جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-12@03:44:15 GMT

الزواج.. اختيار ومسؤولية

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

الزواج.. اختيار ومسؤولية

 

سلطان بن ناصر القاسمي

الزواج هو من أعظم سنن الحياة التي تجمع بين اثنين على أسس من المودة والرحمة، وهو أيضًا الطريق الذي رسمه الله تعالى لعباده لعيش حياة مليئة بالطمأنينة. وقد وصفه ديننا الحنيف بأنه تكملة لنصف الدين، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف دينه، فليتق الله في النصف الباقي".

هذه الوصية النبوية تُبَيِّنُ أهمية الزواج في الإسلام، ليس فقط كوسيلة لتلبية حاجات الإنسان العاطفية والجسدية، ولكن أيضًا كركيزة لبناء مجتمع صالح يقوم على الالتزام بتعاليم الدين والأخلاق الفاضلة.

من هنا، يأتي دور المسلم في البحث عن شريك الحياة المناسب، ويضع نصب عينيه معايير أساسية تناولها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك". وبهذا التوجيه النبوي، وضع الإسلام الأولوية للديانة الصالحة، لأن المرأة الصالحة التي تخاف الله وتتبع تعاليمه هي من تكون شريكًا أمينًا، تصون الزوج وترعى البيت وتربي الأبناء على الأخلاق الحميدة. ويُضاف إلى الدين الاعتبار للعائلة والنسب والشرف، حيث يتمتع الأبناء بتوارث هذه القيم من آبائهم وأمهاتهم، بما يعزز انتماءهم وهويتهم ويقوي صلاتهم الاجتماعية.

ويجب على الشاب عند اختياره لشريكة الحياة أن يسعى لتكامل القيم بينهما، حيث إن الزوجة الصالحة تسهم في بناء أسرة متكاملة، ترتكز على الاحترام المتبادل والتعاون. فالمرأة الصالحة هي التي تجعل من بيتها بيئة محفزة للخير والطاعة، تربي أولادها على قيم العفة، وترشدهم للاحترام، وتساهم مع زوجها في تحقيق التوازن العاطفي والروحي داخل الأسرة. إنها الزوجة التي تشارك زوجها في بناء الحياة، تقف إلى جانبه في أوقات الفرح والشدة، تقدم الدعم، وتحرص على إسعاده ورفعة شأنه، وتكون أمينة على أسرار بيتها، ومربية لأولادها على الفضائل والإحسان.

وفي ضوء ذلك، ينشأ تساؤل عن ماهية الزواج؛ هل هو نصيب أم اختيار؟ إن الإسلام يمنح الإنسان حرية الاختيار، ويحثه على إعمال العقل، إذ يبدأ الأمر بالبحث والتأني في القرار، لأن الاختيار الواعي يثمر سعادة دنيوية وراحة نفسية. تأتي بعد ذلك مسألة "النصيب"، وهي التي تعني توفيق الله لعبده بما قد كُتب له. فالزواج إذن يتداخل فيه الاختيار بالنصيب، حيث يختار المسلم الزوجة التي تحقق له سعادته الدينية والدنيوية، ثم يرضى بما قسمه الله له، سعيًا للبركة في حياته الزوجية. وقد نرى في حياة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مثالاً جليًا على هذا، حيث اختار السيدة خديجة رضي الله عنها رغم فارق العمر بينهما، إذ كانت صاحبة نسب ومال وعقل راجح، وقد أثبتت الحياة أنها كانت نعم الشريكة والداعمة لرسالة النبي ومشروعه الدعوي.

لكن، إذا نظرنا إلى واقعنا الحالي، نجد أن الزواج لم يعد يسير بنفس السهولة، بل أضحت بعض العوامل العصرية تعوقه، مما يدفع الكثير من الشباب إلى العزوف عنه. فارتفاع المهور والمبالغة في متطلبات الزواج جعلت من الصعب على الشباب تحقيق هذه الخطوة. كما أن الانفتاح الكبير والتغيرات الاجتماعية باتت تؤثر في نظرتهم إلى الزواج، إذ يرى البعض أن الزواج عبء ثقيل بسبب الأعباء الاقتصادية المتزايدة. وفي الوقت نفسه، يؤثر تراجع الحياء وانتشار التبرج بشكل كبير على الشاب الذي يبحث عن فتاة ملتزمة وملتزمة بالأخلاق الإسلامية. إننا نرى فتيات كثيرات يتميزن بالعفاف والالتزام، لكن ضجيج وسائل التواصل وتضخيم مظاهر الحياة المادية باتت تلقي بظلالها على نظرة البعض للزواج.

