عصيان الكتابة.. "من اشتهى الخمر فليزرع دواليها"!
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
د. سليمان بن خليفة المعمري
كثيرًا ما يعرض الناس صفحًا عن الكتابة وتستثقلها نفوس الطلبة والدارسين، وقد لا حظت أثناء تقديمي للعديد من الدورات التدريبية أن أكثر الأنشطة التدريبية التي يحجم المتدربون عن المشاركة فيها هي الكتابة، كما لاحظتُ ذلك أثناء إجراء البحوث العلمية؛ إذ قلما يستجيب المبحوثون لأسئلة الاستبانات التي تحتاج إلى كتابة.
وفي إحدى الاستبانات التي قمت بتطبيقها مؤخرا رغم قصرها الشديد (على رأي أحد المستجيبين)؛ إذ كانت تتضمن خمسة أسئلة اختيار من متعدد، منها سؤالان فقط تضمنا خيار (أخرى) وطُلب من المستجيبين كتابة تعليقا إضافيا في حال تم اختيار هذا الخيار، ورغم اختيار نسبة (6.01%) من أصل (268) شابا وشابة؛ أي ما يقارب (28) شابا وشابة لهذا الخيار، إلّا أن أيًّا منهم لم يكتب تعليقًا حول اختيارهم هذا، كما إن هناك- للأسف- من يُعد الواجبات الدراسية المنزلية (عقابًا)، رغم أن العديد من مدارس علم النفس- وخاصة ذات التوجه المعرفي السلوكي- ترى أن الواجبات المنزلية أحد أسس العلاج التي يجب على المسترشدين الالتزام بها لإحراز التقدم المنشود إزاء حالتهم النفسية، فلا يكفي المرء أو الطالب أو المتدرب أن يحضر الجلسة العلاجية او الدورة التدريبية أو الصف الدراسي ليحصد ثمرة حضوره ما لم يبذل الجهد ويتحلى بالصبر والإرادة والعزيمة والالتزام، وقد صدق من قال "العلم صيد والكتابة قيده، قيد صيودك بالحبال الواثقة".
والواقع إن الكثير من الشواهد تشير إلى إن الكتابة ارتبطت ارتباط وثيقا بتقدم الحضارات وازدهار الأمم، فهي بالإضافة إلى أهميتها المعروفة في التدوين والتواصل بين الناس فإن لها قيمة فنية ودينية كبيرة، وقد وردت كلمة (كتب) في القرآن الكريم حوالي 260 مرة، كما نوه القرآن الكريم بالقلم كأحد أدوات الكتابة في قولة تعالى"ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ" (سورة القلم، 1)، ولطالما كانت الكتابة علة شفاء العليل، ولطالما حفظت لنا خبرات الحياة وأسرارها بدلا من ضياعها في زوايا النسيان؛ بل إن هناك العلاج النفسي القائم على استحضار وسرد الذكريات عبر " الاجترار الإيجابي" لماضي الإنسان وتذوق حلاوة إنجازاته.
وقد كتب جراهام جرين في طرائق الهروب" إن الكتابة نوع من العلاج النفسي، حتى إنني أحيانا أتساءل عن أولئك الذين لا يكتبون، ولا يرسمون، وربما لا يؤلفون الموسيقى، كيف يدبرون أمرهم، وكيف يهربون من الجنون، والسوداوية، والفزع والمخاوف" لذا على المرء أن يعتصم بالصبر والتحمل لمواجهة عصيان الكتابة ليجني ثمرة الكفاح والعمل والاجتهاد.
الكثير من النتاج البشري الأدبي والفني والعلمي والدراسي الذي نشاهده اليوم ما هو إلا حصيلة الكتابة والولوج إلى هياكل الابداع والصفاء الإنساني، وإن على الناشئة وطلبة العلم إذا ما أرادوا شق طريق المجد والفوز باعتلاء منصات العلم وحيازة قصب السبق في مسيرة العلم المشرقة أن يجعلوا من فعل الكتابة متعتهم التي لا ينفكون عن ممارستها ولا يتوقفون عن مقارفتها ليضمنوا السيادة والريادة في مجالات العلم الثقافية والأدبية والتقنية والفنية وقد صدق من قال: "فالعلم في السطور.. يسري إلى الصدور".
متذكرين على الدوام، أن الوصول إلى ذرى المعالي يحتاج إلى الكثير من المعاناة والتحدي والالتزام، وكم أصاب أمير شعراء المهجر إيليا أبو ماضي حين قال:
لا شيء يدرك في الدنيا بلا تعب
من اشتهى الخمر فليزرع دواليها
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الدكتور عمرو سكر محاضراً في اليوم الثاني من الدورة التدريبية لتليفزيون «الوفد»
واصلت مؤسسة الوفد، فعاليات برنامجها التدريبي التحضيري لتأهيل الصحفيين ورفع قدراتهم للعمل بتليفزيون الوفد، الذي من المقرر تدشينه رسمياً خلال الأيام القليلة القادمة.
وحاضر في اليوم الثاني من التدريب، الدكتور عمرو سكر، أستاذ إدارة الأعمال، واستشاري التنمية المستدامة والإدارة الإستراتيجية، وشهدت الفعاليات حضوراً مكثفاً.
وقدم "سكر"، تدريباً عملياً ونظرياً لتنمية مهارات العرض والتقديم والتحدث أمام الجمهور وكيفية إدارة حوار ناجح. واستعرض العديد من النماذج الإدارية الناجحة.
قريباً.. انطلاق تليفزيون الوفد
كانت مؤسسة الوفد قد أطلقت أمس برنامجها التدريبي التحضيري لتأهيل الصحفيين ورفع قدراتهم للعمل بتليفزيون الوفد المقرر انطلاقه قريباً، بحضور الكاتب الصحفي عاطف خليل، رئيس تحرير الوفد، والكاتب الصحفي ياسر شورى، رئيس التحرير التنفيذي والمشرف على بوابة الوفد الإلكترونية، والكاتب الصحفي باسل الحلواني، نائب رئيس التحرير والمشرف العام على تليفزيون الوفد.
ويعد «سكر»، أحد أبرز المدربين المحترفين في مجال المهارات الإدارية للعديد من المؤسسات، ويتمتع بخبرة واسعة خاصةً في الإدارة وريادة الأعمال والإدارة الإستراتيجية والتنمية المستدامة، وعمل مع العديد من المنظمات الدولية المختلفة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والمعونة الأمريكية، وقدّم مساهمات في استراتيجيات تطوير الأعمال والاستدامة بقطاعات متعددة.
ويُعرف بقيادته المتميزة سواء في المجال الأكاديمي أو في عالم الأعمال، إذ فقد عمل أستاذاً مساعداً في جامعات عديدة، وركّز على مجالات الإدارة وريادة الأعمال والتنمية المستدامة، كما نشر العديد من الأوراق البحثية والكتب حول القيادة والسلوك التنظيمي والإدارة الإستراتيجية. وقد ساهم عمله في تعزيز التغيير وتحسين أداء الشركات في جميع أنحاء مصر والشرق الأوسط.
ويُعدّ "سكّر"، خبيراً في تطوير الأعمال ولديه إنجازات كبيرة في زيادة المبيعات وتوسيع أسواق الشركات في المجال الطبي. وقد لعب دوراً محورياً في نمو العديد من المؤسسات، حيث نجح في اختراق الأسواق في أمريكا اللاتينية وأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط