الإمارات والطريق الثالث في العلاقات الدولية
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
الإمارات والطريق الثالث في العلاقات الدولية
أضاف أحد القراء على مقالي الأخير في موقع “العين الإخبارية” في منصة “إكس” تويتر سابقاً بتعليقه حول مدى أهمية وجود دولة الإمارات في “بريكس” بعد إعلان انضمامها إلى هذا التجمع في قمة قازان بموسكو بعض الأفكار المهمة في الموضوع نفسه.
وجاءت المداخلة في نقطتين اثنتين.
والنقطة الثانية التي جاءت في التعليق: أن طريق أعضاء “بريكس” مليء بالتحديات والصعوبات المجهولة، وفي هذه النقطة الكثير يمكن قوله من منطلق أن كل التجارب الجديدة معرضة للتحديات، ولكن الأمر يعتمد على مدى إيمان أصحابها بالفكرة وأظن دولة الإمارات خير مثال لمواجهة التحديات منذ نشأتها حتى بدت واحدة من القوى المؤثرة في النظام الدولي، فما بالك وتجمع “بريكس” يمثل فكرة جديدة تأتي لمواجهة نظام اقتصادي عالمي مسيطر وبالتالي من الطبيعي ألا يقبل الطرف المسيطر بظهور منافس وهذا أمر معروف في العلاقات الدولية.
هناك نظرية في العلاقات الدولية وضعها المفكر الإنجليزي أنتوني جيدينز تسمى المسار أو الطريق الثالث، فكرتها أنه عندما تحتد التعقيدات السياسية وتتأزم بالدرجة التي تنبي باحتمالية الصراع والحرب باعتباره المخرج الوحيد يكون هنا لا بد من وجود دبلوماسية تستطيع من خلالها اختراق تلك التعقيدات لتحقيق نتائج إيجابية لمصلحة الجميع وأعتقد أن دولة الإمارات واحدة من هذه الدول.
وعادة ما تسعى هذه الدبلوماسية إلى تحقيق هدفين بقدر الإمكان الأول ممارسة دبلوماسية عالية الذكاء في التقريب بين الأطراف المتنافسة من أجل تهدئة حالة الشحن أثناء ظهور القوى الجديدة وتراجع مكانة القوى القديمة وتتم هذه الممارسة الدبلوماسية من خلال المنظمات الدولية، والهدف الثاني هو أن مثل هذه اللحظات التي تسمى “الضبابية” في العلاقات الدولية تكون هناك مساحة تستطيع من خلالها دول معينة من تحقيق استفادة وطنية ولو مؤقتة لحين استقرار النظام الدولي أو الإقليمي وثباته.
لا شك أن العالم بدأ يُعاد تشكيله وفق صياغات جديدة ليس فقط من قبل الدول، ولكن حتى من خلال المؤسسات الدولية ومنها: تجمع “بريكس” الذي يظنه البعض جاء نتيجة لشكوى هيمنة الغرب الشمالي “الولايات المتحدة وأوروبا الغربية” على منظمتي صندوق النقد والبنك الدوليين، وما يمارسانه من ضغوط على دول الجنوب. ومع أن تجمع “بريكس” بدأ يرسخ أقدامه بثبات فإن ما يتمناه الجميع أن تتم هذه الصياغة الجديدة بعيداً عن الصراع المسلح بين الدول الصاعدة في النظام الدولي مثل الصين وروسيا والدول المسيطرة والمقصود هنا الولايات المتحدة، لأن توسعة عضوية تجمع “بريكس” الذي أصبح يضم 9 دول وهناك قائمة من 27 دولة ترغب في الانضمام إليه مؤشر على خلق كيان اقتصادي دولي قوي خاصة وأن حصته الآن 30% من الاقتصاد العالمي بلا شك مؤشر لا يريح الولايات المتحدة القطب الأوحد منذ سقوط الاتحاد السوفيتي في التسعينيات من القرن الماضي.
النقطة الواضحة فيما يحدث في عالمنا أن دولة الإمارات اختارت عدم البقاء في مقعد المنتظرين لما سيحدث بين المتنافسين على النفوذ سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي فتحركت بالمبادرات الإيجابية كي تقلل من حدة الاحتكاكات السياسية عن طريق تعزيز التعاون وفتح شراكات استراتيجية باعتبارها الأسس التي دائماً تغير من الموقف المتصلبة وتفتح مسارات أو طرق جديدة للتفاهم والتقارب. وبالنظر إلى هذه التحركات الإماراتية فهي ليست فقط لتحقيق المصالح الوطنية مع أنها حق طبيعي لكل دولة وإنما تبين للعالم رؤيتها للنظام العالمي القادم.
