جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-01@03:29:52 GMT

شعب يعشق كرة القدم

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

شعب يعشق كرة القدم

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

 

تُعد كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم وهو ما يعكسه الاهتمام المتزايد بالفعاليات الكروية المختلفة سواء كأس العالم أو البطولات الأوروبية المختلفة أو البطولات القارية، أو حتى الإقليمية كما هو عليه الحال في الخليج والبطولة الخليجية.

وهذا الاهتمام يأتي على نطاق المنتخبات أو الأندية، بالتالي تجد عشقا متزايدا للشعوب لهذه اللعبة ينعكس ذلك إضافة إلى تشجيع منتخبات بلدانهم وأنديتهم المحلية فإنهم يشجعون أسماء لمنتخبات عالمية أو أندية أخرى خاصة الأندية الأوروبية التي تعد بطولاتها الأشهر والأكثر متابعة من جميع أنحاء العالم.

ولا يختلف الحال في بلادي؛ حيث يعشقون كرة القدم حتى الثمالة ويتابعون كل ما يتعلق به في وسائل الإعلام والقنوات وتعج وسائل التواصل الاجتماعي بالمجموعات المخصصة لمتابعة أخبار كرة القدم، فهذه المجموعة مخصصة لمشجعي هذا النادي والأخرى مخصصة للنادي الآخر المنافس وهكذا، بل إنهم يتحدثون عن كرة القدم في كل مكان وفي أي فرصة في البيوت في العمل في المجالس وفي المناسبات الاجتماعية.

وتجد بخلاف تلك الفئات التي تمارس كرة القدم في الأندية وفرق الحواري، تجد فئات أخرى في مختلف الأعمار يمارسون كرة القدم في السكك في الأزقة في الشواطئ الممتدة في الولايات الساحلية، فكرة القدك عندهم شغف ليس مثله شغف.

في المقابل، وقياسًا على هذا العشق، فإنَّ الاتحاد العُماني والذي تأسس في عام 1978، يعني منذ قرابة حوالي 47 عاماً، قد حققت كرة القدم العُمانية، بطولتين إقليميتين على مستوى دول الخليج ونالت بعض المراكز الشرفية في بطولات المراحل السنية،ولم تصل كرتنا إلى بطولة كأس العالم أو الأولمبياد أو حتى المنافسة على بطولة آسيا القارية، وحتى على مستوى الأندية، البطولة القارية الوحيدة أحرزها نادي السيب على المستوى الثاني من البطولة وليس المستوى الأول وهو كأس الاتحاد الآسيوي للأندية بمسماه السابق، وكذلك حصول نادي فنجا في فترة الثمانينات من القرن الماضي على بطولة ما يسمى سابقًا بكاس أندية مجلس التعاون.

لذا.. نقول إن كرة القدم معشوقة الجميع هنا في هذا البلد جميع الأعمار رجالهم؛ بل وحتى نسائهم، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني فتجد الجميع أثناء مشاركات المنتخب في المنافسات المختلفة ولا يستطيع الحضور في الملعب، يتسمر أمام جهاز التلفاز ليتابع المنتخب، تجد الشوارع وقد خلت من المارة والكل يرجئ كل شي لكي يتابع المنتخب وإذا فاز المنتخب تجد فرحة عارمة في كل البيوت، و إذا كان الأمر يتعلق بالفوز ببطولة كما هو الحال أثناء منافسات بطولة الخليج فتخرج الجماهير بمسيرات الفرح بالشوارع وتكرر هذا الأمر عدة مرات.

لكن ودون جلد الذات ودون أن نرسم ذاك السواد القاتم عن اليوم والغد، وحتى لا نجامل كذلك، فإننا نعرف أن هذا العشق لا يُقابل بنفس الآمال والطموحات، وقد يذهب البعض ويعزي السبب فورا إلى عدم توافر الإمكانيات.

لكن ماذا إذا ما عملنا وخططنا وفق هذه الإمكانيات المتاحة، صحيح أن كرة القدم أصبحت صناعة حالها حال الأنشطة الاقتصادية وتدر اموال بالملايين على الأندية في بعض دول العالم وتخلق وظائف للقطاعات المتعلقة بهذا النشاط، من دخول بيع اللاعبين ودخول بيع تذاكر المباريات ودخول مكافاءت المشاركات في البطولات أو الفوز باحد المراكز، وكذلك من دخول أموال حقوق البث المباشر والإعلانات وتخلق وظائف كثيرة غير مثل تلك المتعلقة بالإدراة التنفيذية وإدارة المرافق للأندية، وكذلك الوظائف المتعلقة بوكلاء اللاعبين، والعاملين في القنوات الرياضية والمحللين، ووظائف مكاتب السفر والسياحة فهناك مدن كثيرة في أوروبا تعتمد في دخلها من السياحة على وجود بعض الأندية في مدينتها.

السؤال: لماذا لا نعمل وفق ما يمكن عمله في ظل ما نملكه من إمكانيات، ومنها على سبيل المثال ما يلي:

حوكمة الأندية؛ فلاتزال الأندية تدار بعقلية السبيعنات من القرن الماضي، من المتطوعين وأعضاء مجلس الإدارة وخلط بين التوجيه والإشراف وبين ادوات التنفيذ دون رؤي واضحة للمسؤلية، وبالتالي  لابد من وجود بعض الوظائف الثابتة في هذا الأندية، حتى لو ساهمت الجهات المختصة بالتوظيف في هذا الجانب من باب خلق فرص اعمال للباجثين عن عمل. الاهتمام بالمدارس والأكاديميات الكروية في الأندية؛ فهي البيئة الحاضة للمواهب،فالأندية بحاجة ملحة للمواهب ولا تحتاج الكثير هذه المدارس الكثير من الامكانيات والمصاريف  فهناك الكثير من العُمانيين من حملة المؤهلات يمكن الاستعانة بهم والبنية التحتية لمعظم الأندية موجودة والاحتياجات الباقية بسيطة  لا ترهق موازنة هذه الأندية. العمل على عودة الجماهير الى المدرجات، عن طريق دراسة الاسباب الحقيقة وراء عزوف هذه الجماهير فالجماهير هي من تخلق روح جديدة للمنافسة وابراز المواهب وبذل الللاعبين المزيد من الجهد أثناء المنافسات. تشجيع الاحتراف الخارجي؛ فالاحتراف أحسن وسيلة لصقل المواهب واكتساب الخبرات والاستفادة من الإمكانيات في الأندية الخارجية شريطة اختيار الأماكن المناسبة للاحتراف. وقف التذمر والتعذر يالامكانيات؛ لأننا نملك المواهب ويمكن العمل بهذه الميزة ونبني عليها في ورقة التطوير والمنافسة، ولدينا بيئة حاضنة وعاشقة لكرة القدم. اكتشاف المواهب؛ من خلال تعين كشَّافين في كل محافظة أو ولاية، وتنظيم هذا العمل وفق مرجعية ادارية ترتبط بنمظومة كرة القدم. الاهتمام بمنتخبات المراحل السنية وتكوين منتخب رديف للمنتخب الاول يعين له جهاز فني يرحل اليه من الفئات السنية ومن يراه الجهاز الفني مناسب، يكون له حضور وبرنامج محدد طول الموسم ويشارك في مناسبات ودية محليا ودوليا ويكون رافدا للمنتخب الاول. وضع خطة طويلة الاجل تتضمن محاور عدة لتطوير الكرة العُمانية مبنية على الامكانيات المتاحة وأهم محاورها تطوير وصقل المواهب. إقامة دوري المحافظات، تشارك فيه الأندية بلاعبي الرديف ويمكن مشاركة عدد محدد من لاعبي الفريق الاول في كل مباراة لاعتبارات فنية وجماهيرية و يحضى هذا الدوري بالمتابعة من جميع المعنين بالمنتخب واجهزته الفنية. تبنِّى المواهب الصغيرة والتعاقد مع إحدى الأكاديميات العالمية تتبنى هذه المواهب وفق شروط محدده، على أن تضع ضوابط لاختيار هذه المواهب.

وفي الختام.. إنَّ ما دفعنا للكتابة عن هذا الموضوع، هو ذلك الشعور بالإحباط الذي نلمسه من الكثير من الجماهير عن الحال الذي وصلت إليه الكرة العُمانية من تراجع وضعف في النتائج.. لكن يبقى الأمل أن غدًا سيكون أجمل، وسنفرح- بإذن الله- ويبقى منتخبنا الأحمر تجسيدًا لمعاني العشق والجنون لدى الكثيرين من المحبين، رغم بعض الصعاب.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

آلاف الجماهير تتوافد على إستاد القاهرة لحضور مباراة الأهلي والعين

توافد الآلاف من جماهير النادي الأهلي على استاد القاهرة استعدادا لحضور مباراة الأهلي مع فريق نادي العين الإماراتي في مباراة تقام على كأس «أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي لكرة القدم» «FIFA African-Asian-Pacific Cup»، والمقامة في إطار بطولة كأس القارات «انتركونتيننتال»، والتي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم «Fifa».

وحملت الجماهير الحمراء الأعلام الخاصة بالقلعة الحمراء وتيشيرتات النادي الأهلي.

يلتقي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي الثامنة مساء اليوم الثلاثاء باستاد القاهرة، مع فريق نادي العين الإماراتي في مباراة تقام على كأس «أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي لكرة القدم» «FIFA African-Asian-Pacific Cup»، والمقامة في إطار بطولة كأس القارات «انتركونتيننتال»، والتي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم «Fifa».

