في خطوة تاريخية كبيرة نحو استكشاف الفضاء، كشف علماء صينيون عن ابتكار قد يغير وجه الفضاء للأبد؛ إذ جرى تطوير نوع جديد من الطوب، أُطلق عليه «طوب تربة القمر»، مصمم خصيصًا لتحمل الظروف القاسية لسطح القمر بهدف بناء أول قاعدة بشرية دائمة هناك.

ابتكار طوب تربة القمر

ويأتي هذا الإنجاز الصيني في ظل سباق فضائي متجدد؛ إذ تسعى الدول الكبرى إلى ترسيخ وجودها على القمر والاستفادة من موارده الغنية، كما تأتي هذه الخطوة بعد نجاح العملاق الآسيوي في هبوط مسبار على الجانب المظلم من القمر وجلب عينات قيمة من تربته.

طوب خارق لتحمل الظروف القمرية القاسية

ويتميز طوب تربة القمر بخصائص فريدة تمكنه من الصمود في بيئة القمر القاسية؛ إذ يمتلك قوة ضغط تفوق قوة الطوب التقليدي بثلاثة أضعاف، ما يجعله قادرًا على تحمل أوزان هائلة، كما أنه مصمم لتحمل الإشعاع الكوني العالي، وهو أحد التحديات الرئيسية لبناء أي هيكل على سطح القمر، حسب ما ورد على موقع «odditycentral».

ومن المقرر اختبار أول دفعة من طوب تربة القمر على متن محطة الفضاء الصينية؛ إذ سيتم مراقبة أدائه في ظروف تحاكي بيئة القمر، وفي حال نجاح هذه الاختبارات، فإن الصين تكون قد خطت خطوة كبيرة نحو تحقيق حلمها ببناء مستوطنة بشرية دائمة على سطح القمر، ما يفتح آفاقًا جديدة لاستكشاف الفضاء وتطويره.

ويشكل هذا الاكتشاف نقلة نوعية في مجال هندسة الفضاء؛ إذ يوفر حلًا مبتكرًا لتحدي بناء ملاجئ قوية ومتينة على سطح القمر، كما أنه يفتح الباب أمام العديد من التطبيقات الأخرى مثل بناء قواعد على المريخ أو الكويكبات.

وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته الصين في هذا المجال، فإن هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها قبل تحقيق هذا الحلم مثل توفير الطاقة والمياه والهواء للرواد، بالإضافة إلى تطوير وسائل نقل فضائية أكثر كفاءة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تربة القمر استكشاف الفضاء اكتشاف علمي تربة القمر

إقرأ أيضاً:

الدرس المستفاد من حرب إسرائيل القاسية.. لا تزال القوة في عالمنا هي الحق

بعد مرور أكثر من عام على حرب إسرائيل في غزة يصعب الحديث عن «تصعيد». لأن عزل لحظات بعينها من التصعيد العسكري، من قبيل هجمة إسرائيل إلى إيران يوم السبت، يبدو إشارة إلى أن ما يجري في غزة في غير هذه اللحظات طبيعي أو مقبول. لكن قد يكون بوسعنا بدلا من ذلك أن نتكلم عن مواجهة. قد يكون بوسعنا أن نتكلم في أن حملة إسرائيل في شمال غزة على مدار الأسبوعين الماضيين تواجه العالم بما بات من الصعب إنكاره: وهو أن ما يجري على الناس في غزة تطهير عرقي. إذ يتعرض المدنيون، ومنهم أطفال، للقتل بطرق لا يمكن أن تشير إلا إلى هجوم عشوائي عديم التمييز يستهدف القضاء على الفلسطينيين، أو تخويفهم حتى ينتقلوا جماعيا من مناطق الموت والتجويع دائمة الاتساع. وقد قال القائم بأعمال رئيس الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة يوم السبت «إن أهل شمال غزة كلهم معرضون لخطر الموت».

فإلى أين يذهبون؟ حسن، لدينا إجابة لهذا السؤال أيضا. في وقت سابق من الشهر الحالي أقيم على مقربة من قطاع غزة مؤتمر بعنوان «الاستعداد لإعادة توطين غزة» وحضره مئات الأشخاص. على مسمع من أصوات المدفعية وإطلاق النيران، اجتمع الإسرائيليون ليقرروا ماذا هم فاعلون بغزة ومن يعيشون فيها فور انتهاء الحرب. فاقترح شاب قائلا «علينا أن نقتلهم، نقتل كل فرد منهم». ولم يكن وزير الأمن الوطني في إسرائيل إيتمار بن جيفير أكثر عقلانية بكثير إذ قال «سوف نشجع كل مواطني غزة على الانتقال الطوعي. سنعرض عليهم فرصة للانتقال إلى بلاد أخرى لأن تلك الأرض تخصنا».

