كشف تقرير حديث عن استيلاء جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا على 13.5 مليار دولار من قيمة المساعدات الإنسانية، والتي تتجاوز نسبتها 66%من المساعدات الإنسانية التي وزعتها منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية خلال 9 سنوات، وبقيمة إجمالية تصل إلى أكثر من 18 مليار و459 مليون دولار، وأن معظم هذه المساعدات وجهتها مليشيا الحوثي في تمويل جبهات حربها ضد الشعب اليمني.

واكدت تقارير تابعة للأمم المتحدة والوحدة التنفيذية للنازحين في اليمن، نهاية عام 2022، وجود فجوة وخلل في توزيع المساعدات الإنسانية بين المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية وبين المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، مؤكدة أن نحو ثلاثة ملايين فقط مستفيد من المساعدات الإنسانية في المناطق المحررة. بينما يصل إجمالي المستفيدين من مساعدات برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلى نحو 9.5ملايين مستفيد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

يأتي هذا التقرير الاستقصائي والتتبع لعمليات النهب المنظم للمساعدات الإنسانية المتوقفة حاليا منذ شهر مارس الماضي في وقت أكد تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في اليمن ” أوتشا” عن معاناة ما يقرب من نصف السكان في المحافظات التابعة للحكومة المعترف بها دوليا من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأكد تقرير حديث، صادر عن منظمة “ريقن يمن”، وهي مبادرة لاستعادة الاموال المنهوبة، بعنوان (المساعدات الدولية وسيلة للإثراء الحوثي والتجنيد)، أن جماعة الحوثيين نهبت ما نسبته 66% من إجمالي المساعدات الإنسانية المعلنة التي تم توزيعها في اليمن خلال 9 سنوات والتي بلغت قيمتها أكثر من 18 مليار و459 مليون دولار.

وأشار التقرير الذي أطلقته “ريقن يمن”، وهي منظمة مستقلة، في 41 صفحة، متضمنا جداول بقيمة المساعدات التي وزعتها كل منظمة مستندا إلى البيانات المعلنة والمنشورة، والوثائق والمستندات التي حصلت عليها المنظمة، منوهة إلى أن 75 في المائة من المساعدات وزعتها المنظمات في مناطق الحوثيين بقيمة 13.5 مليار دولار، و6 مليارات دولار في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا.

وقال التقري إن جماعة الحوثي استولت على 9 مليار دولار من إجمالي المساعدات الموزعة في مناطقها، حيث تشكل نسبة ما استولت عليه الجماعة 66 في المائة.

وأضاف: “إن المساعدات التي استولى عليها الحوثيون، تم تحويل أجزاء كبيرة منها للتموين الغذائي في جبهات القتال، وتوزيعها لأسر الموالين لهم، فيما تم تحويل بعضها للبيع في الأسواق السوداء، أو إلى المنشآت الصحية الخاصة التي أنشأتها القيادات الحوثية”.

وبحسب التقرير: تمكنت جماعة الحوثي من السيطرة على المساعدات الإنسانية عبر المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية (سكمشا)، وقال إن ما يسمى بـ”السمكشا” منحهم القدرة على مراقبة وتقييد أنشطة المنظمات الإغاثية، وتحديد قوائم المستفيدين، بالإضافة إلى فرض شركاء تنفيذ محليين على المشاريع الإنسانية”.

واتهم التقرير المنظمات الدولية بعدم اتخاذ الإجراءات الكافية لمنع الحوثيين من نهب المساعدات، حيث تم بيع كميات كبيرة من الأدوية المسروقة في الأسواق، وفرض رسوم على خدمات المياه والصرف الصحي المقدمة كمساعدات.

وأشار التقرير إلى قيام جماعة الحوثي توجيه المنظمات الدولية بعدم التعامل مع بنوك غير معتمدة من قبلها، كما فرضوا إرسال جميع السفن إلى ميناء الحديدة بدلاً من ميناء عدن.

وقال إن تلك الإجراءات ساعدت الجماعة في الاستيلاء على المساعدات ما أتاح لهم فرصة تحقيق أرباح ضخمة من المساعدات الأجنبية، والتلاعب بكشوفات المستحقين.

