"الأونروا".. ماذا نعرف عن هيئة الأمم المتحدة التي تحاربها إسرائيل؟
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
لم تكن العلاقة بين إسرائيل ووكالة "الأونروا" جيدة، فتل أبيب لم ترض عنها، لكن العلاقة يبدو أنها وصلت إلى نهايتها مع تمرير الكنيست قرار يحظر نشاطها رغم المعارضة الدولية الواسعة، بما في ذلك الولايات المتحدة.
كتبت صحيفة "القدس" الواسعة الانتشار في الأراضي الفلسطينية في عددها الصادر، الثلاثاء، عنواناً في صفحتها الأولى، جاء فيه "إسرائيل تغتال الأونروا"، تعليقاً على قرار الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) بتمرير مشروع قانون يحظر عمل الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة.
واعتبرت الصحيفة أن القرار ينهي الوكالة التي وصفتها بـ"حاملة الأختام" (أي أنها شاهدة على محنة اللاجئين الفلسطينيين على مدار عقود)، ونقلت عن متحدث باسمها أن القرار "ضربة قاسية لوجودها ضمن حملة أوسع لطي صفحة قضية اللاجئين".
ولم يكن هذا رأي المتحدث فقط، بل إن كتّابا وسياسيين فلسطينيين رأوا أن الأمر "جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى إغلاق ملف اللاجئين".
أما المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، فإعتبر أن القرار "يعارض ميثاق الأمم المتحدة وينتهك التزامات دولة إسرائيل بموجب القانون الدولي".
وكان الكنيست قد أقر، يوم الاثنين، بأغلبية ساحقة (92 صوتا مقابل 10 أصوات) مشروع قانون يحظر نشاط الوكالة داخل إسرائيل، في سابقة ستفضي عملياً إلى وقف أنشطة الوكالة داخل البلاد.
ويعني القرار أن السلطات الإسرائيلية لن تصدر تأشيرات دخول لكبار موظفي الوكالة، وهم غربيون في العادة، فضلاً عن إلغاء الإعفاء من الضرائب التي تحظى بها الوكالة حاليا، فضلا عن إغلاق مكاتبها.
ويأتي القانون تتويجاً لحملة إسرائيلية واسعة ضد الوكالة، إذ تتهمها تل أبيب بأنها متحيزة ضدها منذ اندلاع حرب غزة قبل أكثر من عام.
وينهي هذا القانون اتفاقية أبرمت عام 1967 تسمح لـ"الأونروا" بالعمل في إسرائيل.
هجوم إسرائيلي كثيفوشنت إسرائيل حملات إعلامية متلاحقة ضد وكالة "الأونروا"، متهمة إياها بالانحياز ضدها وزعمت أن موظفيها شاركوا في هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، وسرعان ما انضمت دول غربية إلى حملة إسرائيل وأعلنت وقف تمويل الوكالة، لكن هذه الدول تراجعت في نهاية المطاف.
وترى إسرائيل أنه يمكن الاستغناء عن الوكالة بمنظمات دولية أخرى، لكنها لم توضح كيفية عمل ذلك.
وشكلت الأمم المتحدة لجنة تحقيق برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة، كاترين كولونا، وخلصت في أبريل/ نيسان الماضي إلى أنه "لا يمكن الاستغناء عنها (الأونروا)، ولا يمكن الاستعاضة عنها بغيرها".
وقالت اللجنة إن إسرائيل لم تقدم أدلة على اتهاماتها.
تأسست "الأونروا"، وهي اختصار لوكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" عام 1949 لدعم اللاجئين الفلسطينيين في العديد من البلدان.
وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، وأسستها الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد عام واحد من نكبة 1948، حيث أجبرت القوات الإسرائيليين المدنيين الفلسطينيين على النزوح قسراً.
وفوضتها الجمعية العامة بمهمة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئي فلسطين المسجلين في مناطق عمليات الوكالة إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.
تقول "الأونروا" على موقعها الإلكتروني: "نحن نقدم المساعدة والحماية والمناصرة لأكثر من خمسة ملايين و 900 ألف من لاجئي فلسطين".
وتعمل الوكالة في 5 مناطق جغرافية تشمل: القدس الشرقية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسوريا.
وتشمل خدمات الأونروا للتنمية البشرية والإنسانية التعليم الابتدائي والمهني والرعاية الصحية الأولية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والتمويل الصغير والاستجابة للطوارئ، بما في ذلك في حالات النزاع المسلح.
