نحو ثلاث سنوات والعلاقات المغربية الفرنسية تشهد توترا. الفجوة بين البلدين بدأت تتسع منذ 2021 عندما اتخذت باريس قرارا بتقليص عدد التأشيرات الممنوحة للمواطنين المغاربة كـ"إجراء عقابي" على ما وصفته بـ"عدم تعاون" المغرب في استعادة مواطنيه الذين هم في وضع غير نظامي بفرنسا. 

الإثنين، يدخل البلدان منعرجا بإعلان فرنسا دعمها "سيادة المغرب على الصحراء الغربية"، بل ويؤكد رئيسها إيمانويل ماكرون عن مشاريع استثمارية ضخمة في الصحراء، الأرض التي يدور حولها صراع بين المغرب وجبهة البوليساريو مؤيدة من الجزائر المجاورة.

سنوات للوراء

حتى يوليو الماضي، قبل إعلان ماكرون دعم "سيادة المغرب على الصحراء، كانت علاقات فرنسا والمغرب موسومة بتوتر بالغ.

التوتر تصاعد بشكل ملحوظ منذ عام 2021 عندما اتخذت فرنسا قرارا بتقليص عدد التأشيرات الممنوحة للمواطنين المغاربة كـ"إجراء عقابي" على ما وصفته بـ"عدم تعاون" المغرب في استعادة مواطنيه الذين هم في وضع غير قانوني بفرنسا. هذا القرار أثار استياء الرباط، واعتبرته "تصرفا يؤثر سلبا" على العلاقات بين البلدين.

كما ازدادت الفجوة بين باريس والرباط على خلفية موقف فرنسا غير المحسوم حتى ذلك الوقت من قضية الصحراء الغربية، إذ امتنعت عن دعم المغرب بشكل صريح، بعكس الولايات المتحدة التي اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء في 2020، وإسبانيا التي عدّلت موقفها في 2022، مؤيدة لمقترح المغرب بمنح المنطقة حكما ذاتيا على أن تبقى تحت سيادته. 

وتعقد الوضع أكثر في 2021، عندما تفجرت قضية التجسس المزعومة باستخدام برنامج "بيغاسوس"، إذ اتُُّّهم المغرب بالتجسس على شخصيات فرنسية، بما في ذلك الرئيس ماكرون. ورغم نفي المغرب لهذه الادعاءات، إلا أن القضية ساهمت في توتير الأجواء بين البلدين.

ومنذ صيف 2023، تفاقمت الأزمة الدبلوماسية بعد بقاء منصب السفير المغربي في باريس شاغرا، وغياب السفيرة الفرنسية في الرباط لعدة أشهر، مما أضاف إلى البرود الدبلوماسي بين البلدين.

لكن التوتر صار تقاربا منذ يوليو الماضي، حين أعلنت باريس دعمها للمقترح و"سيادة المغرب على الصحراء، في رسالة وجهها ماكرون لمحمد السادس بمناسبة عيد العرش.

اتفاقات بالملايير

الإثنين، وفي ختام اليوم الأول لزيارة ماكرون للمغرب، أُعلن عن اتفاقيات اقتصادية بين البلدين بقيمة تُقدّر بنحو 10 مليارات دولار بقطاعات عدة، في تطور يربطه خبراء بالاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها.

وتشمل الاتفاقيات عدة مجالات بينها قطاع النقل بعد منح شركة "إيجيس" حصة في الجزء الثاني من خط القطار فائق السرعة الذي سيربط بين طنجة ومراكش.

كما ستتفاوض شركة "ألستوم" الفرنسية على تزويد الرباط بـ12 إلى 18 قطار فائق السرعة، وفق تقارير إعلامية.

وكانت فرنسا المستثمر الرئيسي في الجزء الأول من خط القطار السريع الذي يصل مدينة طنجة في الشمال إلى مدينة الدار البيضاء، وتم تدشينه عام 2018.