ما شكل هذا «التشجيع»؟ بناء على أحداث العام الماضي، نأمن القول بأن الأمر لا يتعلق بعقل أو إقناع. سوف يتخذ هذا التشجيع شكل الغارات الجوية «المتواصلة» على شمال غزة بحسب وصف الأمم المتحدة للمرحلة الأخيرة من الهجوم. وسوف يتخذ شكل إحراق المرضى أحياء في أسرة المستشفيات مثلما حدث لشعبان الدالو الذي كان لا يزال موصول الذراع بأنبوب التغذية، ويتخذ شكل استهداف الأطفال بالمسيَّرات ثم «النقر المزدوج» أي إرسال هجمة ثانوية لضرب من يتجمعون حولهم لتقديم المساعدة. ويتخذ شكل إيجاد ظروف التجويع من خلال إعاقة وصول الإمدادات، وإصدار الأوامر للفرق الطبية وفرق الدفاع المدني بالرحيل عن مخيم جباليا للاجئين، وإعلان العديد من صحفيي الجزيرة الذين لا يزالون يعملون في المنطقة «إرهابيين».

هذه استراتيجيات متطرفة لكنها بصفة عامة تتماشى مع النهج المعمول به في أرجاء الأراضي المحتلة، أي إرغام الفلسطينيين على الانتقال «الطوعي» من خلال إحراق الأرض التي يعيشون عليها. لقد زرت أخيرا العديد من المدن في الضفة الغربية، وبدا واضحا مدى توسع المستوطنات الإسرائيلية غير المشروعة وأنه تحقق من خلال حرمان الفلسطينيين من أي خيار إلا الانتقال، وذلك بالترويع وخنق النشاط الاقتصادي بإغلاق مواقع الأسواق وملئها بنقاط التفتيش والجنود وبالحيل البيروقراطية التي ترخص هدم البيوت وإغلاق المتاجر، وهكذا تزداد مدينة الخليل الفلسطينية ارتفاعا وكثافة، إذ يبني الناس شققا ينتقلون إليها من المنطقة التاريخية التي يتضاءل قاطنوها «طوعا» من خلال إجراءات تجعل المنطقة غير قابلة للحياة. والذين يبقون من الفلسطينيين يجدون أنفسهم محاصرين في مواجهات مع المستوطنين والجنود، ثم يتم وصمهم بأنهم يمثلون خطرا أمنيا ويلقون حتفهم عند الاعتراض على هذه الخطة.

وثمة صدى كبير لهذا في غزة. لقد قال البروفيسور أوزي رابي رئيس مركز دوشيه ديان في جامعة تل أبيب خلال حوار إذاعي في سبتمبر إنه يرجو أن يُزال «كامل السكان المدنيين من الشمال، ومن يبقون منهم يحكم القانون بأنهم إرهابيون ويخضعون لعملية التجويع أو الإبادة». وهذا يتفق مع ما يسمى بخطة الجنرالات، وهي مقترح تقدَّم به عدد من الجنرالات المتقاعدين إلى الحكومة الإسرائيلية في أول أكتوبر داعين إلى منح الفلسطينيين أياما قليلة للرحيل عن شمال غزة ثم إعلان الشمال منطقة عسكرية وقتل من يبقون فيها أو تجويعهم.

ثمة ما يصيب بالشلل في هذه المرحلة الجديدة من الحرب، المرحلة الصارخة بل والاحتفائية. ثمة شيء مذهل في هذه القسوة الغريبة التي لا بد أن يبتلعها العالم كل صباح. وجميع الانتصارات الخطابية والقانونية التي تحققت في العام الماضي، وجميع المظاهرات والاعتراضات والإدانات من منظمات المجتمع المدني، لا تساوي شيئا ما دام الذي وصلنا إليه هو أن يحمل الأطفال الفلسطينيون إخوتهم الجرحى لساعات. ومع ذلك، لا يمكن إيقاف ذلك، ولن يكون له إيقاف.

