يبذل المتطوعون في مطبخ مايرنو الخيري بولاية سنار جهودًا جبارة في توفير الوجبات للنازحين في دور الإيواء ولأهالي الولاية المتضررين من الحرب الدائرة في البلاد.

سنار: التغيير

بدأ مطبخ مايرنو الخيري نشاطه بعد دخول قوات الدعم السريع إلى مدينة ود مدني وسط السودان، حيث تم استقبال النازحين من ولاية الجزيرة وإيواؤهم في المدارس.

ومع الوقت، تطورت الخدمات المقدمة لتشمل الصحة، والدعم النفسي، وتوفير التعليم للأطفال، إلى جانب تقديم وجبتي الإفطار والغداء.

في البداية، اعتمد تمويل المطبخ على الخيرين من أبناء المدينة، لكن بعد دخول الدعم السريع إلى منطقة سنجة، ازداد عدد النازحين القادمين من مناطق شرق سنار.

واجه المطبخ حينها صعوبات نتيجة الحصار المفروض على الولاية، حيث أصبحت منطقة مايرنو معزولة، إضافة إلى تأثير فصل الخريف على وصول المواد الغذائية إلى المدينة.

وتدخل المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين لتقديم مساعدات قيمة أسهمت في تطوير مطبخ مايرنو ودعم سكان المنطقة في ظل غلاء المعيشة. وتحول المتطوعون في المطبخ لدور آخر تمثل في إجلاء المرضى وكبار السن إلى المناطق الآمنة، بالإضافة إلى دعم مستشفى مايرنو. كما تلقى المطبخ دعمًا مقدرًا من مجموعة “لبيك يا وطني” بأستراليا.

وعمل المطبخ في ظروف صعبة تمثلت في انقطاع الكهرباء المتكرر في البداية، ثم انقطاع التيار الكهربائي نهائيًا لشهرين أو ثلاثة أشهر، إضافة إلى انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت والمياه.

مضايقات أمنية مطبخ مايرنو الخيري

عانى المتطوعون والمتطوعات من مضايقات من الأجهزة الأمنية في الولاية، حيث تم اعتقال بعض الشباب العاملين، مما اضطر الكثير من المتطوعين إلى ترك العمل الطوعي بالمطبخ ومغادرة المنطقة بسبب التضييق الأمني.

ويُستجوب المعتقلون من مطبخ مايرنو حول مصادر التمويل وجهات الدعم.

كما يشكو الناشطون في المطبخ الخيري من الإجراءات البيروقراطية لمفوضية العون الإنساني، التي تضع شروطًا قاسية لعمل غرف الطوارئ.

ووفقًا لشهادات متطوعين في مايرنو، تتشدد المفوضية في معرفة مصادر التمويل وتطالب بتسجيل وحصر المتطوعين ومتلقي الخدمة في دور الإيواء، مع منع تسجيل أي نازح إلا بموافقة المفوضية، وهو ما يعتبره المتطوعون غير منطقي في ظل الظروف الطارئة للأسر النازحة.

وتشترط المفوضية أن تُنفذ كل البرامج والنشاطات عبرها، مما يفرض قيودًا على المتطوعين ويعرقل خدماتهم.

وبعد دخول قوات الدعم السريع إلى مدينة سنجة، واجه المطبخ صعوبات في التمويل، بالإضافة إلى غلاء المعيشة وصعوبة وصول المواد من ولاية القضارف، وندرة السيولة النقدية.

وساهم مطبخ مايرنو الخيري بصورة كبيرة في التصدي للأمراض والأوبئة مثل الكوليرا، الملاريا، وحمى الضنك، مع توفير المستلزمات الطبية وإطلاق حملات لتعقيم المنطقة ودور الإيواء عبر الرش والتنظيف.

مجهود جبار

يقول صهيب عبد الحميد، وهو متطوع في المطبخ، لـ (التغيير): “أكثر المناظر إيلامًا هي صفوف الأطفال الذين يصطفون للحصول على وجبات الطعام، ويبدو عليهم تدهور صحتهم ونقص المناعة”.

صهيب عبد الحميد

ويضيف صهيب، المعروف بالرومي: “بذل المتطوعون جهودًا كبيرة في الإعلام ومناشدة الخيرين للتبرعات، وحققوا إنجازات عظيمة في المنطقة، وهو ما يفسر ترشيح المطابخ الخيرية، وهي جزء من غرف الطوارئ، لجائزة نوبل للسلام”.

