زنقة 20. الرباط

بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أشرفت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، مرفوقة بالسيدة بريجيت ماكرون، اليوم الثلاثاء، على تدشين المسرح الملكي الرباط، المشروع الهيكلي الذي يأتي لتعزيز منظومة مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية.

وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية، تابعت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، مرفوقة بالسيدة بريجيت ماكرون، عرضا حول الهندسة الداخلية للمسرح الملكي الرباط، قبل القيام بجولة في مختلف مرافقه.

ويتميز هذا الصرح-الأيقونة، الذي يعد ثمرة رؤية ملكية مستنيرة، وتجسيدا للعناية الموصولة التي ما فتئ جلالة الملك يوليها للفن والثقافة، بموقعه وجماليته ومعاييره التقنية المبتكرة التي تمثل نقلة كبرى في المشهد الثقافي للمغرب.

ويساهم هذا المشروع الهام الذي أعطى جلالة الملك، نصره الله، انطلاقة أشغال إنجازه، والذي يشكل جزءا مندمجا من برنامج تنمية مدينة الرباط، في تعزيز البنيات التحتية الثقافية على مستوى مختلف جهات المملكة، وفي النهوض بالإشعاع الثقافي للمغرب على الصعيد العالمي.

وبوصفه رمزا للحداثة، يضفي التصميم الفريد للمسرح الملكي الرباط لمسة عصرية على الهندسة المعمارية لمدينة الرباط، حيث لا يعد فضاء للتعبير الفني فحسب، وإنما تحفة فنية في حد ذاته.

ويشكل المسرح الملكي الرباط، الذي يطل على نهر أبي رقراق، في امتداد لمعلمتي صومعة حسان وضريح محمد الخامس، رمزا للانبعاث الثقافي والفني لعاصمة المملكة. كما سيعزز الدينامية الثقافية بالمغرب، من خلال تحفيز مقاربة حداثية للفن المغربي، بكل ما يفضي إليه ذلك من تثمين للقدرات الإبداعية.

وتمتد هذه المعلمة، التي أنجزتها وكالة تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، وصممتها المهندسة المعمارية الراحلة زها حديد، على مساحة 7,1 هكتارا، منها 25 ألف و400 متر مربع مبنية. وتنصهر هذه المنشأة، في انسجام تام، في موقع نهر أبي رقراق بفضل تصميمها الذي تم إبداعه بشكل يتماهى مع دينامية الموقع ومشهده العام.

ويتكون المسرح الملكي الرباط من عدة فضاءات موزعة ببراعة، إذ يتميز بتصميمه المبتكر الذي يسمح بحركة سلسة بين مختلف مرافقه، وكذا بتنقل انسيابي للجمهور بفضل السلالم الكبيرة والممرات والمصاعد، بالإضافة إلى الولوجيات المخصصة للأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة، وفقا لمبدأ “التنقل للجميع”.

ويضم المسرح الملكي الرباط قاعة كبيرة للعروض تتسع لأزيد من 1800 متفرج، وتتميز بتصميم فريد قائم على واجهات هندسية مميزة ومبتكرة للجدران والسقف. ويمكن لهذه القاعة احتضان أنواع متعددة من التظاهرات الفنية والثقافية (المسرح والرقص والباليه والأوبرا والمسرحيات الموسيقية، والحفلات السيمفونية والفيلارمونية، بالإضافة إلى أشكال أخرى من العروض الحية).

وتتوفر القاعة الكبرى للعروض بالمسرح الملكي الرباط، التي ترقى إلى منشأة من مستوى عالمي، على تقنيات عازلة للصوت مصنفة ضمن أفضل المعايير الدولية في المجال. وتعد جودة الصوت داخل هذه القاعة استثنائية مع هندسة معمارية وهندسة صوتية مصممتين لضمان تجربة صوتية مثيرة للجمهور. ويمثل السقف المتحرك، الذي يأخذ شكل عاكس صوتي، أيضا عنصرا أساسيا ومتفردا في هندسة هذه المؤسسة.

ويحتوي المسرح الملكي الرباط، أيضا، على قاعة ثانية للعروض تضم 250 مقعدا، مفتوحة لاحتضان كافة التجارب والتعبيرات الثقافية بأساليبها وأنواعها المتعددة والمختلفة، لتصبح بمثابة رافعة للمشهد الفني المغربي الجديد.

وبخصوص الفضاء الخارجي للمسرح، فيضم مدرجا بطاقة استيعابية تبلغ 7 آلاف شخص، مخصصا لاحتضان المهرجانات والتظاهرات الكبرى.

ويعد المسرح الملكي الرباط بتجربة ثقافية غامرة من خلال برمجة غنية تشمل احتضان أحداث ثقافية وطنية ودولية، بما يسهم في إثراء المشهد الثقافي للرباط والمغرب بأكمله.

ومن خلال هذه المعلمة المعمارية والحضرية الفريدة، ترتقي العاصمة الرباط إلى مصاف كبريات الوجهات الثقافية العالمية، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

وكانت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء في استقبال السيدة بريجيت ماكرون لدى وصولها إلى المسرح الملكي الرباط، حيث استعرضتا تشكيلة من القوات المساعدة أدت التحية.