إن ما تواجه به إسرائيل العالم الآن هو معرفته بأن النظام لم يختل، وإنما أنه مصمم ليفعل بالضبط ما يفعله الآن. والنظام مصمم لأن تكون حسابات المصلحة الشخصية للقوى الإمبريالية وحلفائها هي المهمة. ويبقى الفلسطينيون في مرمى النيران، لا نيران إسرائيل فقط، وإنما نيران الأنظمة العربية المستقرة بما لها من قرب من الولايات المتحدة التي تطالب بالسكون عندما يتعلق الأمر بأفعال إسرائيل. وهم أيضا في مرمى نيران صناعة الأسلحة المربحة بحيث لا يمكن تقليصها. وفي مرمى نيران نظام خاضع لإدارة أمريكية باع حياة الفلسطينيين من أجل رعاية قوة مهيمنة في المنطقة للحد من قوة إيران. وهم في مرمى نيران نمط الحكم الغربي كله، ذلك النظام الذي أبى أن يحجم أفعال إسرائيل تحجيما ذا بال واستمر في توبيخ المواطنين الذين هددوا بتغيير وجهة أصواتهم الانتخابية.

لقد سئلت كامالا هاريس الأسبوع الماضي عن المواطنين الذين قد يوجهون أصواتهم إلى مرشح حزب ثالث تعبيرا عن غضبهم من السياسة التي تتبعها الإدارة في غزة فأجابت بقولها «إنني أعلم أيضا أن كثيرا من الناس الذين يهتمون بهذه القضية يهتمون أيضا بتخفيض أسعار مواد البقالة، ويهتمون أيضا بأمر ديمقراطيتنا». فهل تريد بطنا أكثر امتلاء أم تريد تقليل الموتى في فلسطين؟ يا له من خيار.

لقد ارتددنا في التاريخ إلى حيث القوة هي الحق، وحيث تصير أصواتنا الانتخابية وأصواتنا البشرية غبارا تذروه الرياح. ولو لم تحرك أجساد الأطفال المشوهة شعرة في رأس كامالا هاريس، فأي فارق قد يحدثه صوت يوجَّه إليها أو إلى غيرها، بل الأصوات جميعا؟ كيف لأحدنا أن يبرر المحو الجاري لشعب في وضح النهار، وكيف يجد سبيلا ليدمجه في منطق سياسي يرى في معاناتهم في ظل إدارة ديمقراطية أهون الشرين؟ كيف يضع أحد مسافة بين نفسه وبين الفلسطينيين في غزة دون تقبل لموت جزء من إنسانيته مع قيامه بذلك؟

إن آخر مراحل الحزن هي التقبل. ولكننا لا يمكن أن نتقبل ما مضى بالفعل. وفي غزة، الموت مستمر، والتخريب لا يتوقف، والنوايا شديدة الوضوح، ولا سبيل إلى التقبل، إنما هو التمزق والانسحاب والارتباك. ولا سبيل إلى التكيف مع ما يجري. ومع وصول إسرائيل إلى ذروة مقيتة أخرى، فإن ما يتضح على نحو لا سبيل إلى إنكاره هو أن القوى التي تسمح لها بالمضي إلى ذلك المدى هي قوى لا يمكن فهمها أو فضحها، وإنما تجب الثورة عليها.

نسرين مالك من كتاب الرأي في جارديان

عن الجارديان البريطانية

مقالات مشابهة

  • عقب العقوبة القاسية.. رئيس الإمارات ‘‘محمد بن زايد’’ يصدر قرارًا بشأن لاعبي الزمالك
  • الصين ترسل 3 رواد إلى الفضاء
  • إدارة نفط البصرة تعاقب فريقها الكروي بعد الخسارة القاسية امام الكرمة
  • التنقل الفضائي: هل يصبح القمر محطة انطلاق نحو الفضاء البعيد؟
  • حبس بريطاني 18 عامًا لاستخدامه الذكاء الاصطناعي في الاعتداء على الأطفال
  • الدرس المستفاد من حرب إسرائيل القاسية.. لا تزال القوة في عالمنا هي الحق
  • 17 نوعا| انتبه.. أطعمة خارقة تعالج نزلات البرد وتحميك من الإصابة
  • الصين ترسل طاقماً جديداً إلى محطتها الفضائية
  • في أحدث مهمة.. الصين ترسل طاقماً جديداً إلى محطتها الفضائية