وفي حين لا تتجاوز نسبة ال25% من المساعدات الإنسانية التي يتم توزيعها في المناطق المحررة التابعة للحكومة اليمنية، والمقدر عددهم بنحو ثلاثة ملايين مستفيد.

كشفت تقارير الامم المتحدة أن أكثر من 75% من المساعدات الإنسانية يتم توزيعها في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي بإجمالي 9.5 مليون مستفيد شهريا. الأمر الذي مكن جماعة الحوثيين من نهب هذا الحجم الكبير من المساعدات الإنسانية. ما أدى ذلك مطلع عام 2022، إلى اعلان برنامج الغذاء العالمي عن خطة جديدة لضبط عملية توزيع المساعدات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتي تقتضي القيام بإجراءات المسح وتسجيل بيانات المستفيدين من المساعدات الإنسانية، ليتوصل إلى نتيجة مفادها أن هناك اكثر من ثلاثة ملايين اسم مستفيد في مناطق المليشيا الحوثية وهمي وغير حقيقي.

غير أن جماعة الحوثي رفضت هذا التخفيض، وأمام هذا الرفض واستحالة استمرار منظمات الامم المتحدة العمل في ظل هذا النهب الصريح من قبل المليشيا التي ردت على قرار الامم المتحدة باقتحام مقرات مكاتب الامم المتحدة ومنظماتها والمنظمات الدولية الاخرى، واعتقال أكثر من 100موظف يعملون في تلك المنظمات، لا يزال منهم نحو 65 موظفا رهن الاعتقال، واحالة معظمهم إلى محكمة أمن الدولة التابعة للجماعة الإرهابية وسط تنديدات محلية ودولية، غير أنها لم تكترث لتلك التنديدات، واستمرت في غيها.

وكان هذا السلوك الإرهابي المليشاوي الفج، كافي بالأمم المتحدة إلى فرض عقوبة جماعية على الشعب اليمنيين، دفع ببرنامج الغذاء العالمي في 5كانون الأول/ديسمبر 2023 إلى إعلان توقيف المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، لكن التوقيف المساعدات عم كل مناطق اليمن دون الإعلان عن ذلك، لأن الامم المتحدة ومنظماتها الداعمة لإيران ومليشياتها في المنطقة العربية، ظلت حائرة وصامت فلا هي اعلنت تويف المساعدات عن كل اليمن، ولا هي نفذت قرارها في توقيف المساعدات فقط عن المناطق الخاضعة لمليشيا الحوثي، ولا هي بمقدورها توزع المساعدات في المناطق المحررة التابعة للحكومة دون موافقة مليشيا الحوثي التي تحتضن مراكز ومقرات تلك المنظمات الاممية والدولية تحت سيطرتها في العاصمة المحتلة صنعاء، بعد أن رفضت الأمم المتحدة نقل مقرات إدارات منظماتها إلى العاصمة المؤقتة عدن.

واعلن برنامج الغذاء العالمي، إيقاف مساعداته الغذائية العامة في المناطق الخاضعة لسلطات صنعاء، بسبب محدودية التمويل وعدم التوصل الى اتفاق مع السلطات من أجل تنفيذ برنامج أصغر يتناسب مع الموارد المتاحة للأسر الأشد ضعفا واحتياجا..

وقال في بيان صحفي نشره على موقعه في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2023، “يأتي هذا القرار الصعب، الذي تم اتخاذه بالتشاور مع الجهات المانحة، بعد ما يقرب من عام من المفاوضات، والتي لم يتم خلالها التوصل إلى اتفاق لخفض عدد المستفيدين من المساعدات الغذائية المباشرة من 9.5 مليون إلى 6.5 مليون شخص”.

وأضاف البرنامج أن مخزون الغذاء بدأ بالنفاد في المناطق الخاضعة لسلطات صنعاء بشكل كامل تقريبا، وقد يستغرق استئناف المساعدات الغذائية- حتى في ظل التوصل إلى اتفاق فوري مع السلطات- ما يقارب أربعة أشهر بسبب انقطاع سلسلة الإمداد للمساعدات الغذائية الإنسانية.

