تناول برنامج "الاتجاه المعاكس" المخاطر التي تواجهها إسرائيل خلال حربها الحالية، وما إذا كانت تواجه خطرا وجوديا فعلا كما يقول قادتها أم إنها وجدت فرصتها لتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى".

وخلال البرنامج، قال المحلل السياسي عبد المسيح الشامي إن المنطقة دخلت مرحلة جديدة ستكون إسرائيل فيها هي الحاكم الفعلي الذي لن يجرؤ بلد ولا نظام على مخالفته، في حين قال الخبير في العلاقات الدولية الدكتور عبدو اللقيس إن المشروع الإسرائيلي دخل مرحلة الانهيار منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتعليقا على الوضع الراهن، قال الشامي إن إسرائيل حاليا بدأت تنفيذ مشروعها القديم الكبير الذي تسعى من خلاله للسيطرة على المنطقة عسكريا، مؤكدا أن أحدا في العالم العربي لم يعد يجرؤ على التفكير في معارضتها.

ليس هذا وحسب، بل إنه ذهب للقول إن الحكومات العربية أصبحت تمنع شعوبها حتى من مجرد التظاهر ضد ما تقوم به إسرائيل من قتل وتدمير في قطاع غزة ولبنان، معتبرا ذلك دليلا على عجز كافة دول المنطقة عن مواجهة تل أبيب عسكريا وسياسيا.

شعارات زائفة أم انتصارات فعلية؟

ويرى الشامي أن المقاومة لم تقدم للشعوب إلا شعارات وانتصارات زائفة خدمة للمشروع الإيراني، قائلا "إن القبول بالصهيوني أفضل للشعوب من الصفيوني"، وإن "الخضوع للأصيل أفضل من الخضوع للوكيل".

لذا، فإن الشامي يرى أن التعامل مع إسرائيل كأمر واقع هو الحل الوحيد الذي قد يمنح شعوب المنطقة فرصة العيش بعدما تأكد الجميع أن أحدا "لن يتمكن من هزيمة هذا البلد الذي يحكم العالم كله وليس المنطقة فقط"، وفق قوله.

في المقابل، قال اللقيس إن المشرع الإسرائيلي الذي يرعاه الاسعتمار الغربي بدأ في الزوال، مما دفع الغرب للتدخل بكل قوته وجبروته دعما للجرائم التي يقوم بها الاحتلال في غزة ولبنان. وقال إن حديث الشامي "ليس إلا محاولة لتبرير القبول بالتعامل مع المحتل".

وأضاف اللقيس أن الخسائر العسكرية والاقتصادية والهجرة الجماعية غير المسبوقة التي تعيشها إسرائيل حاليا، كلها أمور تؤكد أن عملية طوفان الأقصى "زلزلت مفاصل هذا المشروع".

لكن عبد المسيح الشامي رد على هذا الكلام بقوله إن الفلسطينيين هم الذين يُقتلون وليس الإسرائيليين، وإن إسرائيل قتلت قادة المقاومة كلهم بكبسة زر حتى لم يعد أمامها من تحسب له حسابا أو تتفاوض معه، رغم حديث المقاومة عن انتصارات في عقلها هي فقط.

إسرائيل لن توقف الحرب

غير أن اللقيس كان له رأي مغاير، وقال إن البيوت يعاد بناؤها، وإن القادة لهم من يخلفهم، وإن الشعوب مع المقاومة لا ضدها لأنها منهم وهم منها، مؤكدا أن هؤلاء الذين يدفعون ثمن الحرب مستعدون لكثير من التضحيات في سبيل أرضهم وكرامتهم.

ليس هذا فحسب، فقد تحدث اللقيس عن فشل إسرائيل -التي يقول الشامي إنها القوة التي لم تعد قابلة للمقاومة- في تحرير أي من أسراها في غزة ولا في احتلال متر مربع واحد في لبنان بعد عام من الحرب وهي التي احتلت 80 ألف كيلومتر مربع خلال 8 أيام عام 1967.

كما أشار اللقيس إلى جنود الاحتلال الذين قال إنهم يقتلون اليوم في ميدان المعركة، وإلى استعانة الجيش بشركات غربية لإصلاح دباباته بعدما تعرض لخسائر لم يتعرض لها في تاريخه.

ومع ذلك، أصر الشامي على أن "الاحتلال الإسرائيلي أفضل من هذا الخراب الذي تحدثه المقاومة"، وقال إن إسرائيل "هي حاكمة العالم" وإن الولايات المتحدة وبريطانيا "لا تستطيعان رفع صوتيهما أمامها". وقال إن المقاومة "تتسول استسلاما مذلا بينما بنيامين نتنياهو يرفض منحهم إياه".

ورفض عبدو اللقيس هذا الكلام جملة وتفصيلا، مؤكدا أنه لا وقف لإطلاق النار إلا بالشروط التي تحددها المقاومة وليست إسرائيل، مؤكدا أن هذه الحرب هي الخطوة الأولى في تغيير النظام العالمي.

وخلص الشامي إلى أن إسرائيل لن تقبل بوقف الحرب إلا بعد أن تصل حدود العراق، وقال إنها "خلقت ما تسمى بالمقاومة لكي تجد ذريعة للقيام بما تقوم به حاليا وهو تحقيق مشروع إسرائيل الكبرى"، في حين قال اللقيس إن هذه الحرب ستكون نهاية هذا المشروع مهما بلغت كلفتها.

29/10/2024المزيد من نفس البرنامجالاتجاه المعاكس- بعد فوزه بالرئاسة.. هل ينجح أردوغان في معالجة أزمات تركيا الاقتصادية والسياسية؟play-arrowمدة الفيديو 44 minutes 49 seconds 44:49الاتجاه المعاكس- هل تشتعل الحرب بين أوروبا وروسيا بشكل مباشر؟play-arrowمدة الفيديو 45 minutes 06 seconds 45:06الاتجاه المعاكس- لماذا ما زال الشارع العربي يترحم على صدام حسين؟play-arrowمدة الفيديو 48 minutes 43 seconds 48:43الاتجاه المعاكس- لماذا يراهن العرب على نظام دولي جديد متعدد الأقطاب؟play-arrowمدة الفيديو 48 minutes 42 seconds 48:42الاتجاه المعاكس (2023/3/7)play-arrowمدة الفيديو 47 minutes 38 seconds 47:38الاتجاه المعاكس 2023/2/28play-arrowمدة الفيديو 46 minutes 49 seconds 46:49الاتجاه المعاكس.. لماذا يتهافت العرب على التطبيع مع إسرائيل؟play-arrowمدة الفيديو 48 minutes 53 seconds 48:53من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات play arrowمدة الفیدیو مؤکدا أن وقال إن

إقرأ أيضاً:

بوتين: لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة، وذلك وفقًا لما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".

وفي وقت سابق، ووفقًا لتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لا ترغب إسرائيل في تحمل مسؤولية إدارة سكان قطاع غزة مدنيًا بعد انتهاء الحرب المستمرة لأكثر من 14 شهرًا، لكنها حددت هدفًا آخر.

وقال كاتس، "إن إسرائيل ستبقي على سيطرتها الأمنية في قطاع غزة، مع الاحتفاظ بحرية العمل العسكري، على غرار الوضع في الضفة الغربية، وذلك عقب انتهاء الحرب"، مضيفًا "أن إسرائيل ليست معنية بإدارة شؤون السكان المدنيين في غزة".

وذكرت القناة الإخبارية الإسرائيلية "12" أن كاتس التقى مع مسؤول أمريكي رفيع المستوى وأبلغه رسالة غير معتادة عادة ما تُناقش في الغرف المغلقة، مضمونها أن "إسرائيل لا تسعى إلى السيطرة على قطاع غزة عسكريًا أو مدنيًا بعد انتهاء الحرب".

وأشار كاتس أيضًا إلى أنه "لا توجد قرارات بشأن الاستيطان في غزة"، مؤكدًا أن إسرائيل لا تهدف إلى بسط سيطرتها الكاملة على القطاع.

فيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، أكد كاتس أن "إسرائيل تسعى لحمايتها من التهديدات الإيرانية ومن حماس، وتحرص على تعزيز دورها باعتبارها جزءًا من المعسكر المعتدل".

 وأضافت القناة أن "إسرائيل تبدو مهتمة حاليًا بالحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية، رغم تصريحات مختلفة من سياسيين إسرائيليين".

وفي تغريدة على منصة "إكس"، أوضح كاتس موقفه قائلًا: "بعد تحييد القدرات العسكرية والحكومية لحماس، ستتولى إسرائيل مسؤولية الأمن في غزة مع حرية العمل الكامل، كما هو الحال في الضفة الغربية. 

وأضاف، أننا لن نسمح لأي تنظيم بالعمل انطلاقًا من غزة ضد المواطنين الإسرائيليين، ولن نعود إلى الأوضاع التي كانت سائدة قبل 7 أكتوبر.

مقالات مشابهة

  • بسبب مواقفه من الحرب على غزة..إسرائيل تهاجم البابا فرنسيس
  • الإجابة على سؤال شخصيّ
  • دهوك يفوز على القاسم بمباراة مؤجلة في دوري النجوم
  • قبل طرحه في مصر.. مواصفات هاتف سامسونج جالاكسي S24
  • إسرائيل تنشئ أول وحدة قتالية للمتدينات لمواجهة نقص الجنود
  • ماذا حقق فيلم Smile 2 منذ طرحه بالسينمات؟
  • منها «تحري ساعة الإجابة».. سنن ومستحبات يوم الجمعة
  • الحوثي يعلن الحرب على إسرائيل ويهدد بن غوريون
  • بوتين: لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة
  • هل كانت ديسمبر نصف ثورة؟