لطالما كانت العلاقة بين وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وحكومات الاحتلال الإسرائيلي متوترة، إلا أنها شهدت تدهورًا ملحوظًا منذ بدء الحرب على قطاع غزة، حيث تصاعدت الجهود الإسرائيلية لإنهاء عمل الوكالة بشكل كامل.

منذ اليوم الأول للاعتداء الإسرائيلي على القطاع بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت حكومة الاحتلال في استهداف "أونروا"، ساعيةً إلى إنهاء وجودها من خلال منعها من ممارسة مهامها وعرقلة عملياتها.



The vote by the Israeli Parliament against @UNRWA is unprecedented. It opposes the @UN Charter and violates the State of Israel’s obligations under international law.

Failing to push back against these bills will weaken our common multilateral mechanism.

This should be a… https://t.co/kx5JJOVEGe — UNRWA (@UNRWA) October 28, 2024
وقد تجسدت هذه المساعي في استبدال أنشطتها بمؤسسات دولية وأممية أخرى، بالإضافة إلى إصدار تشريع جديد يحظر عملها ومصادرة مقرها الرئيسي في القدس المحتلة.

ويهدف القانون الجديد إلى حظر أي نشاط لوكالة "أونروا" داخل أراضي دولة الاحتلال، وينص على عدم السماح للوكالة بتشغيل أي مكاتب تمثيلية أو تقديم أي خدمات أو القيام بأي أنشطة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

 كما تمت المصادقة على قانون ثانٍ يقضي بإغلاق "أونروا"، مما يمنع أي ممثل للحكومة الإسرائيلية من إجراء اتصالات مع الوكالة أو إصدار تأشيرات دخول لموظفيها. ويتضمن القانون أيضًا إلغاء الإعفاءات الضريبية التي تتمتع بها "أونروا" وحظر تعامل الجمارك معها.

“The entire humanitarian system here relies every minute of every day on @UNRWA to deliver services to 2 million people living in the worst possible conditions”
Sam Rose tells @CNN about the potentially devastating effects of ban on UNRWA passed by the Israeli parliament,… pic.twitter.com/bIlZmFsQcC — UNRWA (@UNRWA) October 29, 2024
ووصفت المتحدثة باسم وكالة أونروا، جولييت توما، أمس الاثنين، قرار الاحتلال بتفكيك الوكالة بأنه "أمر مشين"، مشيرة إلى أن الوكالة هي أكبر مستجيب للعملية الإنسانية في غزة.

وأوضحت أن تنفيذ هذا القرار سيشكل كارثة، وسيلحق ضرراً كبيراً بالعملية الإنسانية في غزة وأجزاء من الضفة الغربية، حيث تعتبر الوكالة المزود الرئيسي للمأوى والغذاء والرعاية الصحية الأولية.



وفي السياق نفسه، أكدت مديرة المنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، الثلاثاء، أن المنظمة تسعى لتكثيف دعمها للمحتاجين في أوقات الأزمات بعد قرار حظر عمل أونروا. لكنها أوضحت أنه لا يمكن للمنظمة أن تحل محل أونروا في غزة، مشددة على عدم رغبتها في ترك انطباع خاطئ بأن المنظمة قادرة على أداء هذا الدور.

كما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" الثلاثاء أنها غير قادرة على توزيع الإمدادات المنقذة للحياة بدون وكالة أونروا، معتبرة أن هذا القرار يمثل وسيلة جديدة "لقتل الأطفال".

في وجه الدبابة
تشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من العقبات التي تعيق وصول المساعدات إلى قطاع غزة وتوزيعها، نتيجة القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال. وفي بداية العدوان، تم إقصاء أونروا من العمل في مناطق شمال القطاع، حيث تعامل الاحتلال مع مراكز الإيواء التابعة لها بشكل عدائي، فقصف معظمها فوق رؤوس النازحين، وحوّل بعض المراكز إلى ثكنات عسكرية خلال العمليات البرية، كما حدث مؤخرًا في مخيم جباليا.
UNRWA is the largest primary healthcare provider in #Gaza, contributing to over half the health services provided to people. 85 medical points and 9 out of 26 @UNRWA health centres are still operational.

Health workers & facilities must be protected at all times #ActforHumanity pic.twitter.com/e8FrVhZL6L — UNRWA (@UNRWA) August 19, 2024
وواجه العاملون في الوكالة استهدافًا مباشرًا من قوات الاحتلال أثناء أداء واجبهم أو خلال تواجدهم مع عائلاتهم، مما أدى إلى استشهاد 231 موظفًا على الأقل وإصابة المئات، على الرغم من النداءات المتكررة للوكالة لحماية موظفيها ومراكزها باعتبارها تابعة للأمم المتحدة.