لذلك، يجب على الشاب الذي ينوي الزواج أن يدرك أنه قادر، بتوجيهه وحكمته، على إنشاء بيئة أسرية صحية ومستقرة، وأن عليه أن يختار شريكته بعناية وفقًا للقيم الإسلامية الصحيحة، دون الالتفات إلى بعض الأنماط الشاذة التي تعكس ثقافات غير مناسبة. ولا يجب أن يغيب عن باله أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تعكس بالضرورة الواقع الحقيقي لكثير من الأسر، وأن ما نراه من نماذج غير سوية قد تكون حالات شاذة خارجة عن السلوك المعتاد، وأن الحل يكمن في التركيز على بناء أسرة تتبع القيم الأخلاقية وتعمل على تحقيق الاستقرار النفسي لأفرادها.

وإلى الفتيات، أوجه رسالة صادقة؛ لتعلم كل فتاة أن التقوى وحسن التربية هما زادها الحقيقي في الحياة. على الفتاة أن تدرك أن نصائح والديها نابعة من حب وخوف عليها، خاصة في هذا الزمن الذي تكثر فيه المغريات. إن حب الأب لابنته يدفعه إلى توجيهها نحو الصواب، حتى وإن بدا ذلك قسوة أو تقييدًا، إلا أن الحقيقة هي أن الأب هو أكثر من يخشى عليها من الزلل. فلا ينبغي للفتاة أن تفسر حرص والدها على مظهرها وخلقها كنوع من التضييق، بل أن تنظر إليه كعناية وحرص منه على سعادتها وحمايتها. كما أن المرأة الحكيمة تستمع إلى نصائح من حولها، وترى في إرشادات والديها دعائمًا تساعدها على بناء شخصيتها بشكل أفضل.

أما إلى الشباب، فتقوى الله في دينهم وأسرهم هي السبيل لضمان حياة كريمة ومليئة بالحب والسعادة. فكل أب وأم يحلمان برؤية أبنائهما وقد وفقهم الله في تكوين أسر صالحة، وهي من أعظم الفرحة التي قد تشعر بها العائلة. على الشاب أن يسعى للاقتران بزوجة صالحة، تساهم في بناء هذه الحياة، وتعينه على تحقيق الطاعة وتوفير الدعم العاطفي والروحي. ولا يخفى أن الزواج يحقق مقصدًا شرعيًا عظيمًا، فهو مدعاة للنسل الطيب والإكثار من أفراد المجتمع الصالح، كما جاء في الحديث الشريف: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم يوم القيامة"؛ فالزواج يمنح الإنسان الطمأنينة والسكينة، ويتيح له الفرصة لتأسيس أسرة تكون رافدًا قويًا للأمة الإسلامية، وداعمًا للمجتمع.

وفي الختام.. يبقى الزواج عملية تجمع بين النصيب والاختيار. فعلى الشاب أن يسعى لاختيار شريكة حياته وفقًا للقيم الإسلامية، وبنظرة شاملة تتجاوز المظاهر السطحية. وكذلك على الفتاة أن تبحث عن الزوج الذي يصونها ويحترمها، وتكمل معه رحلة الحياة على أسس من المودة والرحمة. وعندما يجتمع الزوجان على طاعة الله، ويسعيان لتحقيق أهداف مشتركة، فإنهما يبنيان بيتًا صالحًا يكون لبنة قوية في بناء مجتمع إسلامي يقوم على الاحترام والتآزر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دار الإفتاء المصرية: التشدد في منع التوسل بالنبي والأولياء تضييق على الناس

أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز التوسل بالنبي والأولياء ما دام على سبيل التقرب إلى الله تعالى، والتشدد في هذه المسائل فيه تشديد على الناس.

وقالت دار الإفتاء إن في منشور عبر الصفحة الرسمية بـ موقع «فيس بوك»: التوسل بالنبي مشروع.. والتشدد في منعه لا يستند إلى دليل شرعي صحيح.

وأضافت الإفتاء: التوسل بالأولياء جائز، ما دام على سبيل المحبة والتقرب إلى الله، والتشدد في هذه المسائل فيه تضييق على الناس.

مفتي الجمهورية في حديثه الرمضاني مع الإعلامي حمدي رزق

يذكر أن الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أكد أن انتصارات العاشر من رمضان تُعَدُّ من المحطات التاريخية العظيمة التي غيَّرت مسار الأمة الإسلامية وأعادت لها عِزَّتها وكرامتها، مشيرًا إلى أن شهر رمضان المبارك يمثل دائمًا بوابة للانتصارات في التاريخ الإسلامي والعربي قديمًا وحديثًا.

