مطبخ مايرنو الخيري بسنار.. نقطة ضوء في عتمة الحرب
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
يبذل المتطوعون في مطبخ مايرنو الخيري بولاية سنار جهودًا جبارة في توفير الوجبات للنازحين في دور الإيواء ولأهالي الولاية المتضررين من الحرب الدائرة في البلاد.
سنار: التغيير
بدأ مطبخ مايرنو الخيري نشاطه بعد دخول قوات الدعم السريع إلى مدينة ود مدني وسط السودان، حيث تم استقبال النازحين من ولاية الجزيرة وإيواؤهم في المدارس.
ومع الوقت، تطورت الخدمات المقدمة لتشمل الصحة، والدعم النفسي، وتوفير التعليم للأطفال، إلى جانب تقديم وجبتي الإفطار والغداء.
في البداية، اعتمد تمويل المطبخ على الخيرين من أبناء المدينة، لكن بعد دخول الدعم السريع إلى منطقة سنجة، ازداد عدد النازحين القادمين من مناطق شرق سنار.
واجه المطبخ حينها صعوبات نتيجة الحصار المفروض على الولاية، حيث أصبحت منطقة مايرنو معزولة، إضافة إلى تأثير فصل الخريف على وصول المواد الغذائية إلى المدينة.
وتدخل المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين لتقديم مساعدات قيمة أسهمت في تطوير مطبخ مايرنو ودعم سكان المنطقة في ظل غلاء المعيشة. وتحول المتطوعون في المطبخ لدور آخر تمثل في إجلاء المرضى وكبار السن إلى المناطق الآمنة، بالإضافة إلى دعم مستشفى مايرنو. كما تلقى المطبخ دعمًا مقدرًا من مجموعة “لبيك يا وطني” بأستراليا.
وعمل المطبخ في ظروف صعبة تمثلت في انقطاع الكهرباء المتكرر في البداية، ثم انقطاع التيار الكهربائي نهائيًا لشهرين أو ثلاثة أشهر، إضافة إلى انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت والمياه.
مضايقات أمنية مطبخ مايرنو الخيريعانى المتطوعون والمتطوعات من مضايقات من الأجهزة الأمنية في الولاية، حيث تم اعتقال بعض الشباب العاملين، مما اضطر الكثير من المتطوعين إلى ترك العمل الطوعي بالمطبخ ومغادرة المنطقة بسبب التضييق الأمني.
ويُستجوب المعتقلون من مطبخ مايرنو حول مصادر التمويل وجهات الدعم.
كما يشكو الناشطون في المطبخ الخيري من الإجراءات البيروقراطية لمفوضية العون الإنساني، التي تضع شروطًا قاسية لعمل غرف الطوارئ.
ووفقًا لشهادات متطوعين في مايرنو، تتشدد المفوضية في معرفة مصادر التمويل وتطالب بتسجيل وحصر المتطوعين ومتلقي الخدمة في دور الإيواء، مع منع تسجيل أي نازح إلا بموافقة المفوضية، وهو ما يعتبره المتطوعون غير منطقي في ظل الظروف الطارئة للأسر النازحة.
وتشترط المفوضية أن تُنفذ كل البرامج والنشاطات عبرها، مما يفرض قيودًا على المتطوعين ويعرقل خدماتهم.
وبعد دخول قوات الدعم السريع إلى مدينة سنجة، واجه المطبخ صعوبات في التمويل، بالإضافة إلى غلاء المعيشة وصعوبة وصول المواد من ولاية القضارف، وندرة السيولة النقدية.
وساهم مطبخ مايرنو الخيري بصورة كبيرة في التصدي للأمراض والأوبئة مثل الكوليرا، الملاريا، وحمى الضنك، مع توفير المستلزمات الطبية وإطلاق حملات لتعقيم المنطقة ودور الإيواء عبر الرش والتنظيف.
مجهود جباريقول صهيب عبد الحميد، وهو متطوع في المطبخ، لـ (التغيير): “أكثر المناظر إيلامًا هي صفوف الأطفال الذين يصطفون للحصول على وجبات الطعام، ويبدو عليهم تدهور صحتهم ونقص المناعة”.
صهيب عبد الحميدويضيف صهيب، المعروف بالرومي: “بذل المتطوعون جهودًا كبيرة في الإعلام ومناشدة الخيرين للتبرعات، وحققوا إنجازات عظيمة في المنطقة، وهو ما يفسر ترشيح المطابخ الخيرية، وهي جزء من غرف الطوارئ، لجائزة نوبل للسلام”.
ويتابع صهيب: “عمل المطبخ أيضًا على التأهيل النفسي للأطفال وضحايا الاغتصابات والانتهاكات”.
الوسومآثار الحرب في السودان الوضع الإنساني في السودان حرب الجيش والدعم السريع مايرنو ولاية سنارالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الوضع الإنساني في السودان حرب الجيش والدعم السريع مايرنو ولاية سنار الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مصدر مصري لـ “المحقق”: تصريحات دقلو الأخيرة دليل على سوء الموقف العسكري والقادم أسوأ لقواته
مصدر مصري لـ “المحقق”: تصريحات دقلو الأخيرة دليل على سوء الموقف العسكري والقادم أسوأ لقواته..
