو 9%. في الولايات المتحدة، دخلت الأسواق في منطقة السوق الهابطة، مع انخفاض مؤشر S&P 500 بحوالي 10% منذ الإعلان عن التعريفات.
في ظل هذه التطورات، يواجه الرئيس ترامب ضغوطًا متزايدة من بعض الجمهوريين والديمقراطيين لإعادة النظر في سياسات التعريفات الجمركية، وسط مخاوف من تأثيرها السلبي على الاقتصاد الأمريكي والعالمي.