بهذا النهج بات يُنظر إلى الإمارات كدولة محورية في تقريب وجهات النظر بين المتنافسين والمتصارعين واكتسبت ثقة الجميع الدولي، وليس أدل من هذا إلا نجاح المساعي الدبلوماسية التي بذلتها بين روسيا وأوكرانيا في مسألة تبادل الأسرى لتسع مرات خلال عام 2024 فقط.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی العلاقات الدولیة دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
توقيع بروتوكول بين مهرجان شنغهاي الدولي للفنون ودي-كاف وأرابيسك الدولية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات الثقافية بين مصر والصين، شهدت القاهرة مساء الثلاثاء 22 أبريل 2025 مراسم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين مركز مهرجان الصين شنغهاي الدولي للفنون ومهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة (دي-كاف) وأرابيسك للفنون الدولية، وذلك بحضور إعلامي بارز.
يُعد هذا البروتوكول تتويجًا لحوار فني طويل وتبادل ثقافي فاعل بين الطرفين، ويعكس التزامًا مشتركًا بتوسيع آفاق التعاون بين المؤسسات الفنية الكبرى في البلدين.
شهدت المراسم حضور وفد رفيع من حكومة بلدية شنغهاي ضم السيدة ليو دو، نائب عمدة حكومة بلدية شنغهاي، والسيدة شانغ يويينغ، مستشارة حكومة بلدية شنغهاي، والسيد جين لي، نائب المدير العام لإدارة الثقافة والسياحة بشنغهاي، والسيد لي مينغ، رئيس مركز مهرجان الصين شنغهاي الدولي للفنون.
ومن الجانب المصري، شارك في المراسم أحمد العطار، المخرج و المدير الفني لمهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة (دي-كاف)، و أحمد أبو زهرة، مؤسس أرابيسك للفنون الدولية.
ويهدف البروتوكول إلى تعزيز تبادل الخبرات والعروض الفنية بين الجانبين، بما يسهم في توسيع آفاق التعاون الإبداعي وفتح مساحات جديدة للفنانين في مصر والصين لعرض أعمالهم والتفاعل مع جماهير وثقافات متنوعة.
بدأت المراسم بكلمات ألقاها السيد جين لي، والمخرج أحمد العطار، والفنان أحمد أبو زهرة. وفي كلمته، عبّر السيد جين لي عن سعادته الكبيرة بتوقيع اتفاقيات التعاون مع مؤسسات ثقافية في القاهرة، مشيرًا إلى عمق العلاقات التاريخية التي تربط مصر والصين منذ طريق الحرير القديم، ومؤكدًا على الدور الحيوي الذي تلعبه مصر كشريك استراتيجي للصين في العالم العربي. كما أشار إلى أن مهرجان شنغهاي الدولي للفنون يكرّس جهوده ليكون منصة فاعلة للتبادل الثقافي، معربًا عن إيمانه بأن هذه الاتفاقيات ستعزز الجسور الثقافية وتفتح فصلاً جديدًا من التعاون الإبداعي المشترك، خاصة مع اقتراب الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر عام 2026.
أما المخرج أحمد العطار، فقال إن مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة يسعى إلى التواصل مع ثقافات العالم من أجل فتح سبل تفاهم مع الشعوب العربية والدولية، معبرًا عن أمله في أن تصبح المشاركة الصينية جزءًا أساسيًا من فعاليات المهرجان في كل عام، لما تمثله الثقافة الصينية من عمق وتنوع، مؤكدًا أن هذا التعاون يمثل فرصة مهمة للفنانين المصريين والعرب لتقديم فنونهم المعاصرة أمام جمهور جديد ومختلف، ومعربًا عن تطلعه لأن يكون هذا بداية تعاون طويل ومثمر.
وأكد الفنان أحمد أبو زهرة أن التبادل الثقافي ينعكس بشكل مباشر على التعاون الفني والسياسي بين الشعوب، مشيرًا إلى أن مصر والصين تعدان من أقدم الحضارات في العالم، مما يضفي على هذا التعاون أهمية كبيرة، لا سيما في مجالات السياحة والثقافة، وأعرب عن أمله في أن يفتح هذا البروتوكول الباب أمام تبادل عروض أوسع وأكثر انتظامًا بين البلدين.
IMG-20250422-WA0068 IMG-20250422-WA0066 IMG-20250422-WA0065 IMG-20250422-WA0064 IMG-20250422-WA0063 IMG-20250422-WA0059 IMG-20250422-WA0061 IMG-20250422-WA0058 IMG-20250422-WA0056 IMG-20250422-WA0057 IMG-20250422-WA0055 IMG-20250422-WA0051