القاهرة – المحقق- صباح موسى
علق مصدر مصري مطلع على تصريحات قائد ثان مليشيا الدعم السريع عبد الرحيم دقلو الأخيرة، متوقعا مزيداً من الخسائر والانتكاسات العسكرية للدعم السريع، قائلاً إن هذه الخسائر سيتبعها تصريحات أخرى ليس لها أي مصداقية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وقال المصدر المصري في تصريحات خاصة لموقع “المحقق” الإخباري إن القوات المسلحة السودانية سوف تواصل انتصاراتها وانتشارها بالبلاد، معتبراً أن تصريح قائد ثان الدعم السريع بأنه كان يجب عليهم في بداية الحرب الزحف نحو الولاية الشمالية بدلاً من الخرطوم، يدل على عدم تقدير للموقف، وأنه يحمل اعترافا صريحاً بأن الدعم السريع هو الذي بدأ الحرب، وإنه المسؤول عن كل ماحدث بالسودان من خسائر ومآسي بشرية وقتل وتشريد عشرات الآلاف ونزوح ولجوء الملايين من الشعب السوداني، مشدداً على أن الدعم السريع يتحمل المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية عن هذه الحرب، وأن الهجوم على الشمالية الآن انتحار عسكري وسياسي، ولفت إلى إن ذلك يرجع لعدم وجود خطوط إمداد من المناطق المحيطة بالشمالية، كما أن مثل هذه التهديدات لا يمكن تنفيذها جغرافياً واستراتيجياً، فالجيش السوداني يسيطر على الولايات التي تحيط بالشمالية، فكيف يمكن للدعم السريع التسلل في مثل هذه الظروف.
واعتبر المصدر المصري أن تصريحات قادة مليشيا الدعم السريع الأخيرة نوع من حفظ ماء الوجه، بعد سلسلة الهزائم المتتالية في الشهور الأخيرة، وقال إن آخر هزيمة للدعم السريع كانت تحرير قلب العاصمة الخرطوم، والذي جاء بعد يومين فقط من حديث قائد الدعم السريع “حميدتي” بأن الجيش لن يستطيع تحرير القصر الجمهوري، مضيفاً أن الدعم السريع دائما مايلجأ لتبرير الهزيمة مثلما فعل بعد تحرير منطقة جبل موية الاستراتيجية واتهامه للطيران المصري وقتها، مؤكداً أن ذلك كله أكاذيب تلجأ إليها المليشيا للتغطية على هزائمها، ورأى أن المرحلة القادمة في السودان حاسمة، وستكون كلمة السر فيها “دارفور”، وقال لو تمكن الجيش من السيطرة على دارفور ستكون الحرب قد انتهت تماما بخسارة كاملة للدعم السريع.
وبحسب المصدر المصري فإنه كان يجب على الدعم السريع الاستجابة لكل محاولات التسوية منذ البداية، مشددا على أنه ليس بالإمكان الآن وجود مستقبل للدعم السريع بالسودان، وقال إن الشعب السوداني لن يقبل بذلك، وإن الدول المهتمة بالسودان والمنظمات الإقليمية والدولية وصلت إلى هذه القناعة أيضا، وتابع أن هناك إدانات صريحة وواضحة الآن لمليشيا لدعم السريع على كل ما ارتكبته من ممارسات ومآسي للمدنيين، لافتا إلى أن الهزائم المتتالية للدعم السريع أدت إلى تغيير موازيين القوى في الحرب، وإلى أنها أدت إلى محاصرتها في جنوب وغرب السودان.
وأكد المصدر المصري أن تصريحات دقلو الأخيرة هي محاولة للإساءة لمصر لمواقفها الواضحة والمؤيدة للمؤسسات السودانية وعلى رأسها القوات المسلحة منذ بداية الصراع العسكري وقبله، وقال المصدر إن مصر أكبر من الرد على مثل هذه المهاترات، وأضاف: “أما زعم دقلو بأنه كان هناك اتصالات مع قيادات في الأجهزة الأمنية المصرية فهو كذب، ولا يوجد تصور أساساً لحدوث مثل هذه الاتصالات، مؤكداً أن مثل هذه التصريحات دليل على سوء الموقف العسكري للدعم السريع، وأن القادم لها أسوأ في الحرب، وقال إنه لا توجد فرصة لعودة الدفة مرة أخرى للدعم السريع، وإنها مجرد محاولات للتغطية على الهزائم والخسائر الكبيرة ورفع الروح المعنوية لقواتها، لافتا إلى أنها تصريحات للاستهلاك المحلي ولفت الأنظار بعد أن فقدت المصداقية لدى الرأي العام المحلي والدولي، معتبراً أن كل ذلك لا يغير حقيقة أن مصر تقف مع المؤسسات السودانية وعلى رأسها القوات المسلحة، موضحا أن مصر ترى العامل المشترك في سقوط عدد من الدول بالمنطقة في وجود مليشيات بها.
القاهرة – المحقق- صباح موسى
إنضم لقناة النيلين على واتساب