وقال البرنامج إنه سيواصل برامجه المتعلقة بتعزيز القدرة على الصمود وسبل العيش والتغذية والوجبات المدرسية “للحد من تأثير التوقف المؤقت لتوزيع الأغذية ورهنا بتوفر التمويل اللازم وكذلك تعاون السلطات في صنعاء”.

وأشار إلى أنه ستستمر عمليات توزيع المساعدات الغذائية العامة في مناطق سيطرة الحكومة مع التركيز بشكل أكبر على الأسر الأشد ضعفا واحتياجا، بما يتماشى مع التغيرات في الموارد التي تم الإعلان عنها في أغسطس الماضي.

وفي الوقت الذي قال فيه البرنامج إنه سيواصل العمل لإحراز تقدم في المفاوضات مع السلطات في صنعاء.

بررت الأمم المحتدة اسباب هذا التوقف إلى أسباب بدء نفاد المخزون الغذائي وضعف تمويلات المانحين، مؤكدة على موافقة الحوثيين على قرارها استبعاد 3 ملايين شخص من قائمة المستفيدين من الحصص الغذائية الشهرية، لينضموا إلى مليون آخرين جرى استبعادهم في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً لأسباب مرتبطة بنقص التمويل الذي يواجه خطة الاستجابة الإنسانية.

وتبعها البرنامج الاغذية العالمي مباشرة بالقول أنه بعد تعليق عملياته في مناطق سيطرة الحوثيين في ديسمبر (كانون الأول) توصل إلى اتفاق مع الجماعة التي تسيطر على العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، على اعتماد ما سماه «نهجاً أكثر استهدافاً» في توزيع المساعدات الإغاثية وخفض عدد المستفيدين من المساعدات إلى 6.5 ملايين، بدلا عن 9.5 ملايين في السابق.

وكان الحوثيون قد رفضوا في السابق هذه الخطوة وتمسكوا بضرورة استمرار توزيع المساعدات على جميع المستفيدين في مناطق سيطرتهم، واتهموا برنامج الأغذية العالمي باستخدام المساعدات ورقةً سياسية للضغط عليهم، لكنّ عودتهم لا تعني استئناف توزيع المساعدات قبل شهر أبريل (نيسان) المقبل، بسبب عدم توفر مخزون، ولأن قراره تعليق نشاطه في تلك المناطق أثر في التعاقدات لاستيراد المواد الغذائية.

إلى ذلك، كشف تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في اليمن ” أوتشا” الأسبوع الجاري، عن معاناة ما يقرب من نصف السكان في المحافظات التابعة للحكومة المعترف بها دوليا من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وقال مكتب الامم المتحدة في تقرير نشرة على موقعه الرسمي إن 4.7 ملايين شخص في مناطق الحكومة عانى من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال الفترة بين يوليو ـ سبتمبر 2024م.

وأشار التقرير إلى أن التصنيف المرحلي للأمن الغذائي المتكامل، شمل 1.2 مليون شخص عانوا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي صنفوا في المرحلة 4، معيدا إلى التدهور في الامن الغذائي بمناطق الحكومة إلى استمرار تدهور الاقتصاد، الذي يتسم بانخفاض قيمة العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى جانب استمرار الصراع وعدم انتظام المساعدات الغذائية الإنسانية.

وأضاف، أن من الأسباب الأمطار الغزيرة في أغسطس 2024 التي أدت إلى فيضانات دمرت المنازل وعطلت الأنشطة الزراعية وأسفرت عن فقدان الماشية والأراضي الزراعية ونزوح ما يقدر بنحو 400 ألف شخص.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

قرض إماراتي لكينيا بقيمة 1.5 مليار دولار بعد استضافة مؤتمر لـالدعم السريع

تتوقع كينيا الحصول على قرض بقيمة 1.5 مليار دولار من الإمارات بحلول نهاية الأسبوع المقبل، وذلك بعد فترة قصيرة من استضافة نيروبي اجتماعا ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع المدعومة من أبو ظربي بهدف تشكيل حكومة موازية.

