#تجنب_الحرب مؤقت لهذه #الأسباب _ #ماهر_أبوطير
قدمت إسرائيل وإيران روايتين متناقضتين عن الهجوم الإسرائيلي على إيران، وهذا أمر طبيعي جدا لانه يؤشر ضمنيا على قاسم مشترك في الروايتين من حيث ما سنراه بعد الهجوم.
إسرائيل حاولت الظهور بصورة الدولة التي انتقمت من إيران وقصفت عشرات المواقع العسكرية دون أي تصد جوي إيراني في محاولة لحفظ ماء وجه تل ابيب بعد ضربة الصواريخ الإيرانية، ومن أجل ارضاء الشارع الإسرائيلي، وخفض اعتراضات المعارضة الإسرائيلية على الحكومة الحالية، وهذا يفسر تضخيم الكلام عن الرد، وكأنه سحق إيران خلال 4 ساعات.
إيران قللت من أهمية الرد وكذبت إسرائيل، ونفت أغلب الرواية الإسرائيلية دون أن تنكر حدوث هجوم، خصوصا، أن المواقع النووية الإيرانية وتلك النفطية بقيت خارج الضربة، كما أن طهران أعادت مطاراتها المدنية للعمل بعد الضربة بما يثبت استقرار الأمور، وعادت الحياة إلى طبيعتها في إيران، وجاء التقليل من أهمية الضربة الإسرائيلية لأن إيران لا تريد التصعيد أكثر، ولا التورط في رد على الضربة الإسرائيلية، فهي تدرك أن هناك محاولات استدراج لإيران لحرب مفتوحة لا تريدها طهران، إضافة إلى أن أي رد إيراني هذه المرة سيأتي من جبهات ثانية.
مقالات ذات صلة مصطلحات اسلامية: الفتن 2024/10/28علينا التنبه هنا إلى عدة أمور، أولها أن الضغط الشديد من حزب الله على إسرائيل اشتد خلال يومي الخميس والجمعة وتجاوزت عمليات القصف اللبنانية ضد مواقع إسرائيلية الأربعين موقعا، بما يعني أن إسرائيل أيضا غارقة في لبنان، برغم تفوقها الجوي، ولا تحتمل فتح جبهة مع إيران في هذا الوضع المشتعل مع لبنان، وهذا يعني أن احتمال حدوث رد فعل إسرائيلي أقوى مؤجل، خصوصا، مع تزامن كل هذا مع الانتخابات الأميركية، وتحذيرات أصدقاء وحلفاء إسرائيل في المنطقة، من هجمة إسرائيلية كبرى تشعل الإقليم، وتجر كل المنطقة إلى حرب أكبر.
مساحة #إيران كبيرة جدا، وكل مخازن السلاح والصواريخ والمنشآت النفطية والنووية ومقرات الحرس الثوري موزعة بطريقة لا تتمكن معها أي دولة من تدميرها في هجمة واحدة، وهذا يفسر أن الضربة الإسرائيلية بقيت محدودة، بسبب الجغرافيا العسكرية الموزعة، إضافة إلى أن تل ابيب لا تريد الانجرار أيضا إلى الحرب الآن، في ظل ضغوطات أميركية وإقليمية عليها، لكنها باعت الرواية المضخمة للإسرائيليين من أجل تجاوز عقدة الرد، وحجمه، وشكله، وتأثيره.
من جهة ثانية سنرى ردا إيرانيا تحت عناوين مختلفة، من لبنان، أو اليمن، أو العراق، لكن كل التحليلات باتت تستبعد حدوث رد إيراني واسع ومباشر، إضافة إلى أن إيران أعلنت مرارا انها لا تريد حربا، ومن المؤكد أن الدبلوماسية السرية خلال الأسابيع الماضية من خلال وسطاء عرب وأجانب، وعبر جولات المسؤولين الإيرانيين أثمرت عن تسوية غير معلنة لخفض الرد الإسرائيلي، ومحاولة منع أي رد إيراني مباشر، في وقت لاحق، ونحن هنا نتحدث عن توقيت محدد، لا يمنع من تدهور الأوضاع في تواقيت لاحقة، خصوصا، إذا نجحت إسرائيل في لبنان وغزة، وقررت العودة إلى طهران بعد أن باتت وحيدة، وفقا للتصورات الإسرائيلية.
تخضع المنطقة الآن لحرب السرديات، وكما أخفت إسرائيل اضرارها من الضربة الإيرانية الأخيرة، تخفي بالمقابل إيران اضرارها من الضربة الإسرائيلية، لأن السياق السياسي هو الذي يتحكم بالمشهد، وليس حجم الضرر الذي يقع في أي ضربة من أي طرف.
