بعد تهديده بإغتيال قاسم وكلامه عن قدرات حزب الله.. أوّل رد من الحزب على غالانت
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
أعلن نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي، مساء اليوم الثلاثاء أنّ "كل الشواغر في الهيكل القيادي لحزب الله ملئت".
وحول إعلان الشيخ نعيم قاسم نائباً عامّأً لحزب الله، أشار إلى أنّ "منصب الأمين العام لا يرتبط بتطور سياسي"، مؤكداً أنه "دليل قوي على متانة التنظيم".
كما علّق قماطي خلال حديثه للجزيرة على تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بإغتيال الشيخ نعيم قاسم، قائلاً: "لا يرهبنا"، متابعاً انّ "من يتصدى لمسؤولية قيادية في الحزب يعلم أنه مشروع شهيد".
ورداً على كلام غالانت أيضاً، الذي أعلن أنّ حزب الله لم يعد يملك سوى 20% من قدرته الصاروخية، قال قماطي:"الحديث الإسرائيلي عن خسارتنا جزءا كبيرا من قوتنا الصاروخية كذب محض".
وتوجّه برسالة إلى العدو: "نقول للعدو إننا لم نستخدم بعد كامل قدراتنا الصاروخية".
وأوضح قماطي أنّه "لم يصلنا أي مشروع أو مبادرة سياسية بشكل رسمي"، معتبراً أنّ "أولويتنا هي الميدان الآن ونعتمد على السيد نبيه بري في جانب السياسة".
وحول المفاوضات، إعتبر أنّه "لا نقبل بأي تفاوض تحت النار". (الجزيرة)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وقائعُ المعركة وحقيقةُ حزب الله
ريما فارس
على مدى العقود الماضية، شكّل حزب الله حالة استثنائية في تاريخ المقاومة، ليس فقط في لبنان، بل في الإقليم بأسره. فمنذ نشأته، حمل راية الدفاع عن الأرض والشعب، مستندًا إلى رؤية واضحة وعقيدة ثابتة لا تتبدل وفق المصالح السياسية. مع اندلاع الأزمة السورية، وجد نفسه أمام معادلة معقدة فرضتها طبيعة الصراع وتشابكاته الإقليمية.
لم يكن السيد حسن نصر الله رجل سياسة بالمعنى التقليدي، حَيثُ تتداخل الحسابات وتتناقض المواقف. تميّز خطابه بالوضوح والشفافية، لم يُعرف عنه الكذب أَو التلاعب بالحقائق، بل ظل صادقًا في وعوده، أمينا على الدماء، واعيًا لحجم المسؤولية.
مع تصاعد الأزمة السورية، انقسمت الآراء حول طبيعة الصراع. البعض رآه ثورة شعبيّة، بينما اعتبره آخرون مخطّطا لإسقاط محور المقاومة. لم يكن موقف الحزب وليد اللحظة، بل جاء استجابة لخطر متنامٍ فرضه تمدد الجماعات التكفيرية. لم يكن تدخله موجّهًا ضد الشعب السوري، بل ضد “داعش” و”جبهة النصرة”، التنظيمات التي ارتكبت المجازر وانتهكت الحرمات. كان نصر الله واضحًا في خطابه، مؤكّـدًا أن المواجهة ليست مع السوريين، بل مع من اختطفوا الثورة وحوّلوها إلى مشروع دموي.
واجه الحزبُ اتّهاماتٍ كثيرة، بعضها استند إلى دعايات إعلامية، وبعضها الآخر كان جزءًا من حملة سياسية لتشويه صورته.
من أبرز ما وُجّه إليه أنه شارك في قتل المدنيين، بينما أظهرت الوقائعُ أن معاركه كانت محصورة ضد التنظيمات المتطرفة، لا في استهداف الشعب السوري.
المعارك الأخيرة أثبتت أنه لم يكن أدَاة بيد النظام، بل صاحب قرار مستقل، يتدخل وفق الضرورة، وينسحب متى انتفى الخطر. حتى في مواقفه السياسية، لم يكن داعمًا لكل سياسات دمشق، بل تعامل وفق ما يخدم الاستقرار العام.
عندما أعلن الحزب تدخله، لم يكن ذلك مدفوعًا بمصلحة حزبية، بل التزامٌ بتكليف شرعي لحماية لبنان ومنع سقوط المنطقة في قبضة الإرهاب. لو لم يكن هناك، لكانت المعركة انتقلت إلى الداخل اللبناني، ولشهدت بيروت والبقاع ما عرفته مدن العراق وسوريا من فظائع.
اليوم، وبعد سنوات من تلك الحرب، تبدو الحقيقة أكثر وضوحًا. لم يسعَ الحزب إلى فرض نفوذ، بل أَدَّى واجبًا فرضته المعطيات. ويبقى الحكم للتاريخ، الذي لا يُكتب بالصخب الإعلامي، بل بالحقائق التي تثبتها الأيّام.