أوسلو-سانا

تسببت الفيضانات التي شهدتها النرويج بانهيار جزء من جسر للسكك الحديدية فوق نهر لاغن بين مدينتي أيدسفول وتروندهايم جنوب البلاد، دون سقوط ضحايا.

ونقلت وكالة فرانس برس عن الشرطة المحلية قولها: إن الجسر كان مغلقاً أمام حركة القطارات منذ أسبوع بسبب الفيضانات الناجمة عن عاصفة، حيث انهار الجسر في وسطه بعد سقوط عمود إثر ارتفاع منسوب مياه النهر في الأيام الأخيرة، مؤكدةً عدم وقوع ضحايا.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

سيناريوهات انهيار الهدنة

 

 

 

سالم بن حمد الحجري

 

مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس في يناير 2025، بدَا أن الأمل في تهدئة مؤقتة للصراع في غزة قد يتحقق، لكن الخوف من انهيار هذا الاتفاق، خاصة في ظل احتمال تراجع رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو عن الالتزام به أو عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية، يثير تساؤلات عميقة حول السيناريوهات السياسية والأمنية المحتملة. هذا المقال يستعرض هذه السيناريوهات، مع التركيز على التداعيات المحلية والإقليمية والدولية في حال فشل الهدنة.

الاتفاق الحالي، الذي يمتد لـ42 يومًا في مرحلته الأولى، يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، وتبادل أسرى ورهائن، وتدفق مساعدات إنسانية إلى غزة، أما المرحلة الثانية -التي تتطلب مفاوضات إضافية- فتهدف إلى تعزيز التهدئة وربما تمهيد الطريق لوقف دائم للحرب، لكن نتنياهو، تحت ضغط ائتلافه اليميني المتشدد، أظهر ترددًا في الانتقال إلى هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحتفظ بحق العودة إلى القتال إذا لم تتحقق أهدافها الأمنية، هذا الموقف يضع الهدنة في موقف هش، حيث يمكن أن يؤدي أي خرق -حقيقي أو مُفتعل- إلى انهيارها.

السيناريو الأول: استئناف الحرب في غزة

إذا تراجع نتنياهو عن الهدنة ورفض الانتقال إلى المرحلة الثانية، فإن النتيجة الأكثر ترجيحًا هي استئناف العمليات العسكرية في غزة، قد يبرر ذلك بانتهاكات مزعومة من حماس أو بضرورة "استكمال تدمير القدرات العسكرية" للحركة، هذا السيناريو سيؤدي إلى:

تداعيات إنسانية كارثية: استئناف القصف سيفاقم الوضع الكارثي في غزة، حيث دُمر أكثر من 60% من البنية التحتية، ونزح مئات الآلاف، والمساعدات الإنسانية التي بدأت تتدفق قد تتوقف مجددًا، مما يعرض ملايين السكان للمجاعة والأوبئة.

تعزيز المقاومة: على الرغم من الخسائر والأثمان التي بلا شك دفعتها المقاومة، فإن استئناف الحرب يعزز القناعة لدى أهل غزة أن العدو لا يفهم سوى لغة القوة ولا يملك تلك القوة سوى المقاومة بكافة فصائلها التي ألحقت بالجيش المحتل خسائر فادحة.

تآكل الدعم الداخلي لنتنياهو: داخل إسرائيل، قد يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة من عائلات الأسرى والمعارضة، الذين قد يتهمونه بإطالة الحرب لأغراض سياسية شخصية، مما يهدد استقرار حكومته.

السيناريو الثاني: تصعيد إقليمي شامل

رفض الهدنة قد لا يقتصر تأثيره على غزة، بل قد يشعل جبهات أخرى في المنطقة، حزب الله في لبنان، الذي يرتبط بحماس استراتيجيًا، قد يرى في انهيار الهدنة فرصة لتصعيد هجماته على شمال إسرائيل خاصة وأن اتفاق وقف إطلاق النار هناك أيضًا على المحك بسبب رفض إسرائيل الانسحاب من المواقع التي احتلتها مؤخرًا، كذلك، قد تشهد الضفة الغربية، التي تعاني من توترات متصاعدة، انتفاضة جديدة. وهذا السيناريو يحمل المخاطر التالية:

حرب متعددة الجبهات: إسرائيل قد تجد نفسها في مواجهة متزامنة مع حماس، وحزب الله، وفصائل فلسطينية أخرى، مما يرهق قدراتها العسكرية والاقتصادية. تدخل إيران: قد تستغل إيران الوضع لدعم المقاومة بشكل أكبر، سواء عبر تسليح أو دعم لوجستي، مما يزيد من تعقيد الأزمة. ردود فعل دولية: الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل، قد تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية لكبح جماح نتنياهو، خاصة إذا تصاعدت الخسائر المدنية، بينما قد تستغل روسيا والصين الوضع لتعزيز نفوذهما في المنطقة.