جاء ذلك خلال حديثه في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية "صدى البلد"، حيث شدَّد فضيلته على أهمية التذكير بهذه الانتصارات العظيمة، محذرًا من محاولات التقليل من قيمتها عبر حملات منظمة تسعى لخلق حالة من الهزيمة النفسية لدى العرب والمسلمين.

وحذَّر فضيلة المفتي من المحاولات المتعمدة التي تستهدف التقليل من قيمة هذا النصر العظيم، مشيرًا إلى أن هناك حملات منظمة تسعى لخلق حالة من الهزيمة النفسية لدى العرب والمسلمين. وقال: "لا يخفى على أحد أننا أمام محاولات مستمرة لتشويه هذه المعركة التي شرفت العرب والمسلمين، وذلك عبر تقديمها في صورة ثانوية بعيدة عن الحقيقة".

وأضاف أن مثل هذه الدعوات تأتي في إطار خطة ممنهجة لضرب الروح المعنوية للأمة، مؤكدًا أن الانتصار لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة لحسن الإعداد والتنظيم الدقيق، وهو ما يرسخ مبدأ "الجزاء من جنس العمل" الذي أكدته الشريعة الإسلامية.

واستشهد فضيلة المفتي بالآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18]، موضحًا أن "الغد" في هذه الآية لا يقتصر على يوم القيامة، بل يشمل التخطيط لمستقبل الأمة في الدنيا، وهو ما تحقق بالفعل في انتصار العاشر من رمضان.

وأشار إلى أن البعض وصف هذا الانتصار بأنه "بدر الثانية"، نظرًا لما شهده من معاني الإيمان والعزيمة، مشيرًا إلى أن "حرارة الإيمان" هي التي دفعت المقاتلين في تلك المعركة للبذل والتضحية في سبيل الله والوطن.

وأكد فضيلة المفتي أن دعم الملائكة للمؤمنين في معاركهم هو حقيقة ثابتة في القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن الله تعالى أيَّد المسلمين في بدر الأولى، وأعاد هذا التأييد في العاشر من رمضان. واستشهد بقول الله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال: 12]، مؤكدًا أن هذا التأييد الإلهي يمنح المؤمنين قوة تتجاوز إمكانياتهم البشرية.

وأوضح أن تكبيرات "الله أكبر" التي رددها الجنود خلال المعركة لم تكن مجرد هتافات، بل كانت تعبيرًا عن الثقة بأن الله أكبر من أي قوة، وأكبر من أي جيش، وهي الصيحة التي بثَّت الرعب في قلوب الأعداء، وأعادت للأمة كرامتها وعزتها.

وأشار فضيلة المفتي إلى أنَّ حب الشهادة كان أحد أسرار انتصار المسلمين في معاركهم عبر التاريخ، مشيرًا إلى أن الشهادة في سبيل الله تمثِّل أعلى مراتب الإيمان، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله».

وأضاف أن القرآن الكريم يؤكد على علو منزلة الشهداء بقوله: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 171]، وهو ما يجعل المسلم يتطلَّع إلى هذه المرتبة العظيمة ويبذل في سبيلها كل غالٍ ونفيس.

وفي نهاية الحلقة أجاب فضيلة مفتي الجمهورية عن عدد من أسئلة المشاهدين، وكان أولها عن ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج بسبب الظروف الاقتصادية، حيث أشار فضيلة المفتي إلى أن هذا الأمر يمثل تحديًا كبيرًا يستوجب تدخُّل المؤسسات الدينية والعلمية والإعلامية لمعالجته.

وقال فضيلته: "إن انتشار هذه الظاهرة يؤدي إلى نتائج سلبية خطيرة، إما في صورة انتكاسة للفطرة وانحراف في السلوك، أو في صورة انتشار العنوسة وتأخُّر سن الزواج، وكلا الأمرين له آثار مدمرة على المجتمع من الناحية الأخلاقية والاقتصادية".

كما بيَّن كيف أن الإسلام سهَّل إجراءات الزواج، ولم يجعل عليه قيودًا أو أعباء مالية تثقل كاهل الشباب، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».

وأوضح فضيلته أن الزواج في الإسلام ليس مجرد ارتباط اجتماعي، بل هو علاقة تحقق السكن والمودة والرحمة، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].

وأكد أن العادات والتقاليد المغلوطة هي التي أصبحت تكبِّل الآباء والأبناء معًا، بينما الشريعة الإسلامية جعلت الزواج أمرًا يسيرًا قائمًا على أساس الدين والخلق.

وأضاف فضيلة المفتي أن الزواج لا يتعارض مع الرزق، بل قد يكون بابًا لتوسيعه، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاثة حق على الله عونهم، وذكر منهم الناكح الذي يريد العفاف".