طرح بسرية تامة.. المغرب يرد على "إعادة مفهوم" تقسيم الصحراء الغربية أوضح بوريطة، الاثنين، أن دي ميستورا طرح هذه الفكرة على الجانب المغربي خلال زيارته الرباط في أبريل.

 

كما تم التوقيع على اتفاق لتفعيل عرض المغرب في قطاع "الهيدروجين الأخضر" بين شركة "توتال إنرجي" الفرنسية والحكومة المغربية.

وتشمل الصفقات الجديدة أيضا  اتّفاقا بين شركة الطيران الفرنسية "سافران" والحكومة المغربيّة لإنشاء وحدة لصيانة محرّكات الطائرات.

كما أعلنت شركة الملاحة البحرية الفرنسية،  الإثنين، عن إبرام شراكة لاستغلال رصيف الحاويات في ميناء الناظور (شمال شرق المغرب)، مناصفة مع شركة "مارسا ماروك" المغربية لمدة 25 عاما.

ماذا وراء الاتفاقات؟

وجاءت زيارة الرئيس الفرنسي إلى الرباط بعد أشهر من توجيه ماكرون رسالة لملك المغرب محمد السادس قال فيها إن  "حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية".

واعتبر ماكرون حينها أنه "بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية. وإن دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت".

والثلاثاء، اليوم الثاني لزيارته، قال ماكرون، في خطاب أمام البرلمان المغربي، إنه يؤكد مجددا تأييد بلاده لـ"سيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية"، كاشفا الاتفاق مع الرباط على استثمارات فرنسية في هذه المنطقة.

ويطرح توقيع هذه الاتفاقيات الضخمة أسئلة عن الرابط بينها وبين الموقف الفرنسي الجديد إزاء مقترح الحكم الذاتي، وإذا ما كانت الرباط قد قدمت "تنازلات اقتصادية" لافتكاك الاعتراف السياسي الفرنسي بـ"سيادتها على الصحراء".

إجابة على السؤال، يقول الخبير الاقتصادي المغربي نجيب أقصبي إن المغرب "ربح رمزيا من خلال هذه العملية بالحصول على اعتراف فرنسي بسيادته على الصحراء، لكن المقابل الاقتصادي والمالي يعد باهظا".

"سلاح الغاز" الجزائري.. هل يخيف فرنسا بعد تفجر أزمة الصحراء؟ توعدت الجزائر بإجراءات إضافية ضد فرنسا ردّاً على موقف باريس الداعم لخطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، في أزمة يرى خبراء أنها في بدايتها ولا يستبعد استعمال الانتقام الاقتصادي ضمن الهجوم الجزائري المضاد.

وأوضح في تصريح لموقع "الحرة" أن "التساؤل الأساسي الآن هو هل كانت هذه الاتفاقيات الاقتصادية مبنية على عروض شفافة تحترم شروط المنافسة الحقيقية"، معتبرا أن "المنطق السياسي يهيمن على منطق المنافسة والسوق".

ويضيف "إذا كانت الإجابة لا كما حدث خلال الجزء الأول من إنشاء خط القطار فائق السرعة، فستكون هذه الاتفاقيات متنزلة ضمن اقتصاد الريع الذي يعد عقبة في طريق تحقيق النمو".

وقف "الابتزاز"

في الوقت الذي يعتبر فيه المحلل الاقتصادي نجيب أقصبي أن الرباط "دفعت ثمنا باهظا" بحصولها على دعم باريس لموقفها من ملف الصحراء، يرى الخبير الاقتصادي عمر الكتاني أن المغرب "خرج منتصرا".

"جعلت قضية الصحراء دولا غربية تمارس بعمليات ابتزاز للرباط للاعتراف بالطرح المغربي، لكن هذا الابتزاز توقف عندما أعلن الملك محمد السادس أن مستقبل علاقات بلاده مع دول العالم ستكون خاضعة لمستوى الاعتراف بمغربية الصحراء"، يقول الكتاني.