وفي الأيام الأولى للحرب على غزة، حرض مسؤولو الاحتلال ضد الوكالة، متهمين عددًا من العاملين فيها بالمشاركة في "طوفان الأقصى". لكن الوكالة فتحت تحقيقًا أثبت كذب الرواية الإسرائيلية، مما أعاد جميع الدول التي كانت قد علقت تمويلها دعمها للوكالة الأممية، باستثناء الولايات المتحدة الأميركية.

5.9 مليون لاجئ مستفيد
وأشارت القائمة بأعمال مدير مكتب إعلام أونروا في غزة، إيناس حمدان، إلى أن الوكالة تُعتبر أكبر منظمة تقدم الدعم والخدمات الأساسية، حيث تستهدف نحو 5.9 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس. وأوضحت أن هذه الخدمات تشمل التعليم، والرعاية الصحية الأولية، والمساعدات الغذائية والإغاثية، بالإضافة إلى خدمات صحة البيئة والدعم النفسي والتدخلات الاجتماعية.

ومنذ أكثر من عشر سنوات، تعاني الوكالة من نقص حاد في التمويل، حيث تقوم كل عام بترحيل العجز إلى العام التالي، على الرغم من توجيه مسؤوليها نداءات متكررة لدعم برامجها وعملياتها الاستجابة الطارئة لاحتياجات اللاجئين الفلسطينيين.

The destruction in #Gaza is indescribable. More than half of all buildings have been destroyed, according to @UNOSAT.

Clearing the rubble will take years. Healing from the psychological trauma of this war will take even longer.

This suffering must come to an end. #CeasefireNow pic.twitter.com/cRQoYo8ZZQ — UNRWA (@UNRWA) June 10, 2024
إسقاط حق العودة
تحظى أونروا بأهمية بالغة بالنسبة للفلسطينيين بشكل عام وسكان قطاع غزة بشكل خاص، نظرًا للخدمات التي تقدمها في مجالات الصحة والتعليم والبيئة.

كما تمثل الوكالة شهادة على حق العودة الذي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لإسقاطه منذ نحو ثمانية عقود.

وفي 16 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اتهم المفوض العام لوكالة أونروا، فيليب لازاريني، الاحتلال الإسرائيلي بشكل صريح، قائلاً إن "تفكيك أونروا أصبح هدفًا من أهداف الحرب".

وخلال مؤتمر صحافي في برلين، أشار إلى أن "تحقيقًا أُجري مع 19 موظفًا حول علاقتهم بحركة حماس، وأظهرت النتائج أن الأدلة غير كافية وغير موثقة". وأوضح أن "أكثر من 200 من موظفينا قُتلوا في قطاع غزة، وتعرضت بنيتنا التحتية لأضرار كبيرة، ورغم لجأ العديد من الأشخاص إلى مرافقنا طلبًا للحماية، إلا أنهم لم يحصلوا عليها".

وأكد لازاريني أنه "إذا تم التخلص من الوكالة فسيؤدي ذلك إلى إضعاف الأدوات المتاحة للنظام العالمي بشكل أكبر. وكالات أممية أخرى، مثل قوة (يونيفيل) في لبنان، استُهدفت مثلنا. هناك مشاعر متزايدة بأن القانون الدولي يُطبق بشكل انتقائي مع ما يحدث في قطاع غزة".


وأضاف "دُمّرت ما بين 60 إلى 70% من البنية التحتية في القطاع، والوضع مروع بالنسبة لعاملينا في الإغاثة، حيث أن حجم الدمار غير مسبوق. يعيش معظم سكان غزة في منطقة مكتظة لا تتجاوز 10% من مساحة القطاع".

ما هي الأونروا؟
تأسست وكالة "أونروا" عقب النكبة الفلسطينية عام 1948 بموجب القرار رقم 302 الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 كانون الأول/ ديسمبر 1949، بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة. بدأت الوكالة عملياتها في الأول من أيار/ مايو عام 1950، وقد جددت الجمعية العامة ولايتها بشكل متكرر، حيث يمتد آخر قرار تمديد لعملها حتى 30 حزيران/ يونيو 2026.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية اللاجئين الفلسطينيين أونروا غزة حق العودة فلسطين غزة أونروا حق العودة لاجئ المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

“تقرير أممي”: الحصار الإسرائيلي الكامل على غزة دمر حياة 2.2 مليون فلسطيني

#سواليف

قالت “مفوضية #الأمم_المتحدة السامية لحقوق الإنسان”، إن الوضع في #الأراضي_الفلسطينية المحتلة يشهد تدهورًا خطيرًا في #حقوق_الإنسان و #الوضع_الإنساني، لا سيما في قطاع #غزة، على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية.