تقام بطولة كأس القارات «انتركونتيننتال» للمرة الأولى بين أبطال القارات في العالم، واستحدثت بدلاً عن بطولة كأس العالم للأندية والتي كانت تقام أيضاً بين أبطال القارات، وتوقفت بنهاية عام 2023، وتغير نظامها لتقام كل أربعة سنوات بين 32 نادياً، وتقام نسختها الأولى بالولايات المتحدة الأمريكية صيف العام القادم 2025.

وتقام البطولة بنظام مختلف عن بطولة كأس العالم للأندية في نسخها السابقة، حيث يلتقي في الدور الأول بطل الباسيفيك «أوقيانوسيا» مع بطل دوري أبطال آسيا، والفائز منهما يلعب مع بطل دوري أبطال أفريقيا على كأس أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي لكرة القدم «FIFA African-Asian-Pacific Cup»، ويتقابل الفائز منهما مع الفائز من ديربي الأمريكيتين بين بطل أمريكا الجنوبية «ليبرتادوريس» وبطل أمريكا الشمالية والوسطى «كونكاكاف»، ويحصل الفائز على كأس «التحدي»، ويصعد ليلاقي بطل دوري أبطال أوروبا للمنافسة على الفوز بلقب كأس القارات «انتركونتيننتال».

وفي الدور الأول للنسخة الأولى هذا العام، فاز العين الإماراتي بطل دوري أبطال آسيا، على أوكلاند سيتي  بطل الباسيفيك «أوقيانوسيا» بنتيجة 6-2، وصعد ليلعب مع الأهلي بطل دوري أبطال أفريقيا للفوز بكأس أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي لكرة القدم «FIFA African-Asian-Pacific Cup»، ويصعد للدور الثاني، ليلعب في العاصمة القطرية الدوحة يوم 14 ديسمبر القادم مع الفائز من مباراة دربي الأمريكيتين المقامة بين بطل أمريكا الجنوبية «ليبرتادوريس» وباتشوكا المكسيكي بطل أمريكا الشمالية والوسطى «كونكاكاف»، والتي ستقام بالدوحة يوم الأربعاء 11 ديسمبر القادم، والفائز يصعد لنهائي كأس القارات "انتركونتيننتال" ليلعب مع ريال مدريد بطل دوري أبطال أوروبا بالدوحة يوم 18 ديسمبر القادم.

المباراة هي الأولى للأهلي مع العين الإماراتي في بطولة عالمية، لكن سبق للأهلي أن لعب مع أبطال آسيا في بطولة كأس العالم للأندية على النحو التالي:

- في كأس العالم للأندية 2005 لعب مع اتحاد جدة السعودي وخسر 0-1.
- في كأس العالم للأندية 2012 لعب مع سانفريس هيروشيما الياباني وفاز 2-1.
- في كأس العالم للأندية 2013 لعب مع جوانزجو إيفرجراند الصيني وخسر 0-2.
- في كأس العالم للأندية 2020 لعب مع الدحيل القطري وفاز 1-0.
- في كأس العالم للأندية 2022 لعب مع الهلال السعودي وفاز 4-0.
- في كأس العالم للأندية 2023 لعب مع اتحاد جدة السعودي وفاز 3-1.
- في كأس العالم للأندية 2023 لعب مع أوراوا ريد دياموندز الياباني وفاز 4-2.

لعب الأهلي سبع مباريات، فاز في خمس مباريات وخسر مباراتين، أحرز لاعبوه أربعة عشر هدفاً وسكنت شباكه سبعة أهداف.

464341981_895282089451220_7840622096004281135_n 464625445_577579808072517_7644217922456636549_n 464762621_895282086117887_121795471775960184_n 464863640_895282079451221_1328306907312898913_n 464909356_895282076117888_7522620438500695357_n 464938379_1082418667220543_2397315476048828284_n 464939575_895282122784550_4278213652932400959_n 464955869_18465264571056864_4084358192709618661_n 464956095_895282082784554_6131645521251418208_n 465009875_577579721405859_5966191978925073368_n 465037267_895282092784553_5501259038792966482_n 465064930_541044692027087_8945981033262170450_n 465066927_1082418623887214_3780638184930043536_n

مقالات مشابهة

  • لقجع: المغرب سيستضيف كأس العالم للفوتسال 2028 ومونديال الأندية 2029
  • سحب قرعة بطولة كأس العالم لسداسيات كرة القدم
  • مارادونا.. أسطورة لا تموت
  • رودري أفضل لاعب في العالم 2024.. تتويج غير متوقع يُثير الجدل
  • زعيم الأندية العربية.. تعليق مفاجئ من خالد الغندور بعد فوز الأهلي على العين
  • “شوشع” يصبح واجهة الأندية العالمية على مواقع التواصل الإجتماعي
  • قبل مباراة العين التاريخية .. سجل مواجهات الأهلي أمام بطل آسيا بمونديال الأندية
  • آلاف الجماهير تتوافد على إستاد القاهرة لحضور مباراة الأهلي والعين
  • دييجو فورلان: بطولة كأس العالم للأندية ستكون ممتعة للغاية