ذكرى تجليسه الـ 12.. البابا تواضروس الثاني مسيرة حافلة في التعليم الروحي
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مساء الجمعة المقبل بالذكرى الـ12 لتجليس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على كرسي مارمرقس الرسول ليصبح البطريرك رقم 118 من بطاركة الكنيسة، وتم تجليس البابا تواضروس الثاني في 18 نوفمبر 2012؛ ليكون البطريرك الـ118 في تاريخ باباوات الكنيسة خلفا للبابا شنودة الثالث.
ينظم كورال "شباب الأنبا رويس" التابع لكنائس منطقة الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، احتفالية كبيرة بمناسبة تلك الذكرى، وتأتي الاحتفالية بحضور البابا تواضروس الثاني، وعدد من المطارنة والأساقفة، وتقام الاحتفالية تحت شعار "كن قدوة للمؤمنين"، بمسرح الأنبا رويس، ويقدم الكورال مجموعة من الترانيم الروحية.
وبمناسبة تلك الذكرى تحاول الـ "البوابة نيوز" خلال السطور التالية رصد الاسهامات الأدبية والكتابية لقداسة البابا تواضروس.
يُعدّ البابا تواضروس الثاني من الشخصيات الدينية المؤثرة في الكنيسة القبطية؛ فبجانب عمله الرعوي والقيادي، له مساهمات عديدة في الكتابة والتأليف، حيث حرص على تناول موضوعات لاهوتية، وروحية، وثقافية تهدف إلى تثقيف وتوعية الشعب القبطي بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.
قام قداسته بتأليف ما يزيد علي 30 كتاباً متنوعاً تناول من خلالها غالبية الموضوعات المهمة التي تشغل الشارع القبطي اللاهوتية والتاريخية والروحية، وتميزت كتابات قداسة البابا بلغة البسيطة حيث بذلك قد تُناسبت مع مختلف الأعمار والثقافات.
من مؤلفات قداسته (ليس بالخبز وحده، كل ما يصنعه ينجح فيه، هذا إيماني، مختصر تعليمي لأسبوع الآلام، خطوات، على أصابع اليد الواحدة، يوميات الفرح، المنجلية القبطية الأرثوذكسية، الحياة ثُلاثيات، مفتاح العهد الجديد جزءان، كرامة الكهنوت)،
يشار إلى أن الموقع الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوفر غالبية كتب البابا تواضروس الثاني بشكل إلكتروني لجميع القراء والمؤمنين.
تناول البابا تواضروس في مؤلفاته أسس الحياة الروحية وكيفية الحفاظ عليها من خلال الصلاة، والإنجيل، والخدمة، كما ركز أيضاً على أهمية التقويم الذاتي للنفس كوسيلة للارتقاء الروحي، كما كتب البابا تواضروس تفسيراً مبسطاً لعدة أسفار من الكتاب المقدس، بما فيها الأناجيل الأربعة ورسائل بولس الرسول، هدف من خلالها إلى تيسير فهم النصوص المقدسة للأجيال الشابة وجعلها قريبة إلى حياتهم اليومية.
بجانب ذلك لم يغفل قداسته الناحية الاجتماعية حيث تطرق في مؤلفاته إلى كيفية العيش بالقيم المسيحية في الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية، مشيراً إلى أهمية التسامح، والسلام، والمحبة في التعامل مع الآخرين.
خلف البابا تواضروس الثاني البابا شنودة الثالث كبطريرك، كذلك كرئيس لتحرير مجلة الكرازة – المجلة الرسمية للكنيسة- التي أطلقها البابا شنودة، فى يناير 1965م، وهى مجلة تتضمن أخبار الكنيسة وإيبارشياتها ومؤسساتها حول العالم، كما تتناول كل الجوانب الروحية والطقسية واللاهوتية.
على خطى البابا شنودة يعتاد البابا تواضروس الثاني افتتاح عدد المجلة بمقال روحي له مواصلاً المسيرة التعليمية لمعلم الأجيال، ويقوم قداسة البابا تواضروس بكتابة المقالة الافتتاحية لمجلة مرقس تأسست عام 1956 ويصدرها دير القديس أبو مقار بوادي النطرون.
بجانب مقالته الافتتاحية في "الكرازة" و"مرقس" يعتاد قداسته في الأعياد والمناسبات الكنسية كتابة مقالات في الجريدة القومية "الأهرام".
مسيرة البابا
ولد قداسة البابا تواضروس الثاني باسم وجيه صبحي باقي سليمان في مدينة المنصورة يوم 4 نوفمبر 1952، لأسرة مكونة منه كأخ لشقيقتين، ووالده كان يعمل مهندس مساحة، وتنقلت الأسرة في المعيشة ما بين المنصورة وسوهاج ودمنهور، و في عام 1975م تخرج قداسة البابا تواضروس الثاني من كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية.
التحق قداسة البابا تواضروس الثاني بالكلية الإكليريكية وتخرج فيها عام 1983، ثم حصل على زمالة الصحة العالمية بإنجلترا 1985، وعمل كصيدلي تابع لمؤسسات وزارة الصحة، حتى كانت آخر وظيفة له قبل الرهبنة مديرًا لمصنع أدوية تابع للوزارة بدمنهور.
ترهب وجيه في 31 يوليو 1988 باسم الراهب ثيؤدور، وتمت رسامته قسًا في 23 ديسمبر 1989، وانتقل للخدمة بمحافظة البحيرة في 15 فبراير 1990، ثم نال درجة الأسقفية في 15 يونيو 1997 باسم الأنبا تواضروس الأسقف العام بإيبارشية البحيرة مساعدا للأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، وأصبح مسئولا عن خدمة منطقة كنج مريوط والقطاع الصحراوى، وله العديد من العظات الروحية والكتابات.