تبقى الاسئلة معلقة حول الذي سيجري خلال الفترة المقبلة، مع دخول فصل الشتاء بما يعنيه من تأثيرات على العمليات العسكرية في لبنان، أو كل المنطقة، وما يرتبط بالانتخابات الأميركية واحتمالات فوز ترامب، وما له علاقة بمجمل الوضع في لبنان، وفلسطين، ومدى استعداد إيران لعقد تسوية إقليمية سلمية ترتبط بالنفوذ الإيراني ومصالح طهران، بما يعني أننا أمام حرب كبرى مؤجلة قد تؤدي إلى تسوية ما بعد الدم أيضا، وفقا لعوامل التحليل المتغيرة.
إيران و #إسرائيل لا تريدان الحرب وجها لوجه، حتى هذا التوقيت، وتؤخران موعدها حتى وقت لاحق، وتستبدلان الحرب المباشرة، بحروب الوكالة في هذه المنطقة.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: تجنب الحرب الأسباب إيران إسرائيل الضربة الإسرائیلیة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
خبراء يفسرون نشر صورة السيسي مع رئيس إيران الراحل في "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية
أثيرت حالة من الجدل الشديد حول نشر صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية صورة للرئيس رفقة نظيره الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، ما اعتبرها محللون رسالة غير بريئة لمصر، وذلك عقب ساعات من رفض الرئيس عبدالفتاح السيسي القاطع مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر
ضربات موجعة لتجار العملة وضبط قضايا بـ 7 ملايين جنيهالصورة التي نٌشرت ضمن تقرير للصحيفة العبرية بعنوان “السيسي: مصر لن تشارك في عمل ظالم لتهجير الفلسطينيين”، جاءت دون أي سياق يخص إيران أو رئيسها الذي توفي قبل أشهر، في حادثة ما زالت ملابساتها غامضة مع أصابع اتهام للاحتلال الإسرائيلي بالتورط في “قتل” رئيسي.
وبداخل التقرير نشرت الصحيفة الإسرائيلية، صورة جمعت الرئيس السيسي بخصم إسرائيل اللدود، إبراهيم رئيسي، الرئيس الراحل الإيراني، الذي لقى مصرعه في مايو 2024، في ظروف غامضة.
وتحت الصورة كتبت الصحيفة: الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يلتقي الرئيس الإيراني آنذاك إبراهيم رئيسي، في نوفمبر (2023).
وأضاف تعليق الصورة: صرح السيسي مؤخرًا أنه لن يتعاون مع تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد إيران من شأنه أن يصد هجوم طهران على إسرائيل.
وفى هذا السياق قال مختار غباشى، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مقترح تهجير الفلسطينيين تم رفضه من قبل مصر والأردن، مشيرا الى أن مصر طرحت حلا بديلا وهو تطبيق حل الدولتين.
وأضاف غباشى فى تصريحات خاصة للوفد، أن تطبيق حل الدولتين هو الموقف الذي شدد عليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرارًا، اضافة الى تأكيدات الدبلوماسية المصرية المستمرة فالحل القانوني المستند إلى القرارات الدولية يتمثل في إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وأي مقترحات أخرى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية أو الالتفاف عليها لن تلقى قبولًا .
وأشار الى أن نشر صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية صورة للرئيس رفقة نظيره الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، تعتبر احدى صور الابتزاز لمصر من قبل اسرائيل خاصة بعد موقف الرئيس السيسى برفض التهجير .
وقال الدكتور اكرام بدرالدين، أستاذ العلوم السياسية، أن العلاقات الاسرائيلية تشهد توترا سياسيا خلال الفترة الأخيرة مؤكدا أن نشر صورة الرئيس عبدالفتاح السيسى رفقة نظيرة الايرانى الراحل ابراهيم رئيسى رسالة غير بريئة لمصر، اضافة الى انها تهدف الى استعداء وخلق روح العداء مع الولايات المتحدة الامريكية.
وأضاف بدر الدين فى تصريحات خاصة للوفد أن مصر اتخذت موقف حاسما لرفض المخططات التي تستهدف تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، موضحا أن اسرائيل تحاول افتعال المشاكل فى المنطقة من خلال انتهاز الفرصة من خلال الاستعانة بالولايات المتحدة الامريكية لضمان بقائها فى المنطقة .
وأكد على أن هناك تلميح الصورة وبين تصريح الرئيس أمس بأن مخطط التهجير خط أحمر لمصر «سواء كان موجودا أو لا، لأن هذه إرادة أمة»؛ معتبرا أن هذا كان ردًا على الرسالة الإسرائيلية.