وتقدم للسلام على صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء مرفوقة بالسيدة بريجيت ماكرون، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، السيد فوزي لقجع، ووالي جهة الرباط-سلا-القنيطرة عامل عمالة الرباط، السيد محمد اليعقوبي، ورئيس مجلس الجهة، السيد رشيد العبدي، ورئيسة المجلس الجماعي لمدينة الرباط، السيدة فتيحة المودني، ورئيس مجلس عمالة الرباط، السيد عبد العزيز الدرويش، وعدد من الشخصيات الأخرى.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: بریجیت ماکرون نهر أبی رقراق

إقرأ أيضاً:

يقود العالم للحرب الثالثة .. نائب اوروبي: ماكرون نسخة كاريكاتورية من بونابرت

انتقد عضو البرلمان الأوروبي السلوفاكي، لوبوش بلاغا، بشدة تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الأسلحة النووية، معتبرًا أن ماكرون يتصرف كما لو كان نابليون بونابرت، مما يساهم في تصعيد الأوضاع العالمية ودفعها نحو حرب كبرى.

وفي مقابلة مع وكالة تاس، وصف بلاغا خطاب ماكرون الأخير إلى المواطنين الفرنسيين بأنه "أوضح تعبير عن النزعة البونابارتية في التاريخ"، مضيفًا: "بكلماته، يعمل ماكرون على تأجيج الصراع وكأنه يعتقد نفسه نابليون بونابرت"، محذرًا من "الخطر الحقيقي" لنشوب حرب عالمية ثالثة.

وأشار بلاغا إلى أن الرئيس الفرنسي "يسعى ليكون القوة الدافعة للتاريخ، مستسلمًا لعقدة بونابرت"، مذكرًا في الوقت ذاته بأن نابليون نفسه انتهى به المطاف مهزومًا في روسيا. 

وأضاف: "ماكرون هو نسخة كاريكاتورية من بونابرت، والحديث عن الحرب والأسلحة النووية ليس حلًا عقلانيًا. هل يعتقد فعلًا أن العالم بحاجة إلى حرب نووية؟ لدي ثلاثة أطفال صغار، ولا أرغب في هذا التصعيد ولا في استفزاز روسيا".

ماكرون: بوتين إمبريالي يحرف التاريخلافروف: ماكرون يلجأ إلى تصرفات غير مدروسة في محاولة لإنقاذ سمعته

كما شدد النائب الأوروبي على أن ماكرون لا يحظى حتى بدعم البرلمان الفرنسي في قراراته، موضحًا أن القوى السياسية الرئيسية في فرنسا بعد الانتخابات تتمثل في الكتلة اليسارية بزعامة جان لوك ميلونشون والتجمع الوطني بقيادة مارين لوبان، وكلاهما يعارض بشدة تصعيد الصراع مع روسيا. وأضاف أن ماكرون "لا يملك تفويضًا لاتخاذ مثل هذه الإجراءات الخطيرة".

وفي سياق انتقاده لسياسات الغرب، أكد بلاغا أن "القادة الغربيين يعملون الآن بشكل متعمد على تأجيج الصراعات"، معبرًا عن رفضه التام لما يقوم به ماكرون، ومعارضته المطلقة لنهج رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، مشددًا على أن "الأسلحة ليست الحل، بل الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق".

يُذكر أن ماكرون كان قد دعا في وقت سابق إلى بدء نقاش حول استخدام الأسلحة النووية الفرنسية لحماية الاتحاد الأوروبي بأسره، في ظل ما اعتبره تغيرًا في موقف الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا ودورها داخل حلف الناتو.

وفي السياق ذاته، اتهم زعيم حزب انهضي يا فرنسا، نيكولا دوبون أينيان، الرئيس الفرنسي باستغلال الحرب في أوكرانيا لجمع أموال الفرنسيين وتحويل الأنظار عن الأزمات الداخلية التي تواجهها البلاد.

مقالات مشابهة

  • يقود العالم للحرب الثالثة .. نائب اوروبي: ماكرون نسخة كاريكاتورية من بونابرت
  • نائب أوروبي: ماكرون يعتقد أنه نابليون بونابرت ويقود العالم إلى حرب كبرى
  • مع قرب الإنتخابات…الوزير بنسعيد يخصص 36 مليار لمشروع للألعاب الإلكترونية بقلعته الإنتخابية بالرباط
  • ولي العهد يبحث تطورات الأزمة الأوكرانية مع الرئيس زيلينسكي
  • الحرس الملكي يوزع 5 آلاف وجبة إفطار يومياً
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الحدث الذي حصل من يومين سيؤثر على المسيرة، وسنعيد ترميم الأوضاع إن شاء الله بقدر ما نستطيع، وتم تشكيل لجنة للمحافظة على السلم الأهلي والمصالحة بين الناس لأن الدم يأتي بدم إضافي
  • تقرير حقوقي: البحرين تواصل اعتقال الأطفال وتعذيبهم رغم العفو الملكي
  • احتجاجات على إغلاق مختبرات التحاليل الطبية بمستشفى ابن سينا
  • البطولة.. الجيش الملكي يرتقي إلى الوصافة عقب انتصاره على نهضة الزمامرة اتحاد طنجة يعود بنقطة من فاس
  • ماكرون ردًا على ترامب: الفرنسيون حلفاء أوفياء ومخلصون