29 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: تشير استقالة رئيس حزب السيادة، خميس الخنجر، إلى تحوّل كبير في مسار التحالف السياسي للمكون السني في العراق، ويفتح الباب لتداعيات سياسية واجتماعية متعددة على المستوى الداخلي للتحالف وعلى ساحة السياسة العراقية بشكل عام،

وقرار الاستقالة يأتي في وقت حساس للغاية، ويثير أسئلة حول مستقبل الحزب، لا سيما مع قرار الحزب طرد عضو مجلس ديالى فراس مزاحم الجبوري واتهامه بالخيانة.

و تشير استقالة الخنجر إلى تفاقم الانقسامات داخل حزب السيادة، وهو التحالف الذي كان يُنظر إليه كأحد المكونات الرئيسة المؤثرة في التمثيل السني بالعراق. هذه الاستقالة، التي وصفتها مصادر بأنها “هرب من مقصلة المساءلة والعدالة”، توحي بأن الخنجر لم يستطع الوفاء بوعوده التي قطعها للمكون السني بإنهاء دور هيئة المساءلة والعدالة. وقد يرى البعض في هذه الاستقالة انهيارًا لطموحات الزعامة السنية و تراجعًا في دور الحزب كحامل لأصوات هذا المكون، خاصةً مع تراجع نفوذ الخنجر وإقراره بأن المرحلة المقبلة ستركز فقط على محاولة البقاء في المشهد السياسي.

و التحديات المتوقعة تشمل تضاؤل الثقة الشعبية في الحزب، حيث قد يشعر الناخب السني بأن الحزب لم يحقق مطالبهم التي رفعها خلال الانتخابات. وقد يتبع ذلك انشقاقات أخرى من صفوف التحالف، في حال شعر الأعضاء أنهم بحاجة إلى مسافة أكبر من قيادات الحزب لمواكبة الوضع الجديد وتحقيق مصالح قواعدهم الشعبية.

و ترى تحليلات ان توقيت الإعلان عن “الخيانة” و”عقد الصفقات المشبوهة” بحق فراس مزاحم الجبوري يثير تساؤلات، خاصة أنه جاء بعد تصويت مجلس محافظة ديالى على إقالة رئيس المجلس عمر الكروي حيث يمكن أن يُفهم هذا القرار كخطوة استباقية من الحزب للتخلص من الأصوات المناوئة التي قد تشكل تهديدًا للتماسك الداخلي، أو ربما كرد فعل على مواقف الجبوري التي خرجت عن توجيهات القيادة.

وتشير مصادر الى ان توقيت اتهام الجبوري بالفساد الآن جاء لسببين أساسيين: الأول، لتقديم رسالة ضمنية إلى الأعضاء الآخرين بضرورة الالتزام بقرارات الحزب وتوجيهاته، في وقتٍ يمر فيه التحالف بأزمة؛ والثاني، لتوجيه رسالة للشارع العراقي أن الحزب يسعى للتطهير الداخلي ولا يتهاون في مواجهة “الخيانة”، بغية استعادة ثقة الناخبين وكسب دعم شعبي أكبر.

و تؤدي الأحداث الأخيرة إلى انشقاق أعضاء آخرين قد يكون لديهم تحفظات حول قيادة الحزب أو توجهاته الجديدة. وسيؤدي ذلك إلى إضعاف التحالف أكثر وظهور كتل سياسية صغيرة جديدة تدعي تمثيل مصالح المكون السني بصورة أكثر استجابة لتطلعاته.

و يفتح هذا الوضع المجال لظهور قادة جدد، يسعون للتموضع كبدائل لخميس الخنجر ولحزب السيادة ومن المتوقع  ظهور أحزاب جديدة أو تحالفات تسعى لملء الفراغ الناجم عن تراجع دور السيادة، أو محاولة التحالف مع كتل سياسية شيعية أو كردية جديدة لبناء تحالفات أكثر شمولاً.

ومع تراجع دور الخنجر، سوف تجد هيئة المساءلة والعدالة الفرصة لممارسة ضغوط أكبر على الحزب وأعضائه، مما قد يؤدي إلى استبعاد شخصيات أخرى، في حال لم تتمكن من الالتزام بالمعايير المطلوبة أو خضعت لضغوط الفساد التي باتت تُتهم بها شخصيات من داخل الحزب.

و سيؤدي الاتهام الموجه إلى الجبوري بفساد وعقد صفقات مشبوهة إلى تأثر شعبية الحزب في محافظة ديالى وفي عموم العراق. وفي حال استمرت هذه الاتهامات وانتشرت حالات أخرى مماثلة، فسوف يتراجع الدعم الشعبي للحزب، مما سيؤثر بشكل مباشر على نتائجه في الانتخابات المقبلة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

عاجل| السوداني: سيتم حل الفصائل المسلحة بالعراق بعد انتهاء مهمة التحالف الدولي

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني:

بعد انتهاء مهمة التحالف الدولي سيتم حل الفصائل المسلحة في العراق. لا يمكن لأي جهة أن تجبر العراق على إنهاء مهام الحشد الشعبي وواشنطن لم تطلب ذلك.

مقالات مشابهة

  • خارطة التحالفات السنية بين المشروع الفردي والمطالب العامة
  • إقالات مفاجئة بزيمبابوي… هل يستعد الرئيس لانقلاب جديد؟
  • تتويج الفائزين في بطولة الفئات السنية بفريق العين الرياضي
  • رئيس وزراء كندا: زمن التعاون الوثيق مع واشنطن انتهى
  • عاجل| السوداني: سيتم حل الفصائل المسلحة بالعراق بعد انتهاء مهمة التحالف الدولي
  • رئيس وزراء كندا: زمن التعاون الوثيق مع واشنطن "انتهى"
  • نيكول سابا تتهم كريم فهمي بالخيانة في الحلقة 27 من “وتقابل حبيب”
  • حمادة هلال يكتشف أسرار الخنجر السحري في الحلقة 28 من “المداح 5”
  • مسلسل المداح الجزء الخامس الحلقة 28.. صابر يعثر على خنجر تاج المسحور
  • إعلان الخرطوم حرة.. البرهان: انتهى الأمر ماذا يحصل في السودان؟