وجاء في تقرير لوكالة "بلومبرغ" أن الدولة الواقعة في شرق أفريقيا ستحصل على التمويل دفعة واحدة، مما يعكس خطة سابقة لتقسيط القرض، وفقًا لاثنين من الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن المناقشات خاصة.

وأكد التقرير أن كينيا لجأت إلى الإمارات للحصول على الأموال العام الماضي لتنويع مصادر تمويل ميزانيتها خارج سندات اليورو والدائنين الثنائيين التقليديين مثل الصين والمقرضين المتعددين الأطراف.


وقال "سوف يساعد القرض إدارة الرئيس وليام روتو على استقرار وضعها المالي بعد أن أجبرتها الاحتجاجات المميتة في حزيران/ يونيو على التخلي عن الضرائب المخطط لها على كل شيء من الخبز إلى الحفاضات والتي كان من المتوقع أن تحقق إيرادات إضافية قدرها 2.7 مليار دولار".

وأكد أن "الإمارات تستخدم بشكل متزايد دولاراتها النفطية لبناء النفوذ في أفريقيا، مع تقليص الصين للقروض المقدمة للقارة، وتقليص أوروبا لوجودها، وزيادة تركيز الولايات المتحدة على الداخل".

وأشار إلى أنه وفي كانون الثاني/ يناير وقعت الإمارات اتفاقا مع كينيا لتعزيز التجارة وتشجيع الاستثمارات، وفي العام الماضي وافقت شركة أبوظبي الوطنية للثروة (ADQ) على استثمار 35 مليار دولار في مصر، معظمها لتطوير الأراضي الرئيسية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا. 

وأوضح أن "الصرف سيعزز الاحتياطيات الأجنبية لكينيا مع دخولها في محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج جديد حيث ينتهي ترتيبها الحالي البالغ 3.6 مليار دولار في الأول من نيسان/ أبريل".

وأضاف أن صندوق النقد الدولي حث كينيا في تشرين الثاني/ نوفمبر على النظر في تأثير قرض الإمارات العربية المتحدة على أهدافها المالية والديون.

وقامت أكبر شركة لشحن الشاي الأسود في العالم بمراجعة عجزها المالي للعام حتى حزيران/ يونيو وترى أنه سيبلغ 4.9 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بدلا من 4.3 بالمئة.


والخميس، اتهم السودان الرئاسة الكينية بأنها تحتضن وتشجع مؤامرة تأسيس حكومة لقوات الدعم السريع.

وطالب السودان، كينيا بالتراجع عمّا وصفه "التوجه الخطير" الذي يهدد السلم والأمن في الإقليم ويشجع على الإرهاب والإبادة الجماعية.

جاء ذلك في بيان صادر عن الخارجية السودانية، على خلفية استضافة كينيا اجتماعا ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع، بهدف ما اعتبرته الخرطوم "إقامة حكومة موازية".

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد البطالة في اليمن جراء وقف المساعدات الأمريكية
  • وقف المساعدات الأمريكية يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
  • قرض إماراتي لكينيا بقيمة 1.5 مليار دولار بعد استضافة مؤتمر لـالدعم السريع
  • مبيعات جديدة لـ «ايدج» بقيمة 2.9 مليار دولار
  • «أدنوك» تستكمل طرح 4% من أسهم «أدنوك للغاز» بقيمة 2.84 مليار دولار
  • أدنوك تستكمل طرح أسهم من أدنوك للغاز بقيمة 2.84 مليار دولار
  • بقيمة 500 مليار دولار .. أميركا تطالب بنصف ثروة أوكرانيا المعدنية
  • شاحنات المساعدات الإنسانية تدخل غزة تزامنًا مع تسليم حماس جثث 4 أسرى إسرائيليين
  • بقيمة 290 مليار دولار.. «ترامب» يخطط لخفض ميزانية «وزارة الدفاع»
  • ياسر مصلح اللوزي يكشف فضيحة فساد تكشف وجه ميليشيا الحوثي الحقيقي