من برلمان المغرب.. ماكرون يعد باستثمارات فرنسية في الصحراء الغربية قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خطاب أمام البرلمان المغربي الثلاثاء، إنه يؤكد مجددا تأييد بلاده لـ"سيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية"، كاشفا الاتفاق مع الرباط على استثمارات فرنسية في هذه المنطقة.

وفي ظل "تنافس إسباني أميركي فرنسي في الساحة الاقتصادية المغربية"، يؤكد الكتاني في تصريح لموقع "الحرة"، فإن "الرباط نجحت في تحصيل اعتراف باريس بسيادتها على الصحراء".

لكن، هل سيدفع المغرب كلفة منحه صفقات ضخمة لفرنسا كان يمكن تفويتها لمن يقدم عروضا أفضل؟

يجيب الخبير الاقتصادي على هذا السؤال بالقول إن "المغرب تجرع نصف خسارة"، موضحا أنه "أعطى جزءا من الاستثمارات لفرنسا على حساب المنافسة الدولية، لكنه استفاد من اعتراف عضو دائم بمجلس الأمن  بمغربية الصحراء".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: سیادة المغرب على الصحراء الصحراء الغربیة بین البلدین المغرب فی فرنسیة فی

إقرأ أيضاً:

نادين نجيم: عالم السوشيال ميديا أكثر شيء يعملي توتر وبخاف على بنتي منه

تحدثت الفنانة اللبنانية نادين نجيم، عن علاقتها بأولادها، قائلة: “إبنتي لديها حساب على التيك توك ولكن أنا اللي مسيطرة عليه وخاص ومحدش بيشوفوا وممنوع تحط بوست على العام، وهي موهوبة جدا بالتمثيل والرقص، ولكن هناك تعليقات سلبية كثيرة على السوشيال ميديا”.

“أنا خلقت بالحرب”.. نادين نجيم تروي ظروفا صعبة بطفولتها نادين نجيم: حافظة مشاهد لميرفت أمين وشيريهان.. ومن زمان متابعة لمصر

وأضافت الفنانة نادين نجيم، خلال لقائها مع الإعلامية إسعاد يونس، ببرنامج "صاحبة السعادة" الذي يذاع على قناة "dmc": “أبني ملوش فى السوشيال ميديا وبيحب لعب الألعاب فقط، وعالم السوشيال ميديا أكثر شئ يعملي توتر، وبيزعجني جدا وبخاف علي أبنتي منه، لأني بقرأ على تعرض أطفال كثيرون على الإبتزاز”.

وتابعت الفنانة نادين نجيم: "من زمان متابعة لمصر ولنجوم مصر وللأفلام المصرية والمسلسلات المصرية، وكان زمان بيقتصر وقتنا على اللعب ومشاهدة الأفلام والمسلسلات المصرية وكبرنا على هذه الطقوس”.

مقالات مشابهة

  • إلباييس: فرق الإغاثة المغاربة “جنود الصحراء” يعملون بدون توقف لإزالة أوحال الفيضانات
  • الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء
  • شكاية لـ"الهاكا" بشأن تجاوزات مهنية "تسيء للمشهد الإعلامي بالصحراء المغربية"
  • الإمارات وفرنسا تبحثان التعاون القانوني والقضائي
  • أزمة بين فرنسا وأذربيجان بسبب "الاستعمار" و"جرائم ماكرون"
  • نادين نجيم: عالم السوشيال ميديا أكثر شيء يعملي توتر وبخاف على بنتي منه
  • بعد دعم كوبنهاغن للحكم الذاتي.. شركة الطاقة الدنماركية تفتح مكتباً في عمق الصحراء المغربية
  • تصفيات "كان" 2025.. المنتخب المغربي يمطر شباك ليسوتو بسباعية وينهي التصفيات بالعلامة الكاملة
  • افتراءات وزير سابق عن المغرب وفرنسا وإسبانيا وأمريكا في قضية الصحراء
  • توتر في البحر الأحمر.. سقوط صاروخ قرب سفينة بحرية جنوب عدن