وأوضحت المفوضية، في تقرير صدر اليوم الجمعة، تحت عنوان ” #تدهور حقوق الإنسان والوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، تلقته “قدس برس”، أن الأعمال العدائية في غزة، إلى جانب القيود الصارمة المفروضة على المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الحصار الكامل، دمرت حياة 2.2 مليون فلسطيني، وتسببت في تدمير شبه كامل للبنى التحتية الأساسية التي يعتمد عليها المدنيون للبقاء.

وأشارت المفوضية، إلى أن الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين تسارعت منذ انهيار وقف إطلاق النار، لا سيما خلال الأسبوع الماضي، ما أدى إلى سقوط عدد لا يُحصى من المدنيين، وزاد من خطر انهيار ما تبقى من البنية التحتية.

مقالات ذات صلة  64% نسبة الاقتراع في انتخابات الصحفيين حتى الرابعة عصرا / فيديو وصور 2025/04/25

وأضاف التقرير، أن الظروف المزرية للمدنيين تفاقمت بفعل أوامر التهجير والحصار الإسرائيلي المتجدد، الذي أوقف تدفق المساعدات المنقذة للحياة إلى المدنيين الذين يزداد يأسهم.

وأكدت المفوضية، أن البنية التحتية المتبقية في غزة تنهار تحت وطأة الظروف المفروضة من قبل “إسرائيل”، مشيرة إلى أن #الحصار_الشامل، الذي يمنع دخول الغذاء والوقود، دخل أسبوعه الثامن.

وبيّن التقرير، أن المخابز توقفت عن العمل بسبب نقص الدقيق ووقود الطهي، وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل حاد، فيما تواصل الهجمات الإسرائيلية على البحر تدمير قطاع الصيد في غزة.

وحذرت المفوضية، من أن توقف المساعدات الغذائية أدى إلى نضوب المخزون المتبقي بسرعة، مما يزيد من خطر المجاعة، خصوصًا بين الفئات الضعيفة والأطفال.

ولفتت المفوضية، إلى أن ندرة الغذاء وسلع أساسية أخرى تؤدي إلى تفاقم الاضطرابات الاجتماعية، في ظل تفكيك منهجي لأجهزة إنفاذ القانون والعدالة نتيجة الهجمات الإسرائيلية واستهداف المسؤولين المدنيين.

وذكر التقرير، أن الجيش الإسرائيلي استهدف بشكل متعمد ومنسق، بين 21 و22 أبريل/نيسان، ثلاث محافظات في غزة، ودمر 36 آلية ثقيلة تُستخدم في الإغاثة، ما سيُعيق جهود الإنقاذ وإزالة الأنقاض وتوفير مياه الشرب وصيانة الصرف الصحي، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض.

وأكدت المفوضية، أن استهداف الأهداف المدنية غير المستخدمة عسكريًا ولا تحقق ميزة عسكرية مباشرة يعد جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي.

وسجل مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في الفترة من 18 مارس إلى 22 أبريل، 229 هجومًا على مبانٍ سكنية و91 هجومًا على خيام للنازحين داخليًا في غزة، أسفرت معظمها عن وفيات بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بما في ذلك 36 هجومًا على خيام نازحين في منطقة المواصي التي طالبت إسرائيل السكان بالانتقال إليها.

وأكد التقرير، أن الهجمات الإسرائيلية تنتهك مبادئ التمييز والتناسب واتخاذ الاحتياطات المنصوص عليها في القانون الإنساني الدولي، مضيفًا أن “إسرائيل” لم تظهر أي تغيير في سياستها رغم الخسائر المدنية الجسيمة على مدى 18 شهرًا، ما يعكس استخفافًا واضحًا بأرواح المدنيين في غزة.

وشددت المفوضية، على أن سياسات “إسرائيل”، بما في ذلك منع المساعدات، ترقى إلى معاقبة جماعية للسكان المدنيين، وفرض ظروف معيشية لا تتماشى مع استمرار وجودهم كمجموعة سكانية.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.

وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • الأمم المتحدة: العدوان على غزة دمر حياة 2.2 مليون فلسطيني
  • “أونروا”: نزوح نصف مليون شخص في غزة الشهر الماضي
  • “تقرير أممي”: الحصار الإسرائيلي الكامل على غزة دمر حياة 2.2 مليون فلسطيني
  • صورة: استشهاد طفل فلسطيني برصاص الاحتلال شرق نابلس
  • الأونروا: نصف مليون نازح جديد في غزة خلال شهر
  • إعلام إسرائيلي: الهجوم على معسكر صوفا عرقل وصول القوات إلى نير إسحاق
  • “الأونروا”: نصف مليون نازح جديد في غزة خلال شهر والمساحة المتبقية للفلسطينيين غير آمنة
  • “أونروا”: نفاد إمدادات الدقيق في قطاع غزة
  • أونروا تكشف عن أزمة إنسانية مروعة في غزة