تم ترشيحه ليكون خليفة البابا شنودة الثالث هو و4 آخرين، وهم: الأنبا رافائيل الأسقف العام، والقمص رافائيل أفامينا ، القمص باخوميوس السرياني، القمص سارافيم السرياني، وكان قداسته قد حصل على تزكيات للبطريركية من آباء أساقفة من داخل وخارج مصر، وأبرزهم الأنبا دميان أسقف عام ألمانيا والأنبا سوريال أسقف ملبورن، والأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا، والأنبا باخوم أسقف سوهاج، والأنبا أندراوس أسقف أبو تيج والانبا رافائيل الأسقف العام.
وبعد صوم الأقباط الأرثوذكس 3 أيام 31 أكتوبر و1، 2 نوفمبر، تمت إقامة قداس القرعة الهيكلية يوم 4 نوفمبر، ووقع الاختيار الإلهي على الأنبا تواضروس؛ حيث قام الطفل "بيشوى جرجس سعد" (6 سنوات) طفل القرعة الهيكلية بسحب الاسم من بين الثلاثة أسماء وهو مُعْصَب العينين.
وفي يوم 18 نوفمبر عام 2012م أقيمت صلوات القداس الإلهي حيث تم تجليس الأنبا تواضروس على الكرسي المرقسي ليصبح بابا الإسكندرية وبطريرك للكرازة المرقسية رقم 118 من بطاركة الكنيسة القبطية
جاء ذلك في حضور أباء وأساقفة المجمع المقدس بمشاركة وفود من كل الكنائس فى مصر والعالم، برئاسة القائم مقام البطريرك الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، وباشتراك كل أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومشاركة وفود من كل الكنائس في مصر والعالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ابا الإسكندرية الارثوذكسية الارثوذكس البابا تواضروس الثاني البابا تواضروس البابا شنودة الثالث الكنيسة القبطية بطاركة الكنيسة البابا تواضروس الثانی قداسة البابا تواضروس القبطیة الأرثوذکسیة البابا شنودة
إقرأ أيضاً:
لقاء الأبناء مع أبيهم.. البابا يلتقي أقباط بولندا وأبناء الكنيسة الإثيوبية |صور
عقد قداسة البابا تواضروس الثاني، لقاءً، ظهر اليوم مع أبناء كنيسة الشهيدين مار يوحنا المعمدان وأبي سيفين ببولندا، وذلك في إطار زيارته الرعوية الحالية لبولندا، التي بدأت أمس الأول، ضمن أجندة الزيارات الرعوية لقداسته لعام ٢٠٢٥.
حنان وابوةبدأ اللقاء بتقديم فريق كورال “فيلومينا” مجموعة من الترانيم الروحية وألحان من طقوس أحد الشعانين والجمعة العظيمة والقيامة والعنصرة، وأشاد بهم قداسته مشجعًا إياهم مثنيًا على أدائهم، وأبدى إعجابه بإجادتهم للغتين القبطية والعربية، وحرص على الوقوف بينهم والتقاط الصور التذكارية معهم.
حضن الكنيسةوتعرف قداسة البابا على مراحلهم الدراسية وعلى أمنياتهم المستقبلية، ووجه كلامه لأولياء أمورهم وقال: "سعيد جدًا أنكم تضعون أبناءكم في حضن الكنيسة، جيد ألا تشغلنا مسؤوليات الحياة عن ربط أبنائنا بالكنيسة، لأنه ماذا يفيد الإنسان أن يكون لديه كل شيء وليس عنده روح الله؟!"
ثم بدأ قداسته عظته التي تناول خلالها بالشرح مقطع من أوشية الإنجيل "لأنك أنت هو حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا، رجاءنا كلنا، شفاءنا كلنا، قيامتنا كلنا":
١- حياتُنا كلنِا (بالتجسد): "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا" (يو ١: ١٤) واعطانا جسده لنحيا به: مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ" (يو ٦: ٥٦).
٢- خلاصُنا كلنا (بالصليب): بموت المسيح على الصليب خلصنا من الخطية، وهو ما تحدث عنه معلمنا يوحنا الحبيب: "دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" (١يو ١: ٧).
٣- رجاؤنا كلنِا (بالكتاب المقدس): الكتاب المقدس يعطينا رجاء، وصية الله تمنحنا نظرة إيجابية، لأنها كلمة حية: لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ" (عب ٤: ١٣). وتسائل قداسته: "هل الإنجيل في بيتك مفتوحًا؟! فهو الذي يغذي الرجاء في حياتنا".
٤- شفاؤنا كلنِا (بالأسرار الكنسية): بالاعتراف نرفع الخطايا إلى الصليب، وبالتناول نأخذ جسد الرب ودمه حياة لنفوسنا.
وهنا طلب قداسة البابا أن يرنم الشعب معه ترنيمة "كنيستي كنيستي هي بيتي"
٥- قيامتُنا كلنِا (بالملكوت): “قيامتنا ليست هنا على الأرض، بل في السماء، حينما ينادينا الرب: "تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ" (مت ٢٥: ٣٤).
ثم أجاب قداسته على أسئلة الحضور وحرص في الختام على أن يصافح أبناءه واحدًا تلو الآخر.
كان قداسة البابا قد صلى قداس أحد توما في الكنيسة ذاتها.
سبق هذا اللقاء، لقاء لقداسته، بمجموعة من أبناء الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية الشقيقة المقيمين في بولندا، والذين اشتركوا في صلاة القداس، حيث ألقى قداسة البابا كلمة تشجيعية لهم وصلى من أجل مباركة حياتهم وعائلاتهم ووزع عليهم هدايا تذكارية.