وعلى سبيل المثال، تدير الوكالة 702 مدرسة ابتدائية وإعدادية في أقاليم عملياتها الخمسة، ويشمل ذلك ثماني مدارس ثانوية في لبنان، فهي توفر التعليم الأساسي المجاني لحوالي 545,000 طفل من لاجئي فلسطين. وبالإضافة إلى ذلك، يتم توفير التدريب المهني التقني والتعليم العالي في ثمانية مراكز للتدريب المهني لما يقارب 8,000 لاجئ من فلسطين في كافة أقاليم العمليات
وفي قطاع غزة، حيث يوجد أكثر اللاجئين الفلسطينيين فقراً، تقول الوكالة إن 183 مدرسة تقدم الخدمة لأكثر من 278,000 طالب وطالبة، وإن هؤلاء الأطفال ينمون في ظروف قاتمة، وغالبا ما يكونون محاطين بالفقر والعنف. وتوفر لهم مكانا يستطيعون فيه تعلم المهارات من أجل مستقبل أفضل.
وبعد مرور ما يقارب 76 عاما، ترى الوكالة أن عشرات الآلاف من لاجئي فلسطين الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم بسبب ما حصل في عام 1948 لا يزالون نازحين وبحاجة إلى الدعم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مصر تقدم مقترحًا بوقف مؤقت للحرب في غزة مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن مظاهرات في مختلف المدن الإيطالية من أجل وقف الحرب في غزة وأوكرانيا ورقة بحثية: واشنطن موّلت 70% من تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - أونروا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني السياسة الإسرائيليةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة روسيا إسرائيل الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة روسيا إسرائيل الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني السياسة الإسرائيلية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة روسيا إسرائيل الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب حركة حماس الحرب في أوكرانيا حزب الله كامالا هاريس رمضان قديروف اللاجئین الفلسطینیین الأمم المتحدة لاجئی فلسطین یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
التعاون الإسلامي ترفض حظر إسرائيل لأونروا بمرافعة أمام محكمة العدل
سرايا - أعربت منظمة التعاون الإسلامي، السبت، عن رفضها القوانين الإسرائيلية التي تحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ووصفتها بأنها "باطلة".
جاء ذلك في مرافعة خطية قدمتها المنظمة إلى محكمة العدل الدولية، ضمن الإجراءات التي تتخذها المحكمة لإصدار فتوى قانونية بشأن التزامات إسرائيل حيال وجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكدت المنظمة، في بيان، أنها شددت في مرافعتها على "أهمية هذه الجهود القانونية لمواجهة إجراءات إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، وقوانينها الباطلة التي تمنع الأونروا، اعتبارا من 30 يناير/ كانون الثاني 2025، من مواصلة عملها في الأرض الفلسطينية المحتلة".
كما جددت المنظمة "دعمها الثابت للوكالة الأممية، التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لخدمة اللاجئين الفلسطينيين، إلى حين التوصل إلى حل عادل ودائم لقضيتهم".
وفي 19 ديسمبر/ كانون الأول 2024، صدّقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يطالب محكمة العدل الدولية بإصدار فتوى قانونية بشأن التزامات إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال وعضوا في الأمم المتحدة، فيما يتعلق بوجود وأنشطة وكالات الأمم المتحدة وهيئاتها، إضافة إلى المنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة، في الأرض الفلسطينية المحتلة.
تم اعتماد القرار الذي قدمته النرويج، آنذاك، بأغلبية 137 صوتا مقابل 12، مع امتناع 22 عضوا عن التصويت.
وجاء القرار على خلفية تصديق الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، في 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، على قانونين، أحدهما يحظر أنشطة الأونروا داخل إسرائيل (بما يؤثر على المناطق الخاضعة لسيطرتها)، والآخر يمنع السلطات الإسرائيلية من إجراء اتصالات بالوكالة. ودخل القراران حيز التنفيذ رسميا في 30 يناير الماضي.
وتزعم إسرائيل أن بعض موظفي الأونروا شاركوا في هجوم 7 أكتوبر 2023.
لكن الأونروا نفت صحة مزاعم إسرائيل، فيما خلص تحقيق مستقل للأمم المتحدة إلى أن الوكالة "تلتزم الحياد وتركز حصرا على دعم اللاجئين".
وتقدم الأونروا المساعدات والخدمات الصحية والتعليمية لملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن.
وترفض دولة فلسطين أي محاولات لتقويض الوكالة الأممية أو استبدالها أو تقييد عملها وتمويلها، داعية "المجتمع الدولي إلى التحرك الجدي لمحاسبة الاحتلال، وحماية ولاية الأونروا".
وتعاظمت حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا تحت وطأة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة على مدى قرابة 16 شهرا، ما خلف أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #فلسطين#سوريا#القدس#القمة#غزة#الاحتلال#الثاني
طباعة المشاهدات: 851
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 01-03-2025 08:30 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...