وتابع: "لكننا للأسف نتغافل عن هذه المعاني العظيمة، ونركز فقط على الأعراف والعادات التي ظلمت الشباب والفتيات معًا، وأصبحت عائقًا أمام تكوين الأُسر".

وفي ردِّه على سؤال حول أهمية التوافق الاجتماعي والاقتصادي في الزواج، أكد المفتي أن الكفاءة بين الزوجين من العوامل الأساسية لنجاح الزواج، مشيرًا إلى أن الفجوة الكبيرة بين الزوجين في هذه الأمور قد تؤدي إلى مشكلات تهدِّد استقرار الأسرة، قائلًا: "عدم التكافؤ قد يؤدي إلى حياة غير مستقرة، بل قد يعجِّل بالانفصال ويعرِّض الأبناء للضياع، مما قد يفرز سلوكيات غير سليمة تؤثر على المجتمع بأسره".

وفيما يتعلَّق بتكاليف الزواج والمهر، أوضح فضيلته أن الإسلام لم يمنع إعطاء المهر بصورة كبيرة ما لم يكن ذلك سببًا في عزوف الشباب عن الزواج أو يشكل عبئًا عليهم. وأضاف: "إذا كان الله تعالى قد وسَّع على الإنسان، فلا حرج أن يوسع في المهر، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك عائقًا يحول دون إتمام الزواج".

وعن كيفية تعامل الزوجة مع زوج قاسٍ بعد وفاته، شدد المفتي على ضرورة التحلي بالتسامح واستحضار القيم الدينية، قائلًا: "الله تعالى أمرنا بالعفو والصفح، كما في قوله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22]، وهذا النهج النبوي في التعامل مع الآخرين هو الذي جعل حبه صلى الله عليه وآله وسلم يدخل قلوب كل الناس، حتى أعدائه. فعلى الزوجة أن تتذكر أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، وأنها مليئة بلحظات الخير والشر، والقسوة والرحمة، فعليها أن تغلب الجوانب الإيجابية وتحسب ذلك عند الله تعالى".

وفي حديثه عن الامتناع عن توريث الأخوات، خاصة البنات، أكد المفتي أن هذا السلوك يعد من كبائر الذنوب، مشددًا على أن حرمان المرأة من الميراث هو اعتراض على حكم الله وظلم بيِّن، قائلًا: "النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله قسم لكل ذي حق حقه فلا وصية لوارث»، ومن يُقدِم على منع الميراث يعترض على حكم الله، بل ويُعرِّض نفسه للعذاب في الآخرة"، لافتًا إلى أن الله تعالى قال في كتابه العزيز: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14]، مما يدل على خطورة هذا الفعل.

وفيما يتعلق بحكم تزويج المطلقة لنفسها دون ولي، أوضح فضيلة المفتي أن هذه المسألة محل خلاف بين العلماء، فمنهم من أجازها ومنهم من منعها. وأضاف: "لكن القضية لا تتوقف عند الحكم الشرعي فقط، بل تمتد إلى الأعراف والتقاليد المجتمعية، حيث يجب مراعاة ما جرى عليه العرف حتى لا تتعرض المرأة أو الأسرة للقيل والقال".

وأشار فضيلته إلى أن الشريعة الإسلامية اشترطت الولاية والإشهاد والإعلان لضمان صحة الزواج، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا نكاح إلا بوليٍّ وشاهدَي عدل»، موضحًا أن المرأة العاقلة الرشيد إذا عقدت زواجها بنفسها مع استيفاء الأركان الأساسية، فلا حرج، لكن ينبغي مراعاة العادات الاجتماعية حتى لا يكون ذلك سببًا في التشكيك أو الطعن في شرفها أو سمعتها.

مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بذكرى انتصارات العاشر من رمضان

مفتي الجمهورية يشيد بجهود القيادة المصرية في الدفاع عن شعب فلسطين

مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك

مقالات مشابهة

  • مسن يروي قصة حرمانه من الزواج بسبب العين .. فيديو
  • نص المحاضرة الرمضانية الـ 11 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
  • والدي الذي لم يلدني.. او قصة حياتي..
  • حقيقة إعفاء الميت من عذاب القبر في شهر رمضان.. اعرف رأي الدين
  • حماس : نتعامل بإيجابية ومسؤولية بشأن المفاوضات بالدوحة
  • الشيخ السليمان يوضح أحكام نطق كلمة الطلاق ..فيديو
  • الأنبا فام يشهد كورس المقبلين على الزواج بإيبارشية شرق المنيا
  • دار الإفتاء المصرية: التشدد في منع التوسل بالنبي والأولياء تضييق على الناس
  • «في ركعة الوتر الأخيرة».. وفاة شاب أثناء صلاة التراويح بالمنيا
  • ميثاق غليظ