السيناريو الثالث: انهيار سياسي داخلي في إسرائيل

تراجع نتنياهو عن الهدنة قد يشعل أزمة سياسية داخلية في إسرائيل؛ حيث إن الائتلاف الحاكم -الذي يضم أحزابًا يمينية متشددة مثل "القوة اليهودية" بقيادة إيتمار بن غفير و"الصهيونية الدينية" بقيادة بتسلئيل سموتريتش- قد ينتهي الحال به إلى:

انسحاب اليمين المتطرف: إذا اعتبر بن غفير وسموتريتش أن الهدنة تنازل كبير، فقد ينسحبا من الائتلاف، مما يترك نتنياهو بأغلبية هشة أو يؤدي إلى سقوط الحكومة وانتخابات مبكرة. دعم المعارضة المشروط: إذ إن زعيم المعارضة يائير لبيد عَرَض "شبكة أمان" لحكومة نتنياهو بشرط إعادة الأسرى، لكن رفض الهدنة قد يدفع المعارضة للتصعيد ضده، مما يزيد من عزلته. احتجاجات شعبية: حيث إن عودة الحرب قد تعيد إشعال الاحتجاجات الداخلية التي هزت إسرائيل قبل 7 أكتوبر 2023، مع اتهامات لنتنياهو بإطالة الصراع لتجنب المحاسبة القانونية والسياسية.

لا شك أن انهيار الهدنة سيضع المجتمع الدولي أمام اختبار صعب، والولايات المتحدة، تحت إدارة دونالد ترامب، قد تدعم موقف نتنياهو علنًا، لكن استمرار الحرب قد يثير توترات مع حلفاء أوروبيين يدعون لوقف دائم لإطلاق النار. أما مصر وقطر، اللتان توسطتا في الاتفاق، فقد تُعلنان فشل الوساطة؛ مما يؤثر على دورهما الإقليمي. وفي المقابل، قد تستغل دول مثل تركيا والجزائر الوضع لتعزيز دعمها للفلسطينيين؛ مما يزيد من الاستقطاب في المنطقة.

مفترق طرق خطير

إنَّ تراجع نتنياهو عن الهدنة وعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية سيضع المنطقة على شفا هاوية؛ سواء أدى ذلك إلى استئناف الحرب في غزة، أو تصعيد إقليمي، أو انهيار سياسي في إسرائيل، فإنَّ النتيجة ستكون مزيدًا من الدمار والمعاناة، والخوف الأكبر ليس فقط من انهيار الهدنة؛ بل من أن تتحول إلى نقطة انطلاق لصراع أوسع يصعب السيطرة عليه. ونجاح الهدنة يتطلب ضغطًا دوليًا مُكثفًا على قيادة الكيان وحكومته الإرهابية، التي لا تتعلم من دروس التاريخ وعبره، وأن فلسطين وشعبها باقون على هذه الأرض ولن تقدر على اقتلاعهم أي قوة على وجه الأرض مهما دُفعت من أثمانٍ.

مقالات مشابهة

  • سيناريوهات انهيار الهدنة
  • 5 ضحايا في حادث مرور بالمدية
  • النصر يعود لسكة الانتصارات من بوابة صحم في دوري عمانتل
  • أخبار القليوبية| نشوب حريق بكوبرى مشاة.. مصرع شاب أسفل عجلات القطار .. سقوط فتاة من الطابق الثالث
  • الفيضانات تغرق بريطانيا.. 25 تحذيرا لسكان إنجلترا وانقطاع الكهرباء في ويلز
  • التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية
  • بالفيديو.. هذا ما استهدفته إسرائيل ليلا على الحدود
  • هيئة التخطيط والتعاون الدولي تبحث مع “الموئل” المساعدة في إعادة بناء جسر الرستن
  • الدفاع المدني: ضحايا مدنيون جراء انفجارٍ لمخلفات الحرب في منزل ببلدة النيرب
  • مصرع شخص أسفل عجلات القطار بالقليوبية