ويتابع صهيب: “عمل المطبخ أيضًا على التأهيل النفسي للأطفال وضحايا الاغتصابات والانتهاكات”.

الوسومآثار الحرب في السودان الوضع الإنساني في السودان حرب الجيش والدعم السريع مايرنو ولاية سنار

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الوضع الإنساني في السودان حرب الجيش والدعم السريع مايرنو ولاية سنار الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

«الشؤون التنموية» بديوان الرئاسة يناقش مستقبل العمل الخيري

أبوظبي: «الخليج»
عقد مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء بديوان الرئاسة جلسة نقاشية وطاولة مستديرة عن مستقبل العمل الخيري، ضمن خطة الدورة الرابعة من قمة «إنفستوبيا 2025» المقامة برعاية سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، تحت شعار «تسخير قوة الاستثمارات الضخمة»، وبمشاركة الجهات ذات العلاقة لتعظيم الأثر المجتمعي في تنمية المجتمعات وإحداث التغيير الإيجابي في حياة ملايين الناس في العالم.
تأتي مشاركة المكتب بالتعاون مع قمة «إنفستوبيا»لإبراز الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المختلفة لرأس المال الخيري، حيث أضاءت جلسة «رأس المال من أجل الخير.. مستقبل العمل الخيري» على أهمية تعزيز المانحين للأعمال الخيرية المتنوعة عن طريق الأفراد والمنظمات والمؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، والعمل معاً لتحديد الاستراتيجيات الأمثل لإشراك مختلف الشرائح والفئات لإثراء مجالات العمل الخيري القائمة على الابتكار ووضع الحلول العالمية المناسبة للتحديات الدولية الماثلة على المديين القصير والبعيد.
شارك في الجلسة بدر جعفر، المبعوث الخاص لدولة الإمارات لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية، والبارونة أريان دي روتشيلد، الرئيسة التنفيذية لمجموعة «إدموند دي روتشيلد» بسويسرا، وتسيتسي ماسييوا، رئيسة مؤسسة «هاير لايف» ومؤسسة «دلتا» الخيرية بالمملكة المتحدة، والدكتور ألفونسو غارسيا مورا، نائب الرئيس الإقليمي لأوروبا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وخلال الجلسة أكد بدر جعفر، أن العمل الخيري يدخل مرحلة جديدة تتّسم بالابتكار المبني على رأس المالي الخيري لإحداث التأثيرات المرجوة في حياة الناس، ولذا برزت دولة الإمارات مركزاً عالمياً للعمل الخيري يدمج مختلف القطاعات ويسخّر التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي وإمكانات المنصات الرقمية لزيادة التفاعل مع البرامج والمبادرات وحشد الجهود في المجالات الخيرية المتعددة بتحفيز رأس المال الخيري والانتقال من التبرعات التقليدية إلى المساهمات المستدامة.
وركزت الطاولة المستديرة على مستقبل الاستثمار الخيري المؤثر عبر تسخير الطرق الحديثة والمبتكرة لتعظيم الآثار الإيجابية في مسيرة التقدم الاجتماعي لمختلف المجتمعات والشعوب، بحيث توظّف البيانات اللازمة ونماذج الأعمال الرائدة، لضمان استدامة التمويل الخيري المشترك بين القطاعين العام والخاص، لتحفيز سرعة تنفيذ المشروعات والمبادرات والبرامج الإنسانية والخيرية والتنموية بما يتماشى مع الأولويات العالمية في المجالات المُلحّة التي تتسق مع الأهداف الدولية للتنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • ايهود باراك يتهم نتنياهو ببيع الأكاذيب للأمريكان
  • ستسيطر على دول في ناتو..قطع الدعم الأمريكي لأوكرانيا يقلب الموازين لصالح روسيا
  • في بيان رسمي.. مصر تعلن رفضها لحكومة سودانية موازية
  • العودة إلى نقطة الصفر!
  • افتتاح مطبخين خيريين في أمانة العاصمة
  • «الشؤون التنموية» بديوان الرئاسة يناقش مستقبل العمل الخيري
  • إعلام إسرائيلي: الجيش مستعد لاستئناف القتال في غزة وفق خطط جديدة
  • لتلطيف الأجواء.. زيلينسكي: المساعدات الأمريكية كانت حاسمة لصمود أوكرانيا
  • محللان: المنطقة في مرحلة عض الأصابع ونتنياهو يناور بتهديد العودة للحرب
  • ميثاق نيروبي: ليكن لبنة في بناء الوحدة، لا بوابة للانفصال