ستمطر سماء لندن بالصواريخ.. كيف دافع الاتحاد السوفيتي عن مصر وقت العدوان الثلاثي
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي، شهدت منطقة الشرق الأوسط تقارباً غير مسبوق بين الاتحاد السوفيتي ومصر، حيث حصلت مصر على دعم سوفيتي في مجال الأسلحة والعتاد العسكري لمواجهة التصاعد مع إسرائيل التي حصلت بدورها على دعم كبير من الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين، ورأت موسكو في هذا التعاون مع القاهرة فرصة لتعزيز موقعها في المنطقة خلال فترة الحرب الباردة.
في يوم 26 يوليو 1956، أعلن الرئيس المصري جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس بقرار مفاجئ. أدى هذا القرار إلى قلق فرنسا وبريطانيا وإسرائيل، حيث تحالفوا للضغط على مصر من أجل التراجع عن هذا القرار، وخلال اجتماع في سيفر، وضعت هذه الدول خطة للتدخل العسكري والسياسي ضد مصر بسبب أزمة تأميم القناة.
في 29 أكتوبر 1956، شنت إسرائيل هجومًا على مناطق في غزة وسيناء واتجهت نحو قناة السويس. بعد ذلك، أصدرت فرنسا وبريطانيا قرارًا بالوقف الفوري لإطلاق النار ونشر قوات لحماية القناة. وبسبب رفض مصر، شنت القوات الجوية البريطانية والفرنسية غارات على أهداف عسكرية ومدنية في مصر.
على الرغم من انشغال الاتحاد السوفيتي بالأحداث في المجر، أعلن دعمه لمصر ضد العدوان الثلاثي. أدان نيكيتا خروتشوف العدوان وأعلن استعداد الاتحاد السوفيتي للتدخل لصالح مصر.
وعلى لسان الوزير الأول نيقولاي بولغانين (Nikolai Bulganin)، أعلن الاتحاد السوفيتي أنه مستعد لإرسال قوات عسكرية لمصر لمواجهة فرنسا وبريطانيا وإسرائيل، من جهة ثانية، أكد بولغانين أن بلاده ستمطر لندن بالصواريخ وأنها لن تتردد في اللجوء للسلاح النووي لدفع الإسرائيليين وحلفائهم الأوروبيين لإنهاء العدوان الثلاثي والخروج من الأراضي المصرية. أيضا، اتهم بولغانين نظيره الإسرائيلي بن غريون بانتهاج سياسة يمينية ومساندة الاستعمار والإمبريالية الأوروبية الغربية بالمنطقة. وأمام التهديدات السوفيتية، كثفت المخابرات الأميركية عمليات المراقبة بالمنطقة للبحث عن قوات سوفيتية متمركزة بسوريا أو مصر تزامنا مع إجرائها عمليات استخباراتية لتحديد حجم الترسانة الصاروخية والنووية السوفيتية.
أمام التهديدات السوفيتية والضغط الأمريكي، اضطرت إسرائيل وفرنسا وبريطانيا لسحب قواتها. بقيت قناة السويس مغلقة لفترة، ونشرت الأمم المتحدة قوات دولية لرصد الوضع وتحقيق وقف إطلاق النار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العدوان الثلاثي جمال عبدالناصر قناة السويس الاتحاد السوفيتي الحرب الباردة الاتحاد السوفیتی العدوان الثلاثی
إقرأ أيضاً:
فرنسا تطالب الحكومة السورية بمعاقبة المسؤولين عن الانتهاكات في الساحل
طالبت فرنسا، الاثنين، الحكومة السورية بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي وقعت بحق مدنيين في منطقة الساحل السوري خلال اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن العام ومجموعات مسلحة موالية لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إنه تواصل مع نظيره السوري أسعد الشيباني وأبلغه تنديد بلاده "الشديد" بأعمال العنف التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة.
Je me suis entretenu avec le ministre des Affaires étrangères intérimaire de Syrie. Je lui ai exprimé notre vive inquiétude, notre ferme condamnation des exactions commises contre des civils et notre exigence que les coupables de ces crimes soient punis. — Jean-Noël Barrot (@jnbarrot) March 10, 2025
وأضاف في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، أنه أبلغ الشيباني كذلك بمطالبة باريس معاقبة المسؤولين عن الجرائم التي شهدتها سوريا.
وكان الاتحاد الأوروبي علق على التطورات الأخيرة سوريا عقب الهجمات التي شنها "فلول" النظام المخلوع على قوات الأمن في مناطق مختلفة من الساحل، مشيرا إلى أنه "يدين الهجمات التي قيل إنها من عناصر موالية للأسد على قوات الحكومة المؤقتة في الساحل السوري".
وشدد الاتحاد الأوروبي في رسالة إلى القيادة السورية، على ضرورة "حماية المدنيين في جميع الظروف، مع الاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني"، داعيا "جميع الجهات الخارجية إلى احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها".
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت محافظات اللاذقية وطرطوس الساحليتين توترات أمنية غير مسبوقة على وقع هجمات منسقة شنتها قوات موالية للنظام المخلوع، ما أسفر عن قتلى ومصابين في صفوف قوات الأمن العام والمدنيين.
ووثقت تقارير وقوع انتهاكات وإعدامات ميدانية طالت مدنيين في مناطق الاشتباك، ما دفع الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في ملف الانتهاكات بالإضافة إلى لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي في البلاد.
ومساء الأحد، قال الشرع في ثاني كلمة له منذ بدء التطورات في الساحل السوري الخميس الماضي إن "المخاطر التي نواجهها اليوم ليست مجرد تهديدات عابرة، بل هي نتيجة مباشرة لمحاولات انتهازية من قبل قوى تسعى إلى إدامة الفوضى وتدمير ما تبقى من وطننا الحبيب".
وتابع بالقول "نجد أنفسنا أمام خطر جديد يتمثل في محاولات فلول النظام السابق ومن وراءهم من الجهات الخارجية (لم يسمها) خلق فتنة وجر بلادنا إلى حرب أهلية، بهدف تقسيمها وتدمير وحدتها واستقرارها".
وشدد الرئيس السوري على أن "سوريا ستظل صامدة، ولن نسمح لأي قوى خارجية أو أطراف محلية بأن تجرها إلى الفوضى أو الحرب الأهلية".
وأردف قائلا: "لن نتسامح مع فلول الأسد، الذين قاموا بارتكاب الجرائم ضد قوات جيشنا ومؤسسات الدولة، وهاجموا المستشفيات وقتلوا المدنيين الأبرياء، وبثوا الفوضى في المناطق الآمنة".