تحقيقًا لرؤية محمد بن زايد وتنفيذًا لتوجيهات منصور بن زايد.. مكتب البعثات الدراسية يُسجل ارتفاعًا في أعداد الطلبة المبتعثين إلى الصين
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
تحقيقًا لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، حول أهمية توسيع منظومة التعليم العالي، وتنفيذًا لتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، ارتفع عدد الطلاب المبتعثين للدراسة في جمهورية الصين الشعبية، ضمن “بعثة صاحب السمو رئيس الدولة للطلبة المتميّزين علميًا”، في عام 2024، بمّا يُجسّد عمق العلاقات الإستراتيجية والمصالح الحيوية التي تربط بين البلديْن، وهي خطوة تهدف إلى دعم التعليم العالي وتطوير الكفاءات الوطنية.
وأعلن “مكتب البعثات الدراسية” بديوان الرئاسة عن ارتفاع عدد المبتعثين في جمهورية الصين الشعبية من 5 طلاب خلال سنة 2023 ليصل إلى 70 طالبًا حتى منتصف شهر سبتمبر من السنة الحالية، وذلك لنيل درجتيْ البكالوريوس والماجستير في عدد من التخصّصات بالجامعات الصينية الرائدة، في حين يُخطّط المكتب لزيادة العدد إلى 300 طالب وطالبة خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك ضمن إستراتيجية المكتب الهادفة لتوفير فرص دراسية نوعية، تتوافق مع الأجندة الوطنية، وتُعزّز الشراكة الإستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة.
وأعرب معالي أحمد بن محمد الحميري، الأمين العام لديوان الرئاسة، نائب رئيس مجلس إدارة مكتب البعثات الدراسية، عن تقديره للرعاية الكريمة التي يحظى بها المبتعثون للدراسة في الخارج من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، مشيدًا بالجهود التي يبذلها “مكتب البعثات الدراسية” لزيادة أعداد الطلبة المبتعثين إلى الصين.
وقال معاليه، إن دولة الإمارات وجمهورية الصين ترتبطان بشراكة إستراتيجية شاملة وعلاقات عميقة ارتقت في ظل القيادة الرشيدة للبلدين الصديقين، في المجالات المختلفة ومن بينها قطاع التعليم العالي، مؤكدًا أن التأهيل في الجامعات والمعاهد الصينية يفتح آفاقًا واسعة لتطوير المهارات العلمية التطبيقية.
وأكّد التزام “مكتب البعثات الدراسية” بتوفير أفضل الفرص التعليمية للطلبة المواطنين في أرقى الجامعات العالمية المرموقة، وأن هذه الخطوة تُمثل امتدادًا للجهود المبذولة لتعزيز الكفاءات الوطنية وتلبية متطلبات سوق العمل، بما يتماشى مع تطلعات القيادة الرشيدة، متمنيًا للطلاب التوفيق والنجاح، واستثمار العلوم والخبرات التي حصلوا عليها في المشاركة بمسيرة التنمية في الدولة.
ورحّبت الجامعات الصينية بالطلبة الإماراتيين، إذ يُعدّ ذلك ترسيخًا لإرادة البلديْن وسعيهما للتعاون والانطلاق نحو المستقبل في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
وأشاد الدكتور شاوبون لي، عميد كلية التعليم الدولي في “جامعة شرق الصين للعلوم والتكنولوجيا”، خلال حفل الاستقبال الذي نُظّم لطلبة المكتب، بحضور الدكتور زوان فوزهين، رئيس الجامعة؛ بمستوى العلاقات الصينية الإماراتية في المجالات المختلفة، خاصة التعليمية، معبّرًا عن سعادته بالشراكة مع المكتب واستقبال الطلبة الإماراتيين في الجامعة، وقال: “هذه فرصة رائعة لتبادل الثقافات والمعرفة”، مُرحّبًا بالطلبة الملتحقين بالجامعة، ومتمنيًا لهم التوفيق والنجاح خلال مسيرتهم التعليمية.
من جانبهم أعرب الطلبة المبتعثون وأولياء أمورهم عن امتنانهم للقيادة الرشيدة على هذه الفرصة القيمة التي أتاحها لهم المكتب، وأكّدوا شغفهم الكبير بالدراسة في الصين، وإعجابهم بالثقافة الصينية العريقة، إذ يُمثل تعلم اللغة الصينية والتعمق في الثقافة المحلية إضافةً قيّمة لتجربتهم الدراسية.
وعبّر الطالب جمعة علي الرميثي، المبتعث لدراسة الماجستير في “أمن المعلومات” بـ”جامعة شنغهاي جياوتونغ” عن امتنانه وشكره للقيادة الرشيدة، مؤكدًا أن الابتعاث إلى الدول المتقدمة يُعدّ نافذة لتأهيل الأجيال الشابة لقيادة المستقبل، وتزويدهم بالعلم والمعرفة ومهارات تحمّل المسؤولية واتخاذ القرار.
وأكد سيف سعيد الكتبي، والد الطالب سعيد الكتبي، المبتعث لدراسة البكالوريوس في تخصص “علوم الحاسوب والتكنولوجيا” في “جامعة بكين للتكنولوجيا” أهمية هذه الفرص التي أتاحها المكتب لأبنائهم لإكمال دراستهم في الجامعات المرموقة بالصين، مشيدًا بسهولة الحياة فيها والراحة التامة التي يتمتع بها الطلبة، وعدم معاناتهم من أي عوائق تحول دون متابعة دراستهم وتفوقهم العلمي، وأشاد بعراقة الصين كدولة متقدمة في المجالات كافة، وباللغة والثقافة الصينية.
من جانبها ذكرت السيدة خلود المحمد، والدة الطالبة شهد النعيمي، المبتعثة لدراسة البكالوريوس في تخصص “الهندسة الكيميائية” بـ”جامعة شرق الصين للعلوم والتكنولوجيا” عن سعادتها بالفرصة التي أُتيحت لابنتها، مثمّنة توجيهات القيادة الرشيدة وجهود المكتب في توفير بيئة تعليمية مناسبة بأرقى الجامعات العالمية، ومشيدة بالتقدّم التكنولوجي الذي يشهده القطاع التعليمي في الصين.
وثمّن الطالب محمد أحمد المنصوري، المبتعث لدراسة “تخصّص الطب” في “جامعة فودان”، ابتعاثه إلى الصين، وتحقيق رغبته في دراسة الطب مشيدًا بجهود المكتب وتسهيل الجوانب التعليمية والمعيشية، كما أثنى على طيب التعامل واللطف اللذين يتمتع بهما الشعب الصيني.
وكان وفد من “مكتب البعثات الدراسية” قد زار في مايو الماضي 12 جامعة صينية، في ثلاث مدن رئيسة هي بكين وشيان وشانغهاي، والتقى كبار مسؤوليها وتفقّد السكن الطلابي والصفوف الدراسية والمختبرات وصالات الأنشطة والألعاب الرياضية، واطمأن على أوضاع الطلبة المبتعثين، كما التقى مسؤولي مجلس البعثات الصيني، وتعرف إلى الخدمات التي يُقدمها، والتخصّصات الجديدة المطروحة، وإجراءات القبول في الجامعات، ومستجدات البرامج الأكاديمية والصيفية، وسبل التعاون وتقوية العلاقات بين الجانبيْن، كما قام وفد آخر من المكتب بمرافقة الطلبة لمتابعة إجراءات القبول في الجامعات الصينية وضمان استقرارهم قبل بدء السنة الدراسية.
يُذكر أن “مكتب البعثات الدراسية” تأسّس سنة 1999 تنفيذًا للرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيّب الله ثراه”، ويحظى بمتابعة حثيثة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة.
ويُشرف المكتب على إدارة البعثات الدراسية خارج الدولة والمنح داخل الدولة؛ إذ بلغ عدد خريجي المكتب 2846 طالبًا وطالبة حتى الآن، وعمل منذ تأسيسه على اختيار الطلبة الإماراتيين المتميّزين في مسيرتهم الدراسية، وإيفادهم في بعثات دراسية إلى الجامعات المحلية والعالمية المرموقة، للتخصّص في شتّى المجالات التي تُلبّي احتياجات التنمية في الدولة، ورفدها بكوادر مواطنة وجيل مؤهّل وفق أرفع المستويات العلمية، لمواصلة مسيرة البناء والتطوير التي تشهدها دولة الإمارات.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
برعاية منصور بن زايد.. «الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة» تطلق فعاليات مؤتمر الوقف والمجتمع
إبراهيم سليم (أبوظبي)
برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وبحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، انطلقت، أمس، فعاليات مؤتمر الوقف والمجتمع، الذي تنظمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة تحت شعار: «يداً بيدٍ نحو تنميةٍ وقفيةٍ مستدامة» في فندق إرث بأبوظبي، سعياً إلى استكشاف أبعاد علمية، وطرح حلول عملية، لتحقيق أعلى المعايير التنموية والأهداف المستدامة في مجالات الوقف وفروعه، بما يساير العصر وتطوراته المتسارعة.
كما حضر الافتتاح معالي الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، ومعالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، ومعالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، وبمشاركة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، والمسؤولين في مؤسسات الوقف بدول مجلس التعاون الخليجي، وأصحاب الاختصاص في شؤون الوقف بالدولة.
وافتتح المؤتمر معالي الشيخ نهيان بن مبارك بكلمة قال فيها: «يسرني أن أكون معكم الليلة في هذا المؤتمر، الذي تنظمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، برعاية كريمة من الأخ سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، لمناقشة موضوع مهم، يمس جوانب الحياة، في المجتمعات المسلمة، ويسهم في تنمية قدرات هذه المجتمعات، على التعامل الفعال، مع الوقف والعمل الخيري، باعتبارها أساليب مهمة، للوفاء بالاحتياجات والمتطلبات الإنسانية والمجتمعية، بل وكذلك باعتبارها تجسيداً لمبادئ التكافل والتراحم والإخاء والتعاون في سبيل بناء مجتمعات إسلامية ناجحة ومتضامنة».
العمل المثمر
وقال معاليه «أرحب -بصفة خاصة- بضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، في مؤتمرهم هذا، وبين إخوانهم وأشقائهم، في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً لهم أن وجودهم بيننا في هذا الشهر المبارك، شهر الرحمة والعطاء والتكافل، إنما هو إثراء للحياة في هذه الدولة المباركة، وانعكاس أمين وصادق لكل ما يدعو إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أعزه الله، من تحقيق وحدة الفكر، والعمل المثمر، بين أفراد ومؤسسات الأمة، في إطار من الاعتزاز بتعاليم الإسلام السمحة، والتمكين لقيمه السامية، والترسيخ لمبادئه العليا، بل وكذلك ما يؤكد عليه سموه دائماً من أهمية تعميق دور المسلمين في مسيرة البشرية، وحرص سموه الواضح على أن يكون الوقف والعمل الإنساني بشكل عام مجالاً مهماً لتنمية دور الأفراد ومؤسسات المجتمع في جهود التنمية والبناء كافة، سواء في ذلك دورهم في جهود التعليم أو الصحة أو الرعاية الاجتماعية أو الاقتصاد والبيئة، أو في مجالات الثقافة والفنون، أو برامج الطفولة والشباب، أو في الرياضة والتراث، بالإضافة إلى جهودهم في سبيل إعلاء كلمة الدين، وكل ما ينفع الإسلام والمسلمين، رافعاً إلى سموه عظيم الشكر، وفائق الاحترام والتقدير، لقاء ما يقدمه لوطنه وشعبه وأمته، على طريق العزة والتقدم، والأمان والاستقرار».
تنمية مستدامة
وأكد معاليه أن موضوع هذا المؤتمر، إنما يتراسل تماماً مع احتفالاتنا هذا العام في الإمارات بعام المجتمع، الذي نسعى فيه وبعون الله، وبتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، إلى تعبئة الجهود والوسائل كافة، وتفعيل العمل المشترك بين الأفراد وجميع مؤسسات المجتمع، من أجل الحفاظ على مناخ وطني عام، يحفز على التنمية المستدامة، وتحمل المسؤولية، والإسهام في مسيرة الوطن، قائلاً: «إن موضوع هذا المؤتمر كذلك إنما يتزامن مع المبادرة الكريمة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بتأسيس (وقف الأب)، الذي يجسد تعاليم الإسلام الحنيف، في بر الوالدين، وترسيخ قيم البذل والعطاء، والإسهام الإيجابي، في تحقيق الخير والرخاء، للبشر أجمعين».
الكفاءة والفاعلية للوقف
وقال معاليه: إنني أيها الإخوة والأخوات، إذ أرحب بكم جميعاً في هذا المؤتمر، الذي يتناول بالبحث والمناقشة سبل تحقيق الكفاءة والفاعلية في الوقف ودوره في تنمية المجتمع، فإنما أنطلق في ذلك من اعتبارات عدة، أوجزها أمامكم فيما يلي:
أولاً: إن دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالفعل هي الآن نموذج يحتذى به في مجالات الوقف والعمل الخيري - نحن ولله الحمد دولة تلتزم بمبادئ العطاء الإنساني، والتكافل المجتمعي، تلك المبادئ التي أرسى دعائمها مؤسس الإمارات العظيم المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - كما أن هذه المبادئ أيضاً هي انعكاس أمين وصادق لكل ما يدعو إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من ضرورة أن يقوم الأفراد ومؤسسات المجتمع كافة بدور نشط في مسيرة الوطن، وأن يكونوا جميعاً شركاء فاعلين في تحقيق التنمية الشاملة في كافة أرجائه وربوعه.
ثانياً: إن الوقف والعطاء الإنساني والمجتمعي هو صدقة جارية وجزء مهم من تراثنا العربي والإسلامي - الوقف في التاريخ الإسلامي هو العطاء المرموق، والتعبير عن بلوغ الواقف غاية الكرم، وسماحة النفس، والحرص على التعاون والتعاطف، مع البشر في كل مكان.
ثالثاً: إن مواجهة مشكلات المجتمع في هذا العصر إنما تحتاج إلى تعاون وعمل مشترك بين الحكومات والشركات والأفراد، وكافة مؤسسات المجتمع - هناك الآن إدراك متنامٍ بأن مشكلات الفقر والتعليم والصحة والتغذية وتغيرات المناخ هي مجالات خصبة للإسهامات الإيجابية للجميع.
رابعاً: إننا في بلادنا العربية والإسلامية، قد حققنا بعون الله إنجازات مهمة في تأكيد مبادئ العطاء والتكافل، وإرساء دور الوقف في مسيرة المجتمع، إلا أنه مازال أمامنا الكثير مما يمكن استحضاره وعمله.
استدامة
ثم قدم معالي بن بيه كلمة أكد فيها أن الوقف مؤسسة عظيمة تتجلى فيها حكمة هذه الشريعة الربانية الخالدة في ترسيخ أسس التعاون بين أفراد المجتمع ورعاية أهل الخصاصة والفاقة حتى قبل أن يوجدوا، فهي في الدنيا رصيد للأجيال القادمة، وللواقفين صدقة جارية يجرى عليهم أجرها، وتلك هي استدامة النفع، حيث إن من خصائص الوقف ديمومة العين وصرف الريع في مصارف الخير التي حددها الواقف، ولهذا الغرض أحيطت الأوقاف بأحكام كثيرة يمكن اعتبارها حماية وتفعيلاً للوقف وعناية بالموقوف عليهم.
وأشار معاليه إلى أن هذا المؤتمر وأمثاله من الجهود المباركة، ترمي إلى إتاحة الفرصة للأوقاف، لتلج أبواباً من الخير، وتنمية المجتمعات، لا يمكن أن تلجها إلا عن طريق الدخول في غمرة الاستثمارات الحديثة من صناعات ومضاربات وزراعة.
مضيفاً: في سياقاتنا المعاصرة، فإن وزارات وهيئات الأوقاف في كثير من الأقطار الإسلامية أصبحت هي الجهة التي تمثل ولي الأمر في رعاية شؤون الأوقاف؛ ولهذا فإن التعاون بين هيئات الأوقاف والمؤسسات القضائية والجهات الخيرية الواقفة والجهات المنتفعة، سواء كان وقفاً خيرياً أو «وقفاً ذرياً»، يمكن من إعداد برامج الاستثمار المراعية للناحيتين الشرعية والمصلحية، ويحافظ على الموازنة الدقيقة.
دور ريادي
في كلمته، أكد معالي الدكتور عمر الدرعي، رئيس «الهيئة» أن الوقف لا ينبغي أن يقل تأثيره اليوم عن الدور الريادي الذي يجب أن يكون عليه في رؤيته ونظمه ومنظومته، فالمراد من الوقف أن يكون دوماً شريان حياة لقلب المجتمع النابض بالعطاء، يسد احتياجات أبناء المجتمع مسلمين كانوا أو غير مسلمين، قائلاً: «إننا نصوب اهتمام هذا المؤتمر إلى صناعة عقلية وقفية جديدة، من خلال التوعية بدور الوقف والتواصل والوصول إلى جميع أفراد المجتمع، فلا ينبغي أن نفهم من مصطلح الوقف أنه حركة جامدة ساكنة ثابتة، بل هو على العكس تماماً يحتاج إلى وتيرة عمل متسارعة وحيوية، ونشاط مستمر ينبض بالابتكار والتطوير، لا يعرف البيروقراطية ولا الإجراءات الروتينية التقليدية ليحقق عامل الاستدامة».
وأكد الدكتور الدرعي أن دولة الإمارات منذ مؤسسها الشيخ زايد -طيب الله ثراه- الذي سنحيي بعد أيام، بإذن الله، ذكراه في يوم زايد للعمل الإنساني يجب أن نستذكر جهوده الإنسانية، ومنها الوقف الذي كان يوليه أهمية كبرى، وعلى هذا النهج يواصل سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، مسيرة دعم الأوقاف وتطويرها.
معرض وقف الإمارات
قام معالي الشيخ نهيان بن مبارك وأصحاب المعالي بجولة في معرض الوقف المصاحب للملتقى الذي يعرف بتاريخ الوقف في الإمارات عبر الأجنحة المصورة والمنصات الرقمية، ومراحل تطوره ونهضته خلال تاريخ دولة الإمارات، والقوانين المنظمة لشؤون الوقف وتنميته، وجهود الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة ومؤسسات الوقف في الدولة في الارتقاء بالوقف، وقد ضم المعرض بعض الوثائق التاريخية للوقف قبل الاتحاد، وجانباً من غرائب الوقف في التاريخ الإسلامي، وقيمة الوقف الدينية والحضارية والمجتمعية، وجناح الوقف من قيم الاتحاد الذي يعرض صوراً لأبرز الأوقاف الخيرية في عهد الشيخ زايد والقادة المؤسسين في الدولة وخارجها، بالإضافة لأبرز مبادرات الهيئة الوقفية التي تعزز ثقافة الوقف في المجتمع وإنجازاتها الوقفية، والتي من أبرزها «وقف اقرأ»، ومشروع «وقف الإمارات»، ومبادرة «نزرع مسايدنا»، وحقائب الطلاب التعليمية، ومجالس «المبروكة» وعدد من الأنشطة التوعوية والثقافية المخصصة لفئة الطفولة المبكرة وطلاب المدارس، كما شارك في المعرض بعض المؤسسات الوقفية في الدولة، وعرضت مبادراتها عبر منصاتها الرقمية، منها: هيئة الأوقاف وإدارة أموال القصر - أوقاف أبوظبي، ومؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصر في دبي، ودائرة الأوقاف بالشارقة.
حوكمة
قال الدرعي: أضع أمام هذا المؤتمر حوصلة من المخرجات التي أرى أنه يمكن بسط القول فيها في هذا المؤتمر، باستعراض أهم التحديات، ومنها الوعي بالوقف لدى الأجيال الناشئة، وكيفية مساهمة الوقف في الاقتصاد الوطني، والعمل على إنتاج صيغ وأشكال مبتكرة، وتنويع الاستثمارات، وتحقيق الحوكمة والشفافية، والابتعاد عن العشوائية في إدارة الوقف، وحسن استثمار التجارب، وتنويع الشراكات الجادة، والاستفادة من التكنولوجيا والتقنية، والحرص على كسب ثقة المجتمع، وإنعاش البنية التشريعية والفقهية لهذا المرفق المهم، وأملنا أن نرى أوقافنا مزدهرة تؤدي دورها المجتمعي وتؤتي أكلها.
عهد المويجعي
أطلقت «الهيئة» في هذا المؤتمر «ميثاق الوقف.. عهد المويجعي»، استلهاماً لهذا العهد المبارك والإرث الحضاري لدولة الإمارات، وتعزيزاً للتكافل الاجتماعي في عام «المجتمع»، وانطلاقاً من الدور المحوري الذي اضطلعت به الأوقاف عبر مختلف حقب التاريخ.
وعهد المويجعي خلده الشيخ زايد، طيب الله ثراه، باجتماعه مع سكان مدينة العين تحت شجرة أمام قصر المويجعي قبل قرابة الـ60 عاماً، وتعاهدهم لإصلاح نظام السقاية، ولضمان وصول مياه الري للجميع من دون مقابل، ليتجلى هذا الارتباط العميق بين الوقف والمجتمع، في تعزيز جودة الحياة، وتطور مستوى المعيشة، واستدامة موارد الطبيعة.
اتفاقية تعاون
تخلل المؤتمر توقيع اتفاقية تعاون بين الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، ومؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصر في دبي «أوقاف دبي»؛ لتحقيق الأهداف المشتركة، وتنمية الوقف لخدمة